LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يطرد من الهيكل الباعة والصيارفة ويقول لهم لا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

الياس بجاني/السيدة سوزان الحاج وضرورة محاسبتها بالقانون وبعدل

الياس بجاني/المارونية السياسية وحقد وغباء اعداء لبنان

الياس بجاني/جماعة الصفقة الخطيئة قفزوا فوق دم سمير قصير وفوق دماء كل الشهداء

الياس بجاني/عمى أصحاب شركات الأحزاب وأغنامهم انجلياً

الياس بجاني/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

الياس بجاني/خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع اللواء أشرف ريفي من قناة سكاي نيوز يشرح من خلالها خلفيات وحيثيات الجريمة الإرهابية التي شهدتها طرابس وأوقعت 4 شهداء من الجيش والدرك

مراسم تشييع الملازم أول الشهيد حسن فرحات الخميس في برعشيت

الجيش وأهالي بلدة رويسات شيعوا المجند الشهيد ابراهيم محمد صالح فاضل ممثلا وزير الدفاع وقائد الجيش: لا تهاون في الحفاظ على أمن المواطنين

خليل حلو: باسيل وسليم عون يعرّضون اللبنانيين جميعهم للخطر

كلام في أحداث طرابلس/كمال يازجي

إسرائيل تتوقع محادثات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود

فاجعة جديدة.. لبناني ضحية عصابة في استراليا

الكرسي الرسولي "ينحي" فرنسوا عيد

حضرة المسؤول/الخوري كامل كامل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 4/6/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 4 حزيران 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تصريح الأسمر من بكركي... وزهر على ضريح نصرالله

اتصالات حثيثة بين «المستقبل» و«التيار» لاحتواء التصعيد

المكتب الإعلامي لنزار زكا: للابتعاد عن اي معلومات غير دقيقة قد تؤثر سلبا في مسار إطلاقه

الخارجية: إيران تجاوبت مع طلب الرئيس عون ومستعدة لتسليم زكا

سفارة روسيا: نأسف لإستعمال دور روسيا في أخبار مفبركة عن جنبلاط

اعلام المستقبل نقلا عن مصدر حكومي: الحريري رئيس كل الوزارات ولا يحتاج لدروس في الاصول من احد ومعني بالاهتمام بكل المؤسسات شاء من شاء وأبى

هدف "داعش": إلحاق العار بطرابلس

مأساة طرابلس: إياكم والاستثمار المذهبي/منير الربيع/المدن

بعد ليلة طرابلس الدامية: حزن المدينة وصفاقة السياسة/جنى الدهيبي/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي: عرض ترمب التفاوض مع الإيرانيين لن يخدعنا

 ترمب وماي: عازمون على التصدي لأعمال إيران الإرهابية

قطر تكرّر خطاب التحالف مع إيران بعد عامين من مزاعم القرصنة

عريقات يطالب العرب بمقاطعة {فريق المستوطنين الأميركي»

بومبيو يعطي تقييماً متشائماً للخطة الأميركية... والسيسي يرفض ما يرفضه الفلسطينيون

ملكة بريطانيا تمنح ترمب هدية «رمزية ومميزة»

عصيان في الخرطوم بعد مقتل معتصمين... و«العسكري» يأسف/الكباشي أعلن الحرص على سلامة المواطنين ودعا لاستئناف المفاوضات... و{قوى التغيير} ترفض إشراك الجيش في الحكم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أخي الدركي… لم يستشهد بعد/ساندي الحايك/موقع درج

رسالة عَتَب أكتبها بخَيبة إلى الرئيس ميشال عون/المحامية فرنسواز كامل

محاكمة الحاج.. إلى أين؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

باسيل- الحريري: إشتباك ثمنُه مليارات/طوني عيسى/ريدة الجمهورية

القدس في يومها الإيراني/حسين عبدالحسين/الحرة

بكين وواشنطن وعودة المحاور/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بومبيو والتفاوض مع إيران: رسائل بيلدربيرغ/محمد قواص/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون في الاجتماع الأمني: لتكثيف المتابعة الأمنية للمشبوهين والمبادرة عند الضرورة إلى تنفيذ عمليات استباقية

الراعي معزيا بشهداء الجيش وقوى الامن: للتيقظ والوحدة في مواجهة اي خطر

الراعي التقى رئيس حكومة نوفا سكوشيا الكندية

بشارة الأسمر: كررت اعتذاري وتمنيت أن تستمر علاقتي ببكركي كما كانت

بدء سينودس الأساقفة الموارنة في بكركي غدا برئاسة الراعي

المجلس الاعلى للكاثوليك دان جريمة طرابلس: ليترفع الجميع عن الخلافات السياسية والإلتفاف حول المؤسسات الأمنية

مصباح الأحدب: أليس حريا بالأجهزة الأمنية أن تنشغل بمتابعة ومراقبة من يخرج من السجن بعد ادانته بالقتال مع داعش في الرقة؟

المفتي الشعار في خطبة الفطر: على الجميع العودة إلى رشدهم وسداد الرأي والتوقف عن لغة الشارع والخطاب الشعبوي

شيخ العقل يؤم صلاة الفطر في عبيه ويستنكر أحداث طرابلس: لإخراج البلاد من آتون الأزمات والصراعات

المفتي دريان ادى صلاة العيد في جامع الامين واستنكر الحادث الارهابي في طرابلس: الكلام عن المارونية او السنية السياسية غير مقبول وغريب عن ثقافة العيش المشترك

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يسوع يطرد من الهيكل الباعة والصيارفة ويقول لهم لا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة

إنجيل القدّيس يوحنّا02/من13حتى25/:”قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم. ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين. فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم. وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة». فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!». أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام». فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ. ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع. وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا. أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا. ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق

الياس بجاني/04 حزيران/2019

مقولة الذئاب الجهادية المنفردة في عالم الإجرام الجهادي هي تعمية للحقائق، فوراء كل مجرم جهادي ووراء كل جريمة جهادية تنظيم وغالباً ما يكون مخابراتي، ومجرم طرابلس في الغالب يندرج في هذا السياق.

The Lonely Wolf Jehadi theory is mostly a camouflaging one. In reality behind every Jihadist crime there is an organization and most commonly an intelligence one. The Tripoli Jihadist most probably falls in this category

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة/03 حزيران/2019

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B7/

 

السيدة سوزان الحاج وضرورة محاسبتها بالقانون وبعدل

الياس بجاني/03 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75429/75429/

هذه السيدة، المقدّم سوزان الحاج، لا يجب أن تُترك هكذا وبكل بساطة وخلافاً لكل ما هو قانون واحترام لحقوق المواطن اللبناني، لا يجب تحت أي ظرف ولأي سبب كان أن تُترك متفلتة من عقاب القانون العادل.

فهي بتصرفها الحاقد واللا اخلاقي واللا أنساني حاولت وبفرح تشويه سمعة إنسان بريء وتدمير حياته ودون أي رحمة أو مخافة من يوم الحساب.

فهي عرضت زياد عيتاني ودون أي مصوغ قانوني للإهانة والتعذيب لمجرد إرضاء رغبات حقدها وذلك عن طريق جنوحها  وفرعنتها في استغلال السلطة.

من هنا، فإن تركها دون عقاب قانوني عادل هو عمل لا أخلاقي وغير قانوني  وغير مقبول لا انسانياً ولا وجدانياً ولا دستورياً.

صحيح هي قريبة نائب ينتمي لتيار المستقبل ومن عائلة لها نفوذ وصاحبة ثروة وعلاقات اجتماعية كبيرة..ولكن القانون يجب أن يكون فوق كل هذه الاعتبارات.

إن ظلمها غير المبرر وافترائها الوقح والفج على زياد عيتاني لا يجب أن يمر دون محاسبة قانونية.

يبقى أن كل مواطن لبناني حر ومؤمن بالحق والعدل في لبنان وخارجة يجب أن يكون الصوت الصارخ المدافع عن العدل وعن حق زياد عيتاني بالعدالة.

وفي ما يتعلق بالحكمة العسكرية فإن اعادة النظر بصلاحياتها وبدورها بات أمراً ملحاً وأكثر من ضروري.

في الخلاصة ليكن العدل هو الفيصل وإلا على الإنسانية والقضاء في لبنان السلام.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

المارونية السياسية وحقد وغباء اعداء لبنان

الياس بجاني/02 حزيران/2019

المارونية السياسية رغم أن لا وجود لها بالمحتوى العروبي الناصري والأسدي والقذافي الحاقد والإفترائي، إلا أنها فعلاً هي كنز لبنان وعلة وجوده ومؤسسة كيانه وهي محبة وانفتاح وحريات وأرز..جبران باسيل السياسي لا علاقة له لا بالموارنية ولا بالمارونية السياسية ولا بأي قيمة من قيم الموارنة

 

جماعة الصفقة الخطيئة قفزوا فوق دم سمير قصير وفوق دماء كل الشهداء

الياس بجاني/02 حزيران/2019

كل الكلام المعسول والبكائي لجماعة الصفقة الرئاسية الخطيئة ولأصحاب شركات أحزابها، وزلمهم والأبواق في ذكرى اغتيال سمير قصير هو دجل لأنهم بدخولهم الصفقة هم قفزوا فوق دم قصير ودماء كل الشهداء ويشاركون من قتله وقتلهم مغانم الحكم ..صحيح يلي ما استحوا ما ماتو. يبقى إن من يحترم شهادة قصر لا يساكن سلاح ودويلة من قتله ويتغنى به ويمجده.. الله يرحم نفس قصير وأنفس كل الشهداء.

 

عمى أصحاب شركات الأحزاب وأغنامهم انجلياً

الياس بجاني/01 حزيران/2019

عمى أصحاب شركات الأحزاب وأغنامهم انجلياً "اتركوهم هم عميان، قادة عميان، وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" (متى/15/14)

 

حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها البشيرية المقاومة

الياس بجاني/01 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75389/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84/

إن صمت جماعة الصفقة الخطيئة، صفقة الرئاسة وملحقاتها، وفي مقدمهم صاحب شركة القوات هو سكوت مذل ومهين ويخدم مخطط المحتل الإيراني 100% لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس.

ترى هل حان الوقت ليضع حكيم شركة القوات وصاحبها أجندته الرئاسية الوهم جانباً ومعها دكتاتوريته والنرسيسية ويعود لروحية القوات الوطنية والمقاومتية؟

أم أنه سيبقى متلحفاً عباءات نفاق الواقعية والذمية والباطنية والاكتفاء بمهاجمة وانتقاد الصهر جبران بهدف التعمية على خطيئة وخطأ الصفقة؟

يقول كتابنا المقدس: “لأنك لست ساخنا ولا بارداً سوف أبصقك من فمي”

ويقول أيضاً: “ليكن كلامكم بنعم نعم وب لا لا وكل ما يزيد عن ذلك هو من الشيطان”.

نحن وكثر من الأحرار على قناعة بأن صلاحية “الحكيم” الوطنية والسيادية والمقاومة انتهت مع دخوله الصفقة الخطيئة وفرط تجمع 14 آذار، وبالتالي بات عليه الاستقالة والتقاعد وفسح المجال لغيره ليقود سفينة القوات التي هي ملكاً للشعب اللبناني الحر والمقاوم، وليست شركة لفرد.. والأهم إنها لا يجب أن تكون حزباً سلطوياً كباقي الأحزاب اللبنانية الشركات التجارية كما هو للأسف حالها راهناً.

المطلوب قيادة جديدة للقوات تُنتخب ديموقراطياً لإعادتها إلي هويتها المقاومة والبشيرية ونزع صفة الحزب عنها والخلاص من حقبة دركية أصبحت خلالها  شركة كباقي شركات الأحزاب اللبنانية العثمانية الثقافة والممارسات.

لبنان بحاجة اليوم لحراس، ولكن لحراس مش نعسانين، ولا لحراس تتحكم بهم أجندات وأطماع وأوهام سلطوية نرسيسية.

وفي نفس السياق فإنه لم يعد الرئيس سعد الحريري في عمله السياسي مناسباً لموقع رئاسة الوزراء، وذلك بعد أن استسلم كلياً لشروط “الصفقة الخطيئة”وبات خادماً لها ومقيداً بأغلالها..تماما كما هو حال شركة قوات جعجع.

أما الوزير نهاد المشنوق العائد إلى استغلال المواقف والمزايدات واللعب على أوتار المذهبية فهو آخر من يحق له الكلام الآن لأن زمنه في وزارة الداخلية كان ملالوياً بامتياز، في حين لم ينسى بعد الناس استقباله لوفيق صفا في وزارة الداخلية.

اليوم، وبعد هجوم السيد حسن نصرالله العلني والفج والإستكبار على الرئيس سعد الحريري وعلى موقفه اللبناني الصحيح في القمة العربية….

نسأل هل سيعقد صاحب شركة القوات وحكيمها مؤتمراً صحفياً كما كان يفعل قبل دخوله “الصفقة” وقبل فرطه تجمع 14 آذار، وخلال فترة ترشحه للرئاسة، ليتناول فيه بجرأة وببشيرية ووضوح هرطقات خطاب السيد نصرالله ويفندها، وفي نفس الوقت يؤيد علناً مواقف الحريري العربية خلال مؤتمر القمة العربي، وهو شريكة في “صفقة الخطيئة”؟

أم أنه سيبقى متلحفاً بعباءات دجل وحربائية ونفاق الواقعية ومتوهماً بانسلاخه عن الواقع بأنه يتشاطر بمواقفه الرمادية والذمية والباطنية؟

عملياً، لقد حان الوقت لعودة القوات اللبنانية إلى طبيعتها المقاومة، وإلى بشيريتها، وإلى ضرورة تنقيتها من كل ما هو عاهات سلطوية وشخصنة ودكتاتورية وصفقات وأجندات ذاتية، وعقم حزبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع اللواء أشرف ريفي من قناة سكاي نيوز يشرح من خلالها خلفيات وحيثيات الجريمة الإرهابية التي شهدتها طرابس وأوقعت 4 شهداء من الجيش والدرك/04 حزيران/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://eliasbejjaninews.com/archives/75482/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%b1%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86%d8%a7/

 

مراسم تشييع الملازم أول الشهيد حسن فرحات الخميس في برعشيت

الثلاثاء 04 حزيران 2019 / وطنية - أعلنت قيادة الجيش، مراسم تشييع الملازم أول الشهيد حسن علي فرحات، بعد غد الخميس، وفقا للآتي: - تجرى مراسم تكريم الشهيد أمام المستشفى العسكري المركزي- بدارو بتاريخ 6/6/2019 الساعة 6.00، ثم ينقل الجثمان إلى بلدة برعشيت- بنت جبيل، حيث سيقام المأتم قبل صلاة الظهر، ويوارى في الثرى في جبانة البلدة.- تقبل التعازي قبل الدفن وبعده، في منزل والده الكائن في بلدة برعشيت.

 

الجيش وأهالي بلدة رويسات شيعوا المجند الشهيد ابراهيم محمد صالح فاضل ممثلا وزير الدفاع وقائد الجيش: لا تهاون في الحفاظ على أمن المواطنين

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - شيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة رويسات الجديدة- المتن، في حضور حشد من المواطنين والعسكريين، المجند الشهيد ابراهيم صالح (21 عاما)، الذي استشهد يوم أمس في العملية الارهابية في طرابلس. وبعد اجراء مراسم التكريم اللازمة له أمام المستشفى العسكري المركزي في بدارو، تم تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم أقيمت الصلاة على جثمانه في بلدته الرويسات. وقد ألقى العميد مروان فاضل ممثلا وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وقائد الجيش العماد جوزاف عون، كلمة بالمناسبة، نوه فيها بمناقبية الشهيد وتضحياته، ومما قاله: "إن المؤسسة العسكرية وهي تقدم التضحيات الغالية والمتواصلة دفاعا عن لبنان، تضع نصب عينيها، قرار الاستمرار في مواجهة الإرهاب حتى النهاية، وتؤمن بأن النصر المحتم على هذا الشر، آت لا محالة، فلا تفريط بحرمة دماء الشهداء، ولا تهاون في الحفاظ على أمن المواطنين واستقرارهم. أما قوتنا في ذلك كله، فهي قوة الحق الذي نمتلك، حقنا في أرضنا وسيادتنا وكرامتنا، وحقنا في حماية شعبنا، في مواجهة طغمة من الغرباء الحاقدين العابثين". ثم ووري الشهيد صالح في الثرى في جبانة البلدة، على ان تقبل التعازي لمدة ثلاثة أيام في حسينية الإمام حسين في الرويسات.

 

خليل حلو: باسيل وسليم عون يعرّضون اللبنانيين جميعهم للخطر

الكلمة أولاين/04 حزيران/2019

قال العميد المتقاعد خليل حلو في منشور على حسبه عبر مووقع فيسبوك: "أتفادى أن أدخل في السجالات السياسية المحلية الضيقة بين فلان وعلتان لأنها ليست "شغلتي". الذين يتابعونني يعرفون أن إهتماماتي هي السيادة اللبنانية وما ينتهكها من سلاح علني غير شرعي خارج الدولة، وما يمعن الطاقم الحكومي بكامله في تغطيته بوضع مساحيق التجميل على هذا السلاح، وكيف يخالف الدستور من قبل من أؤتمن عليه ومن هو مكلف بتنفيذ بنوده ومن هو مسؤول عن سن القوانين، بتغطية هذا السلاح تحت ذرائع ركيكة. أما أن تبلغ السجالات السياسية الضيقة انخفاضاً بالمستوى ويصبح أطراف هذا السجال أضحوكة ودون كيشوتات للبعض وعناتر زمانهم للمعجبين بهم فهذا مضحك ولا يحرز، ولكن بلغ السجال العقيم خطورة وطنية كبيرة، لا سيما ما ورد عن لسان الوزير جبران باسيل عن السنـّـية السياسية في كلام مليء بالتناقضات وكلام يطعن شعب 14 آذار في الظهر (عبارة شعب 14 آذار استعيرها من صديقي نبيل آغا دون استئذان منه لمعرفتي المسبقة بموافقته على ذلك) ويسيء إلى من استشهد من رؤساء وزراء مسلمين سنة ورؤساء جمهورية مسيحيين لم يكن بلغ الوزير باسيل الواجهة عند استشهادهم. رغم ذلك لم أشأ الدخول في جدل حول هذا الكلام ولكن إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بما ينذر بزلزال طائفي مقيت بسبب الكلام الذي أقل ما يقال فيه أنه لامسؤول. لم تقف الأمور عند هذا الحد بل ذهبت أبعد من ذلك بعدما أورد موقع النهار الإلكتروني اليوم عن لسان النائب في التيار الوطني الحر سليم عون بما حرفيته "من حظنا ومن حظ باسيل أن أغلبية أخصامنا وأخصامه هم من الأغبياء". طبعاً لا لزوم للرد على هذا الكلام ولو اعتبر حضرة النائب عون نصف اللبنانيين وأنا واحد منهم من الأغبياء ولكن الوزير باسيل والنائب عون يعرّضون اللبنانيين جميعهم للخطر مبرهنين عن لاأهلية لأي مركز رسمي. وأمام هكذا خطر التنبيه واجب لا بل التصدي واجب".

 

كلام في أحداث طرابلس

كمال يازجي/04 حزيران/2019

حتى لا يبقى الكلام ضبابياً وبدون فائدة يُمكن على الأقل تحديد المسؤولية غير المباشرة من هم بالأسماء:

السياسي الذي توسّط لإطلاق سراح الإرهابي؟

القاضي الذي وافق ؟ والى اية جهة ينتمي؟

المدعي العام الذي لم يعترض ؟ والى اية جهة ينتمي؟

وهذا عمل الصحافة اما التحليلات النفسية والإستنتاجات المتسرّعة بأن الإرهابي تصرّف من تلقاء نفسه فيمكن الإستغناء عنها حتى لا نقول أكثر من ذلك وترك الأمر للتحقيق.

 

إسرائيل تتوقع محادثات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود

 القدس - رويترز/04 حزيران/2019/قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل تتوقع بدء محادثات بوساطة الولايات المتحدة مع لبنان، بشأن ترسيم الحدود البحرية خلال أسابيع. ولم يعلق لبنان بشأن ما إذا كان سيشارك في محادثات أو أي إطار زمني محتمل. وكانت إسرائيل قد أبدت انفتاحها، نهاية مايو الماضي، على إجراء محادثات مع لبنان بوساطة أميركية لحل نزاع على الحدود البحرية يؤثر على عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط. وفي هذا الإطار صرح وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز بتأكيده "انفتاح بلاده على إجراء محادثات مع لبنان بوساطة أميركية، لحل نزاع على الحدود البحرية يؤثّر على عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط"، وذلك بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى بيروت، حيث التقي عددا من المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية جبران باسيل، حاملاً جواباً إسرائيلياً "إيجابياً".

  

فاجعة جديدة.. لبناني ضحية عصابة في استراليا

الوكالة الوطنية للاعلام/الثلاثاء 04 حزيران 2019/قتل الشاب المغترب حسن قاسم محمد بيضون، اثر تعرضه لاطلاق نار على أيدي عصابة في استراليا. وهو من بلدة الشهابية في قضاء صور، ويبلغ 32 عاما.

 

الكرسي الرسولي "ينحي" فرنسوا عيد

Refresh/الثلاثاء 04 حزيران 2019/كان يفترض أن يكون انتخاب مطران لبيروت خلفا للمطران بولس مطر هو الحدث الرئيسي في السينودوس الماروني الذي يبدأ صباح الأربعاء برياضة روحية يقيمها الأب جوزف بو رعد، لكن معلومات موقع Refresh.com.lb تؤكد أن هناك حدثا كبيرا قد طرأ. معلومات Refresh تؤكد أن الكرسي الرسولي طلب إنهاء اعمال النائب البطريركي الماروني لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد. البابا فرنسيس كان قد وافق على استقالة معجلة ومفاجئة قدّمها عيد من موقعه كزائر رسولي للموارنة المقيمين في كل من اليونان وبلغاريا ورومانيا قبل نهاية عام ٢٠١٨، لكن ملابسات ما يحصل بقيت سرية للغاية، ليتبين اليوم أن الكرسي الرسولي يريد إقصاء عيد بهدوء من جميع مهامه الكنسية.. والسبب؟ المعلومات الأولية تشير إلى تقدم سريع للتحقيقات في الثروة والفيلات والشاليهات الخاصة بالمطران وعدة قضايا أخرى، لا سيما ما كان يفترض تسجيله باسم مطرانية القاهرة وسجل بأسماء أشخاص.

https://refresh.com.lb/Newsdet.aspx?id=368621&fbclid=IwAR1N1y5VDFjI__KN6wtwTUvOQavZ4GVw2xirDBwwdeW3Lk1hq_IsqMmTIQ4

 

حضرة المسؤول

الخوري كامل كامل/04 حزيران/2019

مرّة أخرى يضرب الإرهاب ويخطف حياة أبنائنا في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. أنت لم تترجل مرة واحدة من موكبك وتمشي لوحدك في الشوارع والأزقة والحارات لتسمع وتشاهد كمية العنف والكراهية والفكر الارهابي الذي يُدرس في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ودور عبادتنا وفي الملاعب الرياضية وهو على لسان الاطفال والشباب والرجال والنساء والشيوخ!!!

هل تعلم أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين سألوا البارحة عن دين وطائفة ومذهب ومنطقة من استشهد من جنود الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي؟؟  

حضرة المسؤول حبذا لو تنزل الى الأرض حيث الشعب، حبذا لو تخرج إلى الواقع وتشعر بمعاناة الناس الطيبين،

رحمة بمستقبل هذا البلد لا يلزمنا تصريحات واستنكارات بل إصلاحات بالمناهج التربوية في كافة المراحل الدراسية ومراقبة التنشئة الأسرية والاجتماعية في المدارس والجامعات ودور العبادة ويلزمنا تطبيق العدل والعدالة والمساواة أمام القضاء والقانون بشكل حاسم وجذري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 4/6/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مهما كان الحدث صغيرا أو كبيرا، إرهابيا أم قضائيا، ماليا أو حياتيا، عاما أم خاصا، مهما كان، تندلع حياله جدالات وسجالات، فيما لا نكاد نرى لا عجنة ولا حتى طحنات.

على ما يبدو هذا هو الواقع على المستوى السياسي حتى الآن، وآخره، ومن دون أي ورقة تين أو توت، ما اندلع من سجالات بعد الحادث الإرهابي في طرابلس، على رغم ما أصيب به المجتمع الطرابلسي واللبناني عموما جراء ما حصل، وعلى رغم أن دماء الشهداء لم تكن جفت بعد.

وعلى سبيل المثال: مصدر حكومي يرد على الوزير أبو صعب الذي لم يتورع عن الرد على الرد، فيعاجله أحمد الحريري برد على رد الرد. وهكذا دواليك. لكن أوساطا مراقبة لا تزال ترى وتؤكد ان التفاهم التسووي المعروف قوي وصامد.

في أي حال، في عز اغتنام الناس ما تيسر لهم من فرحة وبهجة ورهجة وفروها لعيد الفطر السعيد، وتحدوهم معاني التسامح والمحبة والزكاة والصلاة، ندفع الجهل والبغض والتطرف بثوب الإرهاب، لينزع عن العيد صفة "السعيد"، ولينتزع البهجةَ والرهجة من القلوب الوادعة، ولينغص الفرحة على العباد والبلاد، وليسير عكس كل خطب العيد وتبريكاته، وليحاول زرع الخوف في المجتمع مثلما حصل في الفيحاء- طرابلس.

الإرهاب مهر توقيعه في قلب المدينة، عندما تسلل الإرهابي عبد الرحمن مبسوط في أول ليلة من العيد، خارقا الأحياء المبسوطة بالعيد، وليستهدف بنار حقده المتفجر مركزا لقوى الأمن الداخلي أمام سراي عاصمة الشمال، فاستشهد على الفور العريف جوني خليل. كما أطلق الإرهابي النار في اتجاه فرع مصرف لبنان في المدينة، وتابع بإطلاق النار وقنابل يدوية على آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني.

