LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 حزيران/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.June01.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

الياس بجاني/بعدن وراح يبقوا مضيعين طريق القدس لأنهم منافقين

الياس بجاني/ترى ما هي أسباب السجالات والخلافات التي لا تنتهي بين جعجع وباسيل؟!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الملك السعودي استقبل الحريري

بومبيو يؤكد للخوري الدعم الكامل للبنان ولحكومة الحريري

العجوز في رده على نصرالله::فليستقل وزراء حزب الله إنسجاما مع كلامه المندد بموقف الدولة في قمة مكة

روسيا المغيبة عن خطاب نصرالله والأخلاق التي لا مكان لها في سوريا/علي الأمين/جنوبية

مسرحية العدالة في لبنان تتفوق على كوميديا عيتاني/د. فادي شامية/جنوبية

علوش لجنوبية: الحملات «الباسيلية» لعبة قصيرة الأمد/أحمد شنطف/جنوبية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 31/05/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 أيار 2019

 

عناوين تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سوزان الحاج.. المرأة التي أطاحت بدولة

براءة سوزان الحاج: تستحقين أن تحكمي البلد/منير الربيع/المدن

لقاء سيدة الجبل:من موقعنا ننظر بعين الأمل إلى وثيقة مكة الصادرة عن نخبة من العلماء المسلمين

ما كشفه درباس عن الحريري في قضيّة المقدم الحاج

بيار جبور يمثل أمام المطبوعات بدعوى السيد ضده في 13 حزيران

حزب الوطنيين الاحرار: لعدم اضاعة المزيد من الوقت لاقرار الموازنة وتوحيد الموقف من ترسيم الحدود البرية والبحرية

ريفي: حكم العسكرية أثبتت مرة جديدة أنها أداة بيد السلطة

نديم الجميل: هدفنا إنشاء وطن يرتكز على الديموقراطية والعدالة والحرية

محمد قباني: زياد عيتاني مظلوم ومن يعوضه ايام السجن؟

الرابطة المارونية : الرجوع عن الشكوى في حق بشارة الاسمر

في أقوى هجوم قواتي على باسيل منذ اتفاق معراب : ” اعتزال باسيل مصلحة لجميع اللبنانيين “

المكتب الإعلامي في السفارة السعودية: ما يتم تناقله حول زيارة ولي العهد إلى لبنان الشهر المقبل غير دقيق

المشنوق يقود "الغضب السنّي" انطلاقاً من دار الفتوى

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الملك سلمان: لا بد من موقف رادع وحازم لمواجهة أنشطة إيران التخريبية وشدد في افتتاح القمة الخليجية الطارئة في مكة المكرمة على أن يد السعودية ستظل ممدودة للسلام... والزياني أشاد بتماسك دول التعاون

ممثل خامنئي يطالب بمنع النساء من تقديم البرامج التلفزيونية

موسكو: وقف إطلاق النار في إدلب.. مسؤولية أنقرة

الخوذ البيضاء: إدلب أكبر كارثة إنسانية..وأقل استجابة دولية

كوشنر: إعادة الانتخابات الإسرائيلية لن تؤخر الإعلان عن {صفقة القرن}

واشنطن تلوح بعقوبات ضد أي دول تنتهك عقوبات النفط الإيراني

المبعوث الأميركي: سنرد بقوة إذا هاجمت طهران أو ميليشياتها مصالحنا

طائرات روسية تشارك في قصف جنوب إدلب وقتلى مدنيون في غارات على معرة النعمان

أنقرة تعزز قواتها في ادلب وتواصل الاتصالات مع موسكو حول إدلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يسقط الناخب الاسرائيلي "صفقة القرن"؟/الكولونيل شربل بركات

انتفاضة "المستعمرات" الإيرانية... الطريق الأسرع لردع طهران ودعم حركات المقاومة في الدول الواقعة تحت تأثيرها أضحى أمرا ضروريا/د. وليد فارس/انديبندنت

نصرالله واستعراضه العسكري: تخويف العرب ومفاوضة الأميركيين/منير الربيع/المدن

أيها المذنبون لا تخافوا.. لن يطالكم أحد/جنى الدهيبي/المدن

العنصرية اللبنانية... التوافق الوطني الجديد/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

إسرائيل لا تريد "صفقة القرن"/طارق ترشيشي/الجمهورية

عونيون يدعون جعجع الى "الإعتزال"/عماد مرمل /الجمهورية

مسلسل لبنان: بطولة باسيل ومشاهدة جعجع جنبلاط الحريري/منير الربيع/المدن

لبنان بين نفاد فترات السماح والمنطقة الرمادية: تشاؤم رغم الموازنة!/الصبر الاستراتيجي الخليجي يوشِك على الإنتهاء وإيران تُناوِر ولن تنجح بالإفلات من الضغوطات/رلى موفّق/اللواء

أيّ جامعةٍ لبنانيّةٍ هي التي يجب أن نتضامن معها/عقل العويط/النهار

النائب العام العسكري يترافع عن الحاج وليس عن الحق العام: هي تفرجت فقط على مظلمة عيتاني.. هل يشكل التفرج جرما/الهام برجس/موقع المفكرة القانونية

هل يمكن أن ينجو اللبنانيون من الفقر/فارس خشّان/الحرة

من كلودين عون إلى هنادي بري..النّسف النسائي من الداخل/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

 عندما قالوا لباسيل: جعجع يمثّل سنّة البقاع/عماد الشدياق/المدن

إسلام الوسطية والاعتدال ووثيقة مكة المكرمة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

دروس هزيمة «حزيران» برسم حكام طهران/أكرم البني/الشرق الأوسط

ما الذي يثير قلق بيرني ساندرز؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حزب الله احيا مناسبة يوم القدس العالمي نصرالله: المقاومة جاهزة ومستعدة في لبنان وقادرون على اسقاط صفقة القرن

رئيس الجمهورية عرض مع بطيش وصلاح عسيران مرحلة ما بعد الموازنة

رئيس الجمهورية أمام زواره:إقرار الموازنة يحقق الانتظام المالي والاولوية له في مشروع موازنة 2020

اجتماع لقيادة التقدمي برئاسة جنبلاط: فوضى عارمة في المشهد القضائي ويجب وضع رؤية شاملة لاستنهاض الجامعة اللبنانية

باسيل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني: متمسكون بحقوقنا في ملف ترسيم الحدود والمحادثات الجارية تصب في مصلحتنا

عقيص: البصمات السياسية وبصمات الكيد السياسي واضحة في حكم الحاج وعيتاني

رئيس الكتائب: الموازنة انتهاك صارخ للدستور وأرقامها مغلوطة وعلى النواب تحمل مسؤوليتهم وعدم القيام بمسرحيات في المجلس

أبي نصر افتتح لقاءات للرابطة مع رؤساء أحزاب موارنة وشخصيات ركزت على خلل التجنيس ل1994 والمناصفة الفعلية والنازحين ورفض التوطين والجنسية

لاسن سلمت جائزة سمير قصير لحرية الصحافة: الشرق الأوسط أسوأ المناطق في العمل الصحافي في مجال الخطف واغتيال الصحافيين خصوصا في سوريا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس10/من12حتى18/“يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نَجْرُؤُ أَنْ نُسَاوِيَ أَنْفُسَنا بِقَومٍ يَشْهَدُونَ لأَنْفُسِهِم، أَو نُقَارِنَ بَيْنَنا وبَيْنَهُم، لأَنَّ الَّذِينَ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، ويُقَارِنُونَ أَنْفُسَهُم بِأَنْفُسِهِم، لا يَفْهَمُون! أَمَّا نَحْنُ فَلا نَفْتَخِرُ فَوْقَ القِيَاس، بَلْ بِقِيَاسِ الحُدُودِ الَّتي رَسَمَهَا ٱللهُ لَنَا، وقَدْ بَلَغَتْ بِنا إِلَيْكُم. فَنَحْنُ لا نَتَعَدَّى حُدُودَنا، كَأَنَّنا لَمْ نَبْلُغْ إِلَيْكُم، بَلْ كُنَّا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْكُم بِإِنْجِيلِ المَسيح. إِنَّنا لا نَفْتَخِرُ فَوقَ القِيَاسِ عَلى حِسَابِ أَتْعَابِ غَيْرِنَا، بَلْ نَرجُو، عِنْدما يَنْمُو إِيْمَانُكُم، أَنْ نَزْدَادَ قَدْرًا في أَعْيُنِكُم، ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِنا، لِكَي نَحْمِلَ البِشَارَةَ إِلى أَبْعَدَ مِنْ عِنْدِكُم، ولا نَفْتَخِرَ بِمَا أَنْجَزَهُ غَيرُنا ضِمْنَ حُدُودِ عَمَلِهِ. «وَمَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!». فَلَيْسَ مَنْ يَشْهَدُ لِنَفْسِهِ هوَ المَقْبُولُ عِنْدَ الرَّبّ، بَلْ مَنْ يَشْهَدُ لَهُ الرَّبّ!”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

الياس بجاني/31 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75367/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88/

باختصار أكثر من مفيد، فنحن نرى أن كل ما جاء اليوم (الجمعة31 أيار/2019) في خطاب السيد حسن نصرالله هو عداء فاضح ومكشوف للبنان وللبنانيين ولكل الشعوب والدول العربية ومهدد للسلامين الدولي والإقليمي.

كلام السيد العالي النبرة هو رزمة كبيرة من آخر تقليعات الخزعبلات والتضاليل والانتهاكات والأكاذيب الوقحة المناقضة بالكامل لكل ما هو ثقافة حياة وقانون وسلام ودولة لبنانية ودستور لبناني وحقوق للمواطن اللبناني.

كلام نصرالله بمجمله كان أشبه بكومة من القش الفاشوشي أي كلام بكلام لا أكثر ولا أقل، وهو كلام كما نعتقد موجه بكامله لبيئته “الضحية” التي خطفها ويأخذها رهينة بالقوة والتمذهب ويصادر قرارها ويقتل شبابها بعد أن سلخها عن محيطها اللبناني والعربي خلال حقبة الاحتلال السوري للبنان رغماً عن طبيعتها المحبة للحياة والفرح والانفتاح وألحقها بالمشروع الإيراني الإرهابي والتوسعي.

نعم هو خطفها رغماً عن إرادتها وطبيعتها ورغباتها وتاريخها وجعلها مسيرة وغير مخيرة في تبعية انتحارية لإيران ولمشروع الملالي فيها المعادي للبنان ولكل الدول العربية.

إذا، كلام السيد اليوم، وكما كان دائماً، وفي كل إطلالاته، هو مسلسل ممل وببغائي من العنتريات الكرتونية، والبهلونيات المضحكة، والتهديدات الصبيانية التي تنقصها القدرات العسكرية، والإستكبار المقزز الذي ليس له من تفسير غير الانسلاخ عن الواقع، والفوقية المرّضية المزمنة، والرزم من أحلام اليقظة وأوهام العظمة، والجهل المدقع لنوعية الحياة ولمستواها في دول العالم الحر وفي أميركا وإسرائيل ودول الخليج تحديداً.

كل هذه الأضاليل والهرطقات التي أطلقها السيد في خطابه بمناسبة يوم القدس لن يأخذها على محمل من الجد سوى قلة من أتباعه المضللين والمتفرسنين.

والأمر المحزن والمخيف والغريب فعلاً في كل ما يتعلق بما يسمى “يوم القدس”، حيث كانت مناسبة إطلالة السيد، هو أن كل الذين رفعوا شعار تحرير القدس من قادة العرب ومن قادة منظمات ما يسمى حركات تحرير ومنذ قيام دولة إسرائيل هم جميعاً قد ضلوا طريق القدس الحقيقية والجغرافية وذلك عن سابق تصور وتصميم وتاهوا عنها واستبدلوها خدمة لأجنداتهم وأطماعهم السلطوية والدكتاتورية والإلغائية بطرق محلية هي جغرافياً في داخل بلدانهم من مثل “طريق القدس تمر من جونيه”، “وطرق القدس تمر من اليمن والشام”، وطريق القدس تمر من الكويت أو من دمشق أو من السعودية”، وإلى آخر مسلسل شعارات التجارة والنفاق والخداع.

مما يذكر بأن كل هؤلاء القادة والحكام الذين رفعوا شعار التحرير، تحرير القدس، ورمي دولة إسرائيل في البحر، تبين عملياً وواقعاً، ويتبين كل يوم أكثر وأكثر بأنهم جماعة تجارة بدماء شعوبهم، ودجل ونفاق وشعبوية.

فهؤلاء، وبدلاً من العمل لتحرير القدس، خربوا ودمروا بلدانهم، وقتلوا شعوبهم، وأفقروها وأذلوها وهجروها، بدءاً من جمال عبد الناصر وعرفات، ومروراً بالأسدين الأب والإبن، وبصدام والقذافي والملالي، وليس انتهاءً بالسيد حسن نصرالله وعصابته العجمية الإرهابية.

أما ما هو لبنانياً مزعج وخطير فعلاً في كلام نصرالله، فهو استهزاءه واستهتاره بالدولة اللبنانية وبحكامها وبدستورها وقد تمظهر هذا المفهوم اللالبناني والفوقي في السيناريو الذي نسبه لمسؤول لبناني لم يسميه عندما سأله عن حقيقة امتلاك حزب الله مصانع للصواريخ في لبنان، ومن ثم تهديده وقوله الوقح بما معناه بأنه هو فوق الدولة وهو من يقرر أكان في أمر بناء مصانع للأسلحة الصاروخية أو التفاوض مع إسرائيل بشأن الغاز والحدود.

وفي نفس السياق اللاغي للدولة اللبنانية هاجم نصرالله بوقاحة موقف لبنان الرسمي في قمتي الدول العربية والإسلامية لأنه لم يقف ضد الدول العربية ويؤيد الموقف الإيراني..

أما من هم من أهلنا في لبناننا المحتل من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب، من هم مع حزب الله ويمجدون احتلاله ويتلطون وراء دويلته وسلاحه لتحقيق أجندات شخصية وسلطوية ومالية على حساب وطنهم وأهلهم وهويتهم، فعليهم أن يستقيظوا من غيبوبتهم الإسخريوتية والطروادية ويعودوا إلى كنف الوطن قبل فوات الآوان، وقبل زمن مشرّق آت لا محالة، لا يفيد فيه لا المال ولا البكاء ولا التوبة ولا الندم.

في الخلاصة، فإن لبنان دولة محتلة، والمحتل هو حزب الله، ذراع إيران العسكرية والإرهابية..وبالتالي لا خلاص للبنان، ولا اصلاح اقتصادي ولا محاربة للفساد والفاسدين، ولا عودة لوضعية الاستقلال والسيادة والقرار الحر قبل إنهاء هذا الاحتلال.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بعدن وراح يبقوا مضيعين طريق القدس لأنهم منافقين

الياس بجاني/31أيار/18

شي غريب فعلاً فكل الذين رفعوا شعار تحرير القدس من قادة العرب ومن قادة حركات ما يسمى تحرير ومنذ قيام دولة إسرائيل قد ضيعوا طريقها الحقيقي واستبدلوه بطرق محلية اجرامية ومذهبية من مثل "طريق القدس تمر من جونيه"، "وطرق القدس تمر من اليمن والشام".. كل هؤلاء الذين رفعوا شعار التحرير تبين أنهم دجالون ومجرمون ومنافقون وخربوا بلادهم وقتلوا شعوبهم بدءاً من عبد الناصر ومروراً بالأسدين وصدام والقذافي وليس انتهاءً بنصرالله.

 

ترى ما هي أسباب السجالات والخلافات التي لا تنتهي بين جعجع وباسيل؟!

الياس بجاني/30أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/75307/75307/

ترى هل مسلسل الخلافات والتناحر والسجالات والاتهامات ونبش القبور بين جعجع وباسيل “وزلمهما” وشركتي حزبيهما هو على إيجاد السبل الكفيلة لاستعادة أهلنا الأبطال اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000؟

ترى هل هو خلاف على كيفية التعاطي مع ملف أهلنا المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون نظام الأسد؟

ترى هل هو خلاف على كيفية تنفيذ القرارين الدوليين 1701 و1559 واتفاق الطائف وتجريد حزب الله من سلاحه وحصر السلاح فقط بقوى الدولة الشرعية؟

ترى هل هو خلاف على سبل بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أرض لبنان وإنهاء الدويلات اللاهية والفلسطينية.. وما أكثرها؟

ترى هل هو خلاف على أنجح الوسائل لضبط الحدود مع سوريا وإقفال المعابر ال 140 غير الشرعية، وضبط المطار والمرفأ طبقاً للمعاير الأمنية الدولية؟

ترى هل هو خلاف على كيفية تأمين الأقساط المدرسية لأولاد العائلات المسيحية العاجزين عن توفيرها تحديداً؟

ترى هل هو خلاف على كيفية استعادة المواقع المسيحية في الدولة التي وضع حزب الله يده عليها؟

ترى هل هو خلاف على سبل عودة الآلاف من المغتربين وإعطاء الجنسية للمستحقين منهم؟

ترى هل هو خلاف على تأمين الشيخوخة والطبابة المجانية وحل كارثة العاطلين عن العمل؟

ترى هل هو خلاف على احترام حرية الرأي، وعلى كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التي تستعمل لبنان ساحة لها لمهاجمة الدول العربية وللتسوّيق لمشاريع غير لبنانية؟

على الأكيد، والأكيد شي مليون مرة بأن كل هذه الملفات هي في قاطع وجعجع وباسيل هما في قاطع آخر… قاطع لا سيادي ولا إستقلالي ومشخصن ومحمل بأجندات وطموحات شخصية 100%.

ونعم، فإن حال ما قبل صفقة الخطأ والخطيئة هو غيره ما بعدها بما يخص أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية.

فأولويات هؤلاء ما بعد الصفقة التي داكشت الكراسي بالسيادة لم تعد لا الدستور، ولا القرارات الدولية الخاصة بلبنان، ولا المقاومة السلمية والحضارية لاحتلال حزب الله ودويلته وحروبه..

و”مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد

فبعد الصفقة، “تشقلب حالون وخطابهم فوقاني تحتاني” وأصبح جل همهم ومبتغاهم التسوّق الفاجر ودون خجل أو وجل لشعارات تعموية وذمية من مثل “الواقعية” و”وأم الصبي” و”الأمن والإستقرار” و”سلاح الحزب دولي وليس لبناني”، و”تركونا نهتم بأولويات الملفات المعيشية” و”هودي يلي ضد التسوية فاشلين وما بيطلع من أمرون شي” وغيرها العشرات من شعارات النفاق والهرطقة والتعمية والذمية الفاقعة.

وفي سياق “الشقلبي” أي الشرود والأكروباتية، نتذكر بأنه وقبل “صفقة الخطيئة” على سبيل المثال لا الحصر، كان تحديداً صاحب شركة حزب القوات، “الحكيم” يطل على اللبنانيين باستمرار من خلال مؤتمرات ومقابلات وأحاديث شبه اسبوعية ليتناول خطابات السيد نصرالله بالنقد وليفندها سيادياً ودستورياً، وكذلك كان يقارب كل حدث أو تطور يكون نجمه الحزب اللاهي، أو محور الشر الإيراني-السوري…أو جماعة 08 آذار

أما وفي زمننا الحالي، أي في زمن ما بعد “الصفقة” فإن “الحكيم” بشكل خاص يلتزم الصمت المطبق حول كل خطابات السيد، إضافة إلى صمت كصمت القبور حول كل ما له صلة مباشرة أو غير مباشرة بحزب الله محلياً وإقليمياً…علماً أنه وربعه من نواب واعلاميين وغيرهم كثر من المقربين لا يتوقفون عن توجيه الرسائل الإيجابية للحزب والإشادة بدوره الإصلاحي في ملف الفساد، في حين ان “الحكيم وربعه” كافة يعلمون جيداً أن الإحتلال، أي الحزب اللاهي، هو السبب الرئيسي لتفشي وإستمرار الفساد وأن لا علاج للفساد في ظل الإحتلال.

أما الرئيس سعد الحريري وشركة حزبه، “المستقبل” فقد وصل بهما أمر مساكنة احتلال حزب الله والتعايش الحكومي معه، والالتزام الكامل بشروط وبنود “الصفقة” إلى حد أن بيان “شركة تيار المستقبل” في 07 أيار الجاري قد غاب عنه أي ذكر لغزوة بيروت ويومها “المجيد”.

وبالعودة “للحكيم” وشركة حزبه فقد أصبحت إطلالات الرجل، كما كل تركيز أنشطة “زلمه” الإعلاميين مخصصة فقط وفقط على أجندة الصهر جبران الرئاسية والسلطوية، وعلى صراعات تناتش المغانم والحصص والمواقع معه..

وكأن لبنان قد تحرر، واستعاد بالكامل استقلاله وسيادته، وضبطت حدوده، ونفذت القرارات الدولية ومعهما اتفاق الطائف…وبالتالي الأولوية هي الصراع على كرسي بعبدا وعلى مواقع السلطة والمنافع.

من هنا وعلى خلفية هذا الشرود السيادي المخجل، وبهدف إلهاء الناس والتعمية على كوارث وفضائح وخيبات “خطيئة الصفقة” يتحفنا جعجع وباسيل “والزلم” من حولهما بمسلسل سجالات زجلية ومماحكات ومسرحيات إعلامية مملة لا تعني غير قليلة من مكونات المجتمع المسيحي تحديداً والشعب اللبناني عموماً..

هي زجليات ومماحكات إعلامية تافهة وغالباً ما تنحدر إلى مستوى دركي حيث يتم من خلالها نبش القبور…كما هو حاصل حالياً.

في الخلاصة فإن هذه السجالات الزجلية هي خطيرة للغاية لأنها تعموية وتلهي الناس وتبعد اهتماماتهم وتركيزهم عن واقع الاحتلال الملالوي، كما أنها تسعر وتشحن غرائز الحقد والكراهية وتسوّق للصنمية وللجهل وللتجهيل.

أما فيما يخص الصهر جبران وطحشاته الفجة على كل الجبهات ومع الجميع (باستثناء حزب الله) بهدف تحقيق أجندته الذاتية الزعاماتية وإشباع أطماعه ورغباته السلطوية، وبالرغم من أن مبغضيه هم عشرات المرات أكثر من محبه، فهو عملياً وعلى ما نرى سوف يستمر في الصعود والهيمنة وتصدر الساحات، وذلك لسبب بسيط ولكنه جوهري وهو بأن البدائل المارونية تحديداً وحتى يومنا هذا هي إما غير موجودة، أو أنها موجودة نظرياً، ولكنها عملياً وواقعاً هي تعيسة، وخائبة الرجاء، وفاقدة لإيمانها، وتاجرة بثقافتها, ولا تحترم المبادئ، ومثالها الأعلى هو عمنا وحبيبنا “الإسخريوتي” ما غيرو… والسلام.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الملك السعودي استقبل الحريري

السبت 01 حزيران 2019 /وكالات/استقبل يوم أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري في قصر الصفا في مكة المكرمة. وبحث معهة في شأن العلاقات بين لبنان والسعودية. يشار هنا إلى أن الحريري موجود في السعودية ليمثل لبنان في القمة الاسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي وفي القمة العربية الطارئة.

 

بومبيو يؤكد للخوري الدعم الكامل للبنان ولحكومة الحريري

الجمعة 31 أيار 2019/وطنية - التقى الوزير السابق غطاس الخوري وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي أكد الدعم الكامل للبنان و لحكومة الرئيس سعد الحريري و القوى الأمنية والجيش اللبناني. جاء ذلك خلال زيارة يقوم بها الخوري إلى واشنطن حيث التقى عددا من المسؤولين في الخارجية الأميركية أبرزهم ديفيد هيل و راي بورن. كما شارك الخوري في طاولة مستديرة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بحضور مجموعة من الباحثين وقادة الرأي في واشنطن.

 

العجوز في رده على نصرالله::فليستقل وزراء حزب الله إنسجاما مع كلامه المندد بموقف الدولة في قمة مكة

الجمعة 31 أيار /2019 /وطنية - رد رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار زياد العجوز على كلمة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في يوم القدس ، وقال:" كعادته يتاجر نصرالله كما أسياده الفرس بالقضية الفلسطينية، ويحاول تحوير الحقائق وهو الذي ضيع بوصلة الطريق الى القدس واعتبرها تمر من حمص وحلب ودمشق وبغداد وصنعاء ، ناسيا ومتناسيا بأن فلسطين هي على الحدود مع لبنان وسوريا.. وأضاف: "شن نصرالله هجوما على المملكة العربية السعودية وعلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،متهكما وساخرا من القمم الإسلامية والعربية والخليجية الطارئة في مكة"..وتوجه الى نصرالله قائلا :"ليس ملكنا سلمان الذي يستغيث بل أنت وسيدك خامنئي ومن لف لفكم الذين تستغيثون وتستنجدون وتتوسلون بأن لا تشن عليكم حربا ضد الإرهاب ، لأن رأس الأفعى للارهاب العالمي هو في طهران وأنتم احد أذرعه، وصراخ إستغاثة أسيادكم وصل الى كل أرجاء المعمورة. ملكنا سلمان وولي عهده محمد بن سلمان يا حسن نصرالله شوكة في عيونكم ، وهم قاهرو الفرس وقاهرو الإرهاب ويقضون مضاجعكم ليل نهار". ونصح العجوز نصرالله بأن" لا يستخف بنتائج قمم مكة الطارئة ، ولا يستخف أيضا بقدرات الجيش السعودي الذي وصفه بالمرتزق ، فهذا الجيش هو جيشنا العربي والإسلامي وهو تاج رأس كل عربي مسلم شريف وهو جيش العزة والكرامة جيش القادسية الجديد. وأشار العجوز ، الى أن نصرالله تحدث عن فلسطين في يوم القدس بالقليل القليل ، وأغدق بكلامه داعما مدافعا عن النظام الإيراني وأسياده والتطاول على السعودية. وسخر العجوز من تنديد نصرالله بالموقف الرسمي اللبناني في القمة العربية" ، مؤكدا بأن إنفعال أمين عام حزب الله أكبر مؤشر على حقيقة وواقع الأزمة التي يعاني منها وأسياده.. وطالب العجوز نصرالله أن يسحب وزرائه من الحكومة وليعلنوا استقالتهم إنسجاما مع موقفه. وختم العجوز قائلا، كفى تهديدا وتهويلا، فنحن أمة نصنع التاريخ ولا نخشى لومة لائم وأن غدا لناظره قريب..والله أكبر والعزة لله والنصر للعرب.