نتيجة الإندفاع الإرهابي بلغت أربعة شهداء: إثنان من قوى الأمن الداخلي وإثنان من الجيش. وما هي سوى دقائق حتى اتخذت كل التدابير، ونفذت عملية أمنية تم فيها تطويق المبنى الذي هرب إليه الإرهابي، وتحصن في إحدى شققه الخالية من الناس، لكن الإرهابي عمد إلى تفجير نفسه بما كان يحمل من قنابل أو ماشابه، عندما شعر بوصول العناصر العسكرية إليه.

كل المواقف وردات الفعل، من كبار المسؤولين إلى سائر الشخصيات، أدانت واستنكرت، وأكدت أن أي عبث بالأمن سيلقى الرد السريع، وأن ما حصل في طرابلس، لن يؤثر في الاستقرار في لبنان.

رئيس الجمهورية العماد عون رأس في الثالثة بعد الظهر، اجتماعا أمنيا في قصر بعبدا، للبحث في الإعتداء الإرهابي الذي حصل في طرابلس، وأكد وجوب التنسيق والتعاون بين كل الأجهزة، وأن مواجهة الارهاب مهمة متواصلة.

الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، عاين مكان الحادث، موفدا من رئيس الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حزين هو عيد طرابلس، الذي نغص بهجته ذئب "داعشي" منفرد افترس أربعة عسكريين، ونهش أمن المدينة التي كان أطفالها نياما على حلم العيدية المستحيل.

على نية متابعة ارتدادات الغزوة "الداعشية"، التأم في قصر بعبدا اجتماع أمني برئاسة رئيس الجمهورية، الذي استنكر والعديد من القوى السياسية والرسمية والحزبية والروحية ما ارتكبه الإرهابي عبد الرحمن مبسوط، الحاقد على كل من يرتدي بزة عسكرية، مؤكدين أن ما حصل لن يؤثر على الاستقرار في البلاد.

من بين هؤلاء وزيرة الداخلية ريا الحسن والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، اللذان حرصا على اعتبار ما ارتكبه مبسوط عملا فرديا، وأكدا من طرابلس ألا بيئة حاضنة للارهاب في المدينة.

وزيرة الداخلية اتصل بها رئيس الحكومة سعد الحريري، فيما انتظر وزير الدفاع الياس بو صعب اتصالا مماثلا منه لكن هاتفه لم يرن، الأمر الذي عكس ربط النزاع القائم، وأظهر ان ما حصل في طرابلس أبقى حبال التوتر بين التيارين البرتقالي والأزرق مشدودة، وأخفق في احتواء السجالات بينهما.

من هنا، جاء كلام بو صعب المرمز عن وجوب عدم قيام أي طائفة أو حزب بالضغط من أجل الإسراع في إخراج الموقوفين الذين تدور حولهم الشبهات من السجن. وذلك بعدما أشار إلى أن الإرهابي مبسوط كان موقوفا وتم الإفراج عنه.

وزير الدفاع أعلن انه سيطلب اجراء تحقيق لتبيان كيفية توقيف مبسوط وكيفية الحكم عليه وكيفية الخروج من السجن.

وما كاد بوصعب ينهي كلامه حتى عاجله تيار "المستقبل" برد على لسان مصدر حكومي أكد انه بدل ان يتلهى البعض بالعودة إلى أحاديث ممجوجة عن ضغط على القضاء لاطلاق سراح الارهابي مبسوط، وما إلى ذلك من تلفيقات، والإيحاء بأن طرفا سياسيا قام بذلك بغطاء من شعبة المعلومات، فإن الأجدر بهذا البعض أن يشارك في تضميد جراح أهالي العسكريين والتوقف عن بخ المعلومات المسمومة والتحليلات التي تعكس ما تضمره بعض النفوس تجاه الأمن الداخلي.

هذه المواقف، سبقت إجتماع بعبدا الأمني الذي ضمنه الرئيس عون دعوة للتعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة لأن ذلك ضروري.

في شأن آخر، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية رسميا تجاوب السلطات الإيرانية مع طلب رئيس الجمهورية ميشال عون الافراج عن نزار زكا، مشيرة إلى أنه تم تكيلف اللواء عباس إبراهيم القيام بمهمة تسلم زكا بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في طهران. وعلمت الـ NBN أن اللواء ابراهيم ينتظر اكتمال الاجراءات وإبلاغه من السلطات الإيرانية الموعد المحدد ليتوجه خلال الساعات المقبلة إلى طهران، على أن إجراءات العودة يعمل عليها بالتنسيق بين مكتب اللواء ابراهيم والسفارة اللبنانية في طهران لبحث كل التفاصيل المتعلقة بعملية الإفراج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

شهيدان للجيش اللبناني وشهيدان لقوى الأمن الداخلي، سقطوا دفاعا عن طرابلس وأهلها، في عملية ارهابية نفذها مجرم ضال لا بيئة له سوى بيئة الأشرار الخارجين على قيم الدين والدنيا.

عبد الرحمن مبسوط، ارهابي لا يملك من الرحمن واسم الرحمن شيئا، قرر القضاء على فرحة عيد الفطر المبارك في طرابلس، فكان الجيش ورجال قوى الأمن له بالمرصاد، وانتصروا لطرابلس وكرامتها واعتدالها، وأحكموا السيطرة على الأوضاع وضبط الأمور.

غير أن هناك من وجد في الحادث الارهابي، فرصة جديدة للنفخ في الأحقاد والعودة إلى ركوب أحصنة المزايدة والتفريق بين الجيش وقوى الأمن الداخلي، وإطلاق إيحاءات تعيدنا بالذاكرة إلى زمن الحديث عن "الداعشية" السياسية والحملات التي نظمت على تيار "المستقبل" في هذا السياق.

فبعد ساعات قليلة من نجاح الجيش والقوى الأمنية برفع كابوس الارهاب عن طرابلس، انبرت أصوات من لون برتقالي، توجه الاتهامات يمينا ويسارا وتسحب من أدراج الشر كلاما طواه الزمن عن بيئات حاضنة للارهاب، وعن الضغوط السياسية التي مورست لاطلاق الموقوفين الاسلاميين.

الوزير الياس بو صعب، انضم على طريقته لهذه الجوقة، وقال في معرض كلامه عن الارهابي مبسوط، انه سجن أقل من سنة بحكم صدر عن المحكمة، وهو لا يريد أن يستبق التحقيقات لكن كل الضغوط التي كان يجري الحديث عنها وكل التدخلات التي يحكى عنها تتبين نتائجها في مثل هذه الأوقات.

ربما الوزير بو صعب "آخد على خاطرو" أن الرئيس سعد الحريري اتصل بوزيرة الداخلية وقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي ولم يتصل به، فأخذته حميته إلى القول لست منتظرا أن يتصل بي، وهو ربما يعتبر نفسه معني بقوى الأمن أكثر. وبغض النظر عما إذا كان الاتصال بوزير الدفاع مجديا أو غير مجد، فمن الواضح أن الوزير الجهبذ أراد أن يسجل بين كل فقرة وفقرة من كلامه، سقطة سياسية من الطراز الرفيع، وهو قرر أن يتحدث عن قوى الأمن الداخلي باعتبارها محمية حريرية، وقد فاته أن الرئيس الحريري رئيس للوزراء وأنه مسؤول عن كافة القوى العسكرية والأمنية، وأن محمية الوطن عنده تتقدم على كل المحميات الطائفية والحزبية.

نعم، الرئيس الحريري معني بقوى الأمن الداخلي، وهذا أمر يشرف أي مسؤول في الدولة اللبنانية، لكن تاريخه في السلطة وخارج السلطة يؤكد دوما انه معني بكل القوى العسكرية والأمنية، وبالجيش اللبناني تحديدا، الذي يبقى عنوانا للشرف والتضحية والوفاء، وهناك من يريد وضعه في خانته السياسية وتجيير اسمه ودوره وتضحياته لخدمة بعض الغايات السياسية الرخيصة.

فليتوقفوا عن التمييز بين المؤسسات، فليس هناك في هذه الدولة من هو ابن حرة وابن جارية، فالقوى العسكرية والأمنية بكل أجهزتها وقطاعاتها تعمل تحت سقف الدولة، وبأمرة القيادة السياسية للدولة وهي ليس مشاعا مفتوحا للاقتسام والمحاصصة.

سؤال أخير للوزير بو صعب، وكل الذين انتفضت غرائزهم لنبش البيئة المذهبية للارهابي عبد الرحمن مبسوط؛ هل تعلم يا معالي الوزير من هي المحكمة التي أصدرت الحكم على عبد الرحمن مبسوط لسنة ونصف السنة؟، وهل تعني أن المحكمة العسكرية كانت متهاونة في الحكم الذي صدر؟، ولماذا لم تسأل رئيس المحكمة العسكرية عن آلية اصدار الأحكام في المحكمة لدى زيارتك لها قبل يومين من الحكم بقضية سوزان الحاج وغبش؟، أم أن الغبش عندما يغطي العيون تنشأ عنه زلة لسان يمكن سحبها من التداول عندما تدعو الحاجة؟.

الوجع الذي حل بطرابلس صبيحة عيد الفطر المبارك، كان يستحق من بعض السياسيين والمعلقين والاعلاميين قليلا من الرأفة بمشاعر الناس وببراءة الدم الطاهر الذي انسكب فوق تراب الفيحاء، بمثل ما يستحق الكثير الكثير من الإحساس بالمسؤولية وتجنب السقوط من جديد في متاهات المزايدات الرخيصة.

فلا جيشي أقوى من جيشك ولا أمني أحسن من أمنك. لبنان القوي لا يعني لبنان الرؤوس الحامية. قليلا من التواضع والحكمة والتروي. نحن جميعا في حمى جيش واحد وقوى أمنية واحدة، نحن في حمى الدولة، ونقطة على السطر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ملأ الارهاب الخنادق بين السياسيين بدماء العسكريين، عندما ضرب مقتلا في طرابلس فأصاب به لبنان باربعة شهداء رسموا التنسيق بين الأجهزة الأمنية بالدم، بعيدا عن المتاريس السياسية.

ولأنه عمل ارهابي منشأه مدارس ومناهج تكفيرية مرعية، خرج عبدر الرحمان مبسوط، الارهابي العتيق منذ العام 2015، المتمرس بارهابه بين ساحات سوريا ولبنان، المعروف عند الأجهزة الأمنية، الموقوف في سجن رومية، والخارج منه باخلاء سبيل بعد أن أشبع تطرفا ككثيرين، خرج من انسانيته كوحش "داعشي" يغدر بأربعة فرسان أتوا من أقاصي الجنوب والبقاع والمتن ليحموا الأمن في طرابلس الفيحاء، فعادوا شهداء مخضبين بدمائهم المصابة برصاصات التحريض.

لم يكن بعض السياسيين والمعنيين على مستوى الحدث، بل ذهبوا لتحليلات وتبريرات لا ترتقي إلى مستوى الدماء التي بذلت، فاشتبكت التغريدات والتصريحات حتى كادت تفصل دماء الملازم أول الشهيد في الجيش اللبناني حسن فرحات والشهيد المجند ابراهيم صالح، عن دماء رفيقيهما في قوى الأمن الداخلي الشهيد جوني خليل والشهيد يوسف فرج.

وإلى أن يفرج الله على اللبنانيين الواقعين بين خطر الارهاب ورهاب الأداء لدى بعض الطبقة السياسية، تبقى الأسئلة هي الملاذ: ألا تستدعي فاجعة طرابلس التنبه والترفع لدى الطبقة السياسية وإبعاد القوى العسكرية والقضائية عن الزواريب الضيقة؟. ألا تستحق دماء العسكريين ومئات اللبنانيين النظر القضائي والأمني الدقيق لكل من أصابته لوثة الارهاب حتى يشفى منها، وإن أدى محكوميته أو نالته الشفاعة السياسية؟.

ويبقى الأمل بما أكده رئيس الجمهورية، خلال اجتماع مجلس الأمن المصغر، من أن حادث طرابلس لن يؤثر على الاستقرار في البلاد، مع ضرورة تكثيف المتابعات الأمنية للمشبوهين، والمبادرة إلى تنفيذ عمليات استباقية عند الضرورة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مهما كان الإرهاب قويا، فشهداء الجيش والقوى الأمنية دائما أقوى، والنموذج اللبناني الذي ينبذ التطرف دائما أقوى، وإيمان اللبنانيين بالانفتاح والتسامح والمحبة دائما أقوى.

إنها المعادلة التي كرستها مرة جديدة عاصمة لبنان الثانية في الساعات الأخيرة، بعدما أرستها معارك لبنان مع الإرهاب في السنوات الماضية، منذ الضنية عام 2000 إلى نهر البارد عام 2007 وصولا إلى عبرا عام 2013 والجرود الشمالية الشرقية عام 2017، حيث سطر أبطال الجيش والقوى الأمنية بطولات، وقدموا التضحيات، ورسموا بالدماء دائرة أمان أمنية حول الوطن، فشل الإرهاب في خرقها أمس، ولو أن الألم كبير... وهي دائرة ثبتها اليوم من جديد الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا.

غير أن دائرة الأمان السياسي الضرورية أيضا، حفاظا على الاستقرار، باتت وفق أوساط معنية، تحتاج إلى تحصين، خصوصا من منطق التحريض، ولاسيما التحريض الطائفي، القائم في الأساس على كلام افتراضي لم يقل، وهو- أي منطق التحريض- ما اعتمد في المدة الأخيرة من قبل البعض، لتظهر نتائجه بوضوح. فالتجارب أثبتت على الدوام قيام رابطة سببية بين تحريض من جهة، وتطورات مؤسفة من جهة أخرى. وأضافت الأوساط أن على رئيس الحكومة أن يبادر إلى ضبط الأمور، حرصا على مصلحة الوطن، لأن ما يصدر عن جهات معينة، لا هدف له إلا حماية الفساد ومخالفة القانون، وللمزايدة السياسية، ومواصلة عملية شد عصب لا تنتهي عادة إلا بما لم يكن في الحسبان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا عيد في لبنان، فما حصل ليل أمس في العاصمة الثانية، سرق بهجة العيد وجعله يصطبغ باللون الأحمر، لون الدم. أربعة شهداء للجيش وقوى الأمن الداخلي وعدد من الجرحى، سقطوا نتيجة عملية نوعية لذئب منفرد، لا يستطيع أحد حتى الآن التأكيد ما إذا كان منفردا في المطلق. لكن المؤكد أن منفذ العملية انضم إلى "داعش"، ثم عاد إلى لبنان حيث سجن لفترة، فأضحى حاقدا على القوى الأمنية والعسكرية قبل أن يطلق سراحه.

فكيف أطلق سراح هذا الرجل الخطر، وبأمر من من؟، وعلى أفتراض أن لا تهمة ثبتت عليه، ألم يكن من الواجب أن يبقى تحت الرقابة اللصيقة حتى لا يرتكب جريمته الرباعية ليل أمس؟. ثم كيف يصدف أن سجن رومية يتحول يوما بعد يوم بؤرة للارهابيين، بحيث يخرج الإرهابي منه أخطر مما دخله؟.

لكن السؤال المحوري يبقى: أين الأجهزة الأمنية مما حصل؟، فمنذ العام 2015 لم تحصل عملية إرهابية في لبنان، فمن المسؤول عن عودة شبح الإرهاب؟، وهل صحيح أن قلة التنسيق بين الأجهزة الأمنية وانشغالها بمناكفة بعضها بعضا، ساهما في نجاح عملية البارحة. والأهم، واضح من الردود السياسية أن المناكفات لم تتوقف، فهل هذا ما تريده الحكومة، أن تؤمن الغطاء السياسي، بل الفوضى السياسية للارهاب والإرهابيين، بعدما جعلت العسكريين والأمنيين بفقدون الثقة بدولة تتشاطر لتسرق عرق جبينهم ودم تضحياتهم؟.

في منحى آخر، نزار زكا سيعود حرا في اليومين المقبلين. ووفق معلومات "ام تي في"، فإن العملية تتحقق بعد مسعى للوزير جبران باسيل مع "حزب الله" أفضى إلى اتفاق، هكذا طلب الرئيس عون من نظيره الإيراني إطلاق سراح زكا، فاستجاب الطرف الإيراني، على أن يتولى اللواء عباس إبراهيم الشق العملاني اللوجستي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فطر مبارك... لكن في المقابل، عاش لبنان ساعات عصيبة بين "الذئاب المنفردة" و"الذباب الإلكتروني". "ذئب منفرد" بحسب تعريف وزيرة الداخلية ريا الحسن، انقض على عنصرين من قوى الأمن الداخلي، وفي اشتباك مع الجيش تسبب في استشهاد اثنين منهم... و"الذئاب المنفردة" مصطلح استخباراتي يعني قيام شخص لا يخضع لتنظيم هرمي، يقوم بالتخطيط والتنفيذ ضمن إمكاناته، ولهذا لا يمكن ضبطه مئة في المئة.

مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وصف الإرهابي بأنه كان في حالة نفسية غير مستقرة وأن عمله إفرادي. ولكن بعيدا من توصيف الحادثة الإرهابية فإن ما بعد الحادثة بدا كأنه أخطر من الحادثة في حد ذاته، فهي شكلت مادة سجالية إضافية بين تيار "المستقبل" وبين تكتل "لبنان القوي" ولاسيما الوزير الياس بو صعب. فإثر الحادثة اتصل رئيس الحكومة بكل من وزيرة الداخلية وقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي، هذا ما جعل وزير الدفاع "يأخذ على خاطره"، لكنه لم ينم على ضيم بل صرح قائلا: "لم يتصل بي رئيس الحكومة سعد الحريري بعد الحادث الأمني، ولست منتظرا أن يتصل بي".

هذا الموقف استدعى ردودا عنيفة من تيار "المستقبل"، بدءا بمصدر حكومي رفيع قائلا: "الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس كل الوزارات ولا يحتاج لدروس في الأصول والمسؤوليات من أحد، وهو معني بالاهتمام بكل المؤسسات شاء من شاء وأبى". وما لم يقله المصدر قاله أحمد الحريري بلهجة أقسى إذ قال: "الوزير الياس بو صعب المسمى وزيرا للدفاع ليس من صلاحياته أن يحدد لرئيسه مع من يتكلم". لكن الرد الذي يستدعي التوقف عنده والذي يضع علامة استفهام على استمرار التسوية، هو ما قاله نائب "المستقبل" سامي فتفت الذي انتقد التعرض لصلاحيات رئيس الحكومة، ليختم: "أصبح من واجب من تسبب بالمشكلة إقناع الناس أنه ما يزال يريد التسوية".

وهكذا، بين "الذئاب المنفردة" والتغريدات و"الذباب الألكتروني"، هناك أربعة شهداء في الأرض، وهناك استقرار يخشى أن يصبح شهيدا، وموازنة يخشى أن تكون ضحية اللاستقرار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

هو الارهاب بكامل قواه العقلية، الإرهاب المقصود، المبسوط بثماره الدموية، ومن غير الجائز أن يمنح أسبابا تخفيفية وأن يعطى تبريرا يستند إلى اضطرابه العقلي. فعبد الرحمن مبسوط لديه كل القدرة على القتال والقتل، والتحصن في شقة رصد فراغها من ساكنيها، ويتمتع بشهادة القتل المحلف في الرقة، وبترحال بين سوريا وتركيا.

هو حتى لحظاته الأخيرة ظل مخاطبا الأمن بالفصحى، وجد متسعا من الوقت ليحب ويقدم على الطلاق في آن. واختتم ليلة طرابلس العصيبة، بمدونة المرآة، وبكل رومانسية الاعتراف ما قبل الموت. ومن كانت له هذه الخصال والقدرات النفسية والجسدية، فهو حكما مدرك طريقه، وينفذ تعاليم وأفكارا نشأ عليها. يقتل بفخر، موعودا بجنة من صنع جماعته، وليست مسجلة في دوائر السماء.

وعبد الرحمن الذي لا يشبه اسمه، لن يستحق من السياسيين والأمنيين اليوم منحه عفوا دماغيا، ومن مثله لا تسري عليه تبريرات اللواء عماد عثمان الذي قال إن حالته النفسية كانت غير مستقرة، ونحن لا نستطيع أن ندخل إلى عقول الناس، وصل إلى مرحلة يأس، وتصرف تصرفا جنونيا، وهذا عمل إفرادي. والعمل الإفرادي كررته وزيرة الداخلية ريا الحسن التي زارت طرابلس برفقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي.

لكن الفرد الذي قتل جماعة، ليس بالضرورة معزولا عن تنسيق وتخطيط من بؤرته الأمنية، وعليه فإن مواقف الحسن وعثمان يخالفهما كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اجتماع الأمن المركزي، حيث اطلع على تفاصيل الاعتداء الإرهابي، وعلى مجريات التحقيقات التي أظهرت أن خلفياته ثأرية من الجيش والقوى الأمنية.

وبناء على استنتاج رئاسي، فإن من حق اللبنانيين أن يطرحوا السؤال الذي عم البلاد أكثر من حلول العيد، فلماذا أطلق سراح إرهابي بحجم المبسوط؟، وأي قوانين تلك التي تهدر دماء الشهداء مرتين؟، وكيف نصدر العفو السياسي ونغدق الأسباب الموجبة على حادث راح فيه خمسة شهداء بوفاة ملازم أول اليوم؟.

ودماء الخمسة هم مناصفة بين عسكر وقوى أمن، وضعوا أياديهم على زناد واحد، دافعوا عن مدينة واحدة ووطن واحد، بخلاف من يتنازع ويشطر قضيتهم اليوم إلى اثنتين، إلى مؤسستين وسياستين متعاديتين، إلى وزيرين وفرعين وجبهتين. ودماؤهم الأغلى هي أسمى من أي خلاف وأرفع من انشقاق وزير الدفاع عن قوى الأمن وشعبة، ومن حرب الداخلية على الخارجية، ومن اصطفاف الأزرق ضد البرتقالي.

وما على القطعات الأمنية والعسكرية، سوى الالتفات إلى عدو واحد عاد بعد غفوة، هدد بالأمس مدينة، وبإمكانه أن يهدد غدا كل الوطن، واتركوا متسعا للحزن على من رحلوا في ليلة عيد، حتى لا نقول إنكم سياسيون من الفئة التي لا تستحق شهداءها.

هو حادث إرهابي نعم، الفاعل مجهز بحزام عقلي وبكامل وعيه نعم، وللناس وذوي الشهداء كل الحق في أن يطرحوا التساؤل عن تساهل السلطة في منح الغفران سابقا تجاه العملاء لاسرائيل، ولاحقا مع المولوي ومن يعادله ارهابيا، واليوم بنزع العقل عن الجريمة الكاملة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 4 حزيران 2019

(أول أيام عيد الفطر السعيد وكل عام وأنتم بخير)

البناء:

كواليس:

توقفت مصادر جزائرية أمام قرار المجلس الدستوري بتمديد ولاية الرئيس المؤقت بعد الفشل في إجراء الإنتخابات الرئاسية علماً أنّ الفشل ناتج عن قرار شعبي وسياسي بعدم إرجاء الانتخابات في ظلّ الرئاسة المؤقتة، وتساءلت عن هدف رئاسة أركان الجيش التي تشرف عملياً على عمل الرئاسة المؤقتة والمجلس الدستوري من إبقاء الوضع في الاستعصاء الذي سيجعل فرضية التصادم قائمة إذا تمّ تحديد موعد جديد للانتخابات دون تغيير الطاقم الحاكم لصالح حكم انتقالي مقبول شعبياً، وقالت إنّ الجزائر على المفترق في علاقة الحراك الشعبي بالمؤسسة العسكرية…

الجمهورية:

أسرار

وصفت أوساط سياسية اللقاء الذي جمع مرجع بارز بشخصية عربية مهمة بأنها دفعٌ جديدٌ بالعلاقات التي ظنّ البعض أنها لم تعد كالسابق.

استغرب مسؤول كبير تعمّد إحدى الجامعات الكبرى إقامة حفل التخرّج في لحظة حلول موعد الإفطار.

استغرب خبير اقتصادي الحماسة الزائدة لإقرار الموازنة ومناقشتها في المجلس بعد كل هذا التأخير فيما سيتمّ الصرف على طريقة الإثني عشرية والسنة قاربت على الانتهاء.

اللواء:

همس

يردّد دبلوماسي عائد من دولة شرقية كبرى أن القرار في ما خصَّ تطورات المنطقة بيد اللاعب الأكبر أي الولايات المتحدة الأميركية!

لغز

تعاني هيئة رقابة ناشطة من نقص في الكادر، وبعض التوجهات التي لا تتفق مع اتجاهات لدى أطراف في السلطة.

غمز

طلب من نائب محسوب على جهة حزبية فاعلة التروّي في نقاشاته وحملاته، في ما خصَّ الموازنة وأشخاصها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تصريح الأسمر من بكركي... وزهر على ضريح نصرالله

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 04 حزيران 2019/زار رئيس الاتحاد العمالي العام السّابق بشارة الأسمر صباح اليوم الثلاثاء بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. وبحسب المعلومات، فإنّ الأسمر ولدى وصوله الى بكركي، وضع إكليلاً من الزهر على ضريح البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير. بعد اللقاء، قال الأسمر "ست سبع ايام التلفزيونات عم تولول بهيدي القصة، التلفزيونات بدها تولع القصة، الشغلة مش صدفة، خصوصا انو انا عملت نقلة نوعية بالاتحاد العمالي العام". وأضاف:"استهليت زيارة الصرح البطريركي بزيارة ضريح البطريرك صفير وطلبت منه الرحمة من عليائه ومن ثم زرت البطريرك الراعي وأعلم علم اليقين بأنّ ابواب بكركي مشرعة للرحمة والرجاء". وتابع:"كرّرت الاعتذار عمّا صدر منّي والذي كان في جلسة خاصة وتمنّيت أن تستمرّ علاقتي ببكركي كما كانت سابقاً".

 

اتصالات حثيثة بين «المستقبل» و«التيار» لاحتواء التصعيد

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/04 حزيران/2019/تتسارع الاتصالات لاحتواء التشنّج القائم بين تيّار «المستقبل» بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري من جهة، و«التيار الوطني الحرّ» برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل من جهة ثانية، بعد ارتفاع حدّة السجال بينهما على كثير من الملفات بدءاً من قانون الموازنة، مروراً بالصراع على المواقع الأمنية والقضائية والإدارية، وصولاً إلى الصلاحيات الدستورية، وتلميح فريق الحريري إلى أن «ممارسات باسيل تشكّل اعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة، ومحاولة لكسر اتفاق الطائف».