 

روسيا المغيبة عن خطاب نصرالله والأخلاق التي لا مكان لها في سوريا

علي الأمين/جنوبية/01 حزيران/2019

استعرض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قوة محور المقاومة، ففي يوم القدس الذي أحياه حزب الله في الضاحية الجنوبية مساء أمس الجمعة، حرص على استعادة عرض عسكري رمزي، كان تفاداه خلال السنوات الماضية.

جاء خطاب نصرالله غداة الاستعداد اللبناني للدخول في مفاوضات مع اسرائيل، حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، في خطوة تأتي كمقدمة لترتيب اتفاق يحدد حصص الغاز بين الدولتين في البحر المتوسط. وينهي الخلاف على بعض النقاط الحدودية البرية، وهو يمهد لأول اتفاق حدودي يحدد ويرسم الحدود بين لبنان واسرائيل، وهي خطوة طالما كان حزب الله وإسرائيل يرفضانها. في خطاب نصرالله في يوم القدس، كانت روسيا “الصديقة” الغائب عن هذا الخطاب، وهو يعكس برودة العلاقة بين ايران وروسيا، إذ طالما كان نصرالله يحرص في خطبه على تقديم روسيا باعتبارها من أصدقاء محور المقاومة والشركة في “الانتصار” في سوريا، وهو تفادى الإشارة إلى الاجتماع غير المسبوق الذي أعلن عنه البيت الأبيض في تل أبيب، اذ قال البيت الأبيض يوم الأربعاء إن مستشاره للأمن القومي جون بولتون سيلتقي مع نظيريه الإسرائيلي والروسي في القدس في يونيو حزيران لبحث قضايا أمنية إقليمية.

وأضاف في بيان مقتضب “أن بولتون ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف سيشاركون في الاجتماع”. وفيما تفادى الإشارة إلى هذا الاجتماع ودلالاته، ركز نصرالله على قوة ايران، وعدّد أسباب عجز واشنطن عن القيام بأي حرب ضدها، ولفت آلى أن برميل النفط سيصل سعره الى أربعمائة دولار فيما لو وقعت هذه الحرب وهذا وحده كفيل بإسقاط الرئيس الأميركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ووصف نصرالله “القمم” التي عقدت في السعودية اخيرا أنها قمم استغاثة ونجدة سعودية، بعدما أدركت أنها لن تستطيع تحقيق اي نصر في مواجهة الحوثيين.

ولعل الرسالة التي حرص نصرالله على إيصالها إلى كل من يعنيهم الامر، أن قرار لبنان في طهران، وليس في بعبدا، ففي إدارة المفاوضات قرر نصرالله أن واشنطن لا يحق لها الحديث عن صواريخ دقيقة في لبنان، في الوقت الذي يمنع على اللبنانيين اي نقاش في قرار هذا السلاح.

والتهديد الذي وجهه لواشنطن في حال اصرارها على بحث هذا الملف، بأنه سيعمد الى البدء بتصنيع هذه الصواريخ، من دون أن يشير إلى الحكومة اللبنانية التي بدت في خطابه وكأنها غير معنية أو مسؤولة. وفي مقاربته لقضية الصواريخ يفتح الباب أمام احتمال حدوث حرب، تسعى إسرائيل اليها بذريعة هذه الصواريخ الدقيقة وربما لا ترفضها ايران كحرب بديلة، خصوصا أن واشنطن لا تريدها على الأقل من خلال المواقف التي صدرت عن مسؤوليها من جهة، ومبادرتها الى معالجة الخلافات الحدودية بين لبنان واسرائيل من جهة ثانية.

وليس بعيدا عن سياسة الاستهزاء بالدولة اللبنانية، أشار نصرالله الى أن الموقف اللبناني بالقمة العربية لم يلتزم بسياسة النأي بالنفس، في وقت صادر حزب الله القرار اللبناني بشكل لا يخضع لأي تشكيك، فضلا عن أن النأي بالنفس، هي السياسة التي قوضها حزب الله في كل خياراته العسكرية والسياسية التي فرضها بالقوة على الدولة اللبنانية من حلب إلى حمص ودرعا ودمشق وغيرها.. علما ان الرئيس سعد الحريري الذي رأس الوفد اللبناني الى القمة العربية، نيابة عن رئيس الجمهورية، لم يتخذ مثل هذا الموقف الطبيعي بمعزل عن التنسيق مع الرئيس ميشال عون. المثير في موقف نصرالله هو أنه وهو يمسك بمقاليد القرار في لبنان، يبدو منزعجا حتى من هذا الهامش البسيط للدولة اللبنانية في عدم التضحية بما تبقى من شرايين الحياة السياسية والاقتصادية للبنان مع محيطه العربي.

الذي قاله نصرالله في خطابه في يوم القدس، أن إيران هي مركز قوة محور الممانعة والمقاومة، ووصف مرشد الدولة الإيرانية بأنه قائد الامة الاسلامية، ولم يفته ختاما، الإشارة إلى الاخلاق، عندما انتقد الذين سارعوا إلى ادانة الاعتداء على السعودية من قبل الحوثيين، في حين سكتوا عن قتل اليمنيين. ربما لم ينتبه نصرالله الى موقفه ومواقف حلفائه من الجريمة الأكبر في هذا القرن والتي تعرض لها الشعب السوري من قتل وتهجير وتدمير، فحزب الله نفسه لم يصدر اي موقف ادانة لما ارتكبه النظام السوري وروسيا وايران من جرائم قتل وإبادة ضد الشعب السوري، فضلا عن مساهمة حزب الله نفسه في هذه الجريمة.

 

مسرحية العدالة في لبنان تتفوق على كوميديا عيتاني

د. فادي شامية/جنوبية/01 حزيران/2019

يحكى أن؛ مخرجاً هزلياً كتب الآتي -على سبيل الاستهزاء-: "خبر السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية جاء منقوصاً، فقد سُمح لها فقط بقيادة السيارة إذا كانت مفخخة!! للتوضيح" (شربل خليل

قرأت رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية المقدم سوزان الحاج العبارة؛ فأضافت إليها إشارة الإعجاب (like). على الفور قام الإعلامي زياد عيتاني بتصوير هذا الإعجاب ونشره، ما تسبب بعقوبة إدارية من المدير العام لقوى الأمن الداخلي بحق مرؤوسته الحاج.

في الرواية أيضاً؛ أن جناب المقدم الحاج اهتز كثيراً، فتواصلت مع مقرصن معروف واجتمعت به، بـ “قصد” فبركة ملف عمالة عبر الانترنت للعيتاني، فاختلق المقرصن إيلي غبش شخصية كوليت الوهمية على أنها تتواصل مع العيتاني، لكنه وقع في تشابه الأسماء؛ فافترى على الممثل زياد عيتاني لا الإعلامي زياد عيتاني. في الرواية إياها؛ أن الملف مُرر إلى “أمن الدولة”؛ الجهاز الأمني الذي كان يبحث عن إنجاز يبرر وجوده وسط خارطة الأجهزة الأمنية المقسمة طائفيا ومذهبيا؛ فاعتقل عيتاني وعذّبه، ونسب إليه الاعتراف الفوري بالعمالة والتحضير لجريمة اغتيال وزير الداخلية، وسرّب محاضر التحقيق إلى الإعلام، ثم استضاف مدعي عام المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس في مقره؛ حيث استجوب عيتاني شخصياً وأعطى الأمر بتوقيفه.. دون أن يكتشف الفبركة في الملف (23/11/2017).

صُدم الرأي العام اللبناني بعمالة المسرحي زياد عيتاني رغم توارد الاعترافات والتهاني بـ “الانجاز”، لكن الضغط الذي قام به أقارب عيتاني؛ أفضى إلى نقل الملف إلى جهاز أمني أكثر حرفية؛ “شعبة المعلومات”، لـ “التوسع في التحقيق”، بقرار من قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا، ولدى “المعلومات” اكتُشفت القرصنة، وأُطلق عيتاني بريئاً بإشارة من القضاء، وبإعلان من وزير الداخلية نفسه، بعد 109 أيام سجناً، فيما أوقفت المقدم الحاج والمقرصن غبش، بقرار من جرمانوس نفسه، وأصدر اللواء عثمان قراراً بطردها من قوى الأمن الداخلي بناءً لقرار المجلس التأديبي.

خلال توقيف الحاج؛ تصاعد الخلاف بين جرمانوس ومن خلفه التيار العوني (جرمانوس أحد ناشطي التيار، وقد عُين في موقعه بتسمية من جبران باسيل) وبين اللواء عماد عثمان (المقرب من الرئيس سعد الحريري)، وشاع في الإعلام رغبة رئيس التيار العوني بإقالة عثمان، سيما وبعد أن ادعى جرمانوس على اللواء عثمان شخصياً -بعد ادعائه على شعبة المعلومات برمتها-، بتهمة؛ إعطاء أذونات حفر آبار ارتوازية ورخص كسارات لمواطنين خلافا للقانون، وبعدما ورد اسم جرمانوس في إفادة أحد الموقوفين في قضايا الفساد القضائي؛ حيث رفض جرمانوس المثول أمام هيئة التفتيش القضائي، باعتباره قاضياً عسكرياً لا مدنياً، متهماً “شعبة المعلومات” بالزج باسمه في القضية!

بتاريخ 30/5/2019 شهدت “المسرحية” آخر مشاهدها وأكثرها تشويقاً، إذ تخلى مفوض المحكمة العسكرية عن موقعه كجهة ادعاء، وحضر إلى المحكمة العسكرية –شخصياً وخلافاً للعادة- للدفاع عن سوزان الحاج، “الضابط التي أثبتت نجاحها، لكن معضلتها تكمن بوجود مشكلة مع قيادتها (اللواء عثمان)”، لدرجة لم يعد من مبرر لوجود محامين عنها، وليصدر الحكم تالياً ببراءة الحاج من الفبركة، التي أُلصقت بالمقرصن إيلي غبش باعتباره مَن “خلق فكرة الجريمة وعرضها على المقدم الحاج، فيما هي بقيت متفرجة”!، ودون تقديم تفسير عن مصلحة غبش في الإيقاع بعيتاني، فيما هو غريم الحاج، وقد كان يقول لها وفقاً لمحاميه: “مُريني لأنفّذ. إنا بعمل اللي بتريديه. انشالله يكون كلّو على ذوقك؟”.. ومع ذلك فقد نال غبش سنة سجنية واحدة.. وبما أفضى إلى نتيجة غريبة في القانون؛ وجود جريمة دون وجود مجرم، مع توصيف قانوني جديد يفضي إلى البراءة هو “التفرّج”، ومن دون أية محاسبة مسلكية -أو حتى أخلاقية- لمن حقق وعذب ونشر وشهّر، أو قضى، أو ادعى.. دون تبصّر. إنها مسرحية العدالة في لبنان.. أليست أكثر تشويقاً وواقعية من مسرحيات زياد عيتاني التمثيلية؟!

 

علوش لجنوبية: الحملات «الباسيلية» لعبة قصيرة الأمد!

أحمد شنطف/جنوبية/01 حزيران/2019

بعد إقرار الموازنة، يبدو أن سجالات أكبر ستطل برأسها لتضع ملفات شائكة على الطاولة، تعد مشروع إشكال سياسي جديد، أو مستجد. ومن هذه الملفات ستكون محاولة إزاحة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان من قبل التيار الوطني الحر بعد عدم قدرة رئيسه الوزير جبران باسيل من خرق أسوار المديرية بعد عامين ونصف من تدشين "العهد القوي". هذه التلميحات العونية بوضع ملف عثمان على الطاولة، دفعت بأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري للرد حيث غرّد كاتباً: “واهم كل من يعتقد ان في إمكانه النيل من اللواء عماد عثمان ووضع ملفه على الطاولة فمؤسسات الدولة ورموزها ليسوا مكسر عصا لكل من هب ودب في السياسة والاعلام ولا لأي جهة تعتقد ان الظرف السياسي يعطيها حقوقاً بنفش ريشها وعرض عضلاتها”. مضيفاً: “الشيء الوحيد الذي سيوضع على الطاولة هي اعمال وانجازات وتضحيات اللواء عماد عثمان وقيادة قوى الأمن الداخلي، ومن يروج خلاف ذلك يعلم ان تمنياته وحملاته ستذهب هباءً منثوراً”.

فرعون لبنان

غرد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش معلقاً على الحملة الأخيرة كاتباً: “عن فرعون لبنان الآتي في زمن الرويبضة يصول ويجول ويأمر وينهي ويقاتل طواحين الهواء ليعرف ان زمن الرويبضة لا يدوم ولكل شيء اوان”. مضيفاً في تغريدة أخرى: ” لا حاجة لتشويه صورة فرعون فهو من رسمها بأقواله وتصرفاته فلا نفع من اختلاق مؤامرة عليه فلا يصلح العطار ما افسده الدهر أو الأصح شر بتعمل الماشطة بالوجه العكش؟” وفي حديث لموقع “جنوبية” قال علوش أن الحملة ليست بالجديدة، فهي عمل مترابط ومستمر، واليوم بعد إقرار الموازنة يريدون الذهاب الى أماكن أخرى، تحت شعار “أنا موجود” و”نحن قادرون”، وما قاله باسيل وقبله الرئيس ميشال عون هو ما وعدوا به، فهم يسعون اليوم لخرق اتفاق الطائف بالممارسة، لأنهم يعلمون أن طرح بديل للطائف لن يكون بصالحهم. وأضاف: “حصتهم، كما يروجون، قد تنقص مع طرح جديد، وتزيد حصة غيرهم، كالشيعة مثلاً، فما يحاولون فعله اليوم هو اللعب على لعبة التوازن بين السنة والشيعة، ليقول باسيل في الأخير أنه حقق ما يريد، إلا أنه عملياً هذه لعبة قصيرة الأمد وقصيرة النظر”.

الى المواجهة؟

في هذا الشأن، فضّل علوش عدم استباق الأحداث والمراقبة اليومية، وقال: “اليوم أنجزت الموازنة، والرئيس سعد الحريري لا يريد أن يكون بالواجهة وبالرد، ورأينا موقف أحمد الحريري القوي والذي أعتقد أنه اعلنه بتوجيه من الرئيس الحريري، فعملياً قد تكون هذه المواقف “إنذار” أولي، ولنرَ ما إن كانت الأمور ستتجه نحو مواجهة أكبر”. والجدير ذكره ان اللواء عماد عثمان يتعرض لحملة ممنهجة وشرسة شبيهة بالمحاولة التي سبقت اغتيال سلفه رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن، وهو الجهاز الأكثر تنظيما ونجاحا في أجهزة الامن الداخلي والذي يسعى حزب الله وحلفائه الى اختراقه وإضعافه .

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 31/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

قمم مكة المكرمة في العشر الأخير لرمضان، سياسية بامتياز فالقمة الاسلامية لمكافحة الارهاب والعربية لوقف الاعتداءات الايرانية والخليجية، استقطبت مبادرة روسية لمعاهدة بين طهران وعواصم دول الخليج..

هذه القمم ستملأ الفراغ الذي أحدثه حل الكنيست الاسرائيلي، وانتظار تشكيل الحكومة في تشرين الاول المقبل..

هذه القمم اعتبرت رافدا للتحرك الاميركي الضاغط على ايران في وقت كثر فيه الحديث عن شروط واشنطن للحوار مع طهران..

القمة الخليجية إنتهت بعد منتصف الليل، والقمة العربية بعد السحور، ولبنان بلسان الرئيس سعد الحريري لفت الى أعباء النازحين السوريين.. وأجرى لقاءات على هامش القمتين وقبل القمة الاسلامية التي تنعقد الليلة..

محليا رئيس الجمهورية إهتم بإقرار الموازنة في البرلمان والنائب سامي الجميل شن حملة على ما وصفه بأخطاء الموازنة..

وفي السياسة برز كلام النائب نهاد المشنوق على الوزير جبران باسيل الذي أوجد مشاكل مع معظم الزعماء..

الوزير باسيل في إسبانيا تحدث عن ضرورة وضع خطة لحل مشكلة النازحين السوريين في لبنان..

عودة الى مكة المكرمة وقبل تفصيل نتائج القمتين العربية والخليجية نتوقف مع الأجواء التي تسبق القمة الاسلامية الليلة والتي ستناقش مشروع بيان حصل عليه تلفزيون لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

مشى الفلسطينيون في يوم القدس العالمي بمئات الآلاف متوضئين من نور فجر القدس وساجدين في باحات حرمها الشريف، متحدين تعزيزات القوات الاسرائيلية التي لم تنجح بمنع 250 ألفا من المصلين من أداء صلاة الفجر، وهم اعتادوا على أدائها في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك.

قوات الاحتلال الإسرائيلي عززت مواقعها في محيط المسجد الأقصى وعند مداخله بالجنود والآليات والأسلاك الشائكة التي حاول أحد الشبان اختراقها، إلا أن رصاصة إسرائيلية منعته من الوصول فسقط شهيدا وأبعد بقليل نفذ فتى عملية طعن نصرة للقدس فأردته رصاصات الاحتلال بعد إصابته جنديين اسرائيليين.

وكما في فلسطين فإن أكثر من 83 مدينة في العالم تحيي يوم القدس الذي يحمل هذا العام أبعادا أكبر للمواجهة والمقاومة، لتبقى الخيار الأوحد والوحيد لا سيما في ظل ما يخطط للمنطقة عبر ما بات يعرف بصفقة القرن.

وبعيدا عن كل الكلام في السياسة... وكما عبر الرئيس بري سابقا أمام برلمانات العالم... فإنه لم يعد يجدي سوى المقاومة... والمقاومة فقط.

في مكة المكرمة قمم ثلاث طارئة خليجية وعربية عقدتا فجرا على أن تعقد الثالثة أي القمة الإسلامية عند منتصف هذه الليلة.

بيانا القمتين الخليجية والعربية حملا إدانة لإيران وسط اعتراض عراقي في تسجيل الرئيس برهم صالح أن العراق لم يشارك في صياغة مسودة بيان القمة العربية، وهذا ما سجلته الجامعة العربية وأعلنت عنه فيما حضرت فلسطين وكما في كل قمة عربية ببقائها القضية المركزية للعرب في الخطابات وعلى المنابر وتبقى العبرة في التنفيذ.

إلى لبنان أصدر المدعي العام في ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس ادعاء بحق 463 موظفا ممن تم توظيفهم خلافا للقانون السواد الأعظم منهم في هيئة أوجيرو.

في شأن آخر أوضح المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن الرئيس بري لم يجر أي مقابلة صحفية على الإطلاق، نافيا ما نقل عنه في مواقع من مواقف نسبتها له صحيفة الجمهورية ومشددا على أن إحدى مزايا لبنان هي التعددية الطوائفية التي تشمل الطائفة اليهودية الموسوية إلى جانب أخواتها من الطوائف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

ليس بالكلام وحده يكون الإصلاح، بل برقابة برلمانية جدية، لا تتوقف عند مزايدات، ولا يحبطها تشكيك، ولا تغريها تسويات... وبقرارات قضائية جريئة، تضع الإصبع على الجرح، والنقاط على الحروف، ولا تميز بين مواطن أو مواطن، لا مناطقيا ولا مذهبيا ولا طائفيا، ولا على أساس أي انتماء آخر، وسقفها واحد هو القانون.

إنها الخلاصة المنطقية والموضوعية الوحيدة، التي يمكن التوصل إليها اليوم، في ضوء القرار الذي صدر عن ديوان المحاسبة في ملف التوظيف العشوائي، الذي ظن كثيرون أنه لن يبلغ خواتيمه السعيدة، وأن نهايته الفعلية ستكون بمؤتمر صحافي، وإحالة، ومن ثم بوضعه عمليا خارج التداول...

البعض اعتبر ما جرى اليوم مفاجأة. لكن الأكثرية رأت فيه أمرا طبيعيا في سياق رقابة برلمانية مستمرة، وغطاء سياسي واضح، بفعل تصميم رئاسي أكيد على الاستمرار في مكافحة الفساد مهما تعددت إتجاهات الضغوط... فعلى عهد ميشال عون، المفاجأة لا تكون بالمتابعة أو المحاسبة أو الجرأة، بل العكس، فكيف إذا كان الأمر مرتبطا بملف يشكل أربعين بالمئة من موازنة الدولة تقريبا، ويتسبب بثلث العجز، وهو ملف لم يجرؤ الآخرون، كل الآخرين، على طرق بابه بهذه الشكل المهني الدقيق، ليس فقط منذ الطائف، بل منذ الاستقلال إلى اليوم.

وفي هذا السياق، أبدى مصدر متابع للملف الـ OTV عند الملاحظات الآتية:

أولا: من الواضح أن جرس المحاسبة قد دق فعلا، فلا احد فوق رأسه خيمة بعد اليوم إلا خيمة القانون، وكل الرأي العام بات عليه أن يعي هذه الحقيقة، ذلك ملف التوظيف العشوائي لم يحل فقط أمام محكمة الرأي العام بل إلى ديوان المحاسبة، ليثبت أن تطبيق القانون يوقف نصف الهدر الحاصل على الأقل.

ثانيا: ردا على بعض المتباكين، الثابت أن الضرر الوحيد سيقع على من خالف القانون، فلا تعرض لأي موظف أو متعاقد، وفي الأصل ما صدر لا يرتبط بأي توظيف يسبق قانون السلسلة، على رغم الفضيحة التي فجرتها لجنة المال والموازنة قبل أيام حول هذا الموضوع، ففي الأساس التعاقد لا يجوز لأكثر من ستة أشهر أو سنة في القانون، وما جرى يضع حدا للتذاكي المزمن الذي جعل من التعاقد توظيفا مقنعا.

ثالثا: يمكن اعتبار ما جرى وما سيتبع رسالة جدية للخارج، في ضوء متابعة الجتمع الدولي للوضع الاقتصادي والمالي والإصلاحي اللبناني.

رابعا: ضمن هذا الجو، ستدخل لجنة المال اعتبارا من الاثنين المقبل على مناقشة مشروع قانون الموازنة، تحقيقا لإصلاح بنيوي، لا شكلي.

خامسا وأخيرا: يشكل ما جرى ردا بالانجاز على كلام المشككين، وما أكثرهم، ومقدمة لانجازات اكبر، والآتي قريب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

نحو القدس.. عيون ورجال، وجوارح مشت على طريق ذات الشوكة، مكللة بوعد الله الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا..

واقرب من حبل الوريد كانت شعوب الامة مع القدس في يومها، مع اولى القبلتين التي اراد تجار الهيكل ان يبيعوها بثمن بخس، ممالك ومشيخات جاوروا الكعبة المكرمة ليمرروا صفقة بيع توأمها، القدس الشريف..

لكن لبيت المقدس رب يحميه، ورجال تفديه، نفضوا عن اجسادهم تعب الايام وظلم الاخوة الاعداء، وغي الحكام، وصفقات السماسرة والتجار، فكانت تجارتهم مع الله، مؤكدين ان القدس عاصمة القضية وعصمة الامة..

في يوم القدس خرج اليمني من بين ركام منزله الذي هدمه العدوان السعودي الاميركي هاتفا باسم القدس، ووقف الايراني كاسرا قيد العقوبات والمؤامرات، مالئا المدن والساحات لاجل الاقصى، وكبر العراقي والسوري، والباكستاني والماليزي، ومعهم شعوب العالمين العربي والاسلامي على امتداد البسيطة، مؤكدين ان الكلام لاهل الارض والميدان لا للمتربعين على عروش الزمان، وموثقين مع فدائيي الضفة وثوار غزة ان القدس عربية كحجارتها، سماوية كرسالتها، وعصية على كل الصفقات، منذ ان شدت عضدها بالرجال الرجال..

وعند اسوارها، في لبنان، اذن الامين على الدماء ليكون الاحياء الليلة باسم قداستها، فضاحية الوفاء ما ازاحت بوصلتها ولا عيون مجاهديها عن اولى القبلتين، والنداء اليوم سيكون مدويا مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند التاسعة والنصف مساء ، حيث الاحتفال المركزي الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

ثلاثية مكة الخليجية والعربية والاسلامية اطلقت جرس الانذار من التدخل الايراني المتمادي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، ومخاطر استخدام الادوات الداخلية في تخريب السلام الوطني لتلك البلدان .

لبنان شارك في القمتين العربية والاسلامية وكانت كلمة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اضاءت على اهمية التضامن العربي في مواجهة تحديات المرحلة، وعلى دور هذا التضامن في تحقيق اتفاق الطائف وانهاء الحرب الاهلية اللبنانية. اما في لبنان فلم يزل هناك من تستهويه العودة الى ممارسات عفا عنها الزمن وباتت من مخلفات ازمنة الانقسام والتعصب والاستقواء على منطق الدولة ومؤسساتها .

من موقعة بلدة تل ذنوب في البقاع وبطلها الوزير جبران باسيل التي ما زالت اخبارها ووقائعها تتردد في المواقع الاعلامية والاخبارية دون ان تشفع لها بيانات النفي والتوضيح التي صدرت عن التيار الوطني الحر،الى موقعة المحكمة العسكرية وبطلها القاضي المتمرد بيتر جرمانوس، التي باتت وصمة عار تلطخ جبين تاريخ العدل في لبنان ومسرحا مكشوفا للتدخل السياسي في شؤون القضاء، تقف البلاد على ابواب اشتباك سياسي استدعته بعض المواقف غير المحسوبة والتصرفات التي ترقى لمستوى التطاول على هيبة الدولة .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لم يعد الموضوع موضوع محاكمة المقدم سوزان الحاج او المقرصن ايلي غبش.

الموضوع ادق من ذلك بكثير.

انه الصراع على الامساك بمفاصل الدولة امنيا وقضائيا وسياسيا، في عز البحث من تحت الطاولة، في ملف التعيينات الادارية والتشكيلات القضائية.

جلسة محاكمة الحاج- غبش، ارسلت في خلالها مجموعة رسائل، ابرزها، هز الثقة بشعبة المعلومات، ما يعني عمليا ان كل تحقيقاتها وتوقيفاتها، لن تمر من اليوم وصاعدا مرور الكرام.