وما إن سرّبت معلومات عبر إحدى الصحف عن اتصال أجراه الحريري بباسيل وطمأنه إلى أنه لن يفرّط بالتسوية التي أبرمها مع «التيار الوطني الحر» والتي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، سارع فريق قيادي في «المستقبل» إلى نفي هذه المعلومات، وأوضح أن الحريري «لم يتصل بالوزير باسيل، ولم يتواصلا منذ انتهاء مناقشة مشروع الموازنة». ويسعى «التيار الوطني الحرّ» إلى تبديد أجواء التصعيد، وتوضيح كلام رئيسه جبران باسيل، إذ اعتبر عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ناجي غاريوس، أنه «لا توجد مشكلة مع تيار (المستقبل) حتى نبحث عن مساع لاحتوائها». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الوزير باسيل لم يهاجم (المستقبل) في خطاباته، بل أعطى وجهة نظره حول بعض الملفات الموضوعة قيد المعالجة»، مؤكداً أن «التسوية أبرمت مع (المستقبل) من أجل بناء الدولة، بالشراكة معه ومع كل الأحزاب والقوى السياسية وليس لتقاسم السلطة». ورأى أن «لا شيء ينقذ لبنان إلا السير باقتراحات القوانين التي قدمها تكتل (لبنان القوي) والوزير باسيل لمكافحة الفساد، وأهمها رفع السرية المصرفية، ورفع الحصانة عن المسؤولين في الدولة، وإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة». وقال غاريوس: «نحن لسنا مختلفين مع أحد، وقلنا رأينا في بناء الدولة، وخلافنا مع الآخرين يأتي تحت هذا العنوان، وليس تحت عنوان المصالح والمكاسب». وتخشى مصادر سياسية أن «تنعكس هذه الخلافات سلباً على الملفات المطروحة، لا سيما نقاشات إقرار الموازنة في المجلس النيابي، وتصدّع التسوية السياسية التي نتج عنها انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة. وأوضحت المصادر أن (ثمة اتصالات حثيثة لوضع حدّ للسجالات ومعالجة القضايا الخلافية تحت سقف الدستور والقانون)». من جهته، قال عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «احتواء التشنّج مع التيار الوطني الحرّ، مرهون بوقف اعتداءات جبران باسيل علينا». وأضاف: «نحن لم نفتعل الأزمة، بل نحاول ردّ الاعتداءات عنّا، على قاعدة إن عدتم عدنا»، مؤكداً أن باسيل «يريد كسر اتفاق الطائف من خلال الممارسة، لأنه يعلم أن كسر الطائف بالنص وتعديل الدستور سيخرج منه خاسراً، وهو يرى أن هناك خلافاً سنياً - شيعياً، يمكن أن يستغله للانقضاض على الطائف، لكن ليس له ولا لغيره مصلحة للتلاعب بالطائف». ورغم نفي وزير الخارجية لما نقل عنه بأن «السنيّة السياسية أتت على ظهر المارونية السياسية»، والتلويح بأنه سيضع ملف تغيير المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان (المحسوب على تيار المستقبل والحريري شخصياً)، لم يتوقف السجال بين الطرفين، إذ اعتبر علوش أن «الطائف لم يعتد على المارونية السياسية ولا على صلاحيات رئيس الجمهورية». وقال: «إذا كان البعض يتباكى على المارونية السياسية ويحاول إحياءها، قد يأتي من يطالب باستعادة نفوذ الحكم العثماني، ويأتي آخر ويطالب بإحياء زمن المتصرفية (التي كانت تحكم جبل لبنان قبل إعلان دولة لبنان الكبير)». وأشار علوش إلى أن «باسيل ناقم على اللواء عثمان لأنه ليس تحت سلطته، وهو لا يصوّب إلا على المواقع السنيّة». وحذّر عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب سامي فتفت، من التلاعب بالتسوية وبالصلاحيات على حدّ سواء، وقال في تغريدة له: «كما أن الحفاظ على التسوية مسؤولية الجميع، كذلك عدم التعرض لصلاحيات الآخرين وخصوصاً صلاحيات رئيس الحكومة واجب الجميع»، معتبراً أن «الانطباع أهم من الحقيقة، وانطباعات الناس وقناعاتها يجب أن تُحترم، فإنّه أصبح من واجب مَن تسبب بالمشكلة إقناع الناس أنه لا يزال يريد التسوية».

 

المكتب الإعلامي لنزار زكا: للابتعاد عن اي معلومات غير دقيقة قد تؤثر سلبا في مسار إطلاقه

الثلاثاء 04 حزيران 2019/وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لنزار زكا، البيان الآتي: "إننا إذ نثمن كل الدعم الذي خص به نزار زكا وهو الذي يتطلع الى مخاطبة الرأي العام قريبا جدا في بيروت، نتقدم بجزيل الشكر الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعالي وزير الخارجية جبران باسيل اللذين بفضل جهودهما الحثيثة نجحت مبادرة إطلاق نزار.ونحيط علما أن مخاطبة الرأي العام تتم حصرا عبر المكتب الإعلامي، متمنين نظرا لدقة المرحلة وحساسيتها، الابتعاد عن اي معلومات غير دقيقة قد تؤثر سلبا في المسار القائم لاطلاق نزار. ويؤكد المكتب الإعلامي، إنطلاقا من أنه المصدر الوحيد والموثوق فيه لمتابعة كل التطورات المتعلقة بنزار، جهوزيته الكاملة للرد على أي إستفسار، بما يصون قضيته المحقة".

 

الخارجية: إيران تجاوبت مع طلب الرئيس عون ومستعدة لتسليم زكا

الثلاثاء 04 حزيران 2019 / وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان اليوم "بعد المساعي الطويلة التي كانت مكثفة أخيرا"، أن "السفير الإيراني في بيروت اتصل بوزير الخارجية والمغتربين وأبلغه رسميا بتجاوب السلطات الإيرانية المعنية، مع طلب رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون إلى نظيره الإيراني الشيخ حسن روحاني، ومع رسالة وزير الخارجية والمغتربين إلى نظيره الإيراني، بخصوص العفو لمناسبة عيد الفطر عن اللبناني نزار زكا، وأفاده باستعداد السلطات في ايران لاستقبال أي وفد لبناني في أي وقت لتسليمه اللبناني المعفو عنه نزار زكا". وقال البيان: "عليه، أبلغ وزير الخارجية والمغتربين فخامة الرئيس بالأمر، وقام فخامة الرئيس فورا بالطلب إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالقيام بالمهمة بالتنسيق مع سفارة لبنان في طهران". وختم: "تشكر وزارة الخارجية والمغتربين للسلطات الإيرانية المعنية، إنهاء هذا الملف والمضي قدما بالعلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين للوصول إلى أفضلها ويريدها لبنان على أحسن ما يكون من تعاون واحترام متبادل لسيادة البلدين وتحقيق المصالح المشتركة، على أساس قواعد القانون الدولي وحسن العلاقات".

 

سفارة روسيا: نأسف لإستعمال دور روسيا في أخبار مفبركة عن جنبلاط

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - أصدرت سفارة روسيا، بيانا جاء فيه: "علمنا من بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبرا من نسج الفبركة المحلية والقصد منه تشويه سمعة وليد جنبلاط بإتهامه بإرسال رسالة إلى نتنياهو وهذه الرسالة علمت من "عميل روسي" داخل الموساد. تؤكد السفارة الروسية في لبنان عدم وجود لديها أية معلومات من هذا النوع. نأسف لإستعمال دور روسيا في هذه الأخبار الكاذبة والمفبركة. كما نؤكد أن علاقة الجانب الروسي والصداقة مع وليد جنبلاط وعائلته والحزب التقدمي الإشتراكي طيبة ومتواصلة ولو يبقى التباين في وجهات النظر عما يجري في سوريا.

نغتنم هذه المناسبة للتعبير عن فائق تقديرنا واحترامنا".

 

اعلام المستقبل نقلا عن مصدر حكومي: الحريري رئيس كل الوزارات ولا يحتاج لدروس في الاصول من احد ومعني بالاهتمام بكل المؤسسات شاء من شاء وأبى

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لتيار المستقبل البيان الاتي:"رداً على سؤال حول ما يثار بشأن حادث طرابلس، اجاب مصدر حكومي رفيع بالقول: "الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس كل الوزارات ولا يحتاج لدروس في الاصول والمسؤوليات من احد وهو معني بالاهتمام بكل المؤسسات شاء من شاء وأبى، والتصويب على قوى الامن الداخلي والكلام الذي يتكرر عن التمييز بين القوى العسكرية والامنية يعبر عن ضيق صدر تجاه الانجازات التي تتحقق وهي في رصيد الدولة وكل اللبنانيين. بدل ان يتلهى البعض بالعودة الى احاديث ممجوجة عن ضغوط على القضاء لاطلاق سراح الارهابي الذي نفذ جريمة طرابلس  قبل سنة وما الى ذلك من تلفيقات، والايحاء بان طرفاً سياسياً قد قام بذلك بغطاء من شعبة المعلومات، فان الاجدر بهذا البعض ان يشارك في تضميد جراح اهالي العسكريين والتوقف عن بخ المعلومات المسمومة والتحليلات التي تعكس ما تضمره بعض النفوس تجاه الامن الداخلي. لن يكون مسموحاً بعد اليوم السكوت على مواقف غير بريئة هدفها اظهار الدولة اللبنانية كما لو كانت مجموعة كانتونات امنية تتقاسمها الطوائف والقيادات السياسية، ولن يكون مقبولاً، لاي سبب وتحت اي ظرف، ان يتولى اي وزير او مسؤول مهمة اقامة شرخ بين المؤسسات العسكرية والامنية.الجيش اللبناني جيش لكل الدولة وقوى الامن الداخلي قوى لكل الدولة، وكذلك الامر بالنسبة لسائر القوى الامنية. وخلاف ذلك دعوات للتحريض والانقسام. كفى تلاعباً بهيبة الدولة".

 

هدف "داعش": إلحاق العار بطرابلس

المدن - ميديا | الثلاثاء 04/06/2019

لم يرد تنظيم "داعش" الارهابي من طرابلس، إلا إلحاق العار بها، تمهيداً لعزلها عن لبنان وفصلها عنه. فالتنظيم الذي فشل في تحقيق أهدافه في لبنان، ولم يجد له أي موطئ قدم في طرابلس، لجأ الى الدعاية، محاولاً الاصطياد في "الماء العكر"، للقول ان هناك تمييزاً طرابلس، وثمة مسلم يقتل مسيحياً. بعد ساعتين على الهجوم في طرابلس، انتشرت رسالة مصدرها وكالة "أعماق" تعلن فيها أن تنظيم داعش يتبنى عملية طرابلس جاء فيها. وقال في الرسالة: "الاخوة في طرابلس الان ينكلون في دولة لبنان الصلبية". في رسالته المقتطفة، بث التنظيم ثلاث رسائل، الأولى للتبني، والثانية للقول بأن التنظيم لديه أتباع في طرابلس يشاركونه القتل، والثالثة للتفرقة بين "مسلم" و"مسيحي"، وإثارة الفتنة بين الطرفين. والرسالتان الأخيرتان، تمثلان نميمة لإلحاق العار بأهل طرابلس. هذا ما يقصده التنظيم بتبنيه، وهو ما أثار ردوداً من أهل طرابلس في مواقع التواصل باستنكار الجريمة الارهابية، ونبذ العنف والتطرف، والالتفاف حول الاجهزة الامنية والجيش، وهو الرأي السائد في لبنان بعد العملية الارهابية أمس.

 

مأساة طرابلس: إياكم والاستثمار المذهبي

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 04/06/2019

كان كل شيء يسير على ما يرام في طرابلس. لم تكن المدينة قد خرجت من حلّتها الرمضانية، هي الأكثر دفئاً وحياة في شهر الصيام. أحياؤها الحاضنة والمتواضعة، حجارة الحارات القديمة وأسواقها، فيها بعض من مآثر الشام. العروض المولوية التي تصدح بين تكاياها ومساجدها وساحاتها، تذكر باسطنبول، حنّو الأهل فيها يحتضن الغريب والعابر من ساحة التلّ إلى خان الحدادين والسوق العتيق وشارع الكنائس، الذي يكتنز مزيجاً عمرانياً بيزنطياً ومملوكياً وعثمانياً. في تلك الشوارع بعض من ثقافة الامبراطورية الآفلة وعلامات المتوسط والمعمار الكولونيالي..

سر "مبسوط"

ما أن بدأت المدينة ترتدي حلّة العيد، حتى ضربها سواد الحداد. عملية إرهابية عكّرت صفوها، وأفسدت بهجة ناسها. الموالد المولوية، استبدلت بقراءة العزاء. ثمة من يريد إطفاء أنوار الفيحاء وخنقها. لا يراها بغير الأسود الحادق، ويصرّ على نقل الحداد منها إلى كل لبنان. في البداية، كان خبر إطلاق النار أو رمي قنبلة صوتية على أحد المراكز الأمنية، كأنه خبر عادي، في مدينة أريد لأصوات الرصاص والقذائف فيها، أن تبقى فوق كل الأصوات. سوداوية ما جرى، ذكّرت بعمليات كثيرة شهدتها المدينة، التي لطالما كانت ساحة لتبادل الرسائل المحلية والإقليمية. صوّرت المدينة بأنها معقل الإرهاب، قبل أن يجتاح المصطلح وسائل الإعلام ووسائط التواصل، وقبل أن يتخذ الإرهاب صفة فئة واحدة. وُسمت المدينة بالإرهاب منذ ثمانينيات القرن الفائت، في أعقاب لجوء قيادات منظمة التحرير الفلسطينية إليها بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم بروز "حركة التوحيد". فاتخذ النظام السوري يومها ذريعة الإرهاب لمواجهة أبي عمّار وأبناء المدينة الرافضين للجيش السوري. وبعدها، استمرت الحملة على المدينة بأشرس المعارك التي خاضها النظام السوري ضد أبناء باب التبانة خصوصاً. لم يكن مشهد ما جرى ليلة العيد في طرابلس، ظاهرياً، بعيداً عن ما شهدته قبيل أحداث نهر البارد بساعات، إذ بدأت المعارك في شارع أبو سمرا. وكانت يومها حكاية شاكر العبسي الذي اختفى واختفى سرّه معه. مصير عبد الرحمن مبسوط، مقتولاً أو منتحراً، يشبه إلى حدّ بعيد حالة العبسي. للمدينة حكايات كثيرة مع الاستهداف، سياسياً، اجتماعياً، أمنياً، عسكرياً، ثقافياً، بشرياً وتنموياً. إنها أفقر مدن المتوسط، والفقر هو الأرض الخصبة التي يمكن للإرهاب الاستثمار فيها والتنامي.

جروح طرابلس

قضايا المدينة العالقة كثيرة، أولها قضية الموقوفين الإسلاميين بلا محاكمة ولا أحكام، والذين وعدوا أكثر من مرّة بالعفو العام. جرح الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن لم يندمل تماماً بعد، ولا حروب تصفية الحسابات بدماء أبناء المدينة انتهت. قدر طرابلس أن تستمر بالنزف، بلبنان وعنه. وقدرها أن تكون حكايتها سيئّة مع الأجهزة الأمنية التي استهدفت فيها أكثر من مرّة. قبل أشهر، حدث إطلاق نار على أحد الحواجز الأمنية وقُتل أحد المواطنين بسبب مخالفته المرورية. وكان بالإمكان أن يكون خبر إطلاق النار بالأمس مشابهاً، لكن قدر عاصمة الشمال أن يحاولوا تشبيهها بقندهار أو الرقة. وربما كان يريد المبسوط أن يعمم نموذجه الإرهابي، ربما من رغبة فردية لديه، إلا أن الدوي جاء مع خبر أعلنته وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، يتبنى فيه العملية. عندها أصبح بالإمكان الحديث عن نظرية المؤامرة التي تستهدف المدينة.

استهداف القوى الأمنية

كان عبد الرحمن مبسوط مقاتلاً في صفوف تنظيم داعش، عاد من سوريا إلى لبنان في العام 2017، وألقي القبض عليه وأودع في السجن ليخلى سبيله في العام 2018. التوقيت الذي اختاره مبسوط لتنفيذ عمليته يطرح الكثير من الأسئلة. ومع بيان تبنّي داعش لم يعد بالإمكان الحديث عن صدفة تقف خلف تنقّله على دراجة نارية، من ساحة التل باتجاه شارع عزمي والميناء، وإطلاق النار على حواجز لقوى الأمن والجيش اللبناني. توقيت العملية وشكلها على الرغم من بديهيته أو بساطته، إلا أنه يتطابق مع بعض التقديرات الأمنية التي تجمّعت لدى الأجهزة، حول احتمال قيام هكذا تنظيمات بهذا النوع من العمليات. لا يمكن الجزم بالأسباب التي دفعت مبسوط للقيام بما اقترفه. لكن العملية تأتي على بعد ساعات من اعتصام لأهالي الموقوفين الإسلاميين المطالبين بالعفو العام. ما سيؤدي حتماً إلى تأجيل هذا الملف حالياً.تتزامن العملية مع توترات سياسية محلية وإقليمية. وقد يكون ثمة من أراد استهداف المدينة وأمن أهاليها، لتسليط الضوء اتهاماً على المدينة وما توصم به، بوصفها حاضنة للإرهاب الواجب مواجهته. وتحييد الأنظار عن ما عداها. لا شيء بالصدفة في لبنان، خصوصاً أن الأمن هو سياسي أولاً، وتحرّك الخلايا لا ينبع من اجتهادات فردية. قراءة خلفيات ما جرى ستكون بالغة التعقيد، من استهداف الأجهزة الأمنية، بالإرهاب تارة، وبمقومات معيشتهم تارة أخرى، في ضوء الحديث عن تخفيض رواتبهم أو مخصصاتهم، فيما المال لا يكفي للتعويض عن التضحية بأرواحهم. أما في السياسة، فالصراع مفتوح على أوسع أبوابه، ومجالات الاستثمار أوسع، سياسياً ومذهبياً.

السجال التافه

وخير دليل هنا على "الاستثمار" والانتهاز، تعمّد بعض نواب ومسؤولي التيار الوطني الحرّ، والصور التي نشروها بقصد شن حملة على اللواء أشرف ريفي، بالإضافة الى الدخول في سجال أقل ما يقال فيه إنه تافه، لا يرقى الى مستوى المصاب الأليم، يضع القضية في سياقات سياسية مختلفة، تندرج فيها رغبة تصفية الحسابات وتسجيل النقاط، أو تهدف لابتزاز جديد في ملفات متشعبة مستقبلاً. ومن يخرج ليعلن أن رئيس الحكومة تعنيه قوى الأمن أكثر من الجيش، ويعلن عن إجراء تحقيق لمعرفة كيفية توقيف المبسوط ومن ثم اطلاق سراحه، بالإضافة إلى الحملة على موقف وزيرة الداخلية ريا الحسن ومدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان إثر زيارتهما لطرابلس، يخرج القضية عن سياقها ويدخلها في زواريب مختلفة. وربما التحقيق بكيفية إخراج المبسوط واجب، لكن الواجب أكثر أن يسير بالتزامن مع تحقيق بمن تدخّل لدى القضاء لتبرئة مفبركي ملفات عمالة، خصوصاً أن فبركة ملفات بشكل ظالم قد يؤدي الى نتائج مماثلة للنتيجة التي وصل إليها الأمر مع المبسوط.

 

بعد ليلة طرابلس الدامية: حزن المدينة وصفاقة السياسة

جنى الدهيبي/المدن/الثلاثاء 04/06/2019

لم يكن اليوم الأول من عيد الفطر في طرابلس عاديًا. فهذه المناسبة التي تنتظرها المدينة موسميًا، لتحريك عجلتها الاقتصادية وإنعاشها اجتماعيًا، حلّت بعد ليلةٍ داميةٍ من العمل الإرهابي الذي أداره عبدالرحمن مبسوط، وذهب ضحيته أربعة شهداء من المؤسسة العسكرية وقوى الأمن الداخلي، وهم، الملازم في الجيش حسن فرحات، الرتيب في الجيش ابراهيم صالح، والعسكريون في قوى الأمن الداخلي جوني خليل ويوسف فرحات. عند الساعة الساعة الثانية إلّا ربع فجرًا، انتهت العملية الأمنية التي نفذتها القوة الضاربة بمديرية المخابرات في الجيش بمؤازرة من القوة الضاربة في فرع المعلومات، بعد أن شدّوا الخناق بتطويق الشقّة السكنية، التي اختبأ بها مبسوط، في إحدى مباني شارع دار التوليد، واشتبكوا معه، قبل أن يفجر نفسه بواسطة قنبلة يدوية.

حزن وصدمة في "التوليد"

خاض مبسوط وحيدًا في عمله الإرهابي، جولةً سريعة وجنونية من إطلاق النار من بندقيته، وهو يقود دراجته، قبل وصوله هاربًا إلى محطته الأخيرة، حيث سقط قتيلًا. أول محطةٍ "إرهابية"، كانت أمام سرايا طرابلس، ورمى فيها قنبلةً يدويةً على نقطة حراسة لقوى الأمن الداخلي. الثانية، أمام مرفأ طرابلس البحري، أطلق مبسوط هناك النار على مركز الجيش اللبناني. الثالثة، في طريق الميناء بالقرب من السنترال، وهناك ترجل من دراجته، وأطلق النار باتجاه سيارة لقوى الأمن الداخلي، راح ضحيتها شهداء وجرحى من العناصر الأمنية، ثم ركب دراجته للهروب، فأطلق النار مجدداً باتجاه دورية للجيش اللبناني، فسقط أحدهم شهيدًا وعدة جرحى. نهاية هذا المشهد العنيف، كانت في شارع دار التوليد، حيث كان مبسوط يهرول هربًا من عناصر الجيش وعدد من المواطنين الذين يلاحقوه، فترك دراجته، ودخل مسرعًا أحد أبنية الشارع، ووصل إلى الطابق الرابع، خلع باب إحدى الشقق السكنية وكانت فارغة، وأطلق من شرفتها النار، فأصاب ضابطًا وعددًا من العناصر، قبل أن تنتهي العملية بقتل نفسه.

الشارع وصاحب الشقة

قبل الوصول إلى شارع دار التوليد في صباح عيد طرابلس، تبدو المدينة هادئة، وكأنّ أبناءها يخوضون مهمة مسح الغبار المترسب من ليلتهم الدامية والعنيفة. بدا واضحًا، وإن كان بشكلٍ محدود، أنّ ثمة محاولات لعيش "فرح" العيد، بكسر حالة الانكماش والحذر والترقب.. والحزن، التي سيطرت على طرابلس منذ ساعات فجرها الأولى. لكن، لدى الوصول إلى شارع دار التوليد، بدا المشهد مختلفًا رأسًا على عقب. طوقٌ أمنيّ كبير للشارع، رواسب الدمار والتخريب، سيارات محطمة، والمبنى الذي تحصن فيه مبسوط قد أُخلي من جميع سكانه، يحرسه عناصر من الجيش وتملأه عناصر مسح الأدلة الجنائية.

الدخول إلى المبنى المدمّر، للوصول إلى الطابق الرابع، مسرح الجريمة، ليس سهلًا. ولدى صعودنا نحو الشقّة السكنية التي تحصن بها مبسوط، مع كلّ اعتلاء درجةٍ، تزداد حدّة رائحة الغاز الخانق، الناتج عن القنابل المسيلة للدموع. لا شيء في منزل كمال الفرّي على حاله. كُتلٌ من الأحجار والبلاط والزجاج والأثاث المحطّم والمكسّر. وحدها المرآة في مدخل المنزل، تترك أثرًا مباشرًا مما اقترفته يد مبسوط الإجراميه: "سامحني أخي المسلم قدر الله، أحبك فلله لم أقصد". هو باعتقاده، يستسمح "أخاه المسلم"، مما فعل، أيّ صاحب الشقة الفرّي، الذي يقف تحت منزله مصدومًا ومذهولًا مما حدث أثناء غيابه وغياب زوجته عن المنزل. يقول لـ"المدن": "أشعر أن هناك كابوسًا أصابنا، أشكر الله أنني لم أكن مع زوجتي في المنزل، ما حدث لا يمكن لأحد أن يصدقه، فيما كنت أعمل في محلي لبيع الأدوات المنزلية ليلة العيد من دون أن أكون شاهدًا على هذه الليلة المرعبة".

جار الفري، وهو كمال الصمدي، لم يسلم بيته من أهوال الدمار الذي أصابه. تقول زوجته: "تركتُ عائلتي في الأمس بعد الإفطار، وذهبت للعمل في محلي، بقي زوجي وأطفالي الصغار في المنزل. حاول الإرهابي أن يخلع باب منزلنا، لكنه لم يستطع، أصيب أولادي بصدمةٍ كبيرة، واختبأوا مع  والدهم في إحدى الغرف لحماية أنفسهم من إطلاق النار وتحطيم الزجاج". في الحيّ، الذي أغلقت كلّ أبواب محاله، نتحدث مع صاحب محلّ السمانة، الكائن تحت المبنى المحاذي للجريمة. يقول لـ "المدن": كنا نجلس في محالنا بأمان، ونعمل جميعًا لحصاد رزقة ليلة العيد. فجأةً، يقتحم الإرهابي الحي بدرجاته النارية، يطلق النار بالهواء، يدبّ الذرع والهلع في نفوسنا، كنّا نسعى جميعًا لحماية أنفسنا وبعضنا البعض قبل أن يصعد إلى المبنى، ويبدأ الصراخ يتصاعد منه، وبقينا على هذا الحال إلى حين انتهاء العملية المروعة".