فكيف سيترجم ذلك في ملف الفساد في القضاء، ورأس حربته شعبة المعلومات، هل يلفلف هذا الملف الذي يطال اكثر من عشرين قاضيا؟

الرسائل وصلت، والاجوبة عليها كذلك، ولعل عدم رضى الرئيس الحريري عن كل ما حصل، انعكس من خلال طلب القاضي هاني الحجار نقله من المحكمة العسكرية، ليستتبع بكلام النائب نهاد المشنوق، وعكس جوا حقيقيا داخل البيت الازرق وفي صفوف مناصريه.

فالمشنوق الذي حمل الرئيس الحريري جزءا من المسؤولية في مسار الانهيار في التوازنات في البلد، اتهم الوزير باسيل بالاعتداء على أغلبية الفرقاء السياسيين، مطالبا بالدفاع عن حقوق الطائفة، وصولا الى اعادة النظر في أسس الاتفاق السياسي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل.

كل ما سبق وتر الاجواء، فكيف سيجري التعامل مع الاشتباك السياسي بين الفريقين لا سيما ان البلد لا يحتمل، بحسب اوساط قريبة من الرئيس الحريري، في وقت تؤكد اوساط التيار الوطني الحر ان الخلاف سيجري استيعابه.

على وقع كل ذلك، " ما حرزاني التوتر"، فالزوبعة ستهدأ، والتعيينات ستحصل "مع شوية زعل "، لان الاهم الاصلاحات واموال سيد، يقول المسؤولون، فيما يرد اللبنانيون: نحن اصلا فقدنا الثقة بكل شيء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

هل التسوية السياسية التي اوصلت العماد ميشال عون الى رئاسةالجمهورية بدأت تتداعى وتسسقط، من يتابع الصف العالي نبرة الخطاب السياسي للوزير جبران باسيل، والردود عليه وابرزها اليوم من الوزيرة ريا الحسن والنائب نهاد المشنوق، يجد السؤال مشروعا ومن يرصد المعركة المفتوحة والمكتومة بين وزير الخارجية والمدعي العام العسكري من جهة، وبين رئيس الحكومة والمدير العام لقوى الامن الداخلي من جهة اخرى، يتأكد ان ثمة مشكلة كبيرة بين الجهتين، ومن يقرأ تغريدات النائب وليد جنبلاط والدكتور جعجع المتعلقة ببعض ما يحصل في القضاء يثبت له ان الامور تتجه الى نوع من التصعيد المفتوح بين مؤيدي العهد من جهة وبين قوى سياسية فاعلة ومؤثرة بدأت تميل الى المعارضة، ولو من داخل تركيبة الحكم وتشكيلة الحكومة، فهل كل ما يحصل مجرد مناوشات عادية كلاسيكية، ام ان المستقبل مفتوح على مزيد من التصعيد ما يجعل التسوية السياسية مهددة في العمق والجوهر.

وسط المشهد السياسي القضائي الملبد انجاز يسجل للجنة المال والموازنة وديوان المحاسبة، فقد اصدرت النيابة العامة لدى المحاسبة اربع ادعاءات احيلت على الغرف المختصة للديوان في اربعة ملفات تحتص بالتوظيف العشوائي.

في المقابل قرر ديوان المحاسبة حفظ الاوراق ب 13 ملف لعدم محصول مخالفة قانونية فيها، ما حصل على اهمية خطوة اولى تتبعها خطوات تثبت التكامل بين العمل البرلماني والهيئات الرقابية والقضاء المالي، والاهم ان قرارات اليوم دقت جرس الانذار الفعلي لجميع الوزراء بحيث انهم سيتوقفون تلقائيا عن العودة الى التوظيف العشوائي او توظيف الدولة لغايات سياسية، ما يمكن ان يسهم بإعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان.

ولفت في هذا الاطار تأكيد السفير الفرنسي لل"ام تي في" ان تطبيق "سيدر" بدأ وان الرئيس ماكرون سيزور لبنان بعد اقرار الموازنة.

لفت ما ذكرته وكالة الانباء المركزية من ان ولي العهد السعودي سيزور بيروت الشهر المقبل تزامنا مع انطلاق قطار مؤتمر "سيدر". هل بدء لبنان رحلة الالف ميل نمو تصويب او صناعة الاقتصادية والاجتماعية ولو في ظل حماوة سياسية قضائية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

النجوم التي ترتفع على كتف سوزان الحاج أعيد لمعانها في السوق الأمنية السياسية، وتصدرت السيدة حبيش أخبار المجرة اللبنانية الواقعة على فيلق سياسي انفلق شطرين .. المستقبل في وجه التيار .. جرمانوس ينتقم من عثمان .. والقاضي هاني الحجار الممهور بختم أزرق ينتفض في عسكريته ويشد الرحيل اعتراضا على حكم التبرئة

وإذا كان القاضي الحجار قد سجل اعتراضا صامتا، فإن ابن بيته النائب محمد الحجار تولى الدفاع مدرجا مثول القاضي جرمانوس أمام العسكرية في خانة الفضيحة، متحدثا عن خلفيات سياسية وراء الأمر ومطالبا رئيس الجمهورية بالتدخل.

لكن ومن ريف البيت الأزرق كان الوزير السابق المحامي رشيد درباس يمنح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الحق ويكشف عبر الجديد عن مضمون حوار أجراه درباس مع الرئيس سعد الحريري الذي قال قبل أيام قليلة حرفيا : "إذا كانت بريئة يا اخي تطلع بريئة شو بعملا " أما ردا على أحمد الحريري فقال درباس : "بالقانون يلي بيعرفو يحكي فيه ويلي ما بيعرفو ما يحكي فيه " لكن الصحافة تقدم الدليل الذي على القانونيين الأخذ به والاستناد إليه .. وبينه ما بدأت الجديد نشره منذ يوم أمس عن تسجيلات صوتية بين المقدم الحاج والمقرصن غبش تظهر حجم التعامل بين الطرفين وتصفية الحسابات السياسية تحت قوس العسكرية جندت له أصوات من الفريقين فوضعت وزيرة الداخلية ريا الحسن خطا أحمر تحت اسم اللواء عماد عثمان فيما ترحم وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق على أيام الاستخبارات السورية التي لربما صنعت إخراجا ألطف بقليل، على أن لجوء المشنوق الى دار الفتوى كان بقصد تقديم شكوى حفاظا على المرجعية السنية ضد وزير الخارجية جبران باسيل، الذي كان رأى أن السنية السياسية أتت على جثة المارونية وسلبت كل حقوقها ومكتسباتها ونحن نريد استعادتها .

وصنف المشنوق هذا الكلام بغير المقبول الذي يخرب التوازن في البلد رافضا أسلوب التضحية وقال : أنا أعرف أن عيد الأضحى يكون مرة في السنة " .

والصراع بين التيارين ليست حدوده هنا .. وقد ارتفع اليوم إلى الهيئات الرقابية ومجالس التفتيش بعد صدور القرار الأول عن النيابة العامة لديوان المحاسبة وبموجبه ادعى القاضي فوزي خميس على أربع مئة وثلاثة وستين موظفا ممن وظفوا بعد صدور قانون سلسلة الرتب و الرواتب في الحادي والعشرين من آب عام الفين وسبعة عشر وفي الادعاء

يكشف خميس للجديد عن أسماء الوزارات المخالفة وبينها : المال والاقتصاد وهيئة أوجيرو ويؤكد أن ديوان المحاسبة كان قد راسل الادارات والوزارات لكن عددا منها لم يمتثل وهو أعلن أن سلطة النيابة العامة في الديوان قادرة على الادعاء والتجريم .

واذ تعتبر أوساط المستقبل أن هذا استهداف جديد لها فإن تراكم الأزمات يعلو فوق أكثر من فريق سياسي .. وهذا كله قبل " كباش " الموازنة الأسبوع المقبل. إلا إذا صحت الأنباء عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبيروت الشهر المقبل لمعاينة مشاريع سيدر ..

وعندئذ يجري وقف إطلاق النار السياسي احتفاء بالوصول

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 أيار 2019

النهار

لفت غياب المسؤول عن سوق الأحد عن زيارة محافظ بيروت وعدد من نوابها السوق المتفلت من كل رقابة منذ زمن بعيد.

أشاد مسؤول اعلام "القوات" بالوزير السابق وئام وهاب في تغريدة على قوله إن "ملف حرب الجبل أقفل" واعتبر أن موقفه مسؤولاً.

تشكو الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية عدم وجود مواد لعمل المختبرات وأشياء أخرى ضرورية بخلاف الفرع الأول.

لفتت "المفكرة القانونية" الى أن الحكم أمس في قضية حبيش - عيتاني غير معلل "لأن المحكمة العسكرية لا تعلل أحكامها".

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن أحد نواب الأشرفية لا يستعبد نفسه عن لقاء أسبوعي إلاّ إستثنائياً.

إشتكى أحد النواب من تحوير محضر إحدى الجلسات النيابية التي شارك في مداولاتها.

وصف أحد المعنيين بملف الترسيم أن الزيارة المرتقبة لدبلوماسي غربي ستكون للقول وداعاً.

اللواء

يعدّ رئيس حزب يميني مطالعة مستندة إلى الأرقام لتقديمها، خلال الوقت المتاح خلال مناقشة الموازنة.

وصلت انطباعات إيجابية إلى بيروت حول إجراءات الحكومة في الموازنة، من زاوية الالتزام بالتعهدات، تمهيداً للمساعدات.

بات بحكم المؤكد أن الاندفاعات النيابية لإحداث إلغاءات في أبواب تخفيض العجز، ذات أهداف شعبوية، ليس إلا!

البناء

قالت مصادر إعلامية روسية إنّ تباهي بنيامين نتنياهو بلقاء سيجمع مستشاري الأمن القومي الروسي والأميركي و"الإسرائيلي" لمراجعة ترتيبات الأمن وخطر تصادمها جنوب سورية والمتفق عليه منذ شهر وتصويره كقمة ثلاثية ثم تصحيح الخبر بصفته قمة أمنية يكشف حال الإفلاس التي يريد عبرها نتنياهو المتاجرة بدور مسؤول تقوم به روسيا تجاه قضايا الأمن في المنطقة وتحويله إلى جزء من نجاحاته الشخصية بالتلاعب والتوظيف الإعلامي بعيداً عن الجدية والمسؤولية التي تستدعيها أوضاع المنطقة…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سوزان الحاج.. المرأة التي أطاحت بدولة

المدن - لبنان | السبت 01/06/2019 /متعة كبيرة تصفح وقراءة سيرة سوزان الحاج حبيش. لا يمكن تجنب "الإعجاب" بهذه المسيرة العلمية والمهنية المرصّعة بنجوم التفوق والاجتهاد. لا يمكن تجاهل هذا الذكاء المتوقد الذي يشتعل كطاقة من الحيوية النهمة للعمل والإنجاز. لا يمكن أيضاً إخفاء الانبهار بهذا "الجمال اللبناني" المعتنى به، في صورتها وطلّتها، حيث يمتزج "السحر" و"الخطر" الإنثويين. "المقدم" سوزان الحاج، درست هندسة الكمبيوتر والاتصالات في الجامعة اللبنانية ما بين أعوام 1995 و1998، ثم نالت شهادة الماجستير بتكنولوجيا المعلومات من الجامعة نفسها عام 2000، لتلتحق في السنة ذاتها بـ"مجموعة زود" كمهندسة إلكترونية وكمبيوتر. لكن، ووفق رواية شائعة، قررت دخول السلك الأمني بتشجيع من والدها، الدركي المتقاعد، عندما أعلنت قوى الأمن الداخلي في أواخر العام 2000 عن حاجتها لضباط اختصاص. ويطلب منها والدها أنّ تتقدّم بأوراق طلب الانتساب. هكذا، صارت ابنة بلدة فيع، ضابط تكنولوجيا المعلومات، شعبة المعلوماتية، برتبة ملازم (2001). مسلسل ترقياتها يُظهر قوتها وطموحها ومقدرتها على "التنافس" في مؤسسة بالغة الذكورية، ما يوحي بامتلاكها "أسلحة فتاكة" من نوع الأخلاق البراغماتية وأكثر. ستُعيَّن رئيسة القسم التقني، شعبة المعلومات (2002-2004)، وبعدها رئيسة الفرع الإداري، مصلحة الاتصالات. وما تلبث أن تتولى رئاسة الفرع الإداري، وحدة القوى السيّارة. بين العام 2008 و2012 ستكون رئيسة الفرع التقني، قسم مكافحة الإرهاب، أحد المراكز البالغة الحساسية والأهمية. كما من المهام التي تنكبتها: رئيسة دورة الرقباء المتمرنين الإناث (2011)، إلى أن تصبح بعد عام رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية. المنصب الذي ملأته بحملة مستمرة ودائمة على ناشطي صفحات التواصل الاجتماعي، رغم شغفها ومواظبتها الشخصية على النشاط الفايسبوكي والتويتري. تولت الكثير من قضايا القدح والذم، إلى حد الانزلاق في هذه الدوامة المريعة.. والشريرة.

المقدم سوزان الحاج متزوجة من المحامي زياد حبيش، شقيق النائب هادي حبيش. أمّ لثلاثة أبناء. مجال خبرتها، حسب السيرة الرسمية: مكافحة جرائم المعلوماتية، التحقيق في الجرائم المعلوماتية، الأدلة الجنائية لأنظمة شبكات المعلوماتية، التحليل الجنائي لأنظمة شبكات المعلوماتية، الإتصالات، برمجة اللغات، الشرطة المجتمعية، الأسلحة... ليس هذا كل شيء لإمرأة تتقن العربية والفرنسية والإنكليزية، فهي تحاضر في جامعات عدة ومؤسسات تربوية، "لرفع مستوى التوعية حول أمن شبكة الإنترنت". كما حاضرت في اتحاد المصارف حول تبييض الأموال عبر شبكة الإنترنت. وتولت سلسلة محاضرات لعناصر قوى الأمن الداخلي عن "الشرطة المجتمعية". بل قدمت محاضرات حول تمكين النساء في القوى المسلّحة، بالولايات المتحدة الأميركية وكندا. لديها لقب "مستشارة" في عدد من الجمعيات المحلية والدولية، وهي ضابط ارتباط بالانتربول. في العام 2017، وبعد إقالتها من منصبها، احتفلت بعيد ميلادها ونشرت صورها على صفحتها بالانستغرام، كاتبة: "كبرنا وتعلّمنا إنّو النجاح أوّل خطوة نحو الفشل لأنّ مع النّجاح يأتي الحاسدون بسمومهم وأنّ الضعفاء هم الأقوياء لأنّهم أسياد مواقفهم ولا يخافون خسارة وأنّ المحاضرين بالعفة هم عديمو الشرف وأنّ الشرفاء تعرفهم من أفعالهم".

هذا الهوس بكلمات "النجاح" و"الشرف" و"الأقوياء" و"الضعفاء".. تدل على نحو لا لبس فيه على ما يتنازع دواخلها من شراسة ورغبة في السلطة واحتقار المنافسين، وضراوة "أخلاقية" قادرة على سحق من يعترض طريقها، من دون أي مشاعر بالذنب، وبسلوك يطابق "لذة التشفّي" وإرواء الغليل. تروي سيرتها تلك السهولة المفزعة لانقلاب "الشطارة" و"الكفاءة" عندما تندمج بنظام موبوء كالنظام اللبناني، وفي مجتمع تهيمن عليه "تربويات" المحاصصة والنهش الطائفي والاستيلاء الحزبي والزبائنية والعصاباتية.. تنقلب إلى مفسدة كبرى. الأعصاب الحديدية لهذه المرأة، طوال "محنتها" ساعدتها على المواجهة الفضائحية المتبادلة التي تورطت فيها أجهزة أمنية بأسرها، وقوى سياسية وطوائف وأجهزة القضاء والمحكمة العسكرية ووسائل الإعلام والسوشيل ميديا.. حتى يمكن القول أن سوزان الحاج (وقضيتها، من ألفها إلى يائها) حولت الإطاحة بها إلى إطاحة بالدولة، حقوقياً وسياسياً ودستورياً.. وأخلاقياً أولاً.

 

براءة سوزان الحاج: تستحقين أن تحكمي البلد

منير الربيع/المدن/السبت 01/06/2019

لا نعرف إذا ما كانت هذه السطور، قد تدفع بعض أصحاب الرؤوس الحامية، إلى شدّ أحزمة البؤس في عقولهم، ودبّ الحمية، "حرصاً على سمعة القضاء" وميزان عدله، فيصدرون تعقباً أو ملاحقة أو مذكرة جلب أو توقيف، بحق الكاتب. "الجمارك" فعّالة جداً على الكلام في لبنان، وقد يُزجّ صاحبه في السجن، او يكلّفه حياته أو سمعته. الكلمات، قد يصيبها الرصاص أو تتلقى اللكمات، في بلد لا حق فيه ولا حقيقة. الحقيقة مختزنة بالمصادرة عند طغمة. والاقتراب منها قابل لإحراق المقترب.

الصداع والاختناق

وإذا ما كتبنا، فلمن يكون اللجوء لحظة الاستهداف؟ يحكى لنا عن سلطة ثالثة، منفصلة عن سلطات السياسة، هي ملاذنا ومأمن جنباتنا. لكن، على ما يبدو، مسند الرأس فيها فارغ، خاو. ما أن تسند رأسك حتى تهوي. إبرة الميزان معطّلة. اختلال فادح في هيكل العدالة، ولا ينجو من انكسار قوسها إلا المحسوب في شلل المحاصصين للسلطة. تسمع خبراً، وتقرأ حكماً، فيصيبك بصداع لا مفرّ منه.. يصرعك بين محاولة التجاهل، ومآلها الاختناق، أو الصراخ مهما كلّف الثمن. المتهم بريء حتى تثبت إدانته. لكننا ندان لمجرّد الكلام. ليس ما يضمن البراءة هنا غير الانتماء إلى أصحاب النفوذ والإستلحاق بعصبة السلطة. أدين زياد عيتاني قبل إصدار الحكم، وبرّئت سوزان الحاج قبل توجيه التهمة إليها. وإيلي الغبش، وهو مخبر صغير قابل للعمل على تدمير حيوات الكثيرين و"خراب بيوتهم"، يدفع ثمن ما يؤمر به وحيداً. يضيع وسط غبار الخيول. فالصورة المتخيلة هنا، تحيلك سريعاً إلى رأفة الجاهلية ربما، أو إلى "جمالية" مزرعة الحيوان، مقارنة بحظيرة يأبى مجتمع بأسره الخروج منها.

المحكمة العسكرية

سلطة القضاء المستقلة، فريدة لدينا. مكرّسة للقضاء على طامح أو حالم أو لاجئ طلباً للعدالة، ومستقلّة عن أدنى مقومات إرساء العدل. المحكمة نفسها برأت ميشال سماحة ذات يوم، وتبرئ سوزان الحاج، وقابلة لتبرئة أي مرتكب آخر، قادر على فبركة ملف اتهام بالعمالة، أو بتجارة المخدرات أو إلصاق تهمة مربحة في هذه الأيام، ولها رواجها، كتلك التي يُطلق عليها عنوان "تنظيم إرهابي". فإما أن تدان تعاطفاً أو تشاركاً أو تأييداً لهذا الإرهاب، الذي لا تعريف له، وقابل لأن يكون قائماً فقط لمجرّد اختلاف بالرأي، أو تعبير عن موقف مخالف للسرديات المنمطة التي يسعى المستحكمون إلى فرضها.

طُرح كثيراً في السابق، مشروع إلغاء المحكمة العسكرية، وحصرها بمحاكمة العسكريين. لكنها عملياً ليست بمحكمة عسكرية، هي محكمة سياسية، تبرم الأحكام فيها وفقاً لمقتضيات المصلحة السياسية، وغالباً ما تكون التسويات فيها في لحظة الفظاظة مخرّجة على قاعدة 6 و6 مكرر، كحال تبرئة زياد عيتاني بعد توقيفه لأشهر وسحقه معنوياً ومادياً، مقابل تبرئة سوزان الحاج دون توقيفها على ذمة التحقيق حتّى. والمفارقة الأكثر كارثية، أن أحد القضاة، والذي قدّم مطالعة تلخّص انتفاء العنصر الجرمي بالتهمة الموجهة إلى الحاج، كان في العام 2017، قد طلب بنفسه الإدعاء على زياد عيتاني، وفيما بعد طلب بتبرئته، وهو نفسه طلب الإدعاء على سوزان الحاج في العام 2018، وعاد ليطالب بتبرئتها في العام 2019. قد يعجز آينشتاين عن فك طلاسم سرعة هذه التنقلات النوعية. والحاج التي أرادت إفهام من اتخذ قراراً بإزاحتها من مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، بأن أمن البلد الكترونياً ممسوك من قبلها، عمدت إلى شنّ حملات على مواقع الوزارات والإدارات.. يُقابل فعلها هذا من قاضٍ يريد الإثبات للجميع أنه صاحب الكلمة الفصل أمنياً وقضائياً، بمطالبته ببراءتها! بل ويتوجه هذا القاضي إلى إيلي غبش قائلاً: "انت قلتلي انك مبسوط عن فرع المعلومات؟ خليك عند المعلومات".

تكفيراً عن ذنبنا

معارك الحاج الجموحة والطامحة لتبوأ أرفع المناصب في الدولة، والتي كانت تأمل أن تتولى رئاسة أحد الأجهزة الأمنية، تقابلها معارك من نوع آخر بين أحد القضاة وقوى الأمن الداخلي، وهذا الصراع هو الذي دفع القاضي للحضور بنفسه إلى قاعة المحكمة، طالباً بوقف التعقبات بحق المقدم سوزان الحاج.

ربما صرخات التهنئة بتبرئة الحاج لا تكفي، ونرجو للتكفير عن ذنوبنا، وغسل ما اقترفته أيدينا، وبعد إقرارنا بهكذا "حقيقة"، لا يمكننا الاكتفاء بتبرئة سوزان الحاج. ولا يمكن إبقائها على رأس مكتب في جهاز أمني واحد، إنها نموذج يستحق التعميم: "أنت يا سوزان الحاج صغير عليك جهاز أمني، وصغيرة أيضاً كل الأجهزة الأمنية بأمرتك.. أنت تستحقين أن تحكمي البلد أقله. وإذا شعرت بضيق مساحة هذا البلد، فلك حكم العالم".

 

لقاء سيدة الجبل:من موقعنا ننظر بعين الأمل إلى وثيقة مكة الصادرة عن نخبة من العلماء المسلمين

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - تابع " لقاء سيدة الجبل "الجهود التي تبذلها المرجعيات الدينية والنخب المدنية والإسلامية في العالم العربي والعالم، من أجل إبراز صورة الإسلام الحقيقية، بعيدا عن التشوهات التي أصابتها جراء الأحداث التي بدأت في 11 أيلول 2001 ولم تنته فصولها.

وقال في بيان:"من موقعنا المسيحي اللبناني والعربي ننظر بعين الأمل إلى وثيقة مكة التي صدرت عن نخبة من العلماء المسلمين، والتي تلاقي الجهود التي سبقتها بدءا بإعلان الرياض 2007، إعلان مراكش، إعلان عمان، إعلان المقاصد، إعلان الأزهر حول المواطنة، ووثيقة الأخوة الانسانية في شباط 2018 في أبو ظبي". واضاف "لا يكتمل إدراك الكنيسة الرسولية لأهمية الجهود الإسلامية إلا إذا بادر المسيحيون العلمانيون في لبنان والعالم العربي إلى البحث مع إخوانهم المسلمين في مستقبل مشترك". وختم البيان أنه "يستكمل اللقاء اتصالاته للتوصل إلى عقد مؤتمر مسيحي عربي، يؤكد على أهمية العيش المشترك الإسلامي - المسيحي والسعي إلى قيام دول المواطنة التي ترتكز على الدستور والقانون".

 

ما كشفه درباس عن الحريري في قضيّة المقدم الحاج

أم تي في/31 أيار/2019/لوحظ أنّ الوزير السابق رشيد درباس، أحد موكّلي المقدم سوزان الحاج، كشف عن أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغه بأنّه لن يتدخّل في أيّ حكمٍ قضائيّ يصدر عن القضاء في قضيّتها، كما أنّ أمين عام تيّار المستقبل أحمد الحريري توقّع، منذ أيّام، أمام زوجها المحامي زياد حبيش براءتها وهنّأه على ذلك.

 

بيار جبور يمثل أمام المطبوعات بدعوى السيد ضده في 13 حزيران

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - تبلغ عضو الهيئة العامة التأسيسية والمجلس المركزي في حزب "القوات اللبنانية" بيار جبور، وجوب المثول أمام محكمة المطبوعات في 13 حزيران المقبل، وذلك على خلفية الدعوى المقدمة ضده من النائب اللواء جميل السيد بجرم القدح والذم.

وتأتي الشكوى على خلفية مقابلة أجرتها الصحافية في مجلة "المسيرة" أوغيت سلامة مع جبور تحت عنوان "سجون وساحات" في عدد المجلة رقم 1419 تاريخ 4 شباط 2015.

 

حزب الوطنيين الاحرار: لعدم اضاعة المزيد من الوقت لاقرار الموازنة وتوحيد الموقف من ترسيم الحدود البرية والبحرية

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء.

وبعد الاجتماع، أصدر بيانا دعا فيه "مع انتقال درس الموازنة الى مجلس النواب، الى عدم إضاعة مزيد من الوقت لإقرارها علما انها ليست مثالية لكونها موازنة استثنائية لظروف استثنائية. وفي السياق عينه، تصطدم بواقع قطع الحساب وهو يشكل عملية معقدة وخصوصا عندما نعلم انه يقتضي إجراء قطع الحساب للسنوات العشرين الماضية وفق القانون. ونأمل في ان يتمكن ديوان المحاسبة من إنجاز المهمة توازيا مع درس الموازنة وإقرارها في مجلس النواب. وفي الحالين، هنالك درس يجب ان نتعلمه في التعامل مع المواضيع التي يحرم التجاذب حولها بل على العكس فهي تفرض على الجميع وضع الخلافات جانبا والتعاون لتسيير الشؤون العامة". وأثنى على "توحيد الموقف اللبناني من عملية ترسيم الحدود البرية والبحرية مما يشكل نقطة قوة له". وأهاب "بكل الأفرقاء البقاء على تفاهمهم في ما يعود الى موضوع الغاز والنفط وصولا الى تلزيم البلوكات المحددة في أقصر وقت، مع الإشارة الى الحاجة الملحة لبدء استثمارها نظرا الى الوضع الاقتصادي الضاغط. وتكون الطامة الكبرى بالعودة الى الخلافات والتجاذبات التي تنعكس سلبا على إمكان الإفادة من الثروة النفطية". وذكر بـ"ضرورة إنشاء صندوق سيادي لعدم التفريط بما سيدخله من أموال تشكل الأمل الأخير لمواجهة الديون الكبيرة، من جهة، ولدعم الموازنة، من جهة أخرى".