في باب الرمل

الوضع ليس أفضل حالًا في حيّ قبر الزيني في باب الرمل، حيث كان يسكن عبدالرحمن مبسوط. فبعد ظهر الثلاثاء، قامت دورية من الجيش اللبناني بمداهمة المنزل، لتفتيشه ومسحه، ثمّ ألقت القبض على والده وشقيقه. وحسب ما يُروى في الحيّ عن مبسوط البالغ 27 عامًا (1992)، والذي كان يعمل موظفًا مياومًا في اتحاد بلديات طرابلس، جرى توقيفه في صيف العام 2016، من قبل عناصر الأمن العام في مطار بيروت، بعد عودته من تركيا. وقد سُطّرت بحقّه بلاغات بحثٍ وتحرٍ بتهمة الإرهاب. ومبسوط الذي كان قد توجه إلى تركيا للانتقال من هناك إلى سوريا من أجل الإلتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية داعش، والقتال في صفوفها، صدر بحقّه حكم قضائي بالأشغال الشاقة لعام ونصف عام، بعد خضوعه إلى المحاكمة أمام المحكمة العسكرية.

صراعات سياسية وأمنية

وبينما نتج عن هذا العمل الإرهابي، سلسلة من ردود الأفعال السياسية والأمنية التي بدت فيها نيّة الاستثمار والمزايدات، ترك تصريح وزيرة الداخلية ريا الحسن في طرابلس صدىً إيجابيًا، لجهة وضعها ما حصل في خانة "التصرف الفردي"، الذي لا يجب أن يكون تعميمًا ويؤثر بالتالي على سير العمل في ملف محاكمات الموقوفين الإسلاميين، وقانون العفو العام. وفي ظلّ "صراع التصريحات" الذي خيّم على المشهد العام في المدينة والبلد، بدا أهالي طرابلس متمسكين بمؤسساتهم الأمنيّة، بالوقوف إلى جانبها ومن خلفها. وفي غضون ذلك، برزت صورة نشرها النائب نبيل نقولا على حسابه في تويتر، تُظهر فيها شابًا ملتحيًا يقف إلى جانب اللواء أشرف ريفي علق عليها قائلًا: "هذا هو المجرم برفقة أشرف ريفي بعد أن أخرجه من السجن. بدون تعليق.#شرف". لم يمرّ وقت طويل على تغريدة نقولا المدوية، حتّى خرج المواطن شادي رجب، الموجود في الصورة إلى جانب ريفي، من أجل تكذيبها، معلنًا أنه سيرفع دعوى على النائب نقولا. من جهته، يشير ريفي لـ"المدن" أنه لم يعد يستغرب كل محاولات التشويه والافتراء، والعمل على ضرب المؤسسات والأجهزة الأمنية ببعضها، ويقول: "المشكلة الأساسية بدأت منذ التسوية الرئاسية، التي قدمنا فيها البلد ومؤسسات الدولة للمشروع الإيراني وأدواته في لبنان، الذين يحاولون السيطرة على كلّ شيء، وها هي النتائج بدأت تظهر بوضوح، وما نشهده، يدلّ أنّ لبنان يعيش في وضعٍ خطرٍ قابل للتدهور، ومزيد من الاستثمار والاستغلال، إن لم نتدارك أمورنا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي: عرض ترمب التفاوض مع الإيرانيين لن يخدعنا

 العربية.نت، وكالات/04 حزيران/2019/قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الثلاثاء، إن أميركا لن تتمكن من حرمان طهران من قدراتها الصاروخية، مشيراً إلى أن عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التفاوض مع الزعماء الإيرانيين الحاليين "لن يخدع طهران". خامنئي شدد على أن السياسات الأميركية في العراق وسوريا ولبنان باءت بالفشل. وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: "الرئيس الأميركي قال في الآونة الأخيرة إن إيران يمكنها تحقيق التنمية في ظل زعمائها الحاليين. هذا يعني أنهم لا يسعون لتغيير النظام.. لكن هذه الحيلة السياسية لن تخدع المسؤولين الإيرانيين والشعب الإيراني". ومضى يقول متحدثاً في مراسم إحياء ذكرى مرور 30 عاماً على وفاة آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

"وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد ألمح الأحد الماضي إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للحوار مع إيران "دون شروط مسبقة" بشأن برنامجها النووي، لكنها تريد منها أن تتصرف "كدولة طبيعية" أولا.

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الثلاثاء، إن واشنطن عازمة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، مضيفاً أن أميركا عازمة... وتصاعدت حدة التوتر بين الجانبين خلال الأسابيع الماضية بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات. وأعادت واشنطن فرض العقوبات على إيران العام الماضي، وشددتها في بداية الشهر الماضي، حيث أمرت كل الدول بالتوقف عن شراء النفط الإيراني. كما ألمحت إلى مواجهة عسكرية فأرسلت قوات إضافية إلى المنطقة للتصدي لما وصفته بتهديدات إيرانية.

 

 ترمب وماي: عازمون على التصدي لأعمال إيران الإرهابية

العربية.نت - وكالات»/04 حزيران/2019/قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الثلاثاء، إن واشنطن عازمة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، مضيفاً أن أميركا عازمة مع البريطانيين على التصدي لأعمال إيران الإرهابية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمع الرئيس ترمب برئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي. وأضاف ترمب أن أميركا عازمة مع البريطانيين على منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وقال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة تتشارك مع البريطانيين الأهداف والتحديات حول العالم، مضيفاً: "عملنا مع البريطانيين على إلحاق هزيمة كاملة بتنظيم داعش". وأعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأن بريكست سيحصل ويجب أن يحصل، مضيفاً: "سنوقع اتفاقا تجاريا عظيما مع بريطانيا بعد بريكست.. ولدينا علاقة استخباراتية قوية مع بريطانيا، وسنتجاوز خلاف هواوي". وعن عمدة لندن صادق خان، قال ترمب إنه لم يقم بعمله بشكل جيد، وعليه التركيز على وظيفته. من جانبها، قالت تيريزا ماي إن لندن ستطور شراكة تجارية مع الولايات المتحدة بعد بريكست، مضيفة: "ما زلت مؤمنة بضرورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وعن محادثاتها مع الرئيس ترمب، قالت ماي: "ناقشت مع الرئيس ترمب التحديات الجديدة تجاه أمننا"، مشيرة إلى أنه يجب على إيران الوفاء بالتزاماتها وعدم التصعيد. وقالت ماي: "مستمرون بالعمل مع الولايات المتحدة والإبقاء على تحالفنا، ومتفقون مع الرئيس ترمب في تحقيق الأهداف نفسها فيما يتعلق بإيران"، مضيفة: "نبذل قصارى جهدنا لتفادي التصعيد مع إيران".

جانب من الاجتماع

وفي وقت سابق، أعرب الرئيس ترمب عن أمله في إبرام "اتفاق تجاري مهم للغاية" مع بريطانيا. وأبلغ ترمب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن الولايات المتحدة ستبرم اتفاقاً "تجارياً كبيراً جداً" مع المملكةالمتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. كما وجه الشكر لماي لأدائها وظيفة رائعة. وقال إنه لا يعرف توقيت مغادرة ماي منصبها، لكن يتعين عليها أن تبقى قليلا. وأضاف "دعونا نبرم هذا الاتفاق". موضوع يهمك ? حذّرت منظمات حقوقية، الثلاثاء، من خطة لدى السلطات اللبنانية لهدم مساكن مؤقتة يقطنها لاجئون سوريون، ما يهدد 15 ألف طفل...لبنان.. منظمات تحذر: هذا القرار يهدد 15 ألف طفل سوري العرب والعالم

يأتي هذا في وقت يشكل إبرام اتفاق تجاري ثنائي يدخل حيز التنفيذ بمجرد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي الأولوية القصوى للزعيمين. وقد ضم الاجتماع في قصر سانت جيمس نحو عشر شركات رائدة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وبالتزامن، انضم عدد من قادة أحزاب المعارضة البريطانية إلى متظاهرين في الشوارع احتجاجاً على زيارة ترمب. يذكر أن بريطانيا كانت نظمت الاثنين استقبالا رسميا، وبسطت السجادة الحمراء للرئيس الأميركي وزوجته، قبل حضورهما للمأدبة مع الملكة إليزابيث في قصر باكنغهام. وكانت الملكة إليزابيث، أكدت الاثنين، خلال لقائها ترمب أنها على ثقة بأن القيم والمصالح المشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة ستظل توحّد بين البلدين. وفي كلمة خلال مأدبة بقصر باكنغهام تحدثت الملكة أمام ترمب وزوجته ميلانيا عن قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقالت: "ونحن ننظر إلى المستقبل، أشعر بثقة في أن قيمنا المشتركة ومصالحنا المشتركة ستظل توحد بيننا". وأضافت: "نحتفل الليلة بتحالف ساعد في ضمان سلامة ورخاء شعبينا لعقود من الزمن، وأعتقد أنه سيستمر لسنوات طويلة قادمة".

 

قطر تكرّر خطاب التحالف مع إيران بعد عامين من مزاعم القرصنة

العرب/05 حزيران/2019/الدوحة – أعادت قطر صياغة مفردات موقفها من إيران ردّا على قمم مكة بنفس معطيات الخبر “المقرصن” الذي بثته وكالة الأنباء القطرية قبل عامين وأدّى إلى حملة المقاطعة العربية لها، فهي تتصرف بمثابة محام يدافع عن مصالح إيران ويعارض أي تشدد معها حتى لو كان من دول مجلس التعاون الخليجي الذي يفترض أن قطر ملتزمة بقراراته. وأعلنت الدوحة بشكل مفاجئ تحفظها بشأن بيانات قمم مكة المكرمة، بدعوى أنه لم تتم استشارتها في الصياغة “التصعيدية” ضد إيران، وحثت على الاستجابة لمبادرة إيران في “عدم الاعتداء”. وعكس الموقف القطري تناقضات كثيرة، ليس فقط لكونه جاء عكس ما كانت قطر تسعى إليه من وراء إرسال رئيس وزرائها إلى مكة المكرمة في محاولة لتحقيق “اختراق” في أزمة بلاده مع جيرانها، وحين فشلت في ذلك تم افتعال أزمة تصعيدية تحت مسوغ البيانات لا تلزم قطر. والأهم أن قطر وجدت نفسها تعيد نفس الكلام الذي قالت في السابق إنه غير صحيح، وزعمت أن “هاكر” سيطر على وكالتها الرسمية وقام بتمريره. وأعاد وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأحد، تأكيد المبررات التي بنت عليها دول المقاطعة موقفها من علاقات خارجية للدوحة على حساب الأمن القومي لدول مجلس التعاون، أي وضع العلاقة مع إيران قبل مصالح مجلس التعاون ودوله.

وأعلن وزير الخارجية القطري، الأحد، أنّ بلاده تحفّظت على بياني القمتين الخليجية والعربية اللتين عقدتا في مكة المكرمة لأنّهما أُعدّتا مسبقا و”لم يتم التشاور حولهما”. كما قال إنّ “بيان القمة الخليجية تحدّث عن خليج موحّد”، متسائلا “أين هو هذا الخليج الموحّد في ظل استمرار حصار قطر؟”. وأضاف أنّ البيانين “تبنّيا سياسة واشنطن تجاه إيران، وهي سياسة لا تأخذ الجوار الخليجي معها بعين الاعتبار، بل تدين إيران دون الإشارة إلى سياسة وسطية للتحدّث معها”. وعبرت مصادر سياسية خليجية عن استغرابها من موقف الوزير القطري بشأن الحوار مع إيران وكأن السعودية أو الإمارات هي من هاجمت السفن وإمدادات النفط وليس إيران. وقالت إن الشيخ محمد بن عبدالرحمن ترك المسوغات التي دعت إلى عقد سلسلة قمم خليجية وعربية وإسلامية في مكة المكرمة، وتمسك بمناقشة جزئية الحوار مع إيران والاستجابة لفكرتها عن إبرام اتفاقية عدم الاعتداء المتبادل بين دول المنطقة، في وقت قامت السلطات الإيرانية، بشكل مباشر أو عبر أذرع محلية، بهجمات على أمن الملاحة ما استدعى تحركا دوليا لردعها. وعكست المقابلات المختلفة التي أجراها وزير الخارجية القطرية (سواء مع وسائل إعلام تابعة للدوحة أو روسيا اليوم) رغبة في الدفاع عن إيران، وإفشال مساع إقليمية ودولية جادة لوقفها عند حدها ومنعها من تهديد أمن الملاحة، فضلا عن محاولة إرباك أي تحرك خليجي أو عربي جماعي لمجرد أن قطر ليست طرفا فاعلا فيه. وقال الوزير القطري إنه “لا يوجد تصور عربي مشترك تجاه إيران”، وإن “مبادرة عدم الاعتداء التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تستحق النظر والدراسة والتجاوب وتحديد المخاوف التي تشكلها إيران لمعالجتها مع طهران بشكل مباشر”. وسخرت السعودية والإمارات العربية المتحدة، الاثنين، من رفض قطر لمقررات قمتي مكة اللتين عقدتا، الخميس والجمعة، على خلفية التوترات الإقليمية مع إيران. وفي تغريدة الاثنين، ردّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على موقف الدوحة قائلا “الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات والاجتماعات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات ووفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات!”.

 

عريقات يطالب العرب بمقاطعة {فريق المستوطنين الأميركي»

بومبيو يعطي تقييماً متشائماً للخطة الأميركية... والسيسي يرفض ما يرفضه الفلسطينيون

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط أونلاين»/04 حزيران/2019/طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، العرب بمقاطعة جارد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفريقه، واصفاً إياهم بفريق من «المستوطنين». وقال عريقات أمس، في تصريحات: «مرة أخرى أدعو الأشقاء العرب لعدم الحديث مع هذه الفرقة من المستوطنين، كوشنر، غرينبلات وفريدمان. فما يخططون له هو الازدهار للمستوطنين».وعنى عريقات بذلك، جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل، إلى جانب كوشنر صهر الرئيس الأميركي والمسؤول عن خطة البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط. وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «هذا الشخص كوشنر لا يكترث للفلسطينيين، وقد عزل نفسه عن أي دور في عملية السلام». وجاءت تصريحات المسؤول الفلسطيني بعد مقابلة لكوشنر قال فيها إن الفلسطينيين يستحقون «تقرير المصير»، لكنه امتنع عن تأييد إقامة دولة فلسطينية وأبدى عدم تأكده من قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم. وقال كوشنر إن الفلسطينيين يستحقون تقرير المصير، وعندما سئل في برنامج تلفزيوني على محطة «إتش بي أو» التلفزيونية عما إذا كان يمكن للفلسطينيين توقع التحرر من التدخل العسكري والحكومي الإسرائيلي، قال إن هذا سيكون «طموحاً عالياً». وتفادى كوشنر مرة أخرى القول صراحةً ما إذا كانت الخطة ستتضمن حلاً يقوم على وجود دولتين والذي يمثل أساس السياسة الأميركية منذ عشرات السنين. وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن بإمكان الفلسطينيين أن يحكموا أنفسهم دون تدخل إسرائيلي، قال: «هذا سؤال جيد جداً. هذا أمر علينا أن ننتظر لنراه. الأمل أن يصبحوا قادرين بمرور الوقت على الحكم».

وعززت انطباعات كوشنر، هذه، موقف الفلسطينيين المقاطع للإدارة الأميركية والرافض سلفاً لخطة السلام التي طال انتظارها. ويقول الفلسطينيون إن الخطة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر حسم أخطر الملفات (القدس، واللاجئين، والحدود) لصالح الرواية الإسرائيلية. وجاء هجوم عريقات على كوشنر وفريقه في وقت زاروا فيه إسرائيل، قبل أيام، لتمهيد الطريق أمام الجزء الاقتصادي من خطة الإدارة الأميركية للسلام. وتنوي إسرائيل حضور الورشة التي تعقدها الولايات المتحدة في البحرين أواخر يونيو (حزيران) الحالي، لكن الفلسطينيين قاطعوها.

وكان من المفترض أن يطرح الأميركيون خطة السلام في هذا الوقت بعدما تأجلت لمرات عديدة، لكنهم عادوا وأعلنوا أنهم سيكشفون عن الجزء الاقتصادي منها وهو ما يؤكد الصعوبات التي تواجهها إدارة ترمب في تسويق خطتها.

وأعلن الفلسطينيون أن الخطة لن تمر، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنها «ستذهب للجحيم». وحصل عباس على دعم عربي لموقفه. وعزز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف عباس. وقال السيسي إن بلاده لن تقبل أي شيء لا يريده الفلسطينيون.

وأضاف خلال مشاركته حفل «إفطار الأسرة المصرية» بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة نقلته وكالة «رويترز»: «تسألون ما هي الحكاية والسيسي ماذا ينوي أن يفعل، وهل سيقدم شيئاً لأحد. لا أحد يقدر يعمل أي شيء إلا عن طريقكم... هل تتصورون أنني ممكن أن أفرط مثلاً؟ لماذا؟». كما وجه الرئيس المصري حديثه إلى أهالي سيناء الذين شاركوا في حفل الإفطار قائلاً: «هل تتصوروا إني ممكن أفرط مثلاً؟ طيب ليه؟». وكان السيسي كما يبدو يرد على تسريبات حول أن الخطة الأميركية تضمن توسعاً للفلسطينيين في سيناء المصرية، وهي تسريبات لم تؤكدها أطراف رسمية بعد. وقبل السيسي حصل الفلسطينيون على دعم سعودي وكذلك أردني لموقفهم. وتثير هذه المواقف شكوكاً أكبر حول فرص نجاح صفقة القرن، وهي شكوك أثارها بشكل استثنائي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أعطى تقييماً متشائماً لفرص نجاح الخطة، بل أقر بأن أجزاء منها قد تكون «غير قابلة للتنفيذ».

وفي تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء الماضي في اجتماع مغلق مع مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى وتم تسريبها لصحيفة «واشنطن بوست»، قال بومبيو إن بإمكانه فهم لماذا ينظر الكثيرون إلى الصفقة على أنها صفقة «يمكن للإسرائيليين أن يحبوها فقط». وقال إن الولايات المتحدة تستعد أيضاً لاحتمال فشلها. وتصريحات بومبيو جاءت قبل يوم من انهيار المحادثات الائتلافية في إسرائيل وتوجهها إلى انتخابات جديدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو أمر من المتوقع أن يعيق إطلاق الخطة أكثر.

وقال بومبيو: «لقد استغرقنا وقتاً طويلاً في طرح خطتنا أكثر مما كنا نعتقد في البداية». وأضاف: «إن الخطة مفصلة جداً، لكن يمكن الزعم أن أجزاء منها غير قابلة للتنفيذ». وأوضح: «قد يتم رفضها. قد يقول الناس في النهاية إنه لا شيء جديداً في الخطة، وهي لا تناسبني بشكل خاص، أي أنها تحتوي على أمرين جيدين وتسعة سيئة، لذلك سوف أنسحب». وأضاف أن وزارة الخارجية الأميركية أولت «قدراً كبيراً من الاهتمام لما ستفعله في حال لم تكتسب (الخطة) زخماً». وأوضح بومبيو أن الولايات المتحدة تخطط للبدء مع الجوانب الاقتصادية، قبل الانتقال إلى الأجزاء «الأمنية والسياسية». وعلى الرغم من وجهة نظره (المتشككة)، دعا بومبيو الأطراف للتفكير في الخطة. وقال: «هناك ثلاثة أشياء مؤكدة، سيجد الجميع شيئاً يكرهه بشأن الاقتراح. سيجد الجميع شيئاً، كما أعتقد، بمن في ذلك الفلسطينيون، سيجدون شيئاً يجعلهم يقولون هذا شيء يمكن أن نبني عليه، والسؤال الأكبر هو: هل بإمكاننا الحصول على المساحة الكافية التي تسمح لنا بإجراء نقاش حقيقي حول كيفية بناء ذلك؟». ولم يثر بومبيو الشكوك حول خطة السلام فقط، بل حول الورشة الاقتصادية أيضاً، قائلاً إنه حتى الدول التي يمكن أن تحضر قد تحضر «للاستماع فقط».

وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، بقوله إنه يتفهم شكوك وزير خارجيته بشأن «صفقة القرن»، وقال ترمب للصحافيين: «عندما يقول مايك (بومبيو) ذلك، أفهمه... ومعظم الناس يعتقدون أنه أمر مستحيل. وإنني أعتقد أنه أمر ممكن».

وأضاف: «نعمل ما بوسعنا لمساعدة الشرق الأوسط في صياغة خطة التسوية السلمية... لكن إذا نجحنا في تحقيق صياغة خطة التسوية السلمية في الشرق الأوسط، فسيكون ذلك جيداً».

 

ملكة بريطانيا تمنح ترمب هدية «رمزية ومميزة»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/04 حزيران/2019/قدمت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية هدايا للرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا، بمناسبة زيارتهما التي تستمر ثلاثة أيام إلى المملكة المتحدة. وحصل ترمب على الطبعة الأولى من كتاب ونستون تشرشل عن الحرب العالمية الثانية، بحسب ما نشره موقع صحيفة «الصن» البريطانية. فيما تعتبر هدية «رمزية ومميزة»، أما ميلانيا، فحصلت على صندوق فضي مستوحى من قصر باكنغهام، والذي يتميز بأوراق الشجر التي تمثل سقف غرفة الموسيقى، بحسب التقرير. وتم تسليم الهدايا للزوجين أثناء قيامهما بجولة في قصر بكنغهام مع الملكة. ونُشر الكتاب النادر بعنوان «الحرب العالمية الثانية» في عام 1959. ويتميز بغلافه الذهبي المزخرف وبتصميمه المميز. ويتناول الكتاب الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى يوليو (تموز) 1945. والتي صاغها رئيس الوزراء البريطاني السابق. وفي الوقت الحاضر، يصنف الكتاب على أنه جزء من مذكرات تشرشل لأنه كتب من وجهة نظره، بحسب التقرير. كما أهدت الملكة إليزابيث الرئيس الأميركي ترمب علبة تحتوي على ثلاثة أقلام من طراز «دوفولد» مصممة خصيصا وحصرياً لها. واستقبلت الملكة إليزابيث الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا باستعراض لحرس الشرف. وخلال مأدبة فاخرة بقصر بكنغهام، أثنى ترمب على الملكة إليزابيث بوصفها «امرأة عظيمة»، وقال إن تحالفا راسخا يربط بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال ترمب: «بينما نحتفي بانتصارنا وتراثنا المشترك، نؤكد على القيم المشتركة التي ستوحد بيننا طويلا في المستقبل، الحرية والسيادة وحرية الإرادة وسيادة القانون».

 

عصيان في الخرطوم بعد مقتل معتصمين... و«العسكري» يأسف/الكباشي أعلن الحرص على سلامة المواطنين ودعا لاستئناف المفاوضات... و{قوى التغيير} ترفض إشراك الجيش في الحكم

الخرطوم: محمد أمين ياسين - لندن: مصطفى سري/الشرق الأوسط//04 حزيران/2019/عاشت الخرطوم يوماً دامياً أمس، إثر قيام قوات الأمن السودانية بفض اعتصام المحتجين الموجودين أمام مقر قيادة الجيش في وسط الخرطوم، منذ السادس من أبريل (نيسان)؛ ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، بحسب قادة حركة الاحتجاج الذين أكدوا وقف المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، وأعلنوا عن إضراب عام شامل وعصيان مدني متزامنين، اعتباراً من يوم أمس (الاثنين)، أصابا الشلل التام في العاصمة السودانية وبعض المدن.

وعبّر المجلس العسكري عن أسفه لوقوع ضحايا مدنيين في العملية العسكرية التي وقعت في ميدان الاعتصام، أمس، والتي «استهدفت خارجين عن القانون»، نافياً في الوقت نفسه أن يكون أقدم على فض الاعتصام في الخرطوم «بالقوة»، مؤكداً حرصه التام على أمن الوطن وسلامة المواطنين. ودعا المجلس في الوقت نفسه إلى استمرار عملية التفاوض، مع قوى الحرية والتغيير.

وقال المتحدث باسم المجلس، الفريق ركن شمس الدين كباشي، إن «قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة وبإشراف وكلاء النيابة، قامت بتنفيذ عملية مشتركة ومطاردة عدد من المتفلتين، ومعتادي الإجرام، في بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل (كولمبيا) وتم القبض على بعضهم». وأضاف: «أثناء تنفيذ الحملة احتمت مجموعات كبيرة منهم بميدان الاعتصام مما دفع القادة الميدانيين وحسب تقديرات الموقف بملاحقتهم؛ مما أدي إلى وقوع خسائر وإصابات».

وقال الكباشي في بيان نشر على موقع المجلس في «تويتر»، إنه «منذ اندلاع ثورتكم المباركة في أبريل انحازت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى لإرادة التغيير، وظلت تعمل جاهدة للوصول إلى اتفاق حول الترتيبات للفترة الانتقالية، وقد حققت تقدماً ملموساً في هذا الإطار». وتابع: «تصاعدت وتيرة الأحداث، وأفرزت واقعاً مغايراً عقد المشهد، ومثل تصعيداً أمنياً يتنافى مع غايات الثورة السلمية... أفضى إلى ظهور مناطق خارجة عن القانون تمارس فيها كل الأفعال المخالفة للقانون؛ مما دعي شركاء التغيير إلى التوافق على استنكار ورفض ما يحدث في تلك المنطقة لحسم هذا المشهد». وأضاف البيان: «المجلس العسكري الانتقالي إذ يعبّر عن أسفه تجاه تطور الأوضاع بهذه الصورة يؤكد حرصه التام علي أمن الوطن وسلامة المواطنين، واتخاذ التدابير اللازمة للوصول إلى هذه الغاية ويجدد الدعوة إلى التفاوض في أقرب وقت بغية التوصل إلى التحول المنشود لبلادنا».

ودخلت الخرطوم منذ صباح أمس في إضراب سياسي وعصيان مدني مفتوح، دعت له قوى الحرية والتغيير، كما خرجت مظاهرات حاشدة في أحياء الخرطوم، وأغلقت الشوارع والجسور المؤدية إلى الولايات الأخرى، بشكل تام. وتوقفت حركة الطيران الداخلية والخارجية، حيث ألغيت الرحلات القادمة إلى مطار الخرطوم من خارج السودان إلى جانب إلغاء الرحلات الداخلية. وأضحت الحياة في شلل تمام بعد أن توقفت خطوط النقل العامة داخل العاصمة والعاملة بين الخرطوم ومدن الولايات المختلفة، «وبخاصة مدينة مدني والقضارف وكوستي وبورتسودان». كما توقف الإنترنت عن العمل منذ ظهر أمس.

وأعلنت شركة «طيران الإمارات»، التي تتخذ من دبي مقراً لها، تعليق رحلاتها إلى الخرطوم، بسبب الاضطرابات السياسية في السودان. وقال متحدث باسم الشركة للصحافيين إنه «تم تعليق رحلات الناقلة بين الخرطوم ودبي، بسبب الاضطرابات السياسية في السودان». وأضاف: «نراقب الموقف عن كثب، وسنقوم بتحديث المعلومات مع تطور الوضع، وتعتذر الناقلة عن أي إزعاج وتؤكد أن سلامة ركابها وأفراد طاقمها تحتل قمة أولوياتها على الدوام». وأظهرت لقطات تلفزيونية دخاناً يتصاعد من خيام أحرقت فيما يبدو أثناء مداهمة قوات الأمن. وتدفق المحتجون على شوارع الخرطوم ومدينة أم درمان على الضفة الأخرى لنهر النيل بعد أن انتشرت أنباء الهجوم. وقال شهود إن المحتجين أغلقوا طرقاً بالحجارة والإطارات المشتعلة. ورشق محتجون بعضهم يلوح بأعلام السودان، قوات الأمن بالحجارة وسط دوي إطلاق مكثف للنيران. وتم إغلاق الجسور على النيل التي تربط مناطق عدة بالعاصمة السودانية. من جانبه، قال تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» في بيانات متتالية: إن المجلس العسكري «غدر بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من أبناء وبنات شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش، مطلقاً الرصاص عليهم». ووصف ما «تعرض له الثوار المعتصمون» بـ«مجزرة دموية». وفي بيان آخر، قال التحالف إن عدد القتلى وصل حتى مساء أمس، إلى نحو 30 قتيلاً ومئات الجرحى والمصابين.

من جهته، قال القيادي في قوى الإجماع الوطني المعارض عضو قوى الحرية والتغيير، ساطع الحاج، لـ«الشرق الأوسط»: إن قوى الحرية والتغيير ترتب حالياً لإعلان السلطة المدنية، مشيراً إلى أن السودان أصبح أمام واقع جديد. وقال الحاج إن المجلس العسكري «أصبح غير مؤهل لقيادة المرحلة القادمة»، حسب تعبيره. وأضاف: «هذه جريمة جنائية ولا بد من محاسبة المتورطين في هذه الجريمة البشعة ولا بد من دفع الثمن»، معتبراً أن المجلس العسكري أطلق الرصاص على نفسه بعدما أصدر تعليماته بفض الاعتصام بالقوة المفرطة.

ودعت «قوى إعلان الحرية والتغيير» إلى إقامة متاريس في كل الشوارع بالعاصمة والأقاليم، والخروج في مسيرات سلمية ومواكب بالأحياء والمدن والقرى. كما أعلنت «الإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل والمفتوح اعتباراً من يوم أمس، الثالث من يونيو (حزيران) لحين إسقاط النظام».

وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير نائب رئيس حزب الأمة، الدكتور إبراهيم الأمين، في تصريحات: إن إطلاق النار في ساحة الاعتصام صباح أمس «عملية إجرامية»، وأضاف: «كنا نتحدث عن المفاوضات حتى وقت قريب لتشكيل الحكومة الانتقالية وحسم مجلس السيادة لكن المجلس العسكري كان يعد العدة لشيء آخر، وقام بهذه الخطوة الاستباقية خلاف ما تم الاتفاق عليه». وقال الأمين إن المجلس العسكري يريد أن يحكم منفرداً وبأي ثمن، مشيراً إلى أن أنصار نظام الرئيس المخلوع عمر البشير أصبحوا حلفاء مع المجلس العسكري بغرض إبعاد السودان من تحقيق الدولة الديمقراطية. وطالب «بمحاكمة الذين شاركوا في هذه الجريمة التي كانت بعيدة عن القانون والأخلاق». من ناحيته، قال القيادي في المؤتمر الشعبي الذي كان مشاركاً في حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، كمال عمر لـ«الشرق الأوسط»: إن كافة القوى السياسية والسودانيين توصلوا إلى هدف محدد وهو إسقاط المجلس العسكري، وأضاف: «أمام المجلس العسكري خيار واحد، تسليم السلطة كاملة إلى المدنيين خلال 72 ساعة، ولن يسمح لهم بالمشاركة في أي من هياكل السلطة، أو حتى الحصول على نسبة في المجلس السيادي».

واتهم النظام السابق بالمشاركة مع القوات التي قامت «بالمجزرة» لكي تعيد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وقال إن {على الحركة الإسلامية أن تراجع نفسها بعد تجربتهم الفاشلة وأن يستعدوا حتى للمحاسبة}.

وقال عمر: إن قوى الحرية والتغيير وصلت إلى طريق مسدودة مع المجلس العسكري، وأضاف: «لقد تواصلنا مع قوى الحرية والتغيير، والوضع يتطلب أن تتحد القوى السياسية كلها وترفض التواصل مع هذا المجلس»، لكنه لم يمانع بأن تتدخل دول الترويكا الغربية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) برعاية أي مفاوضات في المرحلة المقبلة بعد أن فقدت القوى السياسية الثقة في المجلس العسكري.

وكان الاعتصام الذي أقيم قرب مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بدأ في السادس من أبريل للمطالبة بإسقاط الرئيس عمر البشير. وأطاح الجيش في 11 أبريل بالبشير الذي حكم السودان لمدة ثلاثين عاماً. وشكّل الجيش مجلساً عسكرياً انتقالياً يحكم منذ ذلك الوقت. لكن المعتصمين واصلوا تحركهم، مطالبين بنقل السلطة إلى المدنيين. وعلّقت المفاوضات بين المجلس العسكري والمتظاهرين في 21 مايو (أيار) بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة مجلس سيادة قرروا إنشاءه على أن يتألف من عسكريين ومدنيين، ويتولى قيادة الفترة الانتقالية في السودان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أخي الدركي… لم يستشهد بعد

ساندي الحايك/موقع درج/04 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75476/%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D9%83-%D8%A3%D8%AE%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D8%B9/

أخي البكر عنصر في قوى الأمن الداخلي.

نطاق خدمته العسكرية في طرابلس.

أخي الصغير عسكري أيضاً، متطوع في صفوف الجيش اللبناني.

أخي البكر يمضي معظم وقته في الخدمة متنقلاً من إشارة سير إلى أخرى في شوارع طرابلس.

لا أحد يعرف ماذا حصل في قلبي عندما عرفت أن سيارة لقوى الأمن تعرَضت لهجوم في طرابلس مساء أمس.

 لا أحد يعرف ماذا يعني أن يكون للواحد أخ دركيّ، إلا من عاش ذلك.

أخي الدركي طيب وخجول ومنضبط. لا يُحب حمل السلاح.

يلتزم القوانين والتعليمات ويُنفذها بحذافيرها، ما يجعله أحياناً كثيرة عرضة لتنمر زملاء له، يصفونه بـ”الساذج”.

الصورة النمطية المطبوعة في أذهان اللبنانيين عن عناصر قوى الأمن الداخلي لا تُشبه صورة أخي.

هو للمفارقة لا يُحب أكل الدجاج.

المارة على خطوط السير في طرابلس باتوا يعرفونه ويشيدون به، ولكنهم أيضاً، في أحيان كثيرة، يتهكمون به، لأنه يرفض مغادرة موقعه لتنظيم السير في المدينة، ولا حتى قبل ربع ساعة من دوامه الرسمي.

لا أحد يعرف ماذا حصل في قلبي عندما عرفت أن سيارة لقوى الأمن تعرَضت لهجوم في طرابلس مساء أمس.

لا أحد يعرف ماذا يعني أن يكون للواحد أخ دركيّ، إلا من عاش ذلك.

“يحرس” أخي الدركي إشارة السير غير الموجودة أصلاً على التقاطعات الأساسية في المدينة، ويُنظّم السير من السادسة والنصف صباحاً حتى الثامنة مساءً.

يرتاح خلالها ساعة فقط.

في الشتاء يعود إلى البيت وبزته مبللة بالكامل ورأسه متحجر من الصقيع.

في الصيف، يعود مبللاً جراء العرق المتصبب بغزارة.

تتحوّل سمرته الجميلة إلى لون داكن يغطي تشققات في جلده أفرزتها الشمس.

كاحل قدمه اليُمنى غزته المسامير بسبب ضغط حذائه العسكري أثناء وقوفه لساعات طويلة.

أخي الدركي يضع كمّامة على أنفه عندما تشتد الروائح الكريهة المنبعثة من جبل النفايات في طرابلس.

لطالما اتصل بي شاكياً: “ما بقا في أوكسيجين. ما عم إتنفس غير الزبالة”.

في إحدى المرات فقد وعيه بسبب تنشقه الانبعاثات السامة من دخان السيارات التي تعمل على المازوت.

قرر أخيراً أن يصطحب معه مظلة شمسية ضخمة، لعله يحتمي بها، إلا أنها كسرت، وعاد أخي وحيداً تحت الشمس وفي المطر.

أخي الدركي يتذمر من ظروف خدمته السيئة، ليعود ويرضى بالأمر الواقع. قد يُعالج آلامه الجسدية بطريقة ما، لكن الإحباطات المعنوية المتكررة تُطبق عليه.

يلتمس أخي وزملاؤه عن قرب تراجع هيبة الدولة.

في إحدى المرات، أومأ بيده بإشارةٍ ليقف خط السير من الجهة اليمنى، ليفتح المجال أمام خط السير المقابل،

إلا أن أحد السائقين (على عجلة من أمره على ما يبدو)، قرر أن يتجاهل وجود الدركي ويمضي مخالفاً السير.

علت أصوات المعترضين “مش شايفو يا دركي”. شعر أخي بالإهانة. حاول تسطير مخالفة سير بحقه.

وقبل أن يحمل الدفتر والقلم بين يديه، كانت زوجة السائق قد ترجلت من السيارة وركضت نحوه. تهجمت عليه ورمته بالحجارة ثم لاذت وزوجها بالفرار.

يومها سألني أخي: “ماذا كان يجب أن أفعل؟”. لم أجد جواباً أبلغ من الصمت.

أخي ليس شهيداً، لماذا لم أهدأ؟ لحظات ووجدتني أعترف: هذه المرة لم يستشهد… ولكن!

أمس، ضرب الإرهاب المدينة.

أحرق إرهابي سيارة لقوى الأمن الداخلي كان فيها زملاء أخي.

استشهد صديقه جوني خليل.

لحظة معرفتي بالخبر لم تكن هوية الشهيد قد عُرفت بعد. اقتربت باسكال من سريري في غرفتنا المشتركة وهمست: “أريد أن أخبرك شيئاً لكن لا تفزعي.

هناك هجوم إرهابي في طرابلس”.

سارعت للتفتيش عن أي خبر أو معلومة. علمت أن المستهدف عناصر قوى الأمن الداخلي.

شعرت برعشة ألم تتسلل إلى أطرافي. تمالكت نفسي إلى أن ظهرت صورة الشهيد على شاشة الهاتف أمامي.

توجست هل يعقل أن يكون أخي؟

أعرف أن أخي يخرج في دوريات أمنية في المناسبات الرسمية.

حاولت تكبير الصورة وأصابعي ترتجف.

لم أستطع أن أتبين تفاصيل وجهه بسبب الدماء التي غطته. كيف يحدث هذا؟

كيف يمكن أن يصبح الوقت ثقيلاً هكذا وأن تغدو الحياة عبثية إلى هذا الحد؟

فجأة أذيع الخبر. الشهيد ليس أخي ولكنني أعرفه. هو صديقه الذي حكى لي عنه مراراً.

يروي لي أخي حكايات كثيرة عن خدمته وزملائه وموافقهم السعيدة والمؤلمة.

مضى وقت وأنا ما زلت أرتجف. أخي ليس شهيداً، لماذا لم أهدأ؟ لحظات ووجدتني أعترف: هذه المرة لم يستشهد… ولكن!

لم أدرك كيف يجب أن أواجه الموقف.

أن يكون أخوك عسكرياً في بلد منكوب مثل لبنان، وفي مدينة تحكمها الفوضى مثل طرابلس، يعني أن تجبر نفسك على أن تتآلف مع فكرة الخسارة.

أن تروّض نفسك على استقبال المفاجآت المؤلمة في أي وقت. 

معظم شبابنا يقتلون في فترات “السِلم” ما يجعل خسارتهم أكثر مرارة. موتهم يباغتنا. يرحلون على عجل ومن دون مقدمات.

أربعة شهداء سقطوا بأقل من نصف ساعة.

قتلوا بدم بارد وحقد غير مبرر وما من عدالة تنتصر لهم. سيناريوات كثيرة اختلطت في رأسي.

إخوتي وابن خالي وابن خالتي وعدد لا بأس به من الجيران، كلهم جنود عسكريون.

أحاول أن أستجمع أفكاري وأطرد “الفأل” بعيداً.

لكنني عاجزة.

وجدتني أتصل بأبي أطلب منه أن يمنع أخي من الالتحاق بخدمته هذه الفترة.

أجاب والدي ليُبعد مني مخاوفي: “حاضر سأفعل”.

ثم عادت باسكال الغرفة من جديد. سألتني: “ما بك؟”. لم أقل شيئاً، بكيت وحسب.

 

رسالة عَتَب أكتبها بخَيبة إلى الرئيس ميشال عون

المحامية فرنسواز كامل/04 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75474/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B2-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B9%D9%8E%D8%AA%D9%8E%D8%A8-%D8%A3%D9%83%D8%AA/

أيها الرئيس ميشال عون الذي تظاهرتُ ربعَ قرنٍ من عمري لأجلِكَ لأنّني تَأمَّلتُ ووَثقتُ بكَ...

أيها الرئيس ميشال عون الذي صَلَّيتُ ليالٍ طِوال وسُرِرتُ وهَلَّلتُ لِمَجيئِكَ رئيساً...

أيها الرئيس ميشال عون الذي كنتُ أرجو الله كل ليلة أن يُنقِص من سنوات حياتي ليُطيلَ بها عُمرَكَ...

أيّها الرئيس ميشال عون الذي عِشتُ هاجِسَ الخَوف أنَّهُ إذا أَصابَكَ مَكروه لن أتَخيَّل أَو أَتَقَبَّل حياتي من دونِكَ.. ...

أيها الرئيس ميشال عون الذي كنتُ أَزورَكَ مع والدي في منزلِكَ في الرابيه وأقولُ لكَ أنَّهُ لدَيَّ أبَوين على الأرض، أنتَ وأبي الذي أنجبني، وأنَّكَ أنتَ قَبلَهُ وهو كان يَفرَح بكلماتي ويقول لكَ مُبتَسماً أنَّ تفضيلي لَكَ عليه لا يُحزِنهُ لا بل بالعكس ...

أيّها الرئيس ميشال عون الذي لطالَما دافَعتُ عنكَ بِشَراسَةٍ وخاصَمتُ كل مَن تكلَّمَ عنكَ بسوء منذ أن كنتَ مُبعَداً في فَرَنسا وحتى يومِنا هذا....

أيها الرئيس ميشال عون الذي ما إن كنتٓ تُنادي للتَّظاهر بالشارع حتى كنتُ أَهرَعُ بِفَرَح وشَغَف دونَ أَي تَرَدّد....

أيها الرئيس ميشال عون الذي عندما زرناكَ أنا وزملائي المحامين في التيار الوطني الحر عندَ فَوزِنا في إنتخابات نقابة المحامين وحين سأَلَكَ زميل لي متى ستكون رئيساً في قصر بعبدا وهذا السؤال كان يُحزِنُكَ، فتَدخَّلتُ وأَجَبتُهُ بثقة بأنَّه لا داعٍ لأن تكونَ في قصر بعبدا كي تَكونَ رَئيساً للجمهورية لأنَّهُ حيثُ تكون أنتَ تكون الجمهورية وأنَّكَ تَخَطَّيتَ الرئاسة كونَكَ زَعيم للبنان وللشرق كله، ...

أيها الرئيس ميشال عون الذي وَضَعتُ في يَدي أيقونة ذَهَب مَحفورٌ عليها رَأسِكَ وقَد نَزَعَها مرافِقُكَ من عُنُقِهِ بَعدَ إلقاء كلمتي في مهرَجان شنَنعير، قائلاً لي أنتِ أكثر مَن يَستحق حمل هذه الأيقونة، ، وذلكَ بعدَ أن تَوَجَّهتُ إلى مَن كانوا يَسألون لماذا العماد عون سَيَتَرشَّح في كسروان وهو ليسَ منها ؟، فقلتُ لهم أن العماد عون هو أب لكل اللبنانيين في البقاع والجنوب والشمال وكسروان، وهو اختارَ أَن يَأتي إلى حيثُ أولادَهُ هم بأكثر حاجة إليه، فاغرَورَقَت عيناك بالدموع ...

أيَها الرئيس ميشال عون، يا مَن أنصَفهُ أهل كسروان الأَوفياء على مرّ السنوات، وكانوا يُصَوتون لكَ لائحة كاملة وقد استُكثِرَ عليهم ثَمن فيلترات لدواخين الذوق لدرءِ السرطان عن رَواياهم ....

أيها الرئيس ميشال عون، عندما لَمَّحَ وزير المال السابق فؤاد السنيوره أنَّه سيَزيد ١٪‏ على ضريبة القيمة المُضافَة، دَعَيتَنا للنُّزول إلى الشارع رفضاً لتلكَ الضريبة التي من خلالها سيَزيد ثمن الوقود والخبز وسَتُمَس لقمة عَيش الشعب الفقير، فَلبّى كل شباب التيار النِّداء، ونزلنا وقَطَعنا الطرقات، ونَزِلَ في المُقابل بِوَجهِنا شبابٌ ميليشياويّون ، فكانَ على أَثَر ذَلكَ أن أصيب الزميل في التيار مارك حويّك وأصبَحَ مُقعَداً حتى اليوم، كما أصيبت أيضا زميلة إسمها هيام إصابة بليغة، غير كل الإصابات الطفيفة التي تَعَرَّضنا لها جميعاً ، وكادَت أن تكون مَجزَرة مسيحية مسيحية كبيرة لولا تدخّل الجيش اللبناني الباسل ، والآن في عَهدِكَ أيها الرئيس تَنهال علينا الضرائب من كلِّ صَوب وقد تَعَدَّت بكثير ضريبة السنيوره....

أيُّها الرئيس ميشال عون الذي لطالما وَعدتَنا بأنَّكَ ستَحمي لُقمة عيش الفقير وأنَّكَ ستَستَرجع المال المَنهوب لأن البلد ليسَ مكسوراً بل منهوباً، إن الضرائب التي أُقرَّت في عهدِكَ لم تَطَل حتى الآن إلاّ الطبقة الفقيرة والمُتوسِّطة، وقَد استُثنيَت الطبقة الغنية والوزراء والنواب ...

أيّها الرئيس ميشال عون الذي قبلَ أن تُصبِح رئيساً، وَثَّقتُم أنتَ ونوابكَ بكتاب الإبراء المُستحيل وبالأَرقام والوَثائق بأن السنيوره نَهَبَ ١١ مليار من خرينة الدولة، وأن تبرِئَتَهُ مستَحيلة ، والآن وحقيبة وزارة العدل مع العهد القوي نستَغرب لماذا لم تُرفَع أي دعوى بهذا الشأن ...

أيّها الرئيس ميشال عون الذي وَعَدتَنا بالإصلاح والتغيير والذي أَسمَيتَ عَهدَكَ بالعَهد القوي، إن القوة الشريفة تُمارَس على الظالمين وليسَ على الشعب المَظلوم...

أيها الرئيس ميشال عون إن العهد القوي هو بالمحاربَة الفعلية للفَساد وتوقيف الذين نَهَبوا الوَطَن وبإستعادة الأموال المنهوبة منهم، ولَيسَ بالشعارات وجَعل الشعب وبعض القضاة كِبش مِحرَقة للحصول على أموال مؤتَمَر سيدر...

أيها الرئيس ميشال عون أنتَ وعدتَ وَعد شَرَف رفاقَكَ بالسلاح ، ضباطاً وعَسكَر، بأن مَعاشاتَهم مُقَدَّسة ...

أيها الرئيس ميشال عون إن سلسلة الرّتَب والرواتِب التي أُقرَّت للجيش قبلَ الإنتخابات، هي سلسلة مُزَيَّفة ومغشوشة كونَها كانت مَشروطة ومُمَوَّلة بالضرائب التي فُرِضَت على الشعب كافَة بمَن فيهم أهل وزَوجات وأَبناء العَسكَر، والآن بعدَ الإنتِخابات، وبالرغم من كل الضرائب التي أُقرَّت سابقاً لتمويل هذه السلسلة، يجري التَّهويل على الجيش من جديد بخَفضِ مَعاشاتِهِ وكأَنَّها مِنَّةً من السياسيين إلى الذين أَفدوا لبنان بأرواحهم ودمائِهم بوجه الإرهاب ...

أيّها الرئيس ميشال عون المُلَقَّب بِبَي الكل، إن الأَبَ الصالح يُضَحي بنفسِهِ وليسَ بأَولادِهِ، شعباً وجيشاً ...

أيها الرئيس ميشال عون إنَّكَ تصَرّح بأن على الشعب أن يُضحّي ويَتَقشَّف لسَد العجز، وأنا أقول لكَ إن الأَبَ الصالح يرفض أن يُكَفِّر أَولادَهُ عن جريمة لم تَقتَرفها أياديهم ...

أيّها الرئيس ميشال عون، ان الشعب والجيش قد ائتَمَنوكَ على لقمة عيشهم...

أيها الرئيس ميشال عون إن موافَقَتَكَ على الموازنَة العار جاءَت كالصاعِقَة على هذا الشعب العظيم، الذي كان يُطالب ويحلم بكَ رئيساً، وعلى الجيش عسكر وضباط متقاعدين ومعاقين، رِفاقِكَ في السِّلاح الذين كانوا يُعَوّلون عليكَ برفضِها ...

أيها الرئيس ميشال عون إن الإصلاح والتقشَف هما بمحاسبة كبار الفاسدين واستعادة الأموال المَنهوبَة كما وعَدتَ، والإقتِطاع من مَعاشات الوزراء والنواب، وبفرض الضرائب على الأملاك البحرية ووَقف الإيجارات الوهمية ومحاسبة مَن استَدانَ المَبالغ الطائلة من مصرف لبنان بفائدة ١٪‏ ليُدَيّنها بفائدة ١٧٪‏ في مصرفه، وقد حَرَمَ بالتالي الشباب اللبناني من الإسكان، ولم تُحَرِّكوا ساكناً، وبتَقليص الوفود المسافرة المرافقة للشخصيات السياسية، وبعدم فَتح صالونات الشرف في المطارات بمبالغ خيالية، وبعدم إعفاء الشركات الكبيرة من مُتَوجِّباتِهاً الضريبية ونحن وأنتَ نعلم من يمتلكُها ...

أيها الرئيس ميشال عون، يا رئيس العهد القوي، إن كانت لديكَ النيّة، فأنتَ تعلَم جيّداً وبالأَسماء وبالأرقام من هم الذين نهبوا البلد، وهي أرقام كافية لسدِّ العجز...

فلماذا أيها الرئيس ميشال عون هذا الصمت الرَّهيب المُخيف ؟؟؟...

 أيها الرئيس ميشال عون، أين صوتكَ الصارخ الرافض للظلم والذي كان يُزَلزل الأرض قبلَ إنتخابكَ رئيساً ؟؟؟ ...

أيها الرئيس ميشال عون، ما الذي يمنَعَكَ من قلبِ الطاولة على الفاسدين ليُكَرّسَكَ الشعب رئيساً تاريخيّاً ؟؟؟...

أيها الرئيس ميشال عون أنتَ الأَعلَم بأن الكراسي والمراكز إلى زوال، أمّا وَقفات العزَّة والكرامة فهي أبدية أزلية، وبأن الشعوب وحدها تَصنَع الرؤساء والأمجاد الحقيقية، وبأن التاريخ لا يُنصف إلاّ الزعماء الذين أَنصَفوا شعوبهم...

أيها الرئيس ميشال عون، أعذرني فأنا لستُ كرفاقي الطامحين ممَّن يُجيدون التملّق والتزلّف للحصول على مصلحة أو مركز، لأن جرئَتي وصدقي هما مركزي الأَعلى في حياتي،

فأنا ولدتُ حرَّةً عبدةً الله ولرضاه ولضميري وللحق فقط، والحقيقة أقولها على قَطعِ رأسي وحتى إن كانت ستُنصِفُ خَصمي ضدَّ أبي....

 أيها الرئيس ميشال عون، أنا لم أَختَر مهنة المحاماة عن عبَث ولم أمارسها يوماً بهدَف مادي، إنّما لشَغَفي في الدفاع عن المظلومين والمَقهورين فقط ، فكيفَ إذا كانوا إخوَتي في الوطن وجَيش بلادي ؟؟؟؟....

أيها الرئيس ميشال عون، في نهاية رسالتي التي كتبتُها وما كنتُ أتمنّى، أقول لكَ يا مَن ناَدَيناكَ بَي الكل، بأنَّهُ على قدَرِ محبَّتي لكَ وأمَلي الكبير بكَ كان عَتَبي ...

*المحامية فرنسواز كامل

 

محاكمة الحاج.. إلى أين؟ 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 04 حزيران 2019

بمعزل عن العاصفة السياسية التي تسبّب بها الحكم بتبرئة المقدّم سوزان الحاج في ملف الثلاثي، الحاج - غبش - عيتاني وما رافقه من تداعيات، فانّ الصراع انتقل الى المسرح القضائي. ومردّ ذلك الى مشروع إعادة محاكمة الحاج بسعي من النيابة العامة التمييزية. فهل من إمكانية لمثل هذه الخطوة، وما هي مواد قانون القضاء العسكري التي تسمح بذلك وتلك التي تمنعه؟ امّا وقد أحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، الى مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية القاضي غسان الخوري ملف المقدّم سوزان الحاج بناءً على طلبه، تمهيداً لطلب النقض وفقاً للصلاحية الممنوحة له في القانون بالتنسيق مع النيابة العامة التمييزية، فانّ الصراع الذي اتخذ أبعاداً اكثر من سياسية وتحول الى نوع من المواجهة الطائفية والمذهبية في بعض من جوانبه، فهو يتجه للإنتقال الى المسرح القضائي وسط حديث عن مواجهة قضائية مسرحها ما يقول به قانون القضاء العسكري.