واعتبر "التحدي البيئي من الأخطار الكبرى المحدقة بلبنان، والتي يجب ان توليه الحكومة أكبر قدر من الاهتمام". ولفت الى "تنوع هذه الأخطار وتعددها بدءا بخطرها على الصحة العامة مرورا بتشويه الطبيعة وصولا الى الانعكاس سلبا على السياحة التي تشكل مصدرا ماليا مهما للموازنة".

وختم: "سبق لنا أن اقترحنا إنشاء مجلس وطني خاص للبيئة يشكل دعما لوزارة البيئة التي تبدو عاجزة عن القيام بمفردها بما تفرضه الأخطار البيئية. المهم في الأمر ان تكون هنالك إرادة صادقة بإيجاد الحلول الناجعة وعزم وتصميم على وضع حد للإعتداءات التي تطاول البيئة. على ان توضع خطة شاملة يقسم تطبيقها الى مراحل وأن تتمتع بدعم الوزارات المختصة وكل القوى السياسية. ومن دون ان ننسى التحذير من ترك الأمور على حالها بعدما أصبحت المشاكل مزمنة ولم يعد بالإمكان التغاضي عن التصدي لها".

 

ريفي: حكم العسكرية أثبتت مرة جديدة أنها أداة بيد السلطة

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - صدر عن اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: "لم نفاجأ بالحكم الذي صدر عن المحكمة العسكرية في قضية فبركة تهمة العمالة للفنان زياد عيتاني، فهذه المحكمة، على الرغم من وجود قضاة وضباط نقدِّر عملهم، أثبتت مرة جديدة أنها أداة بيد السلطة، والحكم الذي صدر بالتبرئة ومنع المحاكمة عن المتورطين في جريمة بشعة دفع ثمنها عيتاني، وربما يدفع ثمنها أي مواطن في كرامته وأمنه. إن الأدلة القاطعة على التورط في تركيب ملف العمالة، كان يمكن أن تدفع أي جالس على قوس العدالة الى أن ترتجف يده أو ضميره قبل صدور حكمه، لكن للأسف يتكرر مشهد انتهاك العدالة، ويدفع الأبرياء الثمن الأغلى، فيما لبنان تتشوه صورته أمام العالم، بفعل أحكام قضائية لا تصدر الا في الدول البوليسية. لقد واجهت كوزير للعدل الحكم المخفف على ميشال سماحة الصادر عن المحكمة العسكرية، ونعيت الى الشعب اللبناني هذه المحكمة، ومن جديد أنعاها اليوم، على أمل إنقاذ العدالة.

لقد ترأست على مدى أشهر أعمال لجنة قانونية طلبت منها إعداد مشروع قانون، يلغي إختصاص المحكمة العسكرية في محاكمة المدنيين، وينقل لبنان من المحاكم الخاصة الى المحاكم المتخصصة كما هو معمول في الدول المحترمة وتوصلنا الى هذا المشروع، الذي لا يزال نائما في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهذا المشروع، إن طبِّق، سيؤدي الى وقف قدرة الدولة الأمنية واستغلال النفوذ للتأثير على القضاء، ولضمان حقوق المواطنين وحريتهم والعدالة، واليوم أعيد المطالبة بوضع هذا المشروع على طاولة الحكومة، فالفضيحة الكبرى التي شهدناها في فبركة ملف عيتاني، لا تحتمل أي تأخير والا على لبنان والحرية السلام. المواطن اللبناني يسأل أين مسؤولية الجهاز الأمني الذي فبرك لمواطن لبناني برئ ملفا بهذه الخطورة؟"

 

نديم الجميل: هدفنا إنشاء وطن يرتكز على الديموقراطية والعدالة والحرية

الجمعة 31 أيار 2019/وطنية - أفاد بيان لمكتب النائب نديم الجميل، أنه خلال لقاء في مقر الرابطة المارونية في حضور عدد من النواب والشخصيات المارونية، ألقى الجميل مداخلة جاء فيها: "ليست صدفة أن نلتقي اليوم ونحن على مشارف المئوية الأولى لإنشاء لبنان الكبير، وليست بالصدفة أن يعطى الموارنة بعض الضمانات كرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وغيرها من المواقع القيادية، ليس من أجلهم، بل من أجل إنشاء مشروع وطن لكل اللبنانيين يرتكز على الديموقراطية والعدالة والحرية. فعندما تكلم بشير عن الـ10452 كلم2، لم يتكلم عن جغرافية معينة فقط، إنما عن مساحة قيم ومساحة أخلاق، ومساحة حرية وسيادة، وهذا هو المشروع الكبير الذي علينا كموارنة أن نحمله دون التفكير في المصالح الضيقة أو الشخصية".

 

محمد قباني: زياد عيتاني مظلوم ومن يعوضه ايام السجن؟

الجمعة 31 أيار 2019/وطنية - استغرب النائب السابق محمد قباني، في بيان، "الحكم الصادر في قضية زياد عيتاني - سوزان الحاج، فالمسرحية التي تعرض لها المسرحي زياد عيتاني وفبركة تهمة العمالة، التي كان يمكن ان توصله الى الاعدام، لفلفت باعلان براءة سوزان الحاج وحكم مخفف في حق غبش يترك زياد عيتاني مظلوما، سجن زورا وبهتانا وشوهت سمعته بأبشع التهم". وسأل: "من يعوض زياد عيتاني ايام السجن؟ والاهم كرامته ووطنيته؟ نتوقع انتفاضة ينتصر فيها الحق على الباطل بعيدا من التسويات السياسية.

 

الرابطة المارونية : الرجوع عن الشكوى في حق بشارة الاسمر

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - صدر عن الرابطة المارونية، البيان الآتي:إنطلاقا من الصفة والمصلحة التي للرابطة المارونية بالطعن والتقاضي بخصوص أي مسألة تمس بمصالح الطائفة المارونية، وبناء على رغبة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قرر المجلس التنفيذي للرابطة المارونية الرجوع عن الشكوى ومطالبتها بالتعويض التي أقامتها ضد السيد بشارة كريم الأسمر.

 

في أقوى هجوم قواتي على باسيل منذ اتفاق معراب : ” اعتزال باسيل مصلحة لجميع اللبنانيين “

المركزية/31 أيار/2019/ قالت اوساط في “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” “ان الاوساط العونية تصرّ على الخلاف من زاوية التحدي والاستفزاز وتزوير التاريخ واستحضار الماضي بشكل مبتور وحرف الحقائق ونبش القبور، وتقول الاوساط العونية ،وفق ما ورد في احدى المقالات اليوم انه أمام “إخفاقات الدكتور سمير جعجع التاريخية عليه امتلاك شجاعة الاعتزال”. واكدت اوساط “القوات اللبنانية” “ان كل ما ذكرته الاوساط العونية من محطات  في المقال المشار اليه هي اوسمة على صدر جعجع ومسيرته النضالية والقضية، ونحيل هؤلاء الى الآية في الإنجيل التي تقول “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”، وما فعله جعجع انه كان منسجما مع نفسه وأفكاره وقناعاته فربح قضيته، ويكفيه فخراً انه لم يهرب ولم يخل ساحة المعركة ولم يبدل في توجهاته ولم يتراجع عن اتفاقاته، ومن عليه الاعتزال حقيقة هو الوزير جبران باسيل الذي يريد إحياء الحرب تارة مع الشيعة وتارة أخرى مع السنّة وطوراً مع الدروز وفي كل المرات داخل البيئة المسيحية، وبالتالي يُشكّل اعتزاله مصلحة لجميع اللبنانيين الذين لا يريدون ان يُعيدهم باسيل الى مناخات الحرب والانقسام والفتنة والتشرذم”. وأضافت الأوساط القواتية “ان من عليه الاعتزال فعلا هو الذي يُشكل خطراً على الاستقرار والعيش المشترك والمصالحات اللبنانية-اللبنانية، اي الوزير باسيل طبعا، وليس من ساهم في إنهاء الحرب ورعاية اتفاق الطائف ومد الجسور مع الموحدين الدروز في مصالحة الجبل، ومع السنّة وسائر اللبنانيين في انتقاضة الاستقلال، ومع “التيار الوطني الحر” وأخيراً مع “المردة” وأولويته بناء الدولة، فيما الشغل الشاغل للوزير باسيل تخريب كل هذا المسار وإعادة انتاج الحرب الأهلية من خلال خطابه الفتنوي والاستفزازي والتحريضي”.

 

المكتب الإعلامي في السفارة السعودية: ما يتم تناقله حول زيارة ولي العهد إلى لبنان الشهر المقبل غير دقيق

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - أعلن المكتب الإعلامي في السفارة السعودية ، أن "ما يتم تناقله في بعض المواقع الالكترونية والاعلامية حول زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان إلى لبنان الشهر المقبل غير دقيق، نأمل من الاخوة الاعلاميين التأكد من المعلومات قبل نشرها".

 

المشنوق يقود "الغضب السنّي" انطلاقاً من دار الفتوى

المدن - لبنان | الجمعة 31/05/2019

رد النائب نهاد المشنوق على قول وزير الخارجية، جبران باسيل أن "السنية السياسية أتت على جثة المارونية وسلبت كل حقوقها ومكتسباتها، ونحن نريد استعادتها منهم بشكل كامل"، قائلا: "هذا تماد غير مقبول، وهو يخرب التوازن في البلد، وهو نتيجة سياسة طويلة أوصلتنا إلى هنا. وهذا التمادي لن نقبل بأن يستمر بأي شكل من الأشكال". ودعا بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، إلى "إعادة النظر بالتحالف السياسي، الذي كنت من أوائل العاملين على تحقيقه، وبقواعده وأسسه من الطرفين، وإلا فنحن نعرض البلد ونعرض الذين تمثلهم هذه الدار، دار الفتوى، لأزمة لن نعرف إلى أين ستوصل".

التصويب على الحريري أيضاً

وقال بما يوحي أنه انتقاد لاذع لأداء سعد الحريري وتيار المستقبل: "هناك أيضا تماد في السكوت عن هذا الكلام، وفي خلق تسويات يومية وظرفية تحت شعار التضحية. وأنا أعرف أن عيد الأضحى يكون مرة في السنة، وليس كل أيام السنة عيد الأضحى، ولا كل يوم هناك عيد الأضحى".

وأشار إلى أن "الحق ليس فقط عليه" (باسيل)، داعياً إلى "وقف هذا الانهيار الذي نراه في مسألة توزان الصلاحيات، فرئاسة الحكومة هي مركز توزيع السلطات في لبنان، وليست مجلس إدارة هلوسات أي فريق سياسي، أيا كان هذا الفريق. هذه مسألة لا بد من حسمها من قبل المعنيين بها، لوقف هذا التمادي بشكل أو بآخر"، وقال: "إن صاحب السماحة يتفهم موقفه".

الاعتداء على الطائف

أضاف: "استمرار الأمور على ما هي عليه ليس في صالح لبنان، فلا بد من إعادة النظر بكل وسائل التفاهم أو ما يسمى التسويات أو التحالفات القائمة، والتي لم توصل، إلا إلى مزيد من انهيار التوازن السياسي في البلد، وانهيار ما يمكن تسميته بالسلم السياسي، ولن أسميه السلم الأهلي". وتابع: "لا، لن نقبل باستمرار هذا المسار السياسي". وحذر من أن هجمات باسيل "على الرئيس نبيه بري وبحق الأستاذ وليد جنبلاط وبحق الرئيس الحريري وبحق الدكتور سمير جعجع هي اعتداء على الطائف"، وتساءل: "إلى أين نأخذ البلد؟ بالطبع لا نأخذه إلى أمن سياسي ولا إلى أمن أهلي، فماذا نفعل؟ وإلى أين نريد أن نصل؟ لن نسمح بالاعتداء على الطائف، وبالمزيد من الاعتداء على الصلاحيات، وبالمزيد من تجاهل دور رئاسة الحكومة، ومزيد من تجاهل حقوق أهل السنة". وقال: "أنا أتحدث من دار الفتوى، وأنا لست طائفياً، بل ومن المؤسف أن أقول هذا الكلام، لكن ما يجري متعلق بحقوق وواجبات وقدرات أهل السنة وممثلهم الأول في السلطة. هذا الاعتداء يجب أن يتوقف، وهذا أول الكلام. وأنا لا أقول كلاماً شعبوياً، ولا أبحث عن شعبوية، بل منذ فترة طويلة لم أتحدث، ولكن وصلت الأمور إلى مكان لا يمكن السكوت عنه بعد اليوم". وردا على "استعادة الحقوق المسيحية"، قال المشنوق: "يقول باسيل: روحوا شوفوا الرئيس الحريري بتحالفاته تحت الطاولة مع حزب الله، وانسجامهم التام في مجلس الوزراء، والسنية السياسية، التي بالصدفة أتينا لنسترد حقوقنا". فعن أي حقوق تتحدث؟ لا حقوق لأي طائفة في لبنان خارج الدستور، هذا كله كلام مخالف للدستور. حقوق من؟ حقوق ماذا؟ الحقوق هي الدستور اللبناني، وهي الطائف، وهي التي تحكم علاقات الناس ببعضها وعلاقتهم بالدولة. وليس أن يأتي كل واحد ويطرح حقوق طائفته ويعتبرها هي الأساس وهي الطائف وهي الدستور وهي التوازن، وبطريقة الاعتداء وليس بطريقة النقاش أو التفاهم أو الحوار. ما هذا الكلام؟ وفي النهاية، إلى أين ستصل هذه الأمور؟"

قضية سوزان الحاج وزياد عيتاني

ورداً على سؤال حول "الحكم القضائي ببراءة المقدم سوزان الحاج في قضية الفنان زياد عيتاني"، ترحم المشنوق "على أيام المخابرات السورية"، وكشف أن "القانون واضح، بأن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لا يحق له بموجب القانون أن يتراجع عن ادعائه أو أن يصالح حتى، وهذه مادة موجودة ويعرفها جميع القضاة وهي المادة 6. زائد انه لماذا لم يذهب إلى التفتيش القضائي قبل ذلك؟". وقال: "حسب القانون، القضاة العدليون لدى المحكمة العسكرية خاضعون لنظام وزارة العدل في كل ما يتعلق برواتبهم وترقيتهم وتأديبهم، لكن مفوض الحكومة رفض أن يذهب إلى التفتيش، حسنا، لكن أن يأتي ويحضر آخر جلسة ويقدم مطالعة مخالفة لدوره ومخالفة للقانون ومخالفة لما هو مكلف فيه، ويصدر حكما. ربما المخابرات السورية لكانت قد صنعت إخراجا بشكل ألطف بقليل".

واعتبر المشنوق أنها "حفلة كيدية وثأر، مخالفة للقانون حسب خبراء دستوريين، وتمت بعد زيارة أحد الوزراء إلى المحكمة العسكرية، ليس لتحقيق العدل، وإنما لإزاحة العدل، ونتيجة تدخل قيادات على أعلى المستويات، سياسية وعسكرية، فأنتجت حكما لم نفهم أوله من آخره، وعلى الأقل لم نفهم كيف تراجع المدعي العام عن كل ما قاله في البداية".

وقال: "إن ما جرى يعرض كل النظام القضائي في البلد لمشكلة نعرف أين تبدأ ولا نعرف أين تنتهي، لأن القضاء هو جزء أساسي من حماية حقوق الناس. فما الرسالة التي نبعثها للناس؟ هل بهذا الحكم نقول لهم لا تذهبوا للقضاء؟ لأن القضاء يمكن أن يتم التلاعب فيه بأي موضوع، حتى بموضوع فائق الحساسية من هذا النوع؟". وقال ردا على هذا السؤال: "هل أصبح غبش هو المجرم الأكبر؟ هل استيقظ من نومه وقرر أن يتابع وأن يقرصن فلانا وفلانا، فهذا الكلام صغير، وحتى أن طفلا صغيرا لا يصدقه".

الرد على جرمانوس

وسأل المشنوق: "ما علاقة قوى الأمن الداخلي بهذا الموضوع وهذا الموضوع وهذا الموضوع؟ تحدث (بيتر جرمانوس) عن وزير سيادي من دون أن يسميه، أنا سأسمي، هو قصدني أنا لأنني اتصلت به باعتبار اسمي كان واردا في هذا الموضوع، كأحد ضحايا هذا "الهاكر" (المقرصن)، وطلبت منه تحويل التحقيق إلى شعبة المعلومات. أنا لا أتذكر، لكن ربما حصل هذا، فأنا كنت وزير الداخلية، ومن حقي أن أطلب منه إرسال التحقيق إلى جهة أستطيع من خلالها الاطلاع على موضوع يتعلق بي. كل الناس وكل البلد وكل الدول وكل العالم يثق بشعبة المعلومات، وهي لا تنتظر ثقته هو".

وأسف المشنوق لأن جرمانوس قال للمتهم: "ما زال عاجبتك القعدة هونيك إي خليك هونيك". وسأل: "هل هذا كلام شخص يحترم مركزه ويحترم مؤسسات الدولة؟ ما هذا الكلام؟ هذا كلام سوقي، كلام يقوله شخص فيما يتشاجر مع زوجته، مع أنه ليس متزوجا، لكن ليس كلاما يقال في المحكمة العسكرية"، متأسفا "للمرة الثانية والثالثة والرابعة، أتحدث عن شخص أعرفه جيدا وكنت اعتبره صديقا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الملك سلمان: لا بد من موقف رادع وحازم لمواجهة أنشطة إيران التخريبية وشدد في افتتاح القمة الخليجية الطارئة في مكة المكرمة على أن يد السعودية ستظل ممدودة للسلام... والزياني أشاد بتماسك دول التعاون

مكة المكرمة: «الشرق الأوسط»/الجمعة 31/05/2019/أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن ما يقوم به النظام الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ودعمه للإرهاب عبر أربعة عقود، وتهديده للأمن والاستقرار «عمل ترفضه الأعراف والمواثيق الدولية».

وشدد الملك سلمان في كلمته أمام قمة قادة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت مساء أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة، على أن بلاده حريصة على أمن واستقرار المنطقة، لتجنيبها ويلاتِ الحروب، وتحقيقِ السلام والاستقرارِ والازدهار لشعوبِ المنطقة كافة، بما في ذلك الشعبُ الإيراني، وقال: «ستظل يدُ المملكة دائما ممدودة بالسلام، وسوف تستمرُ بالعملِ في دعمِ الجهودِ كافة للحفاظ على الأمنِ والاستقرار في المنطقة». وانطلقت أعمال قمة قادة الدول مجلس التعاون، مساء أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وناقشت، عددا من القضايا، من بينها التهديدات الإيرانية وتدخلاتها في دول المنطقة، بعد استهدافها عبر أذرعها التخريبية، مثل الحوثيين في اليمن والحرس الثوري الإيراني، لسفن نفطية في المياه الإقليمية قبالة سواحل دولة الإمارات، ومحطات ضخ نفط في السعودية، بتنفيذها بإيعاز من الحرس الثوري الإيراني.

وعقدت القمة بحضور الأمير محمد بن سلمان، وزعماء الخليج: الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وشهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر، إضافة للدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وشكر خادم الحرمين قادة الدول الخليجية على تلبيتهم لدعوته لهذه القمة الطارئة. وقال: «لقد استطعنا في الماضي تجاوزَ كثير من التحديات التي استهدفت الأمنَ والاستقرار، وكذلك الحفاظ على المكتسبات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولنا، وسنعملُ معاً بحولِ الله على مواجهة التحديات والتهديدات كافة بعزمٍ وحزم». وحذر الملك سلمان في كلمته، من أن «عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادع وحازمٍ لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم». وطالب خادم الحرمين الشريفين المجتمعَ الدولي بـ«تحملِ مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارساتُ الإيرانية من تهديدٍ للأمن والسلمِ والدوليين». وأضاف أن «ما يقوم به النظامُ الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتطويرِ برامجه النووية والصاروخية، وتهديدهِ لحرية الملاحة العالمية بما يهددُ إمداداتِ النفط للعالم، يُعد تحدياً سافراً لمواثيق ومبادئ وقوانين الأمم المتحدة لحفظ السلم والأمن الدوليين». وقال إن «الأعمالَ الإجرامية التي حدثت مؤخراً باستهدافِ أحدِ أهم طرقِ التجارة العالمية بعملٍ تخريبي طالَ أربعَ ناقلاتٍ تجارية بالقربِ من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وكذلك استهداف محطتي ضخ للنفط، وعدد من المنشآتِ الحيوية في المملكة، تستدعي منا جميعاً العمل بشكل جاد للحفاظِ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون». من جانبه، قال الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام المجلس، في كلمته أمام القادة، إن القمة الطارئة «تنعقد في ظل وضع إقليمي بالغ الحساسية والتعقيد ينبئ بمخاطر جسيمة وتحديات صعبة تتطلب من دول مجلس التعاون اليقظة والحيطة والحذر والاستعداد، ومزيداً من التكاتف والتعاضد، للحفاظ على أمنها واستقرارها، والدفاع عن مكتسباتها وإنجازاتها ومصالحها». وقال الدكتور الزياني إن مشاركة الدول الأعضاء بالقمة يبرهن على وحدة الصف الخليجي أمام الاستفزازات والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمنطقة، ويؤكد العزم الثابت على تحقيق الأمن الجماعي الشامل لهذه المنظومة «في ظل استمرار الاستفزازات والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وما شهدته المنطقة من تهديدات وأعمال عدائية إرهابية مؤخرا». وأضاف الدكتور الزياني: «من أجل ذلك كله جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة الطارئة لتدارس الوضع المعقد الذي تعيشه المنطقة والتحديات التي تواجهها، واتخاذ موقف جاد وفاعل يكفل الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية التي تكتسب أهميتها الاستراتيجية من موقعها الجغرافي المهم لحركة التجارة الدولية، ودورها البارز في تأمين إمدادات الطاقة لدول العالم، ونموها الاقتصادي والاستثماري المتواصل، ومكانتها الإقليمية والدولية المتميز». وضم وفد السعودية للقمة الخليجية الطارئة، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير الخارجية.

 

ممثل خامنئي يطالب بمنع النساء من تقديم البرامج التلفزيونية

المدن - ميديا | الجمعة/31/05/2019/دعا أحمد علم الهدى، ممثل المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، في مدينة مشهد وإمام جمعتها، إلى إبعاد النساء ومنعهن من تقديم البرامج في هيئة الإذاعة والتلفزيون التي يشرف عليها خامنئي مباشرة، ويعين رئيساً لها كل 4 سنوات. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، عن علم الهدى قوله، الخميس، أنه "في بعض البرامج التلفزيونية، يمكن الاستعانة بمتحدثين ومقدمين ذكور بدلاً من النساء"، وأضاف أن "الحجاب واجب ديني، ولكن للأسف لا يتم في الأسر التي تبدو متدينة، احترام الحجاب والعفة بشكل صحيح". وانتقد المسؤولون في النظام الإيراني لمرات، ظاهرة عدم ارتداء الفتيات للحجاب الذي تفرضه السلطات منذ العام 1979، خصوصاً في المحافظات التي تشهد ارتفاعاً في حرارة الجو. مع الإشارة إلى أن تغطية النساء لشعرهن في المحافظات الجنوبية، وكذلك الوسطى، أصبحت مسألة صعبة تؤرق النظام الإيراني وقواته الأمنية، حيث يعتبرها النظام علامة على "العصيان والتمرد ضد النظام". ومع بداية الصيف، تتصاعد موجة المواجهة مع ما يسمى بالفارسية "بي حجاب" (بلا حجاب) من قبل الشرطة، التي تفرض عقوبات صارمة بالسجن أو الغرامة ضد الفتيات غير الملتزمات بالحجاب. وفي العام 2017 أطلقت الناشطة الإيرانية ويدا موحد، التي تم إطلاق سراحها قبل أيام من السجن، حملة عرفت باسم الثورة ضد الحجاب، عندما اعتلت صندوقاً وخلعت حجابها الأبيض ولوحت به بعصا طويلة أمامها، لتنتشر تلك الطريقة في الاحتجاج ضد الحجاب الإجباري الذي فرضته السلطات منذ  انتصار الثورة الإيرانية العام 1979. وفي 29 تموز/يوليو 2018، كشف استطلاع أجراه مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، عن وضع الحجاب في البلاد، أن 70 في المئة من النساء الإيرانيات يرفضن ارتداء الحجاب. وذكر الاستطلاع الذي نشرته وسائل إعلام رسمية حينها، أن "الحجاب التقليدي العرفي أصبح هو الحجاب المتبع وليس الحجاب الديني الشرعي، وأن معظم الناس في المجتمع أصبحوا ينظرون للحجاب بنظرة تقليدية وليست شرعية". إلى ذلك، طالبت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، خامنئي بإطلاق سراح المحامية نسرين ستوده المشهورة بالدفاع عن الناشطات ضد الحجاب، من دون قيد أو شرط، وإلغاء الأحكام الصادرة بحقها من دون تأجيل، علماً أن الدعوة جزء من بيان أوسع نشرته المنظمة ضد الحجاب الإجباري في البلاد. وحكم على ستوده، وهي محامية إيرانية حقوقية، بالسجن 38 سنة، وبالجلد 148 جلدة، بسبب عملها في الدفاع عن حقوق المرأة، والاحتجاج على قوانين الحجاب الإلزامي في إيران. وأضيف الحكم الجديد على نسرين بالسجن 33 سنة إلى أحكام سابقة، ليصبح مجموع ما صدر بحقها من أحكام بالسجن 38 سنة. ويعد ذلك أقسى حكم سجل ضد مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى أن السلطات تشدد من إجراءاتها القمعية. وتبقي هذه الأحكام نسرين منفصلة عن زوجها وطفليها، وتحرمها من القيام بعملها المهم كمحامية حقوقية. وكانت ستوده دافعت عن نساء اعتُقلن في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير، بسبب نزعهن الحجاب الإجباري، كما دافعت عن صحافيين وناشطين، وعن معارضين اعتقلوا خلال تظاهرات العام 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس السابق المتشدد محمود أحمدي نجاد، كما دافعت عن الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي. ومنح الاتحاد الأوروبي ستوده جائزة "ساخاروف" المرموقة لحرية الفكر العام 2012.  علماً أنها قضت ثلاث سنوات في السجن بين العامين 2010 و2013، حيث نفذت إضراباً عن الطعام مرّتين احتجاجاً على ظروف احتجازها في سجن أيفين في طهران، ومنعها من لقاء ابنها وابنتها. وأُفرج عنها في أيلول/سبتمبر 2013 لكنها مُنعت من مغادرة البلاد حتى العام 2022.