اياً كانت الإجراءات التي لجأ اليها القاضي خوري، وبانتظار ان تقول محكمة التمييز العسكرية كلمتها في طلبه، فانّ المراجع القضائية المحايدة تنظر الى القضية من منظارين، أحدهما يرجّح عدم القدرة على إعادة فتح الملف وفتح المحاكمة، وآخر يقول العكس. وهو ما سيفتح باب الإجتهادات القضائية بالإستناد الى مواد من قانون القضاء العسكري، من بينها ما يمكن الإستناد اليه لإعادة فتح الملف ومنها ما يقفله تماماً.

فالداعون الى إعادة المحاكمة يعتبرون انّ بامكانهم اللجوء الى تطبيق المادة 11 من قانون القضاء العسكري التي عُدّلت «بموجب قانون منفّذ بمرسوم 1971/1460» والتي تنصً على الآتي حرفياً: «يقوم بوظيفة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية المدّعي العام التمييزي او من ينتدبه من معاونيه لهذه الغاية، وله جميع الصلاحيات المعطاة لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية. ويقوم بوظيفة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية أحد القضاة من الدرجة الحادية عشرة وما فوق، يعاونه قاض او عدة قضاة او ضابط او عدة ضباط من المجازين في الحقوق، على ان لا تقلّ رتبته عن رتبة نقيب فما فوق، ينتدب العسكريين منهم وزير الدفاع الوطني لهذه الغاية وفاقاً لأحكام المادة 14. ويكون مركز مفوضية الحكومة لدى المحاكم العسكرية في مراكز هذه المحاكم؟ ويخضع مفوضو الحكومة لدى المحاكم العسكرية ومعاونوهم لسلطة النائب العام لدى محكمة التمييز ومراقبته». ولذلك يمكن ترجمتها بالقول: «انّ لمدعي عام التمييز كامل صلاحيات مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وهو ما يسمح بمثل هذه الخطوة».

ولكن، دون تطبيق هذه المادة عقبات قانونية وقضائية بالغة الدقة والصعوبة، «ففي مجال وضوح النص يسقط اي تفسير». ويقول اصحاب هذه النظرية: «إن صح ذلك القول كما جاء في المادة «يقوم بوظيفة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية المدّعي العام التمييزي او من ينتدبه من معاونيه لهذه الغاية وله جميع الصلاحيات المعطاة لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية....»، فلأن النص القانوني في هذه المادة جاء عامّاً، ولكن «عند الدخول في اطار قضائي أضيق - كالحالة المطروحة اليوم في ملف الحاج وغبش-» نرى انّ صلاحيات النائب العام التمييزي بدأت تتقلّص. فقانون القضاء العسكري حصر بمفوض الحكومة وحده نقض الأحكام وطلب البراءة وهو ما فعله القاضي جرمانوس.

ففي مواد أخرى من القانون حصر دور النائب العام التمييزي ومنع عنه صلاحية طلب النقض امام محكمة التمييز إلّا لـ «منفعة القانون» وأبقى صلاحيات اوسع لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في هذا المجال الضيّق. ففي المادة 74 ومعها المادة 75 من قانون القضاء العسكري جاء انّ لـ «مفوض الحكومة ان يطلب نقض الأحكام القاضية بالبراءة، إما لإنتفاء الأدلة او لانتفاء الصفة الجرمية عن الفاعل او في مجال حصول خطأ في تطبيق القانون». ففي مثل هذه الحال فقط يُعاد النظر بالحكم وتُعاد المحاكمة مجدداً، وهو ما قام به مفوض الحكومة السابق القاضي صقر صقر في أثناء إعادة محاكمة الوزير السابق ميشال سماحة لنقض الحكم من اجل التشدّد في الأحكام الصادرة بحقه.

ويضيف المرجع: «المحكمة العسكرية هي بمرتبة محكمة الجنايات وهي تضمّ 3 من ضباط الجيش وقاضياً كمستشار مدني وإثنين من ضباط قوى الأمن الداخلي. وعند صدور الحكم عنها يصبح ملكاً للمستهدف به ولها، ويمكنها ان تطلب رأي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية سواء بالإدانة او التجريم او البراءة. وبالتالي، فانّه من حق المفوض لدى المحكمة وحده ان ينقض الحكم الصادر عن الهيئة الدائمة للمحكمة بحق الحاج او عدمه. اما وقد جاءت مطالعة مفوض الحكومة ببراءتها من التهمة الموجهة اليها والإكتفاء بإدانتها بجنحة كتم معلومات عن المراجع العليا، كما جاء في قرار الهيئة الدائمة للمحكمة التي ادانتها بموجب المادة 399 فقط، والتي عُدّت «جنحة» وبرّأها من باقي التهم الموجّهة اليها فانتفى اي فارق بينهما.

على هذه الخلفيات، ودون غيرها يُنتظر ان يحتدم الصراع قضائياً. فلكل من اصحاب الرأيين ما يدعم توجّهه. فمقابل سعي البعض لإعادة المحاكمة بعد نقض الحكم، في قناعة الفريق الذي يدافع عن الحكم الذي صدر بحق الحاج يقول بأنّها تملك حكماً ليس من السهل الطعن به او نقضه، فهو بات ملكاً لها. فالنقض إن حصل لمنفعة القانون واهدافه المحددة بتبيان اي خلل يجب تصويبه يبقى امراً معنوياً ولا يمس الحقوق المكتسبة في حكم البراءة للحاج ولا يعيد الملف الى المراحل السابقة.

وختاماً، يعترف المرجع القضائي بانّه من المنطقي ان يحتدم الجدل بين النظريتين. فالقراءة السياسية لكل ما جرى موجودة ولا يمكن التنكر لها قبل صدور الحكم وفيه وبعده. فهناك من يسعى الى استغلال المواقع السياسية والحكومية والإدارية والقضائية للوصول الى اهداف جعلت من القضاء والقانون مسرحاً لها كما في السياسة. والحديث عن هذا الباب له سيناريوهاته التي لا تنتهي، وليس هناك الآن اي مجال للدخول فيها.

 

باسيل- الحريري: إشتباك ثمنُه مليارات! 

طوني عيسى/ريدة الجمهورية/الثلاثاء 04 حزيران/2019

في توقيت دقيق، دار الاشتباك بين الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري. فالبلد على أبواب مرحلة مفصلية. وبدا واضحاً أنّ باسيل يريد أن يمسك بأكبر عدد من عناصر القوة... ولكن، كثيرون يترقبون مسار اللعبة ليتدخّلوا ويُحصّلوا المكاسب أيضاً، وأبرزهم «حزب الله».

يكاد عهد الرئيس ميشال عون يصل إلى منتصف الطريق. ومعروف أنّ العهود الرئاسية في لبنان تتضمن 3 مرحل:

1- في السنتين الأوليين يستجمع الرئيس كل عناصر القوة في الدولة ليتمكن من ممارسة الحكم كما يريد.

2- السنتان الثالثة والرابعة هما اللتان تشهدان عملياً تحقيق أكثر الإنجازات أو الخطوات. إنهما السنتان المفضلتان في كل عهد.

3- في السنتين الأخيرتين ينصرف الرئيس إلى تحضير التمديد أو التجديد أو تأمين الخلف المناسب.

إذاً، في التوقيت، الوزير باسيل يتحرّك اليوم بدينامية عالية ليفرض حضوره ويمسك بأكبر مقدار من القرار، فيما يُفترض أنّ العهد نفسه في الذروة. ويطمح باسيل من خلال ذلك إلى البروز مرشّحاً أقوى لرئاسة الجمهورية. وعملياً، سيكون باسيل بمثابة امتداد لعون، إذا استطاع الوصول إلى بعبدا. وتالياً، يمكن أن تكون معركة باسيل هي البديل لأي تفكير في تمديد ولاية عون. يقول بعض المتابعين، إنّ باسيل ينطلق من نجاح الدولة (ولو وهمياً) في تسديد شروط «سيدر»، بحيث إنّ المساعدات الموعودة بنحو 11 ملياراً ستصل تباعاً وتمكّن الدولة من الاستمرار. وتالياً، هناك قدرة على استفادة العهد الحالي من هذه المبالغ وأخرى يمكن أن يتم تحصيلها في مؤتمرات لاحقة.

وهكذا، فإنّ الصراع على المواقع هو صراع حول إدارة مبالغ مالية ضخمة منتظرة، خصوصاً إذا تحققت تقديرات بعض المطلعين عن مليارات سيحصل عليها لبنان (والأردن) مقابل سكوته الضمني على توطين جزء من النازحين الفلسطينيين على أرضه، بموجب البنود المقترحة في «صفقة القرن».

كما أنّ مليارات أخرى ستكون في الانتظار، إذا سمحت المناخات في السنوات المقبلة ببدء استخراج الغاز اللبناني من مياه المتوسط. ولذلك، إنّ الصراع اليوم على المواقع الإدارية والأمنية يهدف إلى إجراء عملية مقايضة يستفيد منها «التيار» لترسيخ قدراته في المرحلة الآتية.

ولكن، لماذا ركّز باسيل على «المستقبل»، لا على سواه، في استهدافاته؟

المطلعون يقولون: بين الثلاثي القوي الموجود في السلطة، الماروني- الشيعي- السنّي، الحريري هو «العنصر الأضعف». وأما الأقوى فهو الطرف الشيعي الذي يرتكز إلى محور إقليمي يمتلك الأوراق والسلاح وغالبية القرار في لبنان.

وبين الطرفين، يحاول الماروني أن يحقّق المكاسب. بل إنّ نجاح الطرف الماروني في الحصول على مكاسب من الطرف السنّي مرهون بمدى الدعم الذي يتلقّاه من الطرف الشيعي. والعكس صحيح.

وفي ظل التحالف السياسي الماروني- الشيعي، يدرك الطرف السنّي أنه يخوض في المباشر معركة مع باسيل، ولكن ضمناً مع «حزب الله» الساكت على حملة باسيل. وأما الحريري فهو محشور بالمحور السعودي. ويجد «الحزب» أنّ من المناسب تشديد الضغط عليه، كجزء من المواجهة التي تخوضها إيران ضد المملكة.

وثمة مَن يرى أنّ باسيل رمى بأوراق المفاوضة الخطرة على الطاولة، بما فيها التفاوض على الطائف نفسه، بعدما كان «التيار» قد أعلن المصالحة معه، ولو شكلياً. وأياً تكن دقّة الكلام المنسوب إليه أخيراً عن الطائفة السنّية، فإنّ المناخ العام للانتقادات يبدو واضحاً. فالرئيس عون نفسه، قبل وصوله إلى الرئاسة، وأركان «التيار الوطني الحر» تحدّثوا كثيراً عن مكاسب سنّية تحقّقت في الطائف على حساب المسيحيين في السلطة التنفيذية. وهذا الكلام يتردّد في الأوساط العونية باستمرار. وبقيت لدى «التيار» رغبة في استعادة بعضٍ مما أخذه الطائف. لكن ذلك دونه عقبات كثيرة. ولكن، خارج الطائف وتعقيداته، يبدو باسيل طامحاً إلى إجراء مقايضة جديدة مع الحريري، مستفيداً من الظروف القائمة حالياً، والتي ربما تتيح له تحسين شروط «التيار» وعون في النصف الثاني من العهد والتأسيس لمعركة رئاسية ناجحة.

ويدرك الحريري أنه الحلقة الأضعف. ولذلك، مرَّر العاصفة بأقل الأضرار. وهو ترك لأركان «المستقبل» مهمّة الحرب مع الوزير جبران باسيل، وترك لنفسه دور التهدئة. وسيستخدم كل الأوراق التي تسمح له بمواجهة التنازلات. لكنه مطمئن إلى أنّ التسوية مطلب الجميع، وأنها لن تسقط، وأن ما يجري سيبقى شدّ حبال تحت سقفها. ولكن، في ظل المعطيات القائمة حالياً، سيكون الحريري أمام استحقاق مهم: هل سيضطر إلى عقد صفقة مع باسيل على غرار الصفقة مع عون؟ وليس في يد الحريري أوراق كثيرة يلعبها، سوى هذه الصفقة، إذا كان هو أيضاً يريد البقاء في رئاسة الحكومة.

وهنا يبرز السؤال الأهم: ما هو دور «حزب الله» والطرف الشيعي عموماً، وكيف ينظر إلى طموحات باسيل؟

سواء تقلّص النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط أم لا، فليس متوقعاً أن يتراجع رصيد «حزب الله» كثيراً في الداخل اللبناني. وعلى الأرجح، سيكون مهتماً باستمرار الغطاء المسيحي والسنّي. ولذلك، هو سيدعم باسيل في حملاته، ليأخذ عنه عناء «قصقصة جوانح» الحريرية السياسية في لحظة الاشتباك العنيف السعودي- الإيراني. لكنه سيتلقف الكرة باليد الأخرى ليطمئن الحريري بأنه سيبقى الشريك السنّي الأفضل. إنها فعلاً، لعبة توازنات غريبة عجيبة.

 

القدس في يومها الإيراني

حسين عبدالحسين/الحرة/04 حزيران/2019

احتفلت "الجمهورية الإسلامية" في إيران، وميليشياتها، والسياسيين من أتباعها في منطقة الشرق الأوسط، بـ "يوم القدس العالمي"، الذي تقيمه سنويا في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، وهو يختلف عن "يوم القدس"، الذي تحتفل به دولة إسرائيل سنويا، مطلع كل حزيران/يونيو، في ذكرى سيطرة إسرائيل على النصف الشرقي من المدينة وضمّه لنصفها الغربي في العام 1967. وتعاني المناسبتان من مناقضتهما القرارات الدولية، فاليوم الإسرائيلي لا يتوافق وقرارات التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة، التي وضعت القدس الغربية تحت سيادة إسرائيلية، والقدس الشرقية تحت سيادة عربية. وما يزال النزاع قائما بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول مصير النصف الشرقي. التاريخ للتاريخ، وما يهم اليوم هو تسوية تضمن حقوقا متساوية لكل سكان القدس أما "يوم القدس" الإيراني، فيعاني من اختراقات أكثر بكثير للقانون والأعراف الدولية، أولها أن القانون الدولي يعتبر العرب ـ الأردنيين أصلا ومن بعدهم الفلسطينيين بعد اتفاقيات أوسلو ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ـ أصحاب الحق في التفاوض مع الإسرائيليين حول السيادة على القدس الشرقية. صحيح أن بعض المواقع في هذه القدس هي تراث عالمي يهودي ومسيحي وإسلامي، إلا أن السيادة محصورة بطرفين متنازعين هما الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا صفة لأي حكومات أخرى ـ إسلامية مثل إيران أو عربية مثل سوريا أو العراق ـ في رفض أو قبول أي تسويات محتملة، وهو ما يعني أن "يوم القدس" الإيراني هو تدخل في سيادة وشؤون دول أخرى.

و"يوم القدس" الإيراني يتسبب بحرج لحلفاء إيران. المسيحيون المتحالفون مع إيران في لبنان، بزعامة رئيسه ميشال عون، يرددون أن "حزب الله" هو مقاومة دفاعية لرد أي عدوان إسرائيلي على لبنان. لكن احتفال "حزب الله" بـ "يوم القدس" لا يشي بالدفاع، بل يعني تدخلا لبنانيا بشؤون دول أخرى. ربما يحرص عون على مصير المواقع المسيحية في القدس، وهو حرص غير مبرر لأنه خارج السيادة اللبنانية، ولكن إذا نصب رئيس لبنان نفسه مدافعا عن المسيحيين في الشرق، يمكنه أن يتوسط لدى حلفائه في طهران للتخفيف من قمعها للمسيحيين، والذي كان آخره نزع السطات الإيرانية صليبا من على كنيسة للأشوريين المسيحيين الإيرانيين، وإقفال الكنيسة. في العراق، بدا مشهد "المقاومين" وشيوخ العشائر، في شارع فلسطين في بغداد، أكثر عبثية منه في لبنان. صور القدس، وصواريخ، ودوس على أعلام إسرائيل وأميركا، وعلى صور الرئيس الأميركي، وكأن صدام ـ الذي كان يرى نفسه صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس الصليبية ـ ما يزال حاكما للعراق. ومن يتذكر، قد يتذكر أن العراقيين رموا حجارة "طابوك" على منازل الفلسطينيين، في شارع فلسطين، في اليوم التالي لانهيار نظام صدام، لاعتقادهم أن كل الفلسطينيين عملوا مرتزقة لدى صدام واستخباراته، فرحل خمسة آلاف فلسطيني، وأقاموا في مخيم طريبيل، على الحدود مع الأردن، قبل أن تعيد الأمم المتحدة توطينهم في دول المعمورة.

ختاما، لا بد من التذكير ببعض تاريخ القدس، المدينة التي لم تمارس أي سيادة في الأزمنة التي حكم فيها العرب. والقدس لم تتمتع بأهمية تذكر في عصر العثمانيين، ولم تتقدم أهميتها في التاريخ إلى أن رسم السيدان الأوروبيان سايكس وبيكو خريطة فلسطين، وجعلوا من القدس عاصمة لها، وسط سعي صهيوني لجعلها عاصمة دولة إسرائيل المزمع إقامتها. وقتذاك، استعاد العرب علاقتهم التاريخية المميزة مع القدس، بحسب التراث الإسلامي.

لكن علاقة الإسلام بالقدس ـ التي لم يرد ذكرها في القرآن، على عكس مكة ـ ليست مميزة كثيرا، وهي ترتكز إلى آية قرآنية نصها هو "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى". يعتقد المسلمون أن العبد المذكور هو رسولهم، وأن المسجد الحرام هو في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى هو مجمع "قبة الصخرة" و"مسجد عمر" في القدس. لكن القدس، في ذلك الزمن، كانت تحت حكم بيزنطي مسيحي، وخالية من أي مسلمين، وتاليا أي مساجد، وهو ما يجعل اعتبار "المسجد الأقصى" في القدس، في زمن الرسول، أمرا لا يتوافق والتسلسل التاريخي.

ثم أن فعل أسرى هو جذر كلمة إسرائيل. صحيح أن العهد القديم يفسّر اسم إسرائيل على أنه لقب يعقوب لأنه "صارع الرب"، إلا أن التفسير التوراتي يتنافى وإيتمولوجية الكلمة، فلو كان الجذر هو صراع، لصار اسمه "يصارع إيل" أو يصرعئيل. والعبرية، مثل العربية، فيها الصاد والسين، وإسرائيل بالعبرية مكتوبة بالسين، لا بالصاد، ما يجعل تفسير "أسرى إيل" هو الأكثر احتمالا. هنا يصبح يعقوب، أو أي شخص يحمل لقب "إسرائيل"، هو الشخص الذي قاده الرب في عملية سير، هجرة أو عبور، فإن اعتبرنا أنها هجرة، فهي تنطبق إذ ذاك على هجرة الرسول، ويصبح المسجد الحرام مكة، والمسجد الأقصى المدينة.

في العراق، بدا مشهد "المقاومين" وشيوخ العشائر، في بغداد، أكثر عبثية منه في لبنان أما إذا اعتبرنا أن الإسراء يدل على العبور، فيمكن ربطه بأكثر من شخصية توراتية وقرآنية، مثل عابر (هود)، الذي قاد عبور قومه، فمنحهم اسمه، عبرانيون، أو مثل موسى، ومن بعده يشوع (يهوشع أو جوشوا) النبي (أو ذي النون في قراءة مغايرة). ويشير المسيحيون إلى تشابه بين يشوع ويسوع، الأول قاد العبرانيين إلى الخلاص من مصر إلى أورشليم، والثاني قاد البشرية إلى الخلاص الأبدي. إذن، الإسراء هو الخلاص، وهو صفة لمعظم الأنبياء والرسل، ولا يمكن تفسيره كصك ملكية تاريخية، مثلما يفعل بعض المسلمين في حالة القدس. هذه الأمثلة هي لتفسير الإسراء، وأهدافه، بشكل مغاير للتفسير غير المقنع الذي يقدمه التراث الإسلامي، والذي تخالطه خرافات، من قبيل امتطاء الرسول في إسرائه حصانا مجنحا، البراق، ثم ربطه بحائط المبكى، وكأنه يمكن ربط حصان طائر بحائط. على أن التاريخ للتاريخ، وما يهم اليوم هو تسوية تضمن حقوقا متساوية لكل سكان القدس، اليهود والمسيحيين والمسلمين، وتحفظ التراث البشري التاريخي الديني فيها، وهذا، في الغالب، متعذر بالصواريخ والحروب.

 

بكين وواشنطن وعودة المحاور

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/04 حزيران/2019

الخلاف على شبكة الاتصالات «هواوي» مجرد معركة في نزاع لم يبدأ البارحة. وها هي قضية تايوان تعود، والخلاف على حدود الصين البحرية، وأمن حلفاء واشنطن هناك. لا شك في أن الصين دولة مدهشة في قدرتها على الصعود كقوة حديثة، تسير وفق برنامج طموح وصامت، تتمدد على الخريطة وفي الأسواق، عسكرياً وتقنياً واقتصادياً. ومن الجلي أننا نغادر عالم القطب الواحد الأميركي، الذي نشأ بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات. وبدأ صراع الأقطاب، ما لم تنجح القوى الكبرى في احتوائه وتنظيمه. وسيصل لاحقاً إلى منطقتنا، الشرق الأوسط، ويقسمها، كما قسمها إبان التنازع الأميركي السوفياتي على مدى عقود. الصين تسللت إلى آسيا وأفريقيا بنعومة، وهي محل رصد المؤسسات الغربية، التي تشكك في أهدافها النهائية، وترتاب في أن الصين تخفي مشروعاً كبيراً للهيمنة على المصادر والأسواق. وليس جديداً أن الثورة التقنية الطارئة تسببت في النزاع والحرب الباردة التي على الأبواب، فالحرب الباردة الماضية قامت ودامت لعقود نتيجة اختراع السلاح النووي، وصار الخوف من الدمار الشامل سبباً في وقف الحروب الكبرى، إلا أنه أشعل مزيداً من الحروب الصغيرة. والخلاف على «هواوي» في معظمه أمني وعسكري، وإن كان الجانب الاقتصادي لا يقل أهمية. إنما هيمنة الصين في مجال شبكة الاتصالات تقلق الولايات المتحدة، من تهديد لقدراتها العسكرية. فمعظم الأسلحة الاستراتيجية تدار عبر الاتصالات، سواء طيرانها، وأسلحتها النووية، وغواصاتها. وإلا لو كانت تنافساً اقتصادياً فلربما عقد الأميركيون صفقات شراكة مع الصينيين في أسواقهم، كما يحدث عادة في تقسيم المصالح التجارية.

ولا نلمس بعد للصين أي رغبة في لعب دور سياسي على المسرح الدولي، وتحديداً في منطقتنا، سواء في آسيا أو أفريقيا؛ لكن المواجهة الأميركية الصينية قد لا تترك هناك خيارات كثيرة؛ حيث سنعود إلى عالم المحاور، عندما تضطر كل حكومة إلى التموضع في معسكر ضد آخر، من دون ذلك تبقى الدول عارية في الغابة. الخلاف على حق شركة «هواوي» في نشر شبكتها من الجيل الخامس يفتح الخلافات في وقت كان يعتقد فيه بإمكانية التعاون والتعايش، في ظل عالم تنظمه أعراف واتفاقات، مثل اتفاقية التجارة العالمية التي كانت تبشر بعولمة اقتصادية تقرب الدول والشعوب في سوق واسعة، سعة الكرة الأرضية.

ما هي الحرب الباردة لمن لم يدركها أو لا يتذكرها؟ كانت جملة حروب بأسلحة تقليدية، لا تنخرط فيها القوتان مباشرة. بدأت منذ الكونغو وجنوب شرقي آسيا، وإندونيسيا. وكانت منطقة الشرق الأوسط المسرح الأوسع للحروب الصغيرة، والأرجح أن صراعات القوى العظمى ستكبر فيها لاحقاً. فالخلاف الروسي الأميركي في أوكرانيا والقرم كان سبباً للتدخل الروسي الأخير في سوريا، واستمرار الحرب بين موسكو وواشنطن هناك إلى اليوم. ماذا عن تجنب الأحلاف؟ الذين يعتقدون أن في العالم مكاناً للحياد مخطئون، فحركة عدم الانحياز التي قامت خلال الحرب الباردة، وبلغ عدد الدول المنضوية تحتها 120، عدا أنها كانت مجرد لافتة بلا تأثير، فإن معظم الحكومات الأعضاء منحازة برغبتها أو من دونها آنذاك. عرفنا الصين في سنوات البناء والاستعداد لموقعها العالمي، دولة محايدة جداً تحاشت الصدام، ونجحت في عدم التورط في الحروب، على الرغم من النداءات ومحاولات الاستنجاد بها. لكن من يدري بعد معركة «هواوي»، إن كانت بكين راغبة في الاستمرار في سياستها القديمة الحيادية، أم ستكشر عن أنيابها وتتبنى مواقف صريحة في النزاعات وتعمل وفقها؟

 

بومبيو والتفاوض مع إيران: رسائل بيلدربيرغ

محمد قواص/العرب/05 حزيران/2019

الصورة واضحة في أفق التصعيد ضد إيران

يسمع العالم منذ مطلع شهر مايو الماضي دقات طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة، مع ذلك ليس من المتوقع أن تتجاوز هذه الحرب حدود ضجيج هذه الدقات التي يتخللها من وقت إلى آخر عزف على وتر المفاوضات. فلا تملك إيران طرف التورط عسكريا في هذه الحرب العسكرية، وتملك الولايات المتحدة سلاح العقوبات، وهو أكثر تأثيرا في مثل هذه المرحلة من الوهن الإيراني الداخلي والتضييق الخارجي، وما تحتاجه فقط هو الضغط لجر طهران إلى طاولتها. لا أحد يريد حربا ضد إيران. لا واشنطن ولا عواصم المنطقة ولا عواصم العالم ولا طهران طبعا. ما يصدر رسميا حتى الآن عن رأس السلطة في الولايات المتحدة لا يشي بأن واشنطن تدفع، خصوصا الرأي العام الداخلي، باتجاه تنظيم حملة عسكرية على شاكلة تلك التي ضد يوغسلافيا السابقة وضد أفغانستان وضد العراق. لا أحد في إيران يريد حربا، أو على الأقل حربا مباشرة ضد إيران في حدودها الجغرافية. بإمكان جنرالات الحرس الثوري أن يهددوا ويتوعدوا ويهوّلوا، بإمكان أحدهم أن يعدنا بهزيمة الولايات المتحدة واندثارها ويبشرنا آخر بزوال دولة إسرائيل، إلا أن تلك الجلبة لا تخفي ارتباكا داخل منظومة القيادة الإيرانية، بوليها ورئيسها ووزير خارجيتها، تستبعد الحرب، وتسعى لإقناع الإيرانيين وطمأنتهم أن لا كارثة قادمة على إيران. في بيروت أيضا يعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن لا حرب قادمة وأن العدو يعجز عن شنّ تلك الحرب. غير أنه يستطرد صارخا في ما بعد، على نحو يتناقض مع نبوءته الأولى، أن أي حرب ضد إيران ستشعل المنطقة برمتها. وأيا كانت وجهة التهديد والوعيد فإننا وحتى انجلاء ضباب هذه المرحلة سنشهد حربا نفسيا وتصريحات نارية تخفف من الضجر المحيط بواقع المراوحة التي قد تتسم بها الأزمة بين واشنطن وطهران.