 

موسكو: وقف إطلاق النار في إدلب.. مسؤولية أنقرة

المدن - عرب وعالم | الجمعة 31/05/2019 /أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن موسكو وأنقرة متفقتان على ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار في إدلب، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذه هي مسؤولية الجانب التركي. وردا على سؤال صحافي حول الاختلاف في موقفي موسكو وأنقرة من المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والتركي، حول إدلب والتي جرت الخميس، قال بيسكوف للصحافيين، الجمعة: "لا يمكن أن نتحدث هنا عن أي خلافات. من الضروري حقا وقف إطلاق النار في إدلب. ومن الضروري تحقيق ذلك لكي يوقف الإرهابيون إطلاق النار على الأهداف المدنية التي يتواجد فيها عسكريونا بمن في ذلك في (قاعدة) حميميم". وذكر في الوقت ذاته، أن تحقيق ذلك "وفق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سوتشي هو مسؤولية الجانب التركي". وتابع: "والمهم هنا هو أعمال شركائنا الأتراك، والتعاون بين روسيا وتركيا لتحقيق هذا الهدف". وتواصل روسيا قصف أرياف حماة وإدلب واللاذقية، مركزة على الأهداف المدنية ما تسبب بمقتل المئات ونزوح مئات الآلاف منذ مطلع أيار. وتزعم روسيا أنها تقصف "الإرهابيين"، لكنها، وكما عادتها منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا نهاية العام 2015، تركز على تدمير المدن والبلدات في مناطق المعارضة، وتركز هجماتها على المشافي والنقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني، لتوقع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين، وتحرمهم من أبسط مقومات العلاج. وتحاول روسيا، عبر هجومها الدموي في إدلب، فتح أبواب السياسة لما تستعصي عليه الحرب. إذ تحاول إجبار واشنطن وأنقرة والدول الأوروبية، على القبول بحلها العسكري في سوريا وتحويله لحل سياسي. ووسيلة موسكو الوحيدة في هذا الشأن هي قصف المدنيين، والتسبب بموجات نزوح جديدة تهدد بها أنقرة وأوروبا. في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأمركية مايك بومبيو، الجمعة، أنه سيبحث مع مسؤولي وزارة الدفاع الألمانية، كيفية تنسيق الجهود في الشمال السوري. وقال بومبيو، خلال مؤتمر صحافي في برلين، إن بلاده تعمل لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا، ومنع تصعيد العنف، لافتا إلى أن "جهود أميركا تتمثل في إيجاد حل في سوريا، على أن يكون قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو المرجع". وأضاف بومبيو أن واشنطن "تلزم قواتها بالعمل لتحقيق آلية للحد من تصعيد العنف ووضع نظام كمنطقة واقية، لمنع حدوث هجمات من الجانبين السوري أو التركي". وتابع قائلا: "نعمل بشكل جماعي ونأمل أن نحقق تقدما". وبدأ بومبيو، الجمعة، جولة أوروبية تستغرق 5 أيام بزيارة مؤجلة لبرلين، حيث التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

 

الخوذ البيضاء: إدلب أكبر كارثة إنسانية..وأقل استجابة دولية

المدن - عرب وعالم | الجمعة 31/05/2019 /عقدت منظمات إنسانية سورية، ظهر الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، مؤتمراً صحافياً للحديث عن الهجمة الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه الروس، منذ نهاية أبريل/نيسان، على ريفي إدلب وحماة، مخلفة دماراً واسعاً وسقوط أكثر من 250 قتيلاً مدنياً غالبيتهم من الأطفال. وشارك في المؤتمر ممثلون عن منظمات "الدفاع المدني السوري" المعروفة بـ"الخوذ البيضاء"، و"مديرية صحة إدلب"، و"تحالف المنظمات السورية غير الحكومية". وسلّط الممثلون الضوء على ما تشهده إدلب وحماة من انتهاكات صارخة بحق المدنيين العزل، أمام حشدٍ من الصحافيين العرب والأتراك. وأكّد  رئيس "الخوذ البيضاء" رائد الصالح، إن 3 ملايين مدني مهددون بالتهجير في إدلب شمالي سوريا، حيث "تشهد المنطقة أكبر كارثة إنسانية مع أقل استجابة دولية". وقال الصالح إنه "خلال شهر جرى استهدف 1800 منزل سكني، و334 حقلا زراعيا في إدلب، وهذا دليل على أن ما يجرى ليس حملة تهجير فقط بل سياسة تجويع أيضا". وأضاف "تم استهدف 22 مرفقا صحيا، و6 مراكز دفاع مدني و29 مدرسة و5 أسواق خلفت أكثر من 600 ضحية، ونحو 300 آلاف نازح أوضاعهم صعبة جدا، 200 ألف منهم تحت أشجار الزيتون ومنهم من هجر للمرة الثانية والثالثة". وأشار صالح إلى أنه خلال الفترة نفسها ألقي 2300 برميل متفجر، و10 آلاف صاروخ، وأكثر من 100 صاروخ عنقودي، فضلا عن صواريخ فراغية".

وأشار أن المنظمة "استقبلت 4 مصابين بغاز الكلور من منطقة تلة كبينة بريف اللاذقية، وتم جمع العينات المطلوبة وتم العمل على التنسيق مع الجهات الدولية لتسليم العينات بأقصى سرعة ممكنة". وقال ممثل مديرية صحة إدلب إن "ما يزيد عن 24 استهدافاً شهدته المرافق الصحية منذ بدء القصف، كما تم استهداف 6 مراكز للدفاع المدني، و29 مدرسة، والعديد من المرافق والبنى التحتية و250 من الضحايا". واستطرد: "كل ذلك دفع ما يزيد عن 310 آلاف للنزوح صوب مدن وبلدات شمال إدلب ومنها إلى الحدود التركية ومخيمات اللاجئين القريبة منها، والتي تشهد اكتظاظاً يصل لأربعة أضعاف الاستيعاب ما خلّف أكثر من 200 ألف مدني من دون مأوى". وتعتبر موجة النزوح الحالية هي الأكبر منذ عام 2011 وتضم إضافة لأهالي إدلب مختلف النازحين من مناطق الغوطة الشرقية وحلب ودرعا وريف حمص. وفي نهاية المؤتمر وجّه المشاركون نداءً إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتحرك سريعاً وإيقاف التصعيد تمهيداً لحل سياسي شامل. كما طالبوا الدول الضامنة للعمل على تفعيل اتفاقية المناطق العازلة وضمان سلامة المدنيين. وطالبوا الأمم المتحدة بتطبيق نص القرار 2286 للتحقيق في جرائم استهداف المرافق المدنية والمشافي. وفي السياق، أكد رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" عبدالرحمن مصطفى، الجمعة، أن ما يحدث من عمليات قتل وتدمير في مناطق خفض التصعيد بشمال سوريا، هي نتيجة مباشرة لتقاعس المجتمع الدولي وسياسته ومواقفه الرخوة والهزيلة. وقال مصطفى في كلمة مسجلة حول الأوضاع في إدلب وريف حماة، إن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ قرارات عملية لإيقاف جريمة القتل والتدمير والتهجير بشكل نهائي، مشيراً إلى أنه "حتى القرارات الدولية غير كافية فالقرارات تحتاج من يتبناها وينفذها، ولن تدخل حيز التنفيذ من تلقاء نفسها". وتابع كلمته مخاطباً الأمم المتحدة والدول الفاعلة فيها قائلاً: "أنتم من يجب أن يتحمل مسؤولية تنفيذ القرارات وفرض القانون الدولي ومحاسبة المجرمين.. أما التردد والاستمرار في حساب موازين الربح والخسارة، فليست هي الطريق التي تتم بها مواجهة المجرمين".

وطالب بإيجاد آليات بديلة لإيقاف الكارثة المستمرة في سوريا، وتجاوز العقبات من أجل لجم النظام، وممارسة كل الضغوط على روسيا لوقف عدوانها ودعمها للأسد. وشدد مصطفى على أن المسؤولية عن ارتكاب الجرائم بحق المدنيين "واضحة، المنفذون معروفون"، وأضاف أنهم قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية وروسيا، لافتاً إلى أن الأخيرة عرقلت روسيا جميع الجهود الدولية، وأجهضتْ عمل مجلس الأمن، وأكد على أنها مستمرة في خرق القانون، والاستخفاف بعمل اللجان، والطعن في نتائج التحقيقات التي يجريها المحققون الدوليون. كما أكد على أن موسكو أصبحت شريكاً مباشراً في ارتكاب الجرائم منذ بدء عدوانها على الأرض السورية، حيث عمدت إلى قصف المدن والبلدات، وذلك بالتوازي مع تعطيل الحل السياسي ودعم الحل القائم على القتل والتهجير. وأوضح رئيس الائتلاف الوطني أن المدنيين في مناطق خفض التصعيد في شمال سورية، يتعرضون لكل ما هو ممنوع ومحرم في القانون الدولي، كقنابل الطائرات الروسية، وبراميل النظام المتفجرة، وقنابل الفسفور الأبيض، إضافة إلى الأسلحة الكيماوية والقصف المدفعي على المدن والبلدات. وذكر أيضاً أن النقاط الطبية والمشافي هي أهدافاً رئيسية لآلة القتل والتدمير التابعة للنظام، مضيفاً أن ذلك جعلها من أكثر الأماكن خطورة.

وفي الختام شدد على دعم الائتلاف الوطني لجهود الجيش السوري الحر والجيش التركي، والتي تمكنت بتضافرها من توجيه ضربات حاسمة للإرهاب، وأشار إلى أن تركيا لا تزال تعمل بجهد لوقف القتل ولدعم الحل السياسي وإنقاذ أرواح المدنيين ومنع تهجيرهم من بيوتهم. وناشد "كل شرفاء العالم العربي، والعالم أجمع، أن يقفوا إلى جانب الحق، إلى جانب ضحايا عدوان الشر والظلم على شعبنا، وأن يكونوا عوناً وسنداً بكل الوسائل الممكنة". من جانب آخر، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إلى وقف معاناة الأطفال في المنطقة، لافتةً إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال معرضون لخطر الموت الوشيك أو الإصابة أو التشرد مع تصاعد الهجمات العسكرية للنظام. وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنرييتا فور، في بيانٍ لها، أن العنف المتصاعد أدى إلى مقتل 134 طفلًا على الأقل ونزوح ما يزيد عن 125 ألف طفل آخر. وأضافت هنريتا فور أن تعرض 30 مستشفى للهجوم أجبر بعض شركاء اليونيسيف في مجال الرعاية الصحية على تعليق عملياتهم المنقذة للحياة، مشيرةً إلى أن نحو 34 ألف طفل خرجوا من المدارس، كما أجلت الامتحانات في أجزاء من إدلب لما لذلك من أثر سلبي على تعليم نحو 400 ألف طالب. وأوضحت هنريتا فور أن منظمة اليونيسيف تعمل على الوصول إلى الأطفال من خلال العيادات المتنقلة وخدمات التطعيم والتغذية والدعم النفسي والاجتماعي وإمدادات المياه والصرف الصحي. وطالبت المسؤولة الأممية بحماية الأطفال والبنية التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، ووقف الهجمات من أجل أطفال سورية، منوهةً إلى أن هذه الحلول السريعة لا تمحو الآثار الإنسانية الجسيمة الناجمة عن هذا العنف الوحشي وغير المبرر. وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد دعت في تقريرٍ لها، إلى إقامة تحالفات لدعم الشعب السوري وحمايته، واللجوء إلى الفصل السابع وتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

كوشنر: إعادة الانتخابات الإسرائيلية لن تؤخر الإعلان عن {صفقة القرن}

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/31 أيار/2019/كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر قد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لقائهما أمس (الخميس) في القدس الغربية، بأن قرار إعادة الانتخابات الإسرائيلية وحل الكنيست (البرلمان)، وعدم تشكيل حكومة جديدة، لن يؤخر الإعلان عن «صفقة القرن»، لكن التركيز يتم حالياً على الجهود لإنجاح ورشة المنامة في نهاية الشهر المقبل. وقالت هذه المصادر إن كوشنر نفى تماماً وجود أي إمكانية لتأجيل ورشة المنامة، وأبدى إصراراً عليها، وأكد أن الإعلان عن الجانب السياسي للصفقة سيتم «في الوقت الذي يكون مجدياً، لضمان أكبر الإمكانيات لنجاح هذه الصفقة، وتوفر التأييد لها من مختلف الأطراف ذات الشأن». وقد فهم الإسرائيليون من هذا التصريح أن القرار بشأن موعد الصفقة سيكون بالتنسيق مع نتنياهو، وبحيث لا يؤثر سلباً على فرص نجاحه في الانتخابات المقبلة. وأكدوا أن الإدارة الأميركية ستجد الطرق المناسبة لكي تساند نتنياهو في الانتخابات المقبلة أكثر من الانتخابات الأخيرة التي تم فيها تقديم هدية ثمينة له عن طريق قرار الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بضم الجولان لإسرائيل. وللدلالة على ذلك لفتوا إلى تصريحات ترمب، أمس، التي أعرب فيها عن أسفه لفشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، وقوله: «نتنياهو شخص رائع حقاً». كان المستشار كوشنر، صهر الرئيس ترمب، قد وصل إلى إسرائيل من الأردن، فاجتمع مع نتنياهو برفقة كل من المبعوث الأميركي لـ«الشرق الأوسط» جيسون غرينبلات، ومبعوث الإدارة الأميركية إلى الشأن الإيراني بريان هوك، والسفير الأميركي لدى إسرائيل، دانئيل فريدمان. وشارك في اللقاء السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، رون ديرمر. وقال نتنياهو في ختام اللقاء: «يسرنا دائماً استقبال جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات في إسرائيل من أجل بحث جهودنا المشتركة لدفع الازدهار والأمن والسلام قدماً. أثمن كثيراً السياسة الأميركية تحت قيادة الرئيس ترمب التي تهدف إلى دمج الحلفاء بعضهم مع بعض في التعامل مع التحديات المشتركة، واغتنام الفرص المشتركة. كما تعلمون، كانت لنا ليلة أمس حادثة صغيرة (يقصد حل الكنيست)، ولكن هذا لن يوقفنا. سنواصل العمل معاً. عقدنا لقاءً ممتازاً ومثمراً يؤكد مرة أخرى أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى، وأنه سيتعزز أكثر». وقال كوشنر: «أود أن أشكر رئيس الوزراء نتنياهو على حفاوة الاستقبال. أحمل تحيات الرئيس ترمب إليكم، وإلى الشعب الإسرائيلي أجمع. هذه هي المرة الأولى لزيارتي إلى إسرائيل بعد اعتراف الرئيس بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وقد كان هذا الإعلان مهماً جداً، لأن أمن إسرائيل يعتبر حيوياً بالنسبة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهو مهم جداً أيضاً بالنسبة للرئيس نفسه، ونثمن جميع جهودكم لتعزيز العلاقات بين بلدينا. إنها أقوى من أي وقت مضى، ونحن منفعلون جداً حيال الاحتمالات التي تكمن هنا في إسرائيل، بما يخص العلاقات بيننا ومستقبلنا». وفي الأردن، أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، خلال زيارة كوشنر الأربعاء، الحاجة إلى «تكثيف الجهود لتحقيق سلام دائم وشامل، على أساس حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية». وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أجرى مساء الثلاثاء، في الرباط، محادثات مع جاريد كوشنر المستشار السياسي للرئيس الأميركي. وقالت وكالة الأنباء المغربية إنها تناولت تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة والمتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذا التحولات والتطورات التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

 

واشنطن تلوح بعقوبات ضد أي دول تنتهك عقوبات النفط الإيراني

المبعوث الأميركي: سنرد بقوة إذا هاجمت طهران أو ميليشياتها مصالحنا

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/31 أيار/2019/قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك إن البيت الأبيض سيرد بعقوبات على انتهاك عقوبات النفط الإيراني، مؤكداً أن 30 دولة توقفت عن استيراد النفط الإيراني بشكل كامل. وقال هوك في إفادة صحافية عبر الهاتف، أمس، إن تطبيق العقوبات النفطية ضروري للتأكد من منع طهران من استخدام الأموال في تهديد استقرار المنطقة، معرباً عن اعتقاده بأن كل دول العالم تشارك بلاده الرغبة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف هوك أن «الشرق الأوسط سيصبح غير مستقر ما دامت إيران تستخدم إيرادات النفط في سياستها الخارجية». ووجه هوك رسالة إلى جميع الدول لبذل جهود لوقف استيراد النفط الإيراني، بعدما أعلنت الولايات المتحدة إنهاء تشديد العقوبات النفطية وبداية خطة لتصفير صادرات نفط طهران. وأنهت الولايات المتحدة، في أبريل (نيسان) الماضي، إعفاءات منحتها لثماني دول، بما في ذلك الصين، من العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني، في محاولة للضغط على النظام في طهران.

وصرح هوك بأن «حملة ممارسة أقصى ضغط على إيران تعمل بشكل جيد»، لافتاً إلى أن «إيران وعملاءها بالوكالة في المنطقة باتوا أضعف اليوم مما كانوا عليه قبل عامين». واستشهد هوك بتصريحات زعيم «حزب الله» في لبنان عندما قال في مارس (آذار) الماضي، إن «الحزب في حاجة إلى الدعم المادي حتى يتمكن من الاستمرار في عملياته». وأضاف أن «(حماس) تواجه صعوبات في التعامل مع نقص التمويل من إيران، ونظام بشار الأسد في سوريا يواجه مشكلة في نقص السيولة بسبب تراجع حجم التمويلات التي كان يتلقاها من إيران، أحد أكبر الداعمين والممولين الرئيسين له». ولفت هوك إلى أن «الإنفاق العسكري الإيراني يتراجع بشكل دراماتيكي». وقال: «في ظل الاتفاق النووي الإيراني، عندما كانت الولايات المتحدة مشاركة فيه، قفز الإنفاق العسكري الإيراني». وأضاف: «منذ انسحبنا من الاتفاق، تراجع الإنفاق العسكري الإيراني بنسبة 28 في المائة؛ طبقاً للميزانية العسكرية التي أفرجوا عنها في مارس الماضي».

وأوضح هوك أن الاقتصاد الإيراني يعاني حالياً من ركود، وقال: «بمجرد أن يتم تفعيل عقوباتنا على النفط الإيراني بشكل كامل، ولقد وضعنا أمامنا هدف تصفير صادرات إيران من خام النفط، فسوف نقطع على إيران 50 مليار دولار من إيرادات النفط، وهذا يمثل 40 في المائة من ميزانيتهم السنوية»، مشيراً إلى «قطع الطريق على 80 ناقلة نفط إيرانية ومنعها من الملاحة». وقال هوك إن السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران قائمة على الـ12 شرطا التي أعلن عنها وزير الخارجية مايك بومبيو العام الماضي، والتي تركز على البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وعدوان طهران في المنطقة.

وصرح في هذا الصدد بأن «الشروط الـ12 تعكس إجماع العالم بخصوص البرنامج النووي الإيراني قبل توقيع اتفاق فيينا 2015 حول البرنامج الإيراني». وقال إن «إحدى نقاط الفشل الكثيرة في الاتفاق هو أنه أدى إلى تضليل الناس وجعلهم يعتقدون أن البرنامج النووي متوقف عند الصواريخ الإيرانية وعدوانها في المنطقة». وتابع هوك: «نحن نحاول أن نستعيد ما كان عليه الإجماع العالمي قبل الاتفاق النووي، وجعل إيران تلتزم بالمعايير الطبيعية التي تلزم بها أي دولة طبيعية. وعلى إيران الاختيار إما أن تكون دولة طبيعة أو نظاماً ثورياً». وأشار إلى أن واشنطن تهدف إلى زيادة تكلفة السياسة الخارجية الإيرانية، حتى تصعب الأمر على النظام الإيراني في تطبيق سياساته العدوانية، مضيفاً أن الرئيس يسعي إلى التوصل إلى اتفاق أفضل ويكون بديلاً وأشمل من الاتفاق الحالي.

وحول التهديدات الإيرانية للمصالح الأميركية في المنطقة، قال هوك: «لقد اكتشفنا بعض التهديدات ضد مصالحنا عبر أجهزة الاستخبارات، وإذا هوجمنا فسوف نرد بالقوة»، مشيراً إلى أن الوضع العسكري الأميركي في المنطقة قادر على الرد على هذه التهديدات، وأن «إعادة انتشار القوات الأميركية في المنطقة تهدف بالأساس إلى ردع تهديدات طهران». وقال هوك إن تحرك الأسطول الأميركي إلى المنطقة «كان تحركاً دفاعياً»، وأن «إيران وصلت إليها الرسالة»، مضيفاً: «يتعين على إيران إبداء رغبة أكبر في الحوار أكثر من التهديدات، ونحن نرى بشكل يومي أن إيران تقول إنها لا ترغب في الحوار مع الولايات المتحدة. وكنا واضحين في ذلك من البداية؛ أن الرئيس يرحب بالحوار مع الإيرانيين». وحول احتمال أن ترسل الولايات المتحدة فريق مفتشين للمفاعلات النووية في إيران، قال هوك: «إننا نعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونعمل مع الإمارات العربية المتحدة، التي تعد أكبر ممول للمنظمة، وسوف نستمر في العمل مع المنظمة فيما يخص البرنامج النووي الإيراني». ونفى المبعوث الأميركي أي انقسامات داخل الإدارة الأميركية حول إيران، مشيراً إلى أن فريق الأمن القومي داخل إدارة ترمب على توافق كامل حول إيران، وقال: «الرئيس هو الذي يتخذ القرار، ومجلس الأمن القومي ينفذ هذه الاستراتيجية».

وعن رغبة الإدارة في تغيير سلوك النظام الإيراني، قال: «إننا بالتأكيد نرغب في تغيير في سلوك النظام الإيراني. ونحن نسعى إلى قلب المكاسب الإيرانية التي حققوها في ظل الاتفاق النووي، ولقد وضعنا سياسة شاملة للتعامل مع كل جوانب سلوك النظام وتهديداته للأمن القومي». ووصف النظام الإيراني بأنه بمثابة «مافيا فاسدة تهدف إلى تطبيق سياسة خارجية آيديولوجية». كما تطرق هوك إلى انقسام أوروبا والولايات المتحدة حول إيران، وقال: «الأوروبيين لهم استراتيجيتهم، وهي واضحة وشفافة، إلا إن إيران لم تلتزم حتى بمعايير هذه الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بجوانب تعقب الأموال التي تخرج تدخل من وإلى إيران. أنا متشكك في أن إيران يمكن، في يوم من الأيام، أن تتفق داخلياً على تطبيق نظام شفاف مطابق للآلية التمويلية الأوروبية». وبشأن الوضع في العراق، قال إن إيران «تسعى إلى خلق فتنة طائفية في العراق»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقدم مساراً أفضل للعراقيين مما يقدمه الإيرانيون، وأنها ستستثمر في الحكومة العراقية. وتساءل: «كيف يمكن للنظام الإيراني، الذي ينتهك حقوق شعبه، أن يقدم شيئاً جيد للعراقيين؟!».

 

طائرات روسية تشارك في قصف جنوب إدلب وقتلى مدنيون في غارات على معرة النعمان

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/31 أيار/2019/قُتل مدنيون في غارات من قوات النظام السوري على مناطق في جنوب إدلب ضمن مناطق «خفض التصعيد» بموجب اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، في وقت لفت مشاركة الطائرات الروسية في قصف جنوب إدلب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إنه «ارتفع إلى 7 على الأقل عدد الذين قتلوا الخميس جراء القصف الجوي ضمن منطقة (خفض التصعيد)، وهم 4 أطفال ومواطنة قتلوا في مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها مدينة معرة النعمان جنوب إدلب». كما قضى منشق عن قوات النظام وقتلت طفلته؛ وذلك جراء قصف الطيران الحربي التابع للنظام على بلدة كفروما، في حين لا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة. وقال «المرصد» إن طائرات روسية «شنت أكثر من 5 غارات مستهدفة بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، كما نفذت طائرات النظام الحربية 9 غارات على الأقل على مناطق في بلدة كفروما وغارات أخرى على حزارين وعابدين، ليرتفع إلى 51 عدد الغارات الجوية التي نفذتها طائرات النظام الحربية منذ صباح الخميس ضمن منطقة (خفض التصعيد)، مستهدفة كلاً من اللطامنة، وكفرزيتا، وأرينبة، والهبيط، وكفروما، ومحور كبانة بجبل الأكراد، وأريحا، ومعرة النعمان، وخان شيخون ترملا، والفقيع، وكفرموس، ومنطف، وترملا، ومنطقة جبل الأربعين، وعابدين، وحزارين». على صعيد متصل، استهدفت فصائل متطرفة مواقع قوات النظام بالصواريخ في قرية السكرية جنوب شرقي محافظة إدلب، في وقت سقطت قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على بلدة قمحانة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حماة الشمالي. ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية، يرتفع إلى 947 شخصاً ممن قتلوا منذ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» في 30 أبريل (نيسان) الماضي، بحسب «المرصد» الذي وثق مقتل 15 مسلحاً من فصائل المعارضة خلال قصف جوي واستهدافات في مناطق متفرقة خلال الـ24 ساعة الفائتة. وقال «المرصد» إن القوات الروسية «تستكمل الشهر الـ44 من مشاركتها في الصراع الدائر على الأرض السورية»؛ إذ يأتي الشهر الثامن من العام الرابع لـ«يضم خسائر بشرية، في سلسلة الهجمات التي تنفذها روسيا بحق أبناء الشعب السوري، متذرعة بـ(محاربة الإرهاب)، الذي مارسته بحق المدنيين». وقال: «كل هذا جرى جنباً إلى جنب مع عمليات دعم روسيا بقواتها البرية والعسكرية، قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، في تقدمها على حساب الفصائل المقاتلة والإسلامية و(هيئة تحرير الشام) (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم (داعش) فمع مشاركة الروس في الـ30 سبتمبر 2015، كانت قوات النظام تسيطر على مساحة 48146 كلم مربع، بنسبة 26 في المائة من مساحة الأراضي السورية، في حين بلغت سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية 21666 كلم مربع بنسبة 11.7 في المائة من مساحة الجغرافية السورية، كما بلغت سيطرة تنظيم (داعش) 96663 كلم مربع بنسبة 52.2 في المائة من مساحة الأراضي السورية، في حين بلغت مساحة سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) 18705 كلم مربع بنسبة 10.1 في المائة من مساحة سوريا، لكن التدخل الروسي لم ينجح في توسعة سيطرة النظام وحلفائه إلا بعد مطلع عام 2017، عقب أن تدنت مستوى سيطرة النظام إلى 31419 بنسبة 17 في المائة في مطلع عام 2017، وهي أقل نسبة وصلت إليها قوات النظام خلال السنوات السبع الفائتة». وتابع «المرصد» أنه وثق خلال الشهر الـ44 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا مقتل 44 مواطناً مدنياً، بينهم 15 طفلاً و13 مواطنة بقصف الطائرات الحربية الروسية، حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية 18397 منذ الـ30 سبتمبر. وكان «المرصد» أشار أول من أمس إلى «قصف النظام وروسيا يتواصل بكثافة على مناطق عدة. الغارات الروسية تتركز على مدينة خان شيخون وضواحيها». ومنذ الأحد أدت الغارات الجوية التي يشنها النظام والقصف المدفعي على إدلب وضواحيها إلى مقتل أكثر من خمسين مدنياً، بينهم الكثير من الأطفال، بحسب «المرصد». ويقع القسم الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام»، وهي الفرع السوري لتنظيم «القاعدة». في حين تسيطر القوات الموالية للنظام على قسم من جنوب شرقي وشرق إدلب، إضافة إلى الجزء الأكبر من المحافظات الثلاث الأخرى. والثلاثاء، قُتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم 11 طفلاً في قصف لقوات النظام السوري على مناطق في محافظتي إدلب وحلب، وهو قصف يتواصل من دون توقف تقريباً منذ نحو شهر. ولم تعلن قوات النظام السوري عن هجوم فعلي تشنه على مواقع «هيئة تحرير الشام»، لكنها كثفت عمليات القصف ودخلت في مواجهات على الأرض مع الجهاديين منذ نهاية أبريل، وتمكنت من استعادة بعض المناطق في جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة. وقالت مورغن أورتيغاس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، للصحافيين الثلاثاء: إن «الهجمات على المدنيين والبنى التحتية العامة مثل المدارس أو الأسواق أو المستشفيات تشكّل تصعيداً متهوّراً وغير مقبول». وأمام مجلس الأمن الدولي أكدت الثلاثاء مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أورسولا مولر أن نحو 270 ألف شخص قد تهجّروا جراء أعمال العنف في إدلب منذ نهاية أبريل، وقد علّقت منظمات إغاثة عملها في عدد من القطاعات.

 

أنقرة تعزز قواتها في ادلب وتواصل الاتصالات مع موسكو حول إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/31 أيار/2019/أكدت تركيا استمرار الاتصالات مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا وتحقيق الاستقرار في أقرب وقت ممكن. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: «تستمر اتصالاتنا الوثيقة مع الروس لوقف مأساة استهداف النظام للمدنيين في إدلب وتحقيق وقف لإطلاق النار مرة أخرى، وننتظر منهم ممارسة نفوذهم والضغط على النظام لوقف هذه الهجمات المنفذة من الأرض والجو على الفور». وأشار أكار، في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس، إلى أن استهداف النظام السوري لإدلب أدى إلى نزوح آلاف المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، موضحاً أن هذه المأساة غير مرغوب بها، وتركيا تواصل جهودها في إطار مسار آستانة واتفاق سوتشي من أجل منعها. في السياق ذاته، تواصل تركيا تعزيز نقاط المراقبة العسكرية التابعة لها في محافظة إدلب، مع التصعيد الذي تتعرض له المنطقة من قبل قوات النظام والطيران الروسي. وأفادت مصادر بدخول رتل تابع للجيش التركي، أمس (الخميس)، يتألف من 30 آلية من معبر كفرلوسين واتجه إلى 3 نقاط مراقبة تركية في العيس والصرمان ومورك بريف حماة الشمالي. ويتزامن تعزيز النقاط التركية مع استمرار القصف الجوي من جانب النظام بدعم روسي، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين في الأيام الماضية. ورغم التطورات التي تشهدها محافظة إدلب لم تسحب تركيا نقاط المراقبة الـ12 التي نشرتها بموجب اتفاق آستانة، واستمرت بتعزيزها خصوصاً نقطة شير المغار في جبل شحشبو التي قصفتها قوات النظام ومحيطها أكثر من مرة ما أدى إلى إصابة جنديين تركيين. وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن الجيش التركي لن يسحب عناصره من نقطة شير المغار أو من أي مكان آخر. واتفقت تركيا وروسيا في سوتشي، في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام بعمق 15 كيلومتراً في إدلب و20 كيلومتراً في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على سحب الأسلحة الثقيلة للفصائل وإخراج المجموعات المتشددة من إدلب وفتح الطرق الرئيسية حولها. واتهمت موسكو أنقرة مراراً بالتقصير في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق لا سيما فيما يتعلق بإخراج المجموعات المتشددة والإرهابية، وفي مقدمتها جبهة النصرة، وفتح الطرق وكذلك إقناع «النصرة» بتسيير روسيا دوريات عسكرية في إدلب. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، في جلسة أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، إن «الحديث لا يدور عن عملية واسعة النطاق في إدلب وذلك لن يحدث»، مشدداً على التزام روسيا بالاتفاق المبرم مع تركيا. ولفت إلى أن نفوذ هيئة تحرير الشام انتشر على 99% من مساحة منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال 6 أشهر، بعد أن كان يمثل 60% حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وحذرت هيئة تحرير الشام (التي تشكّل «النصرة» قوامها الرئيس)، والتي تسيطر على جزء كبير من إدلب، من وصول الجيش السوري إلى الحدود التركية، داعية أنقرة إلى تعزيز مواقعها بالمنطقة، واتباع سياسة تقوم على التدخل بصورة أكبر لمنع تقدم قوات النظام، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى زيادة تسليح الفصائل المسلحة الموالية لتركيا من جانب أنقرة للتصدي لقوات النظام. وقال فواز هلال، قائد الهيئة التي تطلق على نفسها اسم حكومة التحرير وتتبع هيئة تحرير الشام، إنه يتوجب على تركيا تعزيز نقاط المراقبة الاثنتي عشرة بشكل عاجل، محذراً من تقدم قوات الأسد إلى الحدود التركية في حال عدم استجابة تركيا لذلك. وأشار هلال، في مقابلة مع «رويترز»، إلى إصابة جنديين تركيين جراء النيران التي أطلقها الجيش السوري مطلع مايو (أيار) الحالي، مضيفاً: «سُمح بإقامة المواقع التركية على أمل أن توفر الحماية للمدنيين، لكن الحقائق تعكس عجز هذه المواقع عن حماية نفسها. نأمل أن يحمي الجانب التركي هذه المواقع والمناطق التي دخلها وأن يتم منع تحليق وقصف الطيران السوري والروسي لتلك المناطق». وفر 180 ألفاً على الأقل مع احتدام القتال في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، وأودى قصف القوات الحكومية بحياة العشرات على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.

على صعيد آخر، أعلنت جامعة غازي عنتاب التركية أنها ستفتتح عدداً من كليات تعليمية تابعة لها في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» التي تسيطر عليها تركيا وفصائل سورية موالية لها شمال سوريا. وقال رئيس الجامعة علي غور، إن جامعة غازي عنتاب تولت خدمات التعليم العالي في مناطق شمال سوريا، مشيراً إلى تحسن الأوضاع التعليمية في المنطقة يوماً بعد آخر، وإنهم يبذلون جهوداً كبيرة لتلبية احتياجات المنطقة في المجال التعليمي، لافتاً إلى افتتاحهم العام الماضي معهداً عالياً للتعليم المهني في مدينة جرابلس. وذكر أنهم تواصلوا مع المجالس المحلية في شمال سوريا، ومع السلطات التركية المشرفة على المنطقة، للتنسيق حول افتتاح الكليات وأنه زار المنطقة بنفسه واطّلع على الوضع التعليمي هناك واحتياجات المنطقة في هذا الخصوص. وتابع: «تقدمنا بطلب لمجلس التعليم العالي التركي لافتتاح كليات في مدن الباب وإعزاز ومارع، وسنبدأ بقبول الطلاب السوريين فور الموافقة على طلبنا. كما نعتزم إضافة أقسام أخرى إلى المعهد المهني في جرابلس، وسيتم القبول وفق قواعد مجلس التعليم العالي التركي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يسقط الناخب الاسرائيلي "صفقة القرن"؟

الكولونيل شربل بركات/31 أيار/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/75356/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AE%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

دخل تأليف الحكومة الاسرائيلية مرحلة دقيقة أجبرت حزب الليكود على طرح حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات جديدة في ايلول المقبل. ويتسائل البعض ماذا وراء هذا التغيير وقد كان تشكيل الحكومة سيعطي رئيس الوزراء السيد نتانياهو فرصة جديدة لقيادة البلاد للمرة الخامسة ما لم يفعله حتى بن غوريون أول رئيس وزراء لدولة اسرائيل.

العقلية السائدة في الدول الديمقراطية وبعكس الشعوب التي لا تعرف الديمقراطية هي عقلية حساسة تجاه القائد الناجح، فالمجتمعات الديمقراطية لا يمكنها تحمّل الشخص الناجح لأكثر من عشر نوات متتالية، بالعادة، وهو ما تنبهت له الدساتير في كثير من هذه الدول فمنعت اعادة الانتخاب في المنصب الأعلى في الحكم؛ ففي الولايات المتحدة مثلا المدة الأقصى للرئيس هي ولايتين من اربع سنوات ما مجموعه ثماني سنوات، وفي لبنان ست سنوات لمرة واحدة، أما في فرنسا فالمدة الأقصى هي دورتين من سبع سنوات اي اربع عشرة سنة، وما رايناه في كندا ولو لم يكن هناك تحديد بأن المدة الأقصى التي يتحمّلها الشعب هي حوالي العشر سنوات ما يؤمن تداول السلطة بين الاحزاب ويعطي الفرصة لتحمّل المسؤولية وعدم الشعور بالغبن، ربما.

في اسرائيل وعندما نجح السيد بيغن بتوقيع سلام مع مصر في 1978 ومن ثم، وبعد حرب "سلامة الجليل" التي أتت بحليفها بشير الجميل رئيسا للبنان، كاد بيغن أن يحقق حلم اسرائيل بأن تعيش بسلام بين الجار الشمالي والجار الجنوبي ما سوف يجعل الملك الأردني يلتحق بالركب لتنتهي الحروب وينفتح الشرق الأوسط أمام طموح الاسرائيليين الذين تضيق بهم "أرض الميعاد".

في بلادنا مثل يقول "البغضة بالقرايب والحسد بالجيران" وهذا ما يحصل في المجتمعات الديمقراطية فقد خاف اليسار في اسرائيل وهو من بنى الدولة في 1948 وكان بن غوريون فرض على بيغن بالقوة حل "تنظيم الهاغانا" وتوحيد البندقية تحت سلطة الحكومة، هذا اليسار خاف أن يستفرد الليكود بدور صانع السلام فلم يقبل بأن تستمر العلاقات الجيدة مع لبنان وتصل إلى السلام في 1982 كما كان حصل مع مصر سابقا، فقامت المظاهرات (200 ألف نزلوا إلى شوارع تل أبيب) وقام شمعون بيريس، الذي كان ورابين قد بدأ العلاقة مع المسيحيين في لبنان سنة 1976، بطرح نظرية جديدة قوامها بان جيراننا الأقرب في الشمال ليسوا المسيحيين بل الشيعة ونحن يجب أن نمد يدنا لهؤلاء الجيران. وبدأت النظريات التي تتبنى تغيير الحلفاء بالظهور ومنها نظرية "يهود باراك" بالانسحاب السريع حتى الحدود الدولية (ما سينفذه كرئيس حكومة سنة 2000)، إلى أن نشأ "حزب الله" الذي أطاح بكل الحلفاء وأعاد اسرائيل إلى سياسة الغيتو بالرغم من أن البعض يدّعي غير ذلك. وكان نجاح اليسار فيما بعد بالانتخابات ومحاولة تحقيق السلام مع الفلسطينيين، هذه المرة، طرح الثنائي بيريس - رابين وقد توصلا إلى "أوسلو" ومن ثم "كمب ديفيد"، وكاد رابين أن يصبح بطل السلام مع الفلسطينيين لولا قيام أحد المتطرفين اليمينيين بقتله وهو يخطب في ساحة تل أبيب ولو لم توقف هذه العملية مسيرة السلام التي سيوقفها عرفات فيما بعد بما سمي "ثورة الحجارة" بالرغم من أنه كان قد أعطي كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل سنة 1967 من مصر والأردن ليشكل دولته العتيدة.

اليوم، ومع الرئيس ترامب وما يشاع حول "صفقة العصر"، وبسبب حنكته السياسية وعلاقاته المميزة في الولايات المتحدة ودول العالم، يعتبر السيد نتانياهو أحد اركان الحل في الشرق الأوسط، فهو يكاد يكون موثوقا حتى في دول عربية كثيرة كما مع روسيا والولايات المتحدة. وقد كان طرحه لمنع ايران من الوصول إلى السلاح النووي أحد أهم الأمور التي جعلته يقترب من قادة الدول الخليجية التي تخاف من سيطرة الجار الفارسي الهاجم لينقض على الشرق الأوسط بعد انسحاب اللاعبين الكبار منه.

الناخب الاسرائيلي اليوم ينظر إلى موضوع قيادة دولته من منظاره الشخصي وقد تكون الرؤية المحدودة والنظرية التي تكلمنا عنها أعلاه هما ما يحرك الشارع. وإذا لم يفلح السيد نتانياهو بالحصول على أكثرية في ايلول قد تخسر اسرائيل أحد عناصر القوة والحوار. وقد تتأثر استمرارية الثقة بالقيادة الجديدة ما يقلل من الحظوظ للتوصل إلى تفاهم حول مستقبل العلاقات بين دول تتعاون اليوم لحل الموضوع الفلسطيني الذي يمنع من انهاء الصراع العربي - الاسرائيلي وتثبيت السلام ما سيخلق فرص عمل واستقرار لكافة سكان الشرق الأوسط الذين سئموا الحروب ويئسوا من المشاريع الهدامة.

فهل تأجيل تأليف الحكومة الاسرائيلية اليوم والذهاب إلى انتخابات في ايلول المقبل ستكون سببا في وقف طرح الحل الذي يتبناه الرئيس ترامب؟ وهل أننا وبعد أن كادت عناصر التخريب تنهزم بسبب سياسة الحزم التي اعتمدها هذا الرئيس سنستفيق على تراخي في الطروحات ما سيعطي إيران و"محور مقاومتها" فرصة جديدة للقيام بهجمات ارهابية كالتي جرت في بيروت ضد المارينز في 1983 ومن ثم تنهار الهالة العسكرية ليتفشى الارهاب من جديد؟ وماذا ستكون ردة الفعل في اسرائيل هل يتفاجأ المواطنون الذين اعتقدوا أن الحرب انتهت وعاد لهم ترف الخصومات الداخلية والتنافس على المقاعد القيادية، بموجة جديدة من الهجمات الصاروخية "الدقيقة"، هذه المرة، والتي يتوعّد عدوهم بأنها ستشل الحركة في طول البلاد وعرضها؟

أيران التي تسعى إلى خفض مستوى التحدي اليوم لكسب الوقت متأملة باستمرار نظام الملالي حتى الخريف المقبل حيث سيتركز اهتمام الرئيس ترامب وادارته على حملة الانتخابات الرئاسية وحينها تعود إلى سياساتها المعهودة وبرامجها التوسعية في المنطقة. فهل سيكون الناخب الاسرائيلي هو الحليف الغير المعلن الذي سيسقط "صفقة القرن"؟

 

انتفاضة "المستعمرات" الإيرانية... الطريق الأسرع لردع طهران ودعم حركات المقاومة في الدول الواقعة تحت تأثيرها أضحى أمرا ضروريا

 د. وليد فارس/انديبندنت/31 أيار/2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75364/75364/

في خضم المواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول مختلف الملفات الأمنية والسياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، يُجرى التركيز تقليديّاً على ثلاثة محاور تشكل أساس الصراع.

وتشكّل الولايات المتحدة الأميركية رأس المحور الأول عبر وسائلها السياسية وتعبئتها العسكرية، كإرسال حاملات طائراتها إلى الشرق الأوسط لمواجهة النظام الإيراني وميليشياته وصاروخيه الباليستية وامتداداته إلى عمق المنطقة العربية.

ويتلاقى المحور الأول مع الثاني المتمثل في السعودية والإمارات والبحرين ودول التحالف العربي، وهذه الجبهة تلعب دورا كبيرا في مواجهة "الانفلاش" الإيراني في اليمن، والتصدي لصواريخ الحوثيين، وردع الخلايا التابعة لميليشيات الحرس الثوري، والتي تحاول زعزعة الاستقرار الداخلي لهذا الدول، وكذلك تلعب دورا دبلوماسيا كبيرا في العالم لا يقلّ أهميته عن الدور "الردعي" التي تقوم به.

المحور الثالث هو اقتصادي بحت، يقوم على العقوبات الأميركية المفروضة على النظام الإيراني، وإدراج مجموعاته على لوائح الإرهاب، ومكافحة مصادر تمويلها وأذرعها في سوريا ولبنان والعراق، ويُقابله أيضا خطوات عربية جبّارة للحؤول دون وصول الأموال إلى ميليشيات إيران.

ورغم أهمية المحاور الثلاثة، إلا أن هناك محورا رابعا لا يتطرق إليه الخطاب السياسي في العالم بشكل عام، وفي الولايات المتحدة والغرب بشكل خاص، ولا يأخذ اهتماما إعلاميا كبيرا يوازي الدور الذي بإمكانه القيام به.

وتمثل المعارضات وحركات مقاومة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ضد الاستعمار "الخميني" المحور الرابع، ولا بد أن يتماهى هذا المحور مع المحاور الثلاثة ليكون عنوانا رئيسا في مواجهة الإمبراطورية الإيرانية وكسر طموحاتها، ودفن أحلامها.

وكما حصل أيام الاحتلال النازي لجزء كبير من أوروبا، ثم الاحتلال السوفيتي الذي تبعه، والدور الذي قامت به حركات المقاومة الداخلية في الدول لدحر هذه الاحتلالات، فلا بدّ للمجتمع  الدولي، وعلى رأسه أميركا والتحالف العربي، أن يمد يَدّ المساعدة إلى هذه المعارضات التي تقاوم الاحتلال الإيراني في دولها.

كما أن التخطيط الأميركي- العربي لا بد وأن يوفر دورا لحركة المقاومة الإقليمية لمواجهة "الانفلاش" العسكري الإيراني، وإيجاد مساحة للدعم والحوار عبر شبكة كبيرة من السياسيين والنواب والأكاديميين والصحافيين والطلاب والضباط السابقين وجميع حركات المجتمع المدني الحقيقية في هذه الدول، فهناك طاقات هائلة تتصدى لمشروع إيران من دون أدنى مقومات المواجهة، وبالتالي يمكن إيجاد طريقة لدعم هذه الحركات المدنية عبر مؤتمر "وارسو" مثلا، الذي انعقد مطلع العام الحالي، من أجل مقاومة الوجود الإيراني والنضال حتى جلاء جيشه وميليشياته عن الأراضي التي يحتلها.

وإذا استعرضنا الدول الواقعة تحت تأثير نظام طهران، وحركات المقاومة، نجد أن دعم هذه الأخيرة أضحى أمرا ضروريا نظرا للدور الضخم الذي تلعبه، ففي العراق هناك قطاعات واسعة من النسيج الوطني تعبّر علناً عن معارضتها لسيطرة إيران وحرسها وتحكّمها بمعظم القرارات، وممارسات الحشد الشعبي، وأبرز هذه الجماعات المعارضة العربية السنيّة في الأنبار ومدن أخرى، وحكومة أربيل، ومعها أكثرية الأكراد شمال البلاد، والأهم وجود فئة عريضة من الليبراليين الشيعة ترفض الممارسات الإيرانية مع الأقليتين الإيزيدية والمسيحية. هذه الحركات مجتمعة تشعر بالضغط الإيراني المتزايد، ولها دور كبير في تحقيق دحر الاحتلال الإيراني.

أما في سوريا فهناك أكثرية عربية تتوافق مع قوات سوريا الديمقراطية على معارضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمجموعات الإخوانية أيضا، وتتلاقى مع التحالف العربي وواشنطن في الصراع مع الإرهاب المتمثل في داعش من جهة، والحرس الثوري وأذرعه من جهة ثانية.

وفي لبنان فإن حركة مقاومة النفوذ الإيراني، ومعه نظام بشار الأسد، تعدّ من أقدم حركات المقاومة وأنجزت ثورة "الأرز" في العام 2005 قبل حصول ما يسمى بالربيع العربي، ما كان تحقيقه مستحيلا، ولكن هجوم حزب الله العسكري عام 2008 وانقلابه على المؤسسات الرسمية في لبنان أوقعها في ضعف، ولذلك المطلوب مدّ الجسور معها من جديد، ورأينا في عام 2009 عندما خاضت الانتخابات موحدة في وجه حزب الله وحلفائه تمكنت من تحقيق أغلبية برلمانية لأنها تمثل في الواقع أكثرية شعبية مناهضة لسيطرة حزب الله، ومن خلفه إيران على الساحة اللبنانية.

الساحة اليمنية مختلفة عن الساحات الأخرى، فالتحالف العربي يدعم علانية الشرعية اليمنية ومعها قوى الجنوب لردع طهران، وفي إيران نفسها هناك حركات المقاومة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أو المجموعات التقليدية المناصرة لنجل الشاه، وغيرها، والتي يعيش قادتها في المنفى.

بشكل مختصر، إذا نظرت واشنطن والدول العربية إلى كل هذه القوى التي تطالب بالاستقرار وبناء دولتها الحرة والمستقلة بعيدا عن التأثيرات الإيرانية، فإن المحور الرابع، في حال تفعيله، سيشكل رأس حربة قيادة الانتفاضة في المستعمرات الإيرانية، وبإمكانه تغيير واقع المنطقة بوقت أسرع وبجهد أخفّ، لأن الشعوب دائما لها الكلمة الأخيرة.

* د. وليد فارس/الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية

 

نصرالله واستعراضه العسكري: تخويف العرب ومفاوضة الأميركيين

منير الربيع/المدن/السبت 01/06/2019

لم يرد حزب الله لـ"يوم القدس العالمي" هذا العام، أن يمرّ كما كانت هي الحال منذ العام 2006. فما بعد حرب تموز، أوقف حزب الله عروضه العسكرية السنوية، التي كان ينظّمها للمناسبة. وكان يستعرض فيها ترسانته العسكرية، كرسائل واضحة للعدو الإسرائيلي حول جهوزيته لأي مواجهة. بعد 2006، أوقف الحزب تنظيم هذا النوع من الاستعراضات العسكرية، لأسباب أمنية. وترافق إيقاف هذه المظاهر العسكرية والمسلّحة، مع أوضاع سياسية متوترة في لبنان. ففضل الحزب ربما عدم الخروج بهذه العراضات، كي لا تفهم بأنها موجهة إلى الداخل، في ضوء الانقسام العمودي السائد في لبنان.

ما بعد 2006

لكن إيقاف العروض العسكرية في تلك الفترة، لم يحل دون التلويح بالسلاح أو استخدامه لحظة الحاجة إليه، كما حصل في العام 2008. وحينها أعلن الأمين العام للحزب بأن السلاح لحماية السلاح. في فترة العراضات العسكرية ما قبل العام 2006، كان يسود في لبنان توازن سياسي، وواجه حزب الله في حينها أعتى الهجمات السياسية محلياً وإقليمياً ودولياً حول سلاحه وضرورة نزعه. أما اليوم، فيجدد الحزب مع هذا التوقيت الحرج والدقيق إقليمياً ومحلياً الخروج باستعراض عسكري، كدليل جديد يضاف على الانتصارات التي سجّلها الحزب في السياسة، خصوصاً في ظل غياب أي طرف داخلي لبناني، يأتي على ذكر سلاح الحزب أو يطالب بسحبه. لم يُدخل الحزب عنصر السلاح إلى الاستعراض، كان اللباس العسكري لمقاتليه بفرقهم المختلفة، رسالة كافية وبالغة الوضوح. بعض المظاهر المشابهة بنسبة أقل كانت تبرز في بعض العروض أو المهرجانات التي نظمها الحزب سابقاً، خلال تصاعد وهج المعارك في سوريا. ففي إحياء ذكرى عاشوراء في العام 2015، عمل الحزب على إبراز جزء من آلياته العسكرية المطلية بلون صحراوي، وأنزل مقاتليه بأسلحة وعتاد متطورين. فكانت رسالته واضحة للداخل السوري، وللمعركة الوجودية التي يخوضها. وفي السنة نفسها، أجرى الحزب استعراضاً عسكرياً ضخماً في مدينة القصير، حيث انتقل نشاط الحزب الاستعراضي إلى هناك، تماماً حيث أصبحت وجهة قتاله.