 طريق المفاوضات

القمم الثلاث في مكة المكرمة -الخليجية والعربية والإسلامية- أظهرت إجماعا داعما للموقف السعودي وتأييدا للموقف الأميركي حيال إيران. تبدو إيران فاقدة لبيئة دولية وإقليمية حاضنة، وتبدو ممعنة في الغرق في عزلة تسحب أي غطاء يمكن لطهران التعويل عليه في جهودها للخروج من مأزقها الحالي. بدا واضحا أن الصين وروسيا لا يمكن أن تتخذا موقفا داعما لطهران ضد مزاج دولي بات عاجزا عن التعايش مع الواقع الإيراني وفق النسخة المعمول بها منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، وبدا أن الاتحاد الأوروبي على شفير التضامن مع الموقف الأميركي إذا ما انسحبت طهران في اتفاق فيينا النووي الموقع عام 2015. لا شيء يشي بنشوب الحرب. حتى ذلك القصف الصاروخي الذي يطال أهدافا إسرائيلية والرد من إسرائيل مستهدفا مواقع داخل الأراضي السورية، لا يؤشر إلى فوضى عسكرية، بل تبادل رسائل حذرة شديدة الانضباط تُبقي التوتر في حدوده المنخفضة. حتى أن تأملا حثيثا للصراع في وجهه العسكري يقود إلى استبعاد اندلاع الحرب عن طريق الصدفة أو الخطأ، ذلك أن أطراف الصراع حريصون على عدم التهور، ممسكون تماما بتفاصيل المشهد العسكري في المنطقة على النحو الذي لا يؤدي إلى الصدام الكبير المباشر.

القمم الثلاث في مكة المكرمة -الخليجية والعربية والإسلامية- أظهرت إجماعا داعما للموقف السعودي وتأييدا للموقف الأميركي حيال إيران

والحال أن اللغة الطاغية هي لغة المفاوضات. بدا أن هذه الكلمة تزدهر هذه الأيام بغض النظر عما إذا كانت مجوفة فارغة من مضمون حقيقي، أو أنها تعبر عن ورشة تحضير خلفية لطاولة مفاوضات قادمة لا محالة. كان الرئيس دونالد ترامب قد انقلب قبل أيام على صقوريته وراح يمطر إيران برسائل الحنان في الدعوة إلى الحوار والتفاوض وفي استشراف تعاون مع إيران مزدهرة. راح الصقر الآخر وزير الخارجية مايك بومبيو يتحدث عن استعداد لمفاوضات مع إيران دون شروط مسبقة، ما عُد انقلابا من قبل صاحب الشرور الـ12 الشهيرة. تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني أيضا عن الاستعداد للتفاوض على نحو أطاح بكل المواقف السابقة الصادرة عن طهران، والتي أكدت أن لا تفاوض على الاتفاق النووي. يبقى أن لا شروط بومبيو تشترط أن تصبح إيران “دولة عادية”، فيما مفاوضات روحاني مشروطة بأن تتعامل واشنطن مع طهران بـ”احترام”. ومع ذلك فإن طريق المفاوضات مازال عسيرا، وطريق الحرب مازال واردا.

حالة اللاحرب واللاسلم

لا تملك إيران الرشاقة الكافية للتعامل مع أكبر أزمة تتعرض لها منذ أربعة عقود. تخاطب طهران خصومها بلغة خشبية لا تأخذ بعين الاعتبار أن العالم قد تغيّر وأن إيران التي عُرفت منذ قيام الجمهورية الإسلامية لم تعد داخل خارطة التحولات المقبلة، وأن التغير في السلوك الإيراني بات جزءا من هذه التحولات. وإذا ما كان النصر “صبر ساعة”، فإن الوقت لا يعمل أبدا هذه المرة لصالح إيران. فالعقوبات القاسية والتاريخية، حسب تعبير ترامب، التي تتعرّض لها إيران من قبل الولايات المتحدة تفتك بالنسيج الاقتصادي الإيراني وتهدد بانهياره، فيما تدرك طهران أن التجربة تهدد بقاء النظام الإيراني على الرغم من التطمينات الأميركية المتكررة من أن لا خطط لإسقاط نظام طهران. وربما من الحكمة عدم الإنصات كثيرا للتصريحات الانقلابية التي تصدر من هنا وهناك تتحدث عن الحرب حينا وعن السلم والحوار أحيانا. فحالة اللاحرب واللاسلم تحتاج لمحركات ترفد الأزمة بضجيج، فيما قنوات التواصل الخلفية تحتاج لواجهات تعبر عن مزاج أصحاب الشأن.

وتبدو تلك التصريحات عاكسة لهمس خلفي يناقش قواعد التفاوض وشروط نهاياتها، وأن عدّة ذلك تستلزم إظهار القدرة على الوثوب نحو مراحل تقلب الأمور رأسا على عقب. ذلك تماما ما توحي به تصريحات روحاني عن التفاوض باحترام وتصريحات ترامب وبومبيو عن التفاوض مع دولة حين تصبح “عادية”. تبدو إيران فاقدة لبيئة دولية وإقليمية حاضنة، وتبدو ممعنة في الغرق في عزلة تسحب أي غطاء يمكن لطهران التعويل عليه في جهودها للخروج من مأزقها الحالي والحال أن وزارة الخارجية الإيرانية أصابت حين رأت في كلام بومبيو عن “تفاوض دون شروط مسبقة” لعبا على الكلام. فالعقوبات الاقتصادية الأميركية وتحريك واشنطن لسفنها البحرية وقاذفاتها الجوية هي إستراتيجية تعمل على صيانة شروط وقواعد لجر إيران إلى طاولة ترامب. وما عدّه البعض تراجعا أميركيا وليونة طارئة، لا يعدو كونه واجهة من واجهات عديدة تقارب بها واشنطن الأزمة مع طهران. وجب عدم إهمال أن الولايات المتحدة تتحدث مع العالم وتقوم بحملة دبلوماسية نشطة لصون موقفها من إيران، وأن أمر ذلك يحتاج إلى أن تُظهر منابرها الكبرى لغة تتسق مع مزاج العواصم المعنية. قد يجدر التذكير بأن لكل عاصمة لغتها وأن للمكان ظرفا يفرض منطقا للكلام. بومبيو يجول في أوروبا، يتحدث لغة يفهمها الأوروبيون وليست بالضرورة موجهة لإيران. والرجل حين تحدث عن التفاوض دون شروط مسبقة مع إيران كان يتكلم من سويسرا. وبومبيو حين تكلم كان في هذا البلد لحضور أعمال مؤتمر بيلدربيرغ الشهير الذي يضم قيادات اقتصادية وسياسية دولية والذي يلتئم بشكل سري لا تتسرب المداولات داخله.

وبغض النظر عن نظريات المؤامرة التي لطالما التصقت بجماعة بيلدربيرغ حول تقريرها لمصير هذا العالم وتحولاته، فإن بومبيو بدا أنه يحتاج للحديث عن لغة الحوار والسلم قبل أن ينضم إلى ذلك المحفل السري الشهير.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون في الاجتماع الأمني: لتكثيف المتابعة الأمنية للمشبوهين والمبادرة عند الضرورة إلى تنفيذ عمليات استباقية

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، اجتماعا أمنيا في قصر بعبدا للبحث في الاعتداء الارهابي الذي وقع ليل أمس في طرابلس.

وحضر الاجتماع: وزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني منصور، ورئيس فرع المعلومات العميد خالد حمود. في مستهل الاجتماع، قدم رئيس الجمهورية تعازيه إلى أسر وأهالي العسكريين الشهداء، ثم اطلع من الحاضرين على تفاصيل الاعتداء الارهابي الذي وقع في طرابلس عشية عيد الفطر المبارك، في ضوء المعلومات التي توافرت لدى الجيش وقوى الأمن الداخلي والتحقيقات الأولية الجارية حول ملابسات هذا الاعتداء، والتي أظهرت أن له خلفيات ثأرية من الجيش والقوى الأمنية. وأكد الرئيس عون خلال الاجتماع أن مواجهة الارهاب مهمة متواصلة للقوى والأجهزة الأمنية والعسكرية، وتتطلب اليقظة والجهوزية الدائمة، مركزا على أهمية التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات بين مختلف هذه الأجهزة. ودعا إلى تكثيف المتابعة الأمنية للمشبوهين، والمبادرة عند الضرورة إلى تنفيذ عمليات استباقية. وطلب رئيس الجمهورية اتخاذ اجراءات أمنية استثنائية لمواكبة فترة الأعياد وفصل الصيف.

 

الراعي معزيا بشهداء الجيش وقوى الامن: للتيقظ والوحدة في مواجهة اي خطر

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في بيان، "الاعتداء العدواني السافر على عناصر من الجيش اللبناني والأمن الداخلي في مدينة طرابلس ليلة عيد الفطر المبارك من قبل مجموعة ارهابية لم يثنها دخولها السجن بسبب انتمائها الى تنظيم داعش الإرهابي عن هدر دماء حماة الوطن والغدر بهم في وقت يستعد فيه اللبنانيون عموما والمسلمون خصوصا للاحتفال بفرحة العيد". وإذ يعبر عن أحر تعازيه للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي واهالي الشهداء ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى، ينبه الراعي "الى خطورة ان يشهد لبنان مجددا أعمالا تزعزع أمنه واستقراره"، داعيا "اللبنانيين جميعا الى "التيقظ والوحدة في مواجهة اي خطر"، سائلا الله "ان يحمي المؤسسة العسكرية وقوى الأمن وسائر الأجهزة المكرسة نفسها لخدمة الوطن والمواطنين"، متوجها الى كل من قيادة الجيش وقوى الأمن باحر التعازي ومتمنيا للجرحى الذين اصيبوا الشفاء العاجل. الى ذلك اجرى الراعي اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جوزاف عون وبالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان متضامنا ومعزيا بالشهداء الذين سقطوا ذودا عن امن لبنان وسيادته".

 

الراعي التقى رئيس حكومة نوفا سكوشيا الكندية

بشارة الأسمر: كررت اعتذاري وتمنيت أن تستمر علاقتي ببكركي كما كانت

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، الرئيس السابق للاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي زار قبل لقائه الراعي، ضريح مثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ووضع إكليلا من الزهر.وخلال لقائه الراعي والتقاط الصور أمام الإعلاميين قال الأسمر للبطريرك: "انشغل الإعلام ليل نهار، على مدى ستة أو سبعة أيام بالقصة، والأمر ليس صدفة فأنا حققت نقلة نوعية في الاتحاد العمالي العام".

بعد اللقاء قال الأسمر: "بدأت زيارة هذا الصرح الكبير بزيارة ضريح المثلث الرحمة البطريرك صفير حيث وضعت إكليلا من الزهر على الضريح وطلبت منه الرحمة من عليائه، ثم زرت سيدنا البطريرك الراعي وهو الراعي بالفعل، وأعلم علم اليقين ان أبواب بكركي مشرعة للرحمة والرجاء. أنا كررت اعتذاري عما صدر مني، وهو كان في مجلس خاص واستعمل، إنما أكرر ان الخطأ صدر مني أنا". أضاف: "أطلعت سيدنا على بعض الأمور عن الاتحاد العمالي العام وطريقة ادائه، وتمنيت أن تستمر علاقتي ببكركي كما كانت سابقا. كان هناك اتصال مباشر ويومي بيني وبين الصرح لإبلاغه بما يستجد على صعيد الحركة العمالية، وسيدنا قلبه كبير وأبواب الرحمة في بكركي وأبواب الرجاء كبيرة جدا جدا، ونحن كمسيحيين تربينا على الرحمة والرجاء ولي الفخر ان أنتمي الى بكركي، لذلك أقول ان ما لقيته من سيدنا البطريرك اليوم أكثر مما يتصوره أي انسان من تفهم ورحمة واستعداد للمسامحة الى أقصى حدود".

وردا على سؤال أجال: "الزيارة اليوم روحية، وأكرر ان ابواب بكركي مشرعة للرحمة، وهذا أمر مميز في حياتنا المسيحية، كما علمنا السيد المسيح. أحد أهم اركان الكنيسة الكاثوليكية شاوول واوغوسطينوس تمتعا برحمة الرب وغفرانه، وانا اليوم زرت سيدنا الراعي وقمت بواجبي تجاه البطريركية المارونية وتجاه سيدنا المثلث الرحمة البطريرك صفير وتجاه سيدنا الراعي، وهو بالفعل راع للمجتمع المسيحي والماروني". وردا على سؤال عما قال له الراعي، كرر الأسمر ان "ابواب بكركي مشرعة للرحمة لكل المسيحيين".

وكان الراعي استقبل قبل ذلك رئيس حكومة نوفا سكوشيا في هاليفاكس - كندا ستيفن ماك نيل يرافقه قنصل لبنان في هاليفاكس وديع فارس، في حضور راعي ابرشية كندا المارونية المطران بول مروان ثابت، وكان عرض للأوضاع العامة وتبادل للهدايا التذكارية.

 

بدء سينودس الأساقفة الموارنة في بكركي غدا برئاسة الراعي

الثلاثاء 04 حزيران 2019/وطنية - تبدأ عند التاسعة من صباح يوم غد الأربعاء، في الصرح البطريركي في بكركي، أعمال سينودس الاساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، وهي تقسم إلى قسمين، الأول: رياضة روحية وتستمر لغاية ظهر يوم السبت المقبل في 8 الجاري، وتختتم بقداس إلهي يتراسه الراعي بمشاركة المطارنة، والثاني: من يوم الإثنين في العاشر من الجاري تبدأ اعمال السينودس وتستمر لغاية يوم السبت في 15 حزيران حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن كل الأمور التي تم بحثها.

 

المجلس الاعلى للكاثوليك دان جريمة طرابلس: ليترفع الجميع عن الخلافات السياسية والإلتفاف حول المؤسسات الأمنية

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - دان المجلس الاعلى للروم الكاثوليك، "الجريمة الإرهابية التي استهدفت مدينة طرابلس، وأدت الى استشهاد أربعة عسكريين من الجيش وقوى الامن الداخلي، وأصابت كل لبنان بالحزن والأسى". وأعلن في بيان، "عمق تضامنه مع قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي، وثقته الكبيرة بهاتين المؤسستين، في مواجهة الإرهاب والعنف الأعمى، الذي يستهدف أمن وسلامة المواطنين أينما وجدوا، ويعبث باستقرار لبنان، ويستهدف باجرامه الجميع، دون تمييز بين عرق ودين". وشدد "على أن استهداف الجيش والقوى الأمنية ومدينة طرابلس هو استهداف لكل لبنان، ونحن مدعوون لمواجهة هذه الجريمة النكراء واستهدافاتها، بالوحدة والتضامن الوطني والالتفاف حول مؤسساتنا الأمنية والعسكرية، لقطع الطريق على كل من يريد ويحاول المس بأمن واستقرار وسيادة لبنان". وتقدم بأحر "التعازي لقيادتي الجيش وقوى الامن، ولذوي الشهداء الذين قدموا دماءهم على مذبح الوطن، والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل، مع الأمل أن يترفع الجميع عن الخلافات السياسية، ويتضامنوا ليكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية في مواجهة الأزمات والتغلب عليها". وختم مهنئا "اللبنانيين، وخصوصا الأخوة المسلمين بعيد الفطر السعيد، وعسى أن يعيده الله على لبنان والمنطقة وكل العالم، بالخير والسلام والبركات، وأن ينعم بلدنا بالمنعة والاستقرار".

 

مصباح الأحدب: أليس حريا بالأجهزة الأمنية أن تنشغل بمتابعة ومراقبة من يخرج من السجن بعد ادانته بالقتال مع داعش في الرقة؟

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - عقد رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب، مؤتمرا صحافيا في دارته في طرابلس، دان خلاله العملية الإرهابية التي حصلت في طرابلس، ليل أمس، وأدت إلى استشهاد عسكريين وأمنيين.

واستهل الأحدب كلامه بتقدم "خالص العزاء لذوي العسكريين، الذين استشهدوا في أحداث ليلة أمس الأليمة، فالمدينة كلها حزينة بلا عيد، تبكي أبناءنا بالمؤسسات العسكرية الذين قدموا أرواحهم رخيصة ليحموا الوطن"، متوجها بالتحية إلى "أهلي في طرابلس، فقد أثبتم مرة أخرى مدى وطنيتكم وانتمائكم للبنان، لأنكم أرشدتم الأجهزة الأمنية لتضع حدا للارهابي الذي قتل العسكريين". وقال: "يا من تسعون اليوم خلف لقمة عيش العسكريين اللبنانيين، وتعملون على تخفيض موازنات القوى الأمنية، أما آن لكم أن تستحوا؟ ألم تروا كيف يحمل هؤلاء جنود الوطن أرواحهم على أكفهم، ثم تهدر دماؤهم على الطرقات، ألا يكفيكم هذا المشهد لتكفوا أيديكم عن أدنى حقوقهم، بينما تهدرون الوقت في حماية ثرواتكم وتكديسها، بدل حماية مجتمعنا". أضاف: "هنا، يجدر التذكير بأن طرابلس قد أتمت عامها الخامس، على إعلانها منطقة عسكرية، تطبق فيها خطة أمنية لم تنته حتى الساعة"، سائلا "ما هو العمل الذي أوكلته السلطة لبعض الأجهزة الأمنية في طرابلس؟ هل هو اجتثاث الإرهاب الفعلي؟ أم توقيف وقمع الناشطين على وسائل التواصل وفبركة الملفات والتهم لهم في المراحل الانتخابية؟ أليس حريا بالأجهزة الأمنية أن تنشغل بمتابعة ومراقبة من يخرج من السجن، بعد ادانته بالقتال مع داعش في الرقة؟ "، مؤكدا أنه "يجب إعادة نظر بتصرفات بعض الأجهزة في هذه المراحل الحساسة". وتابع: "عندما نرى الأحكام الجائرة، التي تصدر بحق أبناء طرابلس الموقوفين احتياطيا، ولم تفتح ملفاتهم منذ سنوات طويلة، بينما بالمقابل نرى أن عنصرا من داعش قاتل في الرقة، يحكم بالسجن لسنة ونصف، ثم يخلى سبيله، حينها تتبلور مشكلتنا مع بعض القضاة الذين نضع دماء العسكريين الشهداء في رقابهم، فهذه الأحكام فضيحة فساد والقضاة الذين يتخذونها يجب محاسبتهم. فلقد بات واضحا، أن بعض السياسيين وبعض القضاة وبعض الأجهزة الأمنية، لا يحاربون الإرهاب، إنما يحاربون مجتمعا بأكمله"، معتبرا أن "ملف الممثل زياد عيتاني هو أكبر إثبات على سياسة إطلاق سراح المرتكب ومحاكمة المظلوم، فهذا الظلم هو الذي يخلق الإرهاب بالبلد". وقال: "لا بد أن أتوجه بالتحية لوزيرة الداخلية ريا الحسن، التي عاينت ميدانيا مكان الهجوم الإرهابي في طرابلس، فيما كنا نتمنى على وزير الدفاع أن يزور المدينة، لأنها أيضا على الخارطة اللبنانية، وقد تعرض الإرهابي للجيش اللبناني وسقط منه شهيدان فيها. فنشكر معالي الوزيرة على وجودها في طرابلس، وعلى المقاربة الجدية والفعلية والشجاعة التي قدمتها للموضوع، لا سيما أن البعض كان يستغل مثل هذه الأحداث، ليعاقب المجتمع بأكمله، كما أشكرها أيضا على معالجتها لوضع السجون، لأن الانتقام من سجناء، غالبيتهم موقوفون احتياطيا وبدون محاكمة، هو سياسة توليد الظلم بعينها". أضاف: "اليوم نحن على أبواب انتخاب مفت جديد لطرابلس، ونتمنى أن لا يتم من جديد انتقاء مفت للسلطة، همه حماية مصالح السياسيين فقط، إذ للمفتي دور أساسي في احتواء غزو الإرهاب الفكري وغسيل الأدمغة، حيث تتم صناعة تكفير الجيش وتشريع قتاله، فنتمنى أن يكون المفتي الجديد يمتلك الوعي والحكمة والرؤية والمشروع، لكيفية التعامل مع المغسول دماغهم من جهة، ومن جهة ثانية لاحتضان المظلومين الأبرياء من شباب مناطقنا القابعين في السجون ظلما، ووضع حد لمظلوميتهم". وختم "أتوجه للمتعصبين والمتهورين والمتطرفين الموجودين في السلطة، الذين ظنوا أن بإمكانهم وضع اليد على طرابلس ومقدراتها ومداخيلها ووظائفها، عبر ضربها أمنيا، أنتم بهذه الطريقة لا تهددون استقرار طرابلس فحسب، بل أنتم تخربون كل لبنان، لأن طرابلس هي خط الدفاع الأخير عن البلد، وإلا سيكون لبنان كله، لا سيما بكركي في دائرة الخطر".

 

المفتي الشعار في خطبة الفطر: على الجميع العودة إلى رشدهم وسداد الرأي والتوقف عن لغة الشارع والخطاب الشعبوي

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - أم مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، المصلين في المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، وألقى خطبة العيد متوقفا عند معاني الفطر، ومشددا على "التضامن مع القدس وفلسطين المحتلة"، مؤكدا "ان الحق لن يضيع طالما ان هناك من يطالب ويعمل ولا يتراجع"، محذرا من "أن تمر صفقة القرن ومن ان الليل لا بد له من آخر والتاريخ شاهد على انتهاء دول خرجت من تاريخ الأمم". وقال: "إن فلسطين قضية الأمة الأولى والمساومة عليها ذل وعار وخسران وغضب ولا تملك دولة في العالم أن تغير قضيتها أو أن تجيرها لا لليهود ولا للصهيونية أنها محضن المسيحية والإسلام ومهد المسيح عيسى بن مريم ومسرى محمد بن عبد الله عليهما الصلاة والسلام". اضاف: "فلسطين لا تهود ولا تقع عليها مساومة والمطلوب من الأمة وحدة الموقف وإعداد القوة والعدة"، مضيفا "إن العيد يمر في ظل تشنجات ومواقف مرتجلة ونبذة نشاذ في معالجة أمور الدولة". وتوقف عند أحداث طرابلس بالأمس مذكرا بأن "وطننا تحمل الكثير فلا يجوز أن ترتجل فيه المواقف ولا أن تستبد به الطوائف ولا المذاهب، فإن حقوق المسيحيين في لبنان كما حقوق المسلمين يحددها الدستور الذي توافق عليه اللبنانيون في وثيقة الطائف ولا يتحقق ذلك إلا بلغة الحوار والتفاهم دون تحد لأحد ودون استبداد ودون إساءة، الدستور وحده والطائف وحده هو الذي يحدد لكل طائفة حجمها ووزنها ومساحتها ودورها ويحفظ العدالة في الوطن والمساواة بين جميع اللبنانيين". وحذر من "لغة التعصب والتطرف الطائفي والمذهبي ومن لغة الشارع لأننا أمة تحمل قيم الرقي والعمل المدني ونرفض أشكال التعالي والتهديد والتخوين، فالمطلوب من الجميع ابتداء من رأس الهرم أن يحافظوا على الدستور وعدم تعطيله أو تفريغه من موازين التفاهم ومن منظومة العدالة بين الجميع، وهنا لا بد من التحذير بأن المواقف التي يمارسها بعض رجالات السياسة في لبنان نعتبرها غريبة على ادبياتنا وقيمنا واخلاقنا ولا تخدم الوحدة الوطنية ولا الأمن ولا الاستقرار وتطيح بالعدالة في لبنان، فالمطلوب من الجميع أن يعودوا إلى رشدهم والى سداد الرأي وإلى التوقف عن لغة الشارع والخطاب الشعبوي وهنا لا بد لي من أن أقدم التهاني للبنانيين بإنجاز مشروع الموازنة الذي استلزم جهدا كبيرا وسهرا طويلا والذي يدل في حقيقة الأمر على أن المشكلة مهما طالت لا بد لها من حلول تقوم على التفاهم والهدوء والاستيعاب والعودة إلى الدستور". وختم الشعار: "المشكلة مهما كانت معقدة لها حلول ولا بد من تحية إلى دولة الرئيس الصابر سعد الحريري الذي استوعب الجميع رغم التناقضات والتحديات ثم لا بد من تحية أكبر إلى أصحاب الدولة النبلاء رؤساء الحكومات في لبنان على اجتماع الأمس وعلى بيانهم الوطني الذي أكدوا فيه حرصهم على الانتظام العام وعلى الاحتكام الى الدستور وليس إلى قوة السلاح ولا إلى قوة السياسة ولا قوة العضلات ولا إلى التشنج انه يحمل بحق بيان الحكماء حكماء لبنان بامتياز لأنه في كلمة واحدة بيان وطني وليس طائفيا ولا مذهبيا ولأنه البيان الذي يتمسك بالوحدة الوطنية ودستور لبنان الذي هو وثيقة الطائف ولا بد من مواقف من كل رجالات السياسة لردع الفتنة والتوتر".