قمم مكة

أراد الحزب لمهرجانه المركزي السنوي هذا العام، أن يكون بالغ الوقع وواضح المعنى. قد لا يحتاج الحزب إلى لغة عسكرية في الداخل اللبناني، فقد أصبح مسلّماً بتسيده وهيمنته على لبنان من قبل كل القوى السياسية، ولا يواجه أي اعتراض جدّي يذكر. الأساس في توقيت الاستعراض العسكري، هو لحظة التصعيد الأميركي الإيراني، والتلويح الأميركي بالمزيد من العقوبات على الحزب، وهو التزامن مع انعقاد قمم مكة الثلاث، للبحث في الرد على الاعتداءات الإيرانية على الإمارات والسعودية، ما يعني أن الرسالة بالغة الدلالة في هذا الإتجاه، وتعني ببساطة: في حال وقوع أي حدث عسكري فإن الجبهات ستكون مفتوحة على بعضها البعض، خصوصاً أن الاحتفال الذي نظّم في لبنان، كان له ما يماثله في كل الدول التي تتمع طهران بنفوذ سياسي أو عسكري فيها. ما يعني أن هذه التحركات تهدف إلى استعراض القوة الإيرانية، في لحظة التجاذب وغياب التفاهمات حتى الآن. وهذا ما كرّسه نصر الله في السياسة، حين رفض الموقف اللبناني في قمم مكة، معتبراً أنه موقف مدان ويخرج عن البيان الوزاري والنأي بالنفس، معتبراً انه موقف يمثّل الأشخاص المشكّل منهم الوفد وليس لبنان.

صفقة القرن

وفي هذا الإطار جاء كلام نصر الله حول إسرائيل التي تخاف من صواريخ لبنان وغزة وسوريا، ما يؤكد ترابط هذه الجبهات، بالإضافة إلى العراق واليمن. وبمجرد إعلانه العمل على إسقاط صفقة القرن، فهذا يعني أن الردّ على العقوبات التي تتعرض لها إيران، ستكون في فلسطين. ولفت نصر الله إلى أن ترامب ليس رجل حرب، بل رجل رهانات اقتصادية. وهذا لا ينفصل عن تأكيد نصر الله: "إذا ما شنت حرب على إيران فإن المنطقة كلها ستشتعل، وسيدفع ثمنها الأميركيون ومصالحهم في المنطقة". رفع حزب الله شعار "لا لصفقة القرن" عنواناً لمهرجانه، لكن الرسائل التي أطلقت كانت بالغة الوضوح من حيث الوجهة، وهي في صلبها موجهة إلى خصوم إيران، وقد يكون المستهدفون بهذه الرسالة، هم من العرب أكثر من الأميركيين والإسرائيليين. لبنانياً، أراد حزب الله تكريس انتصاره من خلال استعراضه العسكري، والإعلان عن التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأراد الحزب تكريس ذلك من خلال الحضور الرسمي الذي رافق العرض العسكري، إذ كان حاضراً ممثلا رئيسيّ الجمهورية ومجلس النواب، ووزراء ونواب وممثلون عن الأجهزة الأمنية.

الصواريخ وترسيم الحدود

ربط نصر الله ملف صفقة القرن، والتصعيد الأميركي الإيراني، بملف ترسيم الحدود الجنوبية، معتبراً أن هذا الموضوع حساس ويراد به الضغط على اللبنانيين، وهذا في صلب الاستراتيجية الأميركية التي ترتكز على الإنتهازية: "فجاء الأميركي، لاستغلال المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، لمعالجة ملف جانبي هو بالكامل لمصلحة إسرائيل، ملف الصواريخ الدقيقة وتصنيعها. وهذا ما لا تريده إسرائيل، وهي تهدد بقصفه". واعتبر نصر الله أن هذا الملف كان مخفياً منذ أشهر، ولكنه أراد إثارته بعد توسع التفاوض بشأنه. وهذا يؤكد معلومات ذكرتها "المدن" في تقارير سابقة عن المفاوضات، والتي تتعلق بسحب أسلحة حزب الله الدقيقة من حدود نطاق عمل القرار 1701". واستكمل نصر الله العرض العسكري الرمزي، بموقفه الذي جدد فيه التأكيد بامتلاك صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، قادرة على تغيير المعادلات في المنطقة، مهدداً بانه إذا ما تعرّض أي مركز لحزب الله لضربة عسكرية، فإن الحزب سيرد الصاع صاعين. نافياً امتلاك الحزب أي مصانع للصواريخ، معتبراً أن حزبه قادر على ذلك، وإذا ما استمر الأميركيون على هذه الوتيرة فقد يلجأ الحزب إلى تصنيع هذه الصواريخ. وفيما ربط نصر الله ملف الترسيم بملف الصواريخ، وأوصل رسالة أساسية للأميركيين بانه قادر على الإتيان بمصانع لتصنيع الصواريخ، إذا ما استمرت السياسة الأميركية على هذه الوتيرة.. وهذا مؤشر واضح حول لعبة المفاوضات، وإمكانية تعطيلها أو إطالة أمدها، أو وصولها إلى نقاط مشتركة إذا ما تغيرت السياسية الأميركية، أو تطورت الأوضاع إيجاباً بين واشنطن وإيران. فحينها لن يكون هناك حاجة للتلويح بالصواريخ.

 

أيها المذنبون لا تخافوا.. لن يطالكم أحد

جنى الدهيبي/المدن/السبت 01/06/2019

للمرّة الثالثة على مدار عامٍ كامل، تتقدّم قضيّة الممثل المسرحي زياد عيتاني إلى واجهة الرأي العام اللبناني. في المرّة الأولى، كان كرجلٍ عاجزٍ عُلّقَ على خشبةٍ بلا حولٍ ولا قوّة، ليرجمه الناس "الوطنيون" بالحجر جلدًا أخلاقيًا ومعنويًا بتهمة العمالة مع اسرائيل. في المرّة الثانيّة، استفاق ضمير "الوطنيين" أنفسهم، حين عرفوا أنّ زياد بريئًا من هكذا تهمة، وأنّه وقع ضحية "فبركة ملف التعامل مع إسرائيل". فبدأوا يدافعون عنه ويهتفون باسمه. والآن، في المرّة الثالثة، صبّ أغلب "الوطنيين" من الرأي العام اللبناني جام غضبهم على الحكم القضائي الصادر من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي بيتر جرمانوس، الذي ترافع طالبًا براءة المقدم سوزان الحاج، والحكم شهرين مع احتمال استبداله بغرامة 200 ألف ليرة، بجرم كتم المعلومات، والحكم سنة على المقرصن الإلكتروني إيلي غبش.

الاستباحة والنقمة الشعبية

قد تكون مراقبة التفاعل الجماهيري والشعبي مع قضية عيتاني، كفيلًا لإعطاء صورةٍ مصغّرةٍ عن لبنان: استهزاء عام بكلفة تلفيق تهمة العمالة التي تتفوق عليها كلفة ضبط سرعة السيارة. نقمة شعبية على استباحة السياسة للقضاء ولأجهزة الأمن. هيبة قضائيّة مفقودة، أجهزة أمنيّة ينخرها مُفسدون، استقواء الظالم واستضعاف المظلوم، تعزيز منطق "غلبة طائفةٍ على أخرى"، وخطابات فتنوية مُلغّمة بين القيادات السياسية وقواعدها الشعبية، حربٌ باردة في معركة "التشبيح" على المناصب والمراكز، وفوضى عارمة بكلّ ما للكلمة من معنى. لكنّ هذا التفاعل الذي سيخفت وهجه في الأيام المقبلة، كمسارٍ طبيعي لحال التفاعل الجماهري والشعبي مع مختلف القضايا في لبنان، لن يكون عابرًا في عمقه. فقضيّة عيتاني، تبدو كما لو أنّها منعطفٌ أساسيٌ لترسيخ مفاهيم جديدة في دولة لبنان العميقة، التي تشكو من ترهلٍ كبيرٍ لـ"ديمقراطيّتها" المتمايزة عن سائر دول المشرق العربي، ورجوعها إلى السائد القديم في هذا المشرق، باستخدام أدواته الديكتاتورية و"البعثيّة" والاستباحية للقانون والعدالة والأمن والقضاء. وقضيّة عيتاني أيضًا، بدا إخراجها في المحكمة العسكرية، تأسيسًا جديدًا لمرحلة من اللعب على التوازنات في السياسة وبين الطوائف، بضرب طرفٍ لطرفٍ (حليف!) آخر، كأنّها لعبة "تسجيل نقاط" ومبارزة بالتفوق والذكاء و"الشطارة" في السطو على المكتسبات واحدةً تلو أخرى.

الطائفية معيار "التضامن"

لم يخلُ التفاعل العام مع الحكم الصادر في قضيّة عيتاني، من طعمٍ طائفي بالغ الوضوح، وإن كان التّعبير عنه غير مباشر. شريحةٌ من المتضامنين والمدافعين عن زياد، لم يفوتوا فرصة الإيحاء أو التصريح عن "مظلومية سنيّة" فاقعة جرى ترسيخها في هذه القضيّة، عززت مفاعيل الغبن والاستباحة لدى أبناء هذه الطائفة التي تشعر بنفسها في النظام العام اللبناني، متروكةً من دون "ظهرٍ" وقيادة تحميها. وشريحة أخرى، على قلّتها ربما، من المبررين والمدافعين عن سوزان الحاج، ومن خلفية طائفيّةٍ أيضًا، وجدوا في الحكم الصادر في القضيّة، مبررات قضائيّة وقانونية لا يجب السماح بالتشكيك بها لأسبابٍ "طائفيّة" وسياسية.

وزياد عيتاني الذي خرج من سجنه في حينها متوجهًا مباشرةً إلى بيت الوسط للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، كحضنٍ بديهي لاحتوائه ومناصرة قضيّته، بدا تيّاره مرّةً جديدة، في موقفٍ لا يُحسد عليه أمام شارعه "الغاضب" الذي شعر باستهدافه في الحكم الصادر بحقّ سوزان الحاج ورفيقها المقرصن. واحتواء هذا الشارع للجم غضبه، بدا أيضًا ناقصًا ومبتورًا، بموقفٍ صادرٍ عمّا أسموه "أوساط رئيس الحكومة سعد الحريري"، بأنّ الأفضل كان "لو أنّ القضاة في المحكمة العسكرية استمروا في اعتكافهم، ولم يصدروا هذا الحكم". والتيّار نفسه، الذي لديه نائب في كتلته اسمه هادي حبيش، شقيق زوج سوزان الحاج، وكان مدافعًا شرسًا عنها، تولى أمينه عام أحمد الحريري مهمة إطلاق الموقف السياسي، من الحكم الصادر في قضية عيتاني، بوصفه "الحكم المسيّس بإدارة قضائية انتقامية وكيدية، وحكم أعرج بتوقيع قاضٍ، يصفي حساباته الشخصيّة من حساب العدالة". والسؤال هنا، من هذه الإدارة القضائية الانتقامية والكيدية؟ ومن هي الجهة السياسية "الحليفة" التي تقف خلفها؟ واقع الحال، أنّ "المرجعية السياسية" للقاضي بيتر جرمانوس، حسب معلومات "المدن"، عمّا تتداوله أوساط تيّار المستقبل، ترمي على عاتقها مسؤولية انقاذ الحاج، وأنّ جرمانوس ما كان ليحضر لأول مرّة على قوس المحكمة العسكرية من أجل إصدار هكذا حكم، لولا إشارة مرجعيته السياسية وتأمين غطائها.

شحادة: العدالة وجرمانوس

تعطي مديرة مركز الدفاع عن الحقوق المدنية في لبنان، المحامية ديالا شحادة، في حديثٍ لـ"المدن"، رأيها القانوني بالحكم الصادر بحقّ الحاج وغبش في قضيّة زياد عيتاني، منطلقةً من مبدأ أنّ "القانون موجود لخدمة العدالة وليس العكس"، وبأنّ عملية استخدام القانون للإفلات من العقاب، يأتي معاكسًا لحكم العدالة. تعود شحادة إلى  مجريات المحاكمة التي استمرت عامًا كاملًا، وداتا الاتصالات المعروضة بين الغبش والحج، فضلًا عن شهادات الغبش ووزوجته وزياد عيتاني، والتي قدّمت جميعها ما يكفي من قرائن وأدلة، عن "سوء نية سوزان الحاج واستغلالها لنفوذها الذي حصلت عليه بموجب وظيفتها العامة، وعدم ترددها في انتهاك القوانين من أجل منفعة شخصية". الملفت وفق شحادة، أنّ  النيابة العامة العسكرية الممثلة بمفوض الحكومة القاضي بيتر جرمانوس، التي تمثل الادعاء وأصحاب الحقوق الشخصية (إذا ما وجدوا)، وصاحب الحق الشخصي هنا هو زياد عتاني، حضر فيها جرمانوس لأول مرّة.

حضر القاضي جرمانوس بشخصه وجلس على يمين القوس في المقعد المخصص للنيابة العامة العسكرية. وهو "الذي لم نره يومًا حضر في قضايا حساسة منذ توليه منصبه، مثل محاكمة الشيخ أحمد الأسير، والموقوف السوري علي اللقيس المدان بإعدام العسكري محمد حمية، ولا بدعاوى تمسّ بأمن الدولة مثل محاكمات المدانين في معارك عرسال، ولا بقضايا تمسّ مصالح المواطنين، بما فيها مقتل جنود عسكريين ومدنيين، والأموال المنهوبة من الدولة". بدا، حسب تعبير شحادة، "كأن هذه القضية تزن لدى القاضي جرمانوس أكثر من أي قضيّة شهدتها المحكمة العسكرية في عهده". وكان بنفسه أيضًا، "من رفع وصاغ ووقع طلب الادعاء بحقّ الحاج والغبش، وهو من امتنع عن استئناف القرار الاتهامي الصادر عن قاضي التحقيق الأول رياض أبو غيدا، رغم أنّ الملف كان مدعمًا بكلّ القرائن وداتا الاتصالات وشهادات الشهود". تسأل شحادة: "ما هي المعطيات الجديدة التي ظهرت عند جرمانوس بين مرحلة صدور القرار الاتهامي الذي لم يعترض عليه، وبين إصداره طلب البراءة بحقّ الحاج من دون معطيات قانونية جديدة؟". 

سابقة أمنية وقضائية

تشير شحادة أنّ النيابة العامة العسكرية تكون عادةً أمام أربعة خيارات قانونية: إمّا أن تطلب حرفيًا "تطبيق مواد الإدعاء"، أو تطلب "التشدد بها أو تخفيفها"، أو تقول "نترك الأمر للرئاسة". بمعنى أننا نحن لسنا متمسكين بادعائنا، أو تطلب البراءة. فـ"نادرًا ما يحدث أن من يطلب البراءة كمدعي عام لا يعترض ولا يستأنف القرار الاتهامي". المفارقة المضحكة المبكية، أنّ مذكرات المرافعة تعتبر أن سوزان الحاج تم محاكمتها إعلاميًا. أمّا حقيقة الأمر، "أنّ زياد عيتاني هو من تمّت محاكمته إعلاميًا وسجن مدّة أطول مما سجنت سوزان الحاج". الملفت أيضًا، أنّ رئيس الهيئة الحاكمة العميد حسين عبد الله، وفق شحادة، قال أثناء المحاكمة أنه سيستند على "الأدلة الحسية" وعلى داتا الاتصالات، علمًا أنّ "معظم المحاكمات في المحكمة العسكرية تستند على الاعترافات وشهادات الشهود". لكن، "حتى داتا الاتصالات، في واحد منها يقول غبش للحاج في تسجيل صوتي: هيدا زياد عيتاني اللي بدنا راسو، تردّ عليه: هو بذاتو"!

تتمنى شحادة أن يحظى جميع المواطنين "الأبرياء" في لبنان بالمعايير التي مُنحت وطبقت على سوزان الحاج لجهة "الإثبات" خصوصًا، وتقول: "حكم سوزان الحاج وصمة على جبين العدالة في لبنان". السؤال الجوهري في قضية زياد عيتاني، كان يتمحور على إشكالية إن كانت ستحقق سابقةً في محاسبة شخصية تتبوأ منصبًا في قوى الأمن. لكن، وبما أنّ هذه السابقة لم تتحقق، يبدو أنّ في العدول عنها بعدم إحقاق العدالة، رسالةً إلى فئة من المفسدين في الأمن والقضاء وأصحاب النفوذ الذين تنفسوا الصعداء، مفادها: لا تخافوا، لا أحد يمكن أن يطالكم.

 

العنصرية اللبنانية... التوافق الوطني الجديد!

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/31 أيار/2019

تُنتج العنصرية اللبنانية يومياً من السموم ما يكفي لتلويث بحار العالم والقضاء على الحياة فيها. ويجري هذا الإنتاج برعاية الائتلاف الحاكم وتشجيعه وسط ما يشبه التواطؤ العام من أكثرية اللبنانيين حتى تحول إلى سياسة رسمية تروج لها وسائل إعلام وتدافع عنها منابر وأقلام.

والعنصرية ليست نبتة وحشية في لبنان بل إن جذورها عميقة وتعكس الانقسام القبلي - الطائفي ولغته و«خطابه» الاستعلائي المستند إلى تاريخ متخيل ووهمي، حيث تحتفظ كل فئة بلائحة بمثالب أعدائها ونواقصهم، تخفيها أو تبرزها حسب ضرورات السياسة والحرب. الممارسات الطائفية التي شهدتها حروب لبنان، ويشهدها سلمه حالياً، تتغير وفق موازين القوى وتتخذ مع كل انعطافة مظهراً جديداً، متفاوت الشدّة أو اللين.

ومثلما يُخضع اللبنانيون بعضهم البعض للمعايير الطائفية - العنصرية في الخطاب والممارسة، يُخضعون كذلك كل المقيمين في بلدهم للمعايير ذاتها. العار لا يكفي لوصف ما ينزل بالعمال الأجانب من إذلال وإهانة واستغلال، ما يجعل خبر انتحار واحد من العمال (خصوصاً العاملات) الأجانب خبراً شبه يومي لا يستدعي اهتماماً يُذكر. والأرجح أن هذا وضع يتشارك فيه لبنان مع الدول العربية الأخرى. وقد نال اللاجئون الفلسطينيون حصة كبيرة من التمييز العنصري قبل الحرب الأهلية وبعد انسحاب قوات منظمة التحرير من لبنان فيما شكلت الأعوام بين الستينات والثمانينات فترة استراحة، مهدت في المقابل لسياسات فلسطينية لا تقل تعسفاً واعتباطاً ضد اللبنانيين أقر بها بعد أعوام مسؤولو منظمة التحرير، قبل أن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى موقع الضحية ابتداءً من تسعينات القرن الماضي.

وضع اللاجئين السوريين الذين يشكّلون حالياً الهدف المفضل للعنصرية اللبنانية، أكثر تعقيداً بسبب التاريخ الملتبس للعلاقة اللبنانية - السورية والسابق على ثورة 2011 وما نجم عنها من تهجير متعمد وتطهير عرقي مقصود. وعلى غرار كل العنصريات، تفترض النسخة اللبنانية أن ثمة «عرقاً أرقى» و«أصيلاً» هو صاحب الحق في هذه الأرض وفي ثرواتها وهو صانع تاريخها – المجيد، حكماً، وهو المساهم المبدع في الحضارة العالمية وما يعادل ذلك من الخرافات.

في حين ينتمي اللاجئ، السوري في الرطانة السائدة، إلى عرق أدنى قادر على التكاثر البيولوجي بمعدلات عجيبة ويتمتع بمزايا تؤهله للسيطرة على الاقتصاد الوطني، والتسبب بمشكلات تمتد من منافسة اليد العاملة المحلية إلى انقطاع الكهرباء وازدحام السير وزيادة نسب الطلاق. تتردد هذه المقولات يومياً في أوساط اللبنانيين ووسائل إعلامهم ومنصات التواصل الاجتماعي وتصريحات سياسييهم بوتيرة جعلت منها حقائق مثبتة لا تتطلب نقاشاً ولا تدقيقاً. في الوقت الذي تتضاءل أعداد رافضي العنصرية ويلوذون بالصمت تباعاً، نظراً إلى عتوّ الموجة وعلوها وانضمام «فئات الأمة» –على ما تصف القوانين اللبنانية الطوائف- على اختلافها إلى حملة شيطنة اللاجئين والدعوات إلى إرغامهم على العودة إلى بلدهم أو طردهم إلى أي مكان بعيداً عن «لبنان الأخضر».

علّة اتساع طيف العنصريين اللبنانيين وانخراط «فئات» جديدة في خطاب الكراهية، تنقسم إلى قسمين: الأول، هو نجاح محور الممانعة ومن ضمنه الحزب الحاكم اليوم، في الحيلولة دون تسييس اللاجئين، بمعنى جعلهم قوة احتياط في المعسكر الخصم على غرار الدور الذي أداه الفلسطينيون بين الستينات والثمانينات حيث أسهموا بتغيير جذري في موازين القوى المحلية، لمصلحة المسلمين. بُذلت جهود كبيرة لمنع أي تقارب بين السياسيين اللبنانيين «السياديين» وبين أي وجه من وجوه القضية السورية. الآخر، أن اللجوء السوري جاء في زمن أزمة وطنية لبنانية عامة، سياسية واقتصادية واجتماعية.

وإذا كان اللبنانيون غير متفقين على أي نوع من العلاج لمشكلاتهم المزمنة ولاضمحلال دولتهم واجتماعهم ولتدهور اقتصادهم، فلمَ لا يلقون اللوم على «الآخر»، الأدنى عرقياً وثقافياً والمتخلف اجتماعياً والمكشوف والملاحق سياسياً (من قِبل نظامه في المقام الأول) والمحكوم بحاجته الاقتصادية إلى لقمة العيش؟ بين العنصرية الصريحة التي يطلق سمومها أعضاء الائتلاف الحاكم وبين التواطؤ الضمني للفريق «السيادي» المهزوم، بدا أن إجماعاً وطنياً جديداً يتشكل عنوانه تحميل اللاجئين السوريين أعباء كل الكوارث التي ساقت الطبقة السياسية الحاكمة اللبنانيين إليها. وهذا مخرج مثالي ومجرّب وناجح، بل إن الدول «المتحضرة» التي يسحر رقيّها اللبنانيين، تعود إليه مع أحزاب اليمين المتطرف الظافرة. فلماذا يصح في أوروبا ولا يصح في لبنان؟ يتساءل العنصريون في بلادنا.

ما يفاقم مأساة اللاجئين السوريين في لبنان هو التخلي المأساوي عنهم. ليس من قِبل العالم والمجتمع الدولي سيئ الذكر فحسب، بل أيضاً من قِبل مَن يصنّف نفسه في صف النخبة المعارضة والمثقفة السورية. ذلك أن ما تفتق عنه ذهن هؤلاء في الرد على ما يُمارَس على مواطنيهم التعساء في لبنان، لم يكن غير تعليقات تافهة على مواقع التواصل الاجتماعي، تقابل العنصرية اللبنانية بأسوأ منها من دون أن تحتوي أدنى فكرة عن كيفية التخفيف من نكبة اللاجئين، بل تبشر هؤلاء بالمزيد من البؤس في ربوع لبنان الذي يعيد، عبر الكراهية، صوغ وحدته وتوافقه الوطني الجديد فيما لا تتوقف أموال الدول المانحة من التدفق إليه لمنع وصول أمواج اللاجئين إليها.

 

إسرائيل لا تريد "صفقة القرن"  

طارق ترشيشي/الجمهورية/31 أيار/2019

فيما لبنان والمنطقة والعالم يترقب الاعلان الاميركي لِما سمّي «صفقة القرن» لتسوية النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي خصوصاً، والتي يريدها البعض ان تكون تسوية للنزاع العربي ـ الاسرائيلي عموماً، فإنّ كثيرين يطرحون تساؤلات كثيرة: هل هذه الصفقة تتوقع صيرورتها الى الفشل لافتقادها اسباب النجاح على كل المستويات؟ يقرأ ديبلوماسيون وخبراء في السياسة الاميركية إزاء لبنان والمنطقة والعالم، في «صفقة القرن» وما يجري حولها في ضوء الاوضاع السائدة في المنطقة، فيلاحظون كيف انّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب تراجع من مرتبة قرع طبول الحرب ضد ايران الى الحديث عن انه يريد أفضل مفاوضات معها، وانه يعرف انها هي أيضاً تريد التفاوض مع الولايات المتحدة. وفي هذه الأثناء، يبدو العرب وكأنهم مستسلمين للواقع. ولكن ما يجعلهم متماسكين هو ايران التي باتوا يعتبرونها الخصم بل العدو الاول لهم، نتيجة قلقهم من توسّع نفوذها في المنطقة، وهو توسّع لا تنكره طهران، وأحياناً تتباهى به على لسان بعض ساساتها وقادتها العسكريين. والعرب رغم كل ذلك يدركون انّ سبيلهم لتحقيق زعامتهم الاقليمية والعالمية يكمن في خيارين: امّا اعتماد نموذج زعامة الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وحافظ الاسد، وإمّا إعدام الخصم (والخصم الآن هو ايران). ومع أنّ الخيار الثاني يبدو انه هو الذي يخطر للعرب او لبعضهم على الاقل، فإنّ تحقيقه لا يبدو سهلاً لأنّ الولايات المتحدة الاميركية التي اعلنت حرب العقوبات على إيران منذ انسحابها من الاتفاق النووي الموقّع بين طهران ومجموعة الدول الست عام 2015، تعلن الآن بلسان ترامب أنها لا تريد تغيير النظام الايراني وانها تريد التفاوض معه، بل انّ هناك وسطاء بدأوا بإيعاز منها على الأرجح التحرّك بينها وبين إيران وربما أيضاً بين دول الخليج وايران، وتتصدر سلطنة عُمان هؤلاء الوسطاء، وهي غالباً ما كانت تتوسّط بين طهران وبعض العواصم الخليجية الكبرى عندما يبلغ الخلاف بين الجانبين حدود تهديد مصالحها.

في لبنان وبعد «الموازنة الاصلاحية» التي لم ينته النقاش فيها فصولاً بعد، يَنصبّ الاهتمام على موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل تمهيداً للشروع في الخطوات العملية لاستخراج الغاز والنفط برّاً وبحراً. ويتصرف البعض في هذا المجال وكأنّ هذا الامر هو جزء من»صفقة القرن» او من متفرعاتها، فيما الواقع لا يَشي بذلك، وان كان سيؤول الى تفاوض لبناني إسرائيلي برعاية أممية وأميركية. ولكن بعض الخبراء يستغربون كيف انّ لبنان يطرح ان يكون التفاوض مباشراً بينه وبين اسرائيل برعاية الامم المتحدة بدلاً من ترك الامر للوسيط الاميركي ديفيد ساترفيلد، بحيث يجري مفاوضات مكوكية بين الجانبين توصّلاً الى الاتفاق المنشود.