 

شيخ العقل يؤم صلاة الفطر في عبيه ويستنكر أحداث طرابلس: لإخراج البلاد من آتون الأزمات والصراعات

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - أم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن المصلين، صبيحة عيد الفطر المبارك، في مقام الأمير عبدالله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من قضاة المذهب الدرزي ورؤساء لجان وأعضاء والمديرية العامة في المجلس المذهبي ومشيخة العقل ومشايخ.

بعد الصلاة، ألقى شيخ العقل خطبة العيد جاء فيها: "يقر المؤمن حالا وقد أقبل الفطر بعد قرار روحه في السكينة التي حملها الشهر المبارك إلى قلبه واستشعار نعمة الهدى والاستئناس بمكنونات الكتاب بما فيه من "بينات من الهدى والفرقان". إن ثمرة الطاعة والإخلاص فيها، والإيمان الثابت بسموها على كل العلائق الدنيوية هي ثمرة مباركة لأنها موصولة برضى الله تعالى، ولأنها غير مقصورة على الفرد وحسب، بل شاءها الخالق عز وجل أن تكون نواة إصلاح على درب إصلاح الأمة. فالصيام مقرون بالتقوى كما قال تعالى في كتابه الكريم "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة 183)، والتقوى في غاية القصد هي التزام روحي صادق بنهج الأخلاق القرآنية أي الدعوة الربانية وفق طاقة المؤمن ومستطاعه عقلا وفعلا واستشعارا في نفسه وفي الآن عينه مع أهله وعشيرته ومجتمعه ووطنه وأمته وإنسانيته التي لا بد من أن تصله بالآفاق الواسعة لخلق الله "وكذلك جعلناكم أمـة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" (البقرة 143)".

أضاف: "إن من أعظم النعم التي وهبها الله تعالى لعباده الهدى الذي هو الرشاد والدلالة على النقيض تماما من الضلال والغواية والجهل والجنوح. ومن معانيه السداد والاستقامة والاستبصار النير، وهذه أمور على غاية من اللطافة والشفافية اللتين يرتقي بهما المؤمن الموحد نحو ما شاء له الحكيم من شأن ينفذ به من اللعب واللهو، وفقا لما جاء في الآية الشريفة "وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو" (الأنعام 32)، إلى الطمأنينة في رحاب نور الله ومنه في دنيانا اليوم لطائف معاني الكتاب ومقاصدها الشريفة والبينات والعلم المكنون "بالكتاب المنير" (فاطر 25). والمعاني هي المضامين والمفاهيم والفحاوى في خدمة الإنسان، أي ليعقلها وليفتكرها وليمتثلها وليعمل بها تحقيقا للنفس "المطمئنة" التي ترجع إلى ربها "راضية مرضية" (الفجر 28)، إذ هي النفس التي كانت في الدار الدنيا شاهدة على الناس بالحق والصدق والعدل ومكارم الأخلاق، وأيضا بالخير والمواساة والمروءة والبذل والسماحة بين الخلق الأقربين منهم والأبعدين. هكذا، يكون الفطر احتفاء بثمرات النعمة نعمة الهدى واستبشارا بها لما فيها من سبب إلى رضى رب العالمين "يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين" (آل عمران 171)". وتابع: "القيم الإنسانية المستقاة من معين الرسالة هي إلى ذلك تغذي المشتركات الإنسانية السامية في كل مكان. ولا شك لدينا على الإطلاق بأن تلك المشتركات هي عامل أساسي، بل ضروري، من عوامل الاستقرار والإنتظام والمعقولية في المجال العام، المحلي والدولي، في واقع تعدد الأمم، وفي واقع إقرارها الظاهر بحقوق الإنسان وبمبادىء العدل والسلام".

وقال: "نحن في لبنان، نأسف بشدة لما تشهده البلاد من تخبط على مستوى الادارات وعلى مستوى التراشق الاعلامي الحاصل بين اهله. ونحن في لبنان لطالما تغنينا بأنه بلد الرسالة والحرف والحداثة، ولم يكن ذلك مفتقدا إلى أساس يدعمه، بل هو أيضا بلد "العيش معا" والميثاقية والفسحة الإنسانية التي لطالما التقى في أرجائها طالبو الحرية والكرامة والملاذ الرحب الذي هو اساس وجود لبنان، فإلى أين تذهب الأمور به في أيامنا هذه؟ نريدها أن تذهب إلى الدولة المستقرة العادلة الآمنة، دولة القانون والمؤسسات والإدارة النظيفة، دولة الآليات الديموقراطية المنتجة يطبق فيها مبدأ فصل السلطات بمنهجية إيجابية لأن في هذا المبدأ ضمانا لفاعليات الرقابة والمساءلة والانضباط الوطني البناء. دولة القضاء وإعلاء حكم القانون الذي يثبت نزاهته بعدالة أحكامه وصوابيتها وصلاحيتها كمرجعية يسترشد بها الناس في تدبيرهم المدني من حيث هم مواطنون في دولة سوية. ونريدها هذه الدولة، الآن قبل غد، ببرنامجها الإصلاحي، وبرؤيتها المستقبلية، وبديناميتها التي تجابه بها التحديات بحكمة وأداء عال، لإخراج البلاد من أتون الازمة المالية اولا ، وابعاد كافة الصراعات الدولية والاقليمية ثانيا، وتحصيل حقوق لبنان في ثرواته ثالثا". أضاف: "تنبهوا واستفيقوا إلى الحالات الشعبية التي باتت مشحونة من جراء تفاقم الكلام عن الفساد والتبعيات العقيمة والارتهانات الفئوية، تنبهوا واستفيقوا وكل الأدوات التي من شأنها النهوض بلبنان وإمكاناته الكبيرة هي الآن رهن أيديكم ومسؤولياتكم. نريد أن يحسن التمييز بين وسائل التنافس السياسي المشروع من جهة، وبين الأولوية المطلقة في الشأن السياسي للمصلحة الوطنية العليا لأن بها نعبر جميعا إلى ما نصبو إليه من مناعة لبنان وتمتين مقومات صموده وازدهاره. المطلوب هو الارتقاء بالأداء السياسي وفعاليته إلى مستوى خطورة الأوضاع الراهنة المعروفة لدى الجميع". وتابع: "كل الرهانات المختلفة عن الرهان الوحيد المقبول وهو المصالح الوطنية العليا التي يجب أن تلتف حولها كل القوى، هي رهانات معوقة وضارة. والحكومة شكلت تحت

شعارات مشابهة لما ندعو إليه، لذلك يجب أن تقرن الأقوال بالأفعال بعيدا من كل ما يوهن الساحة الداخلية في الوقت الذي يجب أن تكون فيه قوية منيعة متماسكة درءا لكل الأخطار. ندين التعرض للمؤسسات الامنية وما حصل بالامس في طرابلس. ونتقدم من قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي بالتعزية بشهداء الوطن".وختم حسن: "نسأل الله تعالى في مناسبة الفطر المبارك أن يلهمنا إلى كل خير، وأن يسدد تدبيرنا إلى ما فيه الصلاح والفلاح لشعبنا وبلدنا، راجين أن يعيده على كل اللبنانيين وهم في طمأنينة ونهوض ووئام وسلام. وسائلينه أن يعيده على شعوب أمتنا العربية والإسلامية بالاستقرار والأمان، وأن يرفع بلطفه ومنته الشدة عن الشعوب التي ترزح في هذه المرحلة تحت مقاساة الصعوبات وجائحات الأيام، وأن ينصر شعبنا في فلسطين المتمسك بأرضه ومقدساته ووطنه وهويته وحقوقه بعونه ومدده ونصره إنه هو القوي القدير".

 

المفتي دريان ادى صلاة العيد في جامع الامين واستنكر الحادث الارهابي في طرابلس: الكلام عن المارونية او السنية السياسية غير مقبول وغريب عن ثقافة العيش المشترك

الثلاثاء 04 حزيران 2019 /وطنية - ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة عيد الفطر السعيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت وأم المصلين في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرئيس فؤاد السنيورة والنائبين فؤاد مخزومي وعدنان طرابلسي، الوزير السابق خالد قباني، النائبين السابقين عمار حوري وزهير العبيدي، سفراء بعض الدول العربية، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني والقاضي الشيخ خلدون عريمط، مدير العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحاج عدنان فاكهاني، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، علماء، أعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والنقابية والعسكرية.

وقال دريان في خطبة عيد الفطر: "الحمدُ للهِ الذي وفَّقَ العامِلينَ لطاعتِه ، فوَجَدُوا أعمَالهَم وسعْيَهم مَشْكوراً ، وَحَقَقَ آمالَ الآمِلينَ برحمتِهِ ، فَمَنَحَهُم عَطَاءً مَوْفُوراً ، سُبْحانَه ، هُوَ الوَاحِدُ الذي مَنْ قَصَدَ غَيْرَهُ ضَلّ ، هُوَ العَزِيزُ الذي مَن اعتَزَّ بغيرِهِ ذَلّ ، سُبْحانَه ، ?إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً?.

أحمَدُه تعالى على نِعَمِهِ الجِسَام ، وأشْكُرُهُ أَنْ مَنَّ عَلَيْنا بإدْرَاكِ الصيامِ والقِيام . وأشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله ، وَحْدَه لا شريكَ لَه ، المتَفَرِّدُ بالكَمَال والتَمَام ، هُوَ الأوَّلُ والآخِر ، والظَاهِرُ والبَاطِن ، العزيزُ الذِي لا يُضَام ، والجَبَّارُ الذِي لا يُرَام ، لَهُ العَظَمَةُ والجَلال ، والعِزُّ والكِبْرِيَاء . وأشْهَدُ أَنَّ محمداً عبْدُه ورسولُه، بَعَثَهُ رَحمةً للعالمين، وقُدْوةً للسَّالِكين ، وحُجَّةً على الخلائقِ أجمعين ، صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِه وأصحابِه ، وسلَّمَ تَسْليماً كثيراً .

أما بعد: أَيُّها المسلمون: عيد الفِطرِ هو عيدُ فَوزِ الطّاعات ، وأداءِ الفرائضِ والعبادات ، وصُنعِ الخيرِ للنَّفسِ والمُسلمينَ والنَّاسِ أجمعين .

نحن نَحتَفِلُ اليومَ أيها الإخوةُ المسلمون ؛ بالالتزامِ الكبيرِ بأداءِ فريضةِ الصَّوم، وبِقِيامِ العشْرِ الأواخِرِ مِنْ رمضان ، وباجتِمَاعِ المُسلمينَ على قولِه تعالى لرسُولِهِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي . نعم أيُّها الإخوة ؛ نحن على بَصيرةٍ مِنَ اللهِ سبحانَه وَتَعالى ، وَرسُولِه صلى اللهُ عليه وسلّم في ما نأتي وما نَدَع . إذْ نُؤمِنُ بالله ، ونَتَّبِعُ دَعوَةَ رَسُولِ الله ، وَنَرجو وَنَاْمَلُ أنْ نكونَ مِنَ الأُمَّةِ الوسط قَالَ تَعالى: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً? . اللهُ أكبر. اللهُ أكبر. اللهُ أكبر.

لقد هَلَّ الهِلالُ فَصُمْنَا ، وهلَّ الهِلالُ فأفْطَرْنا ، وَاحْتَفَلْنَا كَمَا أَمَرَنَا عَزَّ وَجَلّ ، وكَمَا بَشَّرَنَا رسُولُ الله ، وكما كانَ عليهِ سَلَفُنَا الصَّالِح ، وكَمَا هُوَ دَأْبُ الأُمَّةِ الوَسَط ، التي يَتَّبِعُ شُبَّانُها وَشِيبُهَا قَولَهُ عَزَّ وَجَلّ : ?وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? .

أيُّها المُسلمون:  لقدِ التَقَيْنَا مَعَ المِئاتِ مِنَ العُلماءِ المُسلمين ، في العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضان، في رِحَابِ مَكَّةَ المُكَرَّمَة ، والبيتِ العَتيق ، في الوقتِ الذي كَانَ فيهِ مِئاتُ الأُلوفِ مِنَ المُعْتَمِرينَ وَالمُتَهَجِّدين ، وَطُلّابِ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرة ، وَالبَاحِثينَ عَنِ الهِدايَةِ وَالخَلاص ، يَتَعَبَّدونَ بِجِوَارِ الحَرَمِ الآمِن . وقد ضَمَّنَا مُؤْتَمَرٌ عُنوانُه : (قيم الوسطية والاعتدال) ، الذي صَدَرَتْ عَنْهُ وَثِيقَةُ مَكَّةَ المُكَرَّمة ، الدَّاعِيَةُ لِلسَّلامَةِ والسَّلام ، وَالأَمانَةِ والأمَان ، وَالتَّضَامُنِ وَالأُخُوَّةِ فيمَا بَينَنَا ، والانْفِتَاحِ على العالَم . اِجْتَمَعْنَا وَنَجْتَمِعُ على الكلمَةِ السَّواء ؛ ألّا نَعْبُدَ إلّا الله ، ولا نُشْرِكَ بِهِ شيئاً ، ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ الله ، مَادِّينَ أَكُفَّ الضَّراعَةِ إليهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى ، ربِّ البيت ، أنْ يُعيدَ علينَا السَّكينةَ في دِينِنَا وَدِيارِنَا وَمُجْتَمَعَاتِنَا وَدُوَلِنَا .

نَعَمْ أَيُّهَا الإخوة ؛ نَحن نَفْتَقِرُ إلى الأَمْنِ وإلى الاسْتِقْرَار ، وإلى التَّضَامُنِ وَالإجْمَاعِ على صَونِ الدِّينِ وَالدَّارِ وَالحُرُمَاتِ والأنْفُسِ البريئة . مَا عَادَتْ جِهَةٌ آمِنة ، بِمَا في ذلِكَ البَيتُ الحَرَام ، وَالقُدْسُ الشَّريف ، المُهَدَّدُ بِمَا يُسَمَّى بِصفَقةِ القرنِ المَرفوضَةِ فِلسطينياً وعربياً وإسلامياً ، كما عبَّرَ عن ذلك بيانُ مُنظَّمةِ مؤتمرِ التَّعاوُنِ الإسلاميّ ، الذي انعقدَ مؤخَّراً في مَكَّةَ المُكرَّمة. نَعَمْ أيُّهَا الإخوة ؛ نحن مَعَ مُؤْتَمَراتِ القِمَّةِ الخَليجِيَّةِ وَالعَربيَّةِ والإسْلامِيَّة ، التي انْعَقَدَتْ بِمَكَّةَ المُكَرَّمَة ، مِنْ أجلِ حِمَايةِ الأنْفُسِ والدِّيَارِ وَالأعْراض ، وَالحُرُمَاتِ وَالمَوَارِدِ مِنَ البَغْيِ وَالعُدْوَان .

نحن أيُّهَا الإخوةُ ، في رَمَضان، وفي غَيرِ رَمَضَان ، نَتَضَامَنُ مَعَ إخْوَانِنَا بِالمَمْلكَةِ العَربِيَّةِ السُّعودِيَّة ، وَبِالخَليج ، لِصَونِ أَمْنِهِمْ وَحُرُمَاتِهِم ، لأنَّ أَمْنَهُمْ أَمْنُنَا ، وَحُرُمَاتِهِمْ حُرُمَاتُنَا ، وَانْتِمَاءَهُمُ انْتِمَاؤنَا ، وَخَلاصَهُمْ خلاصُنَا ، والإضْرَارَ بِهِمْ إضْرَارٌ بِنا . فنحن مَعَ مَوقِفِ رئيسِ مجلسِ الوزراء سعد الحريري ، الذي أعلنَهُ في القِمَّةِ العَربِيَّةِ الاسْتِثْنَائيَّةِ بِمَكَّة المُكرَّمة ، وهو الذي يُعبِّرُ دستوريّاً عَنْ سِياسةِ الحكومةِ اللبنانية ، المُنسَجِمِ معَ المَوقفِ العربيِّ الدَّاعمِ للمملكةِ العربيةِ السُّعودية ، وَدَولةِ الإمَاراتِ العربية المتحدة ضِدَّ العُدوَان . إنَّهُ مَوقِفٌ سليمٌ وَشُجاعٌ وَمَسْؤول.

أيُّهَا المُسلمون، أيُّها اللبنانِيُّون: العَيشُ الوَطَنِيُّ عَيشٌ مُشْتَرَك، تَرْعَاهُ مَوَاثيقُ وَأَعْرافٌ وَعُقود. فالعَيشُ الوَطَنِيُّ والتَّوَازُنُ الوَطَنِيّ ، وَالحَقُّ الوَطَنِيّ، وَحُكْمُ الدُّسْتُورِ وَالقانون، مُقَدَّمٌ لَدَيْنَا على كُلِّ اعْتِبَار. إنَّ مَا شَهِدْناهُ وَنَشْهَدُه خلالَ السَّنَواتِ المَاضِية، ليستْ فيه مُراعاةٌ لا لِحُرْمَةِ الدَّم، ولا لِحُرْمَةِ الدُّسْتُور، ولا لِحُرْمَةِ القانون. نحن نَستغرِبُ مَا نَسْمَعُ عَنِ السُّنِّيَّةِ السياسية ، أوِ المَارُونِيَّةِ السياسية ، أو الشيعيةِ السياسية ، أو الأرثوذكسيةِ السياسية ، أو غيرِها، فهذه التَّعابيرُ والمَواقفُ مِنَ البَعضِ بينَ الحِينِ وَالآخَر، غَيرُ مَقبُولَة ، وغريبةٌ عَنْ ثقافةِ المُوَاطَنةِ وَالعَيشِ المُشْتَرَك ، وحُكمِ الدُّستورِ والقانون ، الذي ندعو إليه في لبنان .

إنَّ التَّضَامُنَ الدَّاخِليَّ وَسَطَ أَزَمَاتِ المُحِيط، وَالأزْمَةِ الاقْتِصادِيَّةِ وَالمَعِيشِيَّة، ضَرورةٌ وَطَنِيَّةٌ عِمَادُهَا أَمْرَان: النَّأْيُ بِالنَّفْسِ لكي يَسْلَمَ الوَطَنُ مِنَ الهَزَّاتِ التي تُصَدِّعُ المُحِيطَ وَالجِوَار، والإصْلاحُ الدَّاخِلِيّ، وَمُكَافَحَةُ الفَسَاد، وَإحْلالُ حُكْمِ القانون ، لكي يُمْكِنَ إنْقاذُ البَقِيَّةِ الباقِيَةِ مِنْ حَياةِ المُوَاطِنينَ وَمَعِيشَتِهِم ، والنَّأْيُ بِالنَّفسِ لا يَعني الخُرُوجَ عَنْ مِيثَاقِ جَامِعَةِ الدُّولِ العَرَبِيَّة ، والتَّضَامُنِ مَعَ الأشقَّاءِ العرب. وإنَّني ، ومِنْ على مِنْبَرِ جامِعِ مُحَمَّدٍ الأمين ، صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عليه ، أُعْلِنُ في يومِ عِيدِ الفِطر ، البقَاءَ على نهجِ الأُخُوَّةِ والتَّعَاوُنِ وَالمَحَبَّة ، والتَمَسُّكَ - مَعَ بقيةِ القياداتِ اللبنانيةِ المُخلِصَة - بِسيادةِ لبنانَ وَعُروبَتِهِ وَحُرِّيَّتِه ، لُبنانَ المِيثاقِ وَالدُّستور ، وَحُكمِ القانون ، والتَّمَسُّكِ بالاسْتِقْرارِ وَالتَّوَازُنِ الوَطَنِيّ ، والانْتِمَاءِ العَرَبِيّ، وَالعَيشِ المُشْتَرَكِ قولاً وفِعلاً. إنَّ اتِّفاقَ الطَّائفِ واضِحٌ وجلِيّ ، يَصونُ الدَّولةَ اللبنانيَّة ، ويَحْضُنُ الجميع . فلا يُحَاوِلَنَّ أحَدٌ الالتِفافَ عليهِ أو تَجَاوُزَهُ أو تَخَطِّيَ حُدُودِه . وَمَنْ تُسَوِّلُ لهُ نَفْسُهُ أنْ يأتيَ إحدى هذه المُحاولات ، فهوَ خاسِرٌ وَوَاهِمٌ وَوَاهِن . فالدُّستورُ واضِح ، والطَّائفُ بَيِّن، وينبغي على الجميعِ التزَامَهُ والعَمَلَ بهِ والحِفاظَ عليه ، وأيُّ خللٍ في تنفيذِه سيكونُ لهُ عَوَاقِبُ وَخيمة .

إنَّ رِئاسَةَ الحكومةِ ليستْ مَنْصِباً إدارِيّاً يُمْكِنُ التَّلاعُبُ بِهِ مِنْ هذه الجِهَةِ أو تِلك . بل هي قَلْبُ التَّوَازُنِ الوَطَنِيّ ، وهي حَافِظَةُ المُؤسَّسات ، وصانِعَةُ اسْتِقْرارِها ، هَكذا نَفْهَمُ نحن هُوِيَّةَ رِئاسَةِ الحكومَةِ وَوَظائِفَهَا ، وَلنْ نَقْبَلَ أنْ تَقَعَ في إسارِ الاسْتِئثارِ والتَّحَزُّبِ والتَّخْرِيب ، لكي لا يُصْبِحَ الاخْتِلالُ الوطَنِيُّ الحَاليُّ غَيرَ قابِلٍ لِلشِّفَاء . نقولُ هذا كُلَّه ، ليسَ لِشُرَكاءِ العَيشِ الوَطَنِيِّ وَحَسْب ؛ بل ولِأنْفُسِنَا ولكلِّ القُوى السياسيةِ الفَاعِلَة، وَالعَامِلَةِ على السَّاحَةِ اللبنانية، ، الذينَ يَنْبَغِي أنْ يَجْتَمِعُوا على صَونِ الأركانِ الوَطَنِيَّةِ مِنَ الزَّعْزَعَةِ وَالافْتِئات .

نَتَذَكَّرُ في عيدِ الفِطرِ شُهَدَاءَنَا الذينَ قَضَوا وهَم يُؤَدُّنَ وَاجِبَهُمُ في الحِفاظِ على العَيشِ المُشْتَرَك ، وَالسَّلامَةِ الوَطَنِيَّة ، وَالاسْتِقلالِ الوَطَنِيّ . نَتَذَكَّرُ الرَّئيس رياض الصُّلح ، وَنَتَذَكَّرُ الرَّئيس رشيد كَرامي ، ونَتَذَكَّرُ الرَّئيس رفيق الحريري ، ونَتَذَكَّرُ المُفتي الشيخ حسن خالد . كُلّمّا أرادَ مريدٌ أو أرادتْ جِهةٌ المَسَاسَ بِاسْتِقْلالِ لُبنان ، أوِ انْتِمَائهِ أو عَيشِهِ المُشْتَرَك ؛ فإنَّ أوَّلَ ما يَفْعَلُهُ التَّعَرُّضَ للصَّامِدين في جَبْهَةِ العَيْشِ الوَطَنِيّ ، في هذا الوَطَنِ الحبيب. قبلَ أُسبوعَين ، اِحْتَفَينا بِالذِّكْرَى الثَّلاثينَ لاسْتِشْهَادِ المُفتي خالد. وقدِ ارْتَبَطَتْ ذِكْرَاهُ في أذْهانِ سائرِ اللبنانيِّين ، بِالبطريركِ الرَّاحِلِ صفير ، وهذا الارْتِباطُ سَبَبُهُ إصْرارُ هذّينِ اللُّبْنَانِيَّيْنِ الكَبيرَين ، على سَلامَةِ لبنانَ واسْتِقْلالِه ، وَانْتِظَامِ العَيشِ المُشْتَرَكِ فيه . نحن لا نُهَدِّدُ ولا نَتَوَعَّدُ ولا نَسْتَخِفُّ كما يَفْعَلُ غَيرُنا . كُلُّ ما نَقولُهُ : إنَّنَا قَدَّمْنَا شُهَدَاءَ كِباراً كما فَعَلَ لبنانيُّونَ وَطَنِيُّون آَخرون. ونحن مُسْتَعِدُّونَ لِلمُضِيِّ في هذا السَّبيل ، سبيلِ الكَرامةِ والوَطَنِيَّة قَالَ تَعَالى : ?وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ? . أيها المسلمون: عيدُ الفِطرِ احْتِفاءٌ بِأداءِ طاعةٍ هي رُكْنٌ مِنْ أركانِ الدّين ، لكِنَّهُ أيضًا يَتَضَمَّنُ التِزَاماً بِأْنْ نَبْقَى على نَهْجِ الوَسَطِيَّةِ والاعْتِدَال، بِاعْتِبَارِنا الأُمَّةَ الوَسَط . وَهُوَ أمْرٌ يَقْتَضي الجِدَّ والاجْتِهاد ، والبَقاءَ على عَهْدِ الخَيرِ والمَعْروف ، وَصُنْعِ السَّلامَةِ والسَّلامِ لأنْفُسِنَا وأوطَانِنَا وَالعَالَمِ أجْمَع. باركَ اللهُ لكم أيُّها المسلمون صومَكم وفِطرَكُم ، وصلاتَكُم وزكاتَكُم وعمَلَكُم، مِنْ أجلِ الخيرِ والبِرِّ والتقوى ، وَحَفِظَ اللهُ عليكُم وعلى اللبنانيِّينَ السِّلْمَ والأمْنَ وَالعَيشَ المُشْتَرَك .

وختم: هالنا ما وقع بالأمس من حدث إرهابي وإجرامي في طرابلس ونحن نقدر عاليا للقيادتين العسكرية والأمنية السرعة في ضبط الأمور ونتوجه اليهما بالتعازي بالشهداء ونسال الله الشفاء العاجل للجرحى. وبعد إلقاء المفتي دريان خطبة عيد الفطر توجه والرئيس السنيورة والحضور إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار. وكان الرئيس السنيورة اصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحا إلى مسجد محمد الأمين يرافقهما قائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي في موكب رسمي وقدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد للرئيس السنيورة والمفتي دريان.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 03 و04 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

السيدة سوزان الحاج وضرورة محاسبتها بالقانون وبعدل

الياس بجاني/03 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75429/75429/