وبحسب ما تسرّب عن «صفقة القرن» حتى الآن، فإنها تعطي القدس لإسرائيل وتبقي المستوطنات في الضفة على الحدود مع اسرائيل، والبلديات في المناطق الفلسطينية تكون اشبه بإدارات «حكم ذاتي». كل هذه الأمور، يسأل الخبراء، كيف يمكن الفلسطينيون ان يوافقوا عليها؟ ويقولون انّ ما يسرّب عن «الصفقة» يفيد انّ الاردن سيُعطى مبلغ 10 مليارات من الدولارات ليوطّن قسماً من اللاجئين الفلسطينيين على اراضيه، علماً أنّ عدد سكان الأردن الآن هو بنسبة 80 في المئة من الفلسطينيين، والفلسطينيين ـ الاردنيين، في مقابل 20 في المئة من الاردنيين الأقحاح، وحتى هذه اللحظة لا تبدي السلطات الاردنية اي قبول بتوطين من هذا النوع، وترفض ان يكون الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. وفي لبنان، يسود القلق نفسه من التوطين الذي يُحرّمه دستور الجمهورية اللبنانية، حيث هناك كلام عن عروض دولية بشطب ديون لبنان التي اقتربت من المئة مليار دولار، وذلك مقابل موافقته على توطين 200 الف من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه. وفي هذا السياق يسأل الخُبراء في السياسة الاميركية إيّاهم: من سيدفع هذه المبالغ المالية الضخمة للاردن او للبنان؟ ومن الذي سيشطب ديون لبنان؟ ومَن من اللبنانيين يوافق على توطين مئتي الف فلسطيني (علماً انّ الرقم هو اكبر بكثير) في ظل الحديث، بل المخاوف، من انّ هذا التوطين يخلّ بالتوازن الديموغرافي في لبنان سواء على المستوى المسيحي أو على المستوى الاسلامي؟

أمّا فلسطينياً، فإنّ السلطة الفلسطينية لم توافق على «صفقة القرن» بل انها ترفض المشاركة في مؤتمر او اجتماع او لقاء، سياسياً كان ام اقتصادياً، من مثل مؤتمر «السلام من اجل الإزدهار» المقرر في البحرين يومي 25 و26 حزيران المقبل الذي يقال انّ المُراد منه تمويل متطلبات «صفقة القرن».

امّا حركة «حماس» التي يقال انّ هناك توجهاً لتقديم المال لها مقابل سكوتها على توطين فلسطينيي الشتات، فإنها أعلنت وتعلن رفضها «الصفقة»، علماً أنّ الغالبية الساحقة من الفلسطينيين شعباً وفصائل ومنظمات يرفضونها، فكيف يمكن في هذه الحال لمصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية القبول بـ«الصفقة»؟. ولقد جاء جاريد كوشنر صهر الرئيس الاميركي الذي يتولى تسويق «صفقة القرن» الى القاهرة، وخرج من لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السياسي خالي الوفاض، لأنّ مصر وغيرها من الدول العربية لا تستطيع السير في حل للقضية الفلسطينية لا يؤيّده الفلسطينيون أنفسهم وقبل الآخرين كونهم أصحاب القضية. وفي ضوء هذه الحال يسأل الخبراء في السياسة الاميركية، كيف يمكن لواشنطن ان تحقق «صفقة القرن» اذا لم يكن الفلسطينيون والعرب موافقين عليها؟ وهل تُبرم واشنطن اتفاقاً لحل القضية الفلسطينية مع اسرائيل فقط، من دون الوقوف على رأي الفلسطينيين وخلفهم العالم العربي دولاً وشعوباً؟

ولذلك، يعتقد هؤلاء انّ «صفقة القرن» خاسرة منذ الآن، فإذا سقطت السلطة الفلسطينية فإنّ الاميركيين والاسرائيليين سيخسرون، وإنّ على الفلسطينيين ان يتنبّهوا الى انّ ما حَل بهم من تعقيد في قضيتهم كان سببه في جانب منه عدم قبولهم والعرب بأشياء عرضت عليهم يوم كانت الديموغرافيا في الاراضي الفلسطينية المحتلة لمصلحتهم. على انّ هؤلاء الخبراء يشككون أصلاً بجدية اسرائيل وصدقيتها ازاء «صفقة القرن»، لأنها كانت منذ نشوء كيانها ولا تزال تريد الضفة الغربية كاملة لها، ولكنها لا تدرك انها ستكون خاسرة في المستقبل سكانياً وجغرافياً. فعام 1967 كان يسكن الضفة 750 الف فلسطيني ولم يكن يقطنها اي يهودي، امّا اليوم فيقطنها 3 ملايين فلسطيني مقابل أقل من 750 ألف يهودي. ومن هذا المنطلق يخلص الخبراء أنفسهم الى التأكيد انّ «صفقة القرن» لن تتم لأنّ اسرائيل لا تؤيّدها ضمناً، لإدراكها أنّ الديموغرافيا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليست في مصلحتها الآن ولن تكون في مصلحتها مستقبلاً، وإنما ستكون لمصلحة الفلسطينيين حتى ولو لم يعد أيّ من فلسطينيي الشتات الى الأراضي المحتلة. ربما يكون سبب فشل بنيامين نتنياهو في تأليف حكومته وحل الكنيست الاسرائيلي المنتخب في نيسان الماضي، هو رفض الاحزاب والقوى الاسرائيلية المتطرفة «صفقة القرن» التي كان نتنياهو وَعد ترامب بإمرارها لتكون معبر الأخير الى ولاية رئاسة ثانية خريف 2020.

 

عونيون يدعون جعجع الى "الإعتزال"  

عماد مرمل /الجمهورية/31 أيار/2019

أعاد الخلاف حول ملف المهجرين نكء الجراح وتحريك الحساسيات، ولكن هذه المرة ليس بين طرفي حرب الجبل، «الحزب التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية»، بل بين الطرفين المسيحيين اللذين يمثلان شريحة واسعة من هؤلاء المهجرين، أي «القوات» و»التيار الوطني الحر».

بدلاً من أن يكون السعي الى إغلاق ملف المهجرين وختمه بالشمع الأحمر قاسماً مشتركاً يجمع «التيار» و»القوات»، إذا بهذه المسألة تنضمّ الى لائحة المواد الخلافية التي تفرّقهما، بل إنّ السجال في شأنها إمتد الى أعلى المستويات القيادية، مع دخول جبران باسيل وسمير جعجع حلبة الردّ والردّ المضاد.

وإزاء تراكم الخلافات على جبهات عدة، وتجاوز الحملات المتكررة كل الضوابط المفترَضة، باتت مصالحة «التيار» و»القوات» مهدَّدة هي أيضاً بالتهجير، بعدما تراجعت مناعتها وفقدت كثيراً من محتواها السياسي، على رغم من تأكيد جعجع في مؤتمره الصحافي الاخير التمسّك بها، محاولاً تمييز العلاقة مع «التيار» ككل عن الاشتباك مع مسؤوليه المعنيين. وحذّر جعجع من «انّ الاستمرار في الزكزكة يمكن أن يأخذنا الى مكان لا نريده ولكن سنذهب اليه إذا اضطررنا»، مشدداً على «أنّ «القوات» هي الوحيدة التي وقفت الى جانب أهالي الجبل بكل ما أوتيت من قوة فيما كان البقية ومن بينهم وزير المهجرين الحالي يتسلون في مكان آخر». ولم يكتفِ جعجع بهذه الرسائل، بل خصص واحدة لباسيل من دون أن يسمّيه قائلاً له: «منيح ما سقطت بعبدا والمنطقة الشرقية بكاملها من بعد ما حافظت عليها «القوات» 15 عاماً».

في المقابل، لا يتردّد العونيون في فتح سجلّات جعجع، لافتين الى أنه خسر معاركه العسكرية في الجبل وإقليم الخروب وشرق صيدا، وكذلك معاركه السياسية من «اتفاق الطائف» وما بعده الى انتخابات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والتمثيل القوّاتي في الحكومات وغيرها من المحطات.

وهناك في الاوساط العونية مَن يعتقد أنه «كان من الأفضل لجعجع، بعد كل هذه المسيرة الحافلة بالإخفاقات، أن يمتلك شجاعة اعتزال العمل السياسي، بدلاً من الانتقال من هزيمة الى أخرى». ولئن كانت الاوساط تشدد على ضرورة أخذ الدروس من الماضي وليس نبش قبوره، تلفت الى «أنّ الأمانة التاريخية تستوجب إنصاف الجنرال ميشال عون، بعدما اتّهمه ضمناً أحد المسؤولين القواتيين بأنه تخلى عن سوق الغرب في حرب الجبل وتركها تسقط».

وتفيد الرواية البرتقالية انّ عون الذي كان عقيداً آنذاك «إستُدعي الى اجتماع عاجل في قصر بعبدا في حضور رئيس الجمهورية امين الجميل وقائد الجيش ابراهيم طنوس. وعندما طرح طنوس احتمال الانتقال من بعبدا الى بكفيا لأنّ بحمدون سقطت وقد تسقط سوق الغرب قريباً، ما يعني انّ القصر الجمهوري سيغدو مهدَّداً، انتفض عون وأكد انه سيصعد الى سوق الغرب الآن، وضرب بيده على الطاولة فوقع إبريق الشاي على الجميل، ثم توجه اليه قائلاً: عندما يصلك خبر أنّ الكولونيل عون استشهد وانّ اللواء الثامن هرب فيك تعمل شو ما بدك»..

وبينما لا تزال تداعيات الحرب ماثلة في الجبل، يستغرب الفريق العوني هجوم «القوات» على خطة «التيار» لمعالجة ملف المهجرين، والذي يشكل في رأيه «نسخةً طبق الأصل عن هجومها السابق على خطتنا لمعالجة أزمة الكهرباء»، مشيراً الى «انّ القاسم المشترك بين الحملتين هو انّ «القوات» لا تريد لنا أن نحقّق الإنجازات، سواء للمسيحيين او للبنانيين».

وتلفت الأوساط العونية الى انّ كل المصالحات بعد الحروب تعتمد المنهجية الآتية: الاعتراف، الاعتذار، التعويض، والمصالحة، «أما في مصالحة الجبل عام 2001 فتم تجهيل الفاعل ولم يحصل إعتذار متبادل وتم استخدام التعويضات لتحقيق مكاسب انتخابية وسياسية وليس لإنصاف اصحاب الحقوق، الأمر الذي أفضى في نهاية المطاف الى مصالحة رخوة لم تشجع المسيحيين على عودة كاملة وثابتة الى الجبل».

وتشير الاوساط الى انّ «التيار» حاول أن يصوّبَ مسار العودة ويصحّح مكامن الخلل فيه، فكان قداس المغفرة والتوبة، ثم كانت الخطة المتكاملة لطيّ ملف التهجير كلياً وإقفال وزارة وصندوق المهجرين بعد ثلاث سنوات، وفق روزنامة مدروسة، لافتة الى أنه تمّ خفض كلفة إنجاز الحلّ من 1350 مليار ليرة الى 600 مليار ليرة بعد سدّ مزاريب الهدر وحصر الإنفاق في الوجهة السليمة. وتوضح الاوساط نفسها «انّ المسح الدقيق كشف، على سبيل المثال، انه ومن أصل 1000 طلب إخلاء يوجد 50 طلباً محقاً، ما يعني انّ نحو 95 في المئة من ملفات الإخلاء هي مزوَّرة، وتمّ تركيبها بطريقة احتيالية، عبر طلب مالك المنزل من شخص آخر أن «يحتل» منزله لتقديم ملف إخلاء، ثم يغادره لاحقاً بعدما يأخذ حصة من المبلغ الذي سيحصل عليه المالك من وزارة المهجرين، بموجب التفاهم المسبق بين الرجلين».

وتؤكد هذه الأوساط «انّ الوزارة ستقفل أبوابها بعد ثلاث سنوات إذا انتظم التمويل المطلوب، بناءً على الاتفاق السياسي- المالي الذي حصل قبل ولادة الحكومة الحالية مع كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط».

وتروي الأوساط البرتقالية انه «عندما تبيّن أثناء مفاوضات تشكيل الحكومة انّ وزارة شؤون المهجرين ستؤول الى «التيار الوطني الحر» أبلغنا الى المعنيين أننا سنأخذها لنغلقها وليس لنستمرّ في النهج الذي كان سائداً من قبل، وعلى هذا الأساس قبلنا بالمهمة وتمّ التفاهمُ مع مصرف لبنان على أن يتولّى خلال ثلاث سنوات تأمين المبالغ الضرورية المقدَّرة بـ 400 مليون دولار لتمويل المراحل العالقة من العودة، ثم تسدّد الدولة اللبنانية تلك المبالغ خلال عشر سنوات، بلا فائدة، علماً انّ البعض كان يقدّر الحاجة الى نحو مليار دولار، إلّا انّ التدقيق خفّض الرقم الى حدود 500 مليون دولار، ليستقرّ على 400 مليون دولار، بعدما تبيّن انّ الملف كان منفوخاً لأسباب تتعلق بالمصالح لا بالحقوق».

 

مسلسل لبنان: بطولة باسيل ومشاهدة جعجع جنبلاط الحريري

منير الربيع/المدن/الجمعة 31/05/2019

غالباً ما يؤدّي الملل إلى الشعور بالإحباط. يولد الملل من تكرار لا لزوم له، أو من الجمود وغياب الفعل. هذا ما أصاب بمقتل بيئة سياسية واسعة ووازنة. لطالما انتظرت تلك البيئة اللحظة التي تنفض فيها وعنها غبار السقم، من دون جدوى. والموت لا يحبّ الانتظار، فيأتي أسرع من الرهان على معجزة في السياسة.

في لحظات الانتظار القاتلة، خرج أحد زعماء هذه البيئة، رافضاً شعور الإحباط بين أبناء ملّته فقط، نافياً أن تكون الطائفة السنّية مصابة بالإحباط. كان هذا المقتل الذي أصاب البيئة الأوسع، بيئة كان يطلق عليها إسم قوى 14 آذار، المتنوعة والمتشعبة الفئات والتوجهات. هذا الزعيم ارتضى أن ينحدر مرتبة من الوطنية إلى الزعامة المذهبية، فأصبح ضائعاً في دهاليز استُدرِج إليها، وصريعَ تناقض بين "تيار عابر للطوائف" أو تيار يمثّل رئيسه أبوة السنّة.

ضربة تلو ضربة

المقتلة الأبرز، كانت لدى بيئة تنامى جمهورها على مقولة "ليس الإحباط قدراً" (سمير قصير)، فأصيبت كل فئات هذه البيئة على تنوعها وتلويناتها بالإحباط لا غيره. وما زاد طينها بلّة، هو رجوع بعض رموزها إلى حصونهم الطائفية، بدلاً من الرحابة النخبوية أو الثقافية العابرة لمنطق الطوائف. ففي تلك اللعبة، ظهر مدى ضعفها وافتقادها للمبادرة. وهذا الكلام ينطبق على ثلاث قوى رئيسية اليوم، أصبحت في حالة منازعة، أقصى ما تطمح إليه هو البقاء على قيد الحياة السياسية. من سعد الحريري إلى وليد جنبلاط وصولاً إلى سمير جعجع. نجح خصوم هذا الثلاثي في تشتيته وتفتيت قواه. فانتقلت الحالة من عامل المبادرة إلى عامل الانتظار وردّ الفعل، والاكتفاء بالتعبير بكلمة أو موقف أو تغريدة، لا تقدّم ولا تؤخر، إنما تتلقى الضربة تلو الضربة، مفضلةً حني الرأس وانتظار لحظة ربما يستعاد فيها التوازن. ويغيب عن بال هذا الثلاثي، أن الانتظار من دون الإقدام على فعل، لا يرحم، ولا يترك مجالاً لالتقاط الأنفاس. الكسل الذي يتّسم به هؤلاء، أياً كانت ذرائعه، أمنية، سياسية، تكتيكية.. هو مقتلهم المحتوم. ونفاد أي عامل من عوامل المبادرة لديهم، على هذا النحو، وضعهم في خانة الدفاع عن بيوتهم، بدلاً من القتال في أبعد الساحات وأوسعها لتحقيق التوازن السياسي.

مسار الإذعان

أن يخرج رئيس التيار الوطني الحرّ معلناً، أن "السنية السياسية لا تهضمه وتتعاطى معه بضغينة، بسبب تناميها على جثّة المارونية السياسية، وسلبت كل حقوق المسيحيين ومكتسباتهم". ويعلن استمرار معركته، لاستعادتها منهم بشكل كامل.. لا تمثّل جديداً. فصاحب هذا الخطاب شق مساراً سياسياً طويلاً كرّسه بإبرام تسوية أذعن له فيها تلك القوى، وأدت إلى وصول مؤسس تياره إلى رئاسة الجمهورية، وإطلاق يده بلا أي مكاسرة أو منازلة في مؤسسات الدولة. صاحب هذا الخطاب، لم يترك مناسبة لم يؤكد فيها سعيه لـ"استعادة الصلاحيات"، منذ إقرار القانون الانتخابي، والذي خاض الانتخابات بموجبه تحت شعار لا لبس فيه، أنه يريد "استعادة صلاحيات ما قبل اتفاق الطائف". ولم يجد من يواجهه بغير كلام. يُقتحم باب السراي الحكومي، فيخرج بيان لكتلة "المستقبل"، يدّعي الحرص على رئاسة الحكومة وعدم المساس بصلاحياتها. لكن الكلام يتبدد في الهواء، بلا أي مبادرة لتحويله إلى فعل حقيقي. تماماً، كما كان الكلام سمة وحيدة في فترة تشكيل الحكومة، للتعبير عن رفض المساس بصلاحيات رئاسة الحكومة. فبقي الكلام في مكان والفعل في مكان آخر. هكذا، خرجت الحكومة بالشكل الذي يريده رئيس التيار الطامح لـ"استعادة الصلاحيات". تشتيت هذا الثلاثي، وإلهائه بمكتسبات تفصيلية لا قيمة لها، هو الذي أفقد قواه أي فعل أو قدرة على المبادرة. وبنظرة عامة على المشهد السياسي الذي يحتله جبران باسيل، يظهر رئيس التيار الوطني الحرّ وحده لا شريك له. يلهي رئيس الحكومة بمعركة خاسرة للدفاع عن صلاحياته. يستفيد من تسعير خطابه على الساحة المسيحية، بحشر القوات اللبنانية وإرباكها، فتضطّر دوماً للبحث عن تسويات أو مخارج لتفادي مطرقة الضربات. كما ينجح في تجنّب سهام وليد جنبلاط، عبر افتعال إشكالات على الساحة الدرزية، وإشغاله في ترتيب بيته الداخلي.

العصب والغريزة

بمجرد انتقال النقاش من العناوين السياسية إلى التفاصيل اليومية على قاعدة انتصار استراتيجي لـ"الممانعة"، انتقلت إدارة السلطة في البلد لصالح وزير الخارجية، بينما تغيرت حسابات القوى المخاصمة له، فلم يعد الحريري زعيم قوى 14 آذار، بل انكمش في دائرته الضيقة، التي ينافسه فيها زعماء مناطق. والأمر نفسه بالنسبة إلى وليد جنبلاط. بينما يبقى سمير جعجع منشغلاً بكيفية صد هجمات باسيل في الشارع المسيحي، ما يضطره إلى التحصن المبدئي بالعناوين الوطنية، والعمل اليومي مسيحياً تحت شعار فرضه باسيل نفسه، أي "استعادة الحقوق". وبما أن باسيل سبقه إليها، وصادر خطاب الموالاة والمعارضة معاً، فقد نجح في موضعة "القوات" بدائرة الدفاع عن النفس. يقف باسيل على تقاطعات محلية وإقليمية دولية، ويراهن على التناقضات بين مختلف القوى المتصارعة، بينما خصومه يفتقدون لأي عنصر من عناصر المبادرة. وضعف الآخرين يكمن في فقدان أي قضية يقاتلون في سبيلها. بينما باسيل يخترع قضية كلما أراد، ويستشرس في القتال بسبيل تحقيقها، بل هو يذهب عميقاً في المواجهة لتحقيقها، خصوصاً عندما أمسك بعصب أساسي أيقظه وأحياه في غريزة باتت معممة هي "حقوق المسيحيين". وفي هذا الخطاب "المسيحي"، الذي اختاره باسيل ملعباً له، يحشر جميع مواجهيه، من أبناء بيئته أو من خارجها. في حين كانت قوة جعجع جنبلاط مستمدّة من مطلب السيادة والاستقلال و"حقوق اللبنانيين"، قبل الدخول إلى ملعب صغير، تحول فيه باسيل إلى "كابتن" يدير اللعبة وقواعدها. تكمن قوة باسيل في مأزق خصومه، طالما استمرت شروط المعركة وفق ما فرضه هو. ولن يكون هناك أي فرصة للنجاح في مواجهته. هذا يحتاج إلى افتعال معركة أخرى، خارج منطق المحاصصة والتعيينات. لأن هذا المنطق في أقصى تطوره قد يفضي إلى الرهان على حزب الله، ليلعب دور الوساطة بينهم وبين باسيل، لعلّهم يحصلون شذرة من المكاسب.

ما بعد رفيق الحريري

لمواجهة هذا المسار، يجب تغيير قواعد اللعبة، لا البقاء أسرى معادلة يتحكّم باسيل بها، ولا الرهان على الوقت. المواجهة تتطلب إحداث تغيير جذري في المشهد السياسي وفي نمط العلاقات وفي مضمون الخطاب. تتطلب طاقماً جديداً قادراً على الابتكار والتطوير، لا التلقف.. ولا هو غارق في حب "السيلفي" والعلاقات العامة على طريقة الشركات. يتمتع الاشتراكي والقوات اللبنانية ببنى منظمة وقوية، قادرة على المواجهة وتغيير قواعد اللعبة، لكن ذلك يحتاج إلى قرار، والعمل على تكوين رأي عام حاضن وحاضر. ومن شأن هكذا حراك طويل النفس ومديد، أن يستدرج حكماً وعياً مشتركاً إسلامياً ومسيحياً، وربما أيضاً استفاقة سنّية لإعادة التوازن وليس بهدف الاصطدام. ميزة رفيق الحريري، والذي مثّل انطلاقة السنية السياسية، أنه وضع كل قواه لتحقيق مشروعه بخطاب ومضمون وطموح وإرادة "لبنانية"، وأحاط نفسه بجمع من أصحاب الرأي الآتين من كل البيئات والانتماءات والطوائف، وما كان ليتنازل..إلا ظاهرياً، مستمرّاً في خلق المبادرات. وجدّية مشروعه وقوته أدت إلى أن يدفع ثمنه بدمائه. أما اليوم فلم يتبق شيء من السنية السياسية. وأسطع مثال الآن هي المفاوضات حول ترسيم الحدود المحصورة برئيسي الجمهورية ومجلس النواب، والقرارات الحكومية رهينة لدى توجهات وزير الخارجية. وهذا ما ظهر في الموازنة وسيظهر أكثر في التعيينات.

استمرار تنامي الشعور بالإحباط لدى السنّة، بسبب فقدان فعالية السنية السياسية، سيدفع ببعض أبنائها إلى التطرف أو إلى الإنحلال التام والغياب عن المشهد. وهذا سيؤدي إلى اهتزاز في ميزان الكيان، في مقابل وضع ركائز لامبراطورية جديدة يشيّدها باسيل، الذي يستخدم سلاحاً لا يجيده الآخرون، هو المبادرة الإعلامية واختلاق الحدث - الإثارة الذي ينحفر في عقول اللبنانيين. عندها ليست "الحقيقة" هي المهمة، بل براعة "التمثيل"، خصوصاً في حياة سياسية يهيمن عليها فن الكذب كلبنان.

 

لبنان بين نفاد فترات السماح والمنطقة الرمادية: تشاؤم رغم الموازنة!/الصبر الاستراتيجي الخليجي يوشِك على الإنتهاء وإيران تُناوِر ولن تنجح بالإفلات من الضغوطات

رلى موفّق/اللواء/31 أيار/2019 

موقف نصر الله اليوم بين التهديد والوعيد أو خفض السقف لملاقاة استعداد طهران  توقيع معاهدة عدم اعتداء

يقول المفكّر رضوان السيّد أن عرب الجنوب، ويقصد بهم عرب دول مجلس التعاون الخليجي استطاعوا عقد اتفاقات واتخاذ إجراءات تحمي دولهم وشعوبها من تداعيات المواجهة المفتوحة التي تقودها أميركا مع النظام الإيراني الذي بنى سياسته التوسعية على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، واختراق بيئات دول الجوار. ويتساءل: ماذا عن عرب الشمال: العراق وسوريا ولبنان الواقعة تحت القبضة الإيرانية (الأردن يُستثنى من هذا التصنيف)؟ هل ستكون قادرة على حماية مستقبلها، وعلى تجنب دفع فواتير الرسائل والرسائل المضادة وعن قدرتها على استعادة استقرارها؟

هذا التساؤل الذي يتشارك فيه السيّد مع كثير من النخب المناهضة للتمدّد الإيراني في المنطقة وسياستها «التدميرية» لمفهوم الدول الوطنية، يُقابله قلق جدّي يُعبّر عنه عارفون بحراجة الواقع، وفي مقدمهم مرجع حكومي سابق. ينطلق هؤلاء المطلعون من يقين شبه راسخ بأن فترات السماح التي كانت متاحة للبنان الرسمي قد نفدت، واستحقت تالياً جميع «الكمبيالات»، التي منها ما هو مالي واقتصادي، ومنها متعلق بالتوازنات الداخلية كما بالتوازنات الخارجية والقضايا الإقليمية والدولية. والمأزق أن كل هذه «الكمبيالات» تستحق بالتزامن مع بعضها البعض، حيث لم يعد بالإمكان تأجيل الإيفاء وابتداع طرق ووسائل لكسب الوقت.

التشاؤم الذي يلفّ هؤلاء، رغم الارتياح الذي سُجّل بإقرار مجلس الوزراء مشروع موازنة العام الحالي، مرده إلى أن الخارج يريد أفعالاً لا أقوالاً سواء في ما خص الحكم الرشيد في إدارة الدولة أو سياسة لبنان في بُعدها الخارجي. لم يعد مقبولاً الإعلان عن التمسّك بسياسة النأي بالنفس ومن ثم خرقها، الأمر الذي يزيد من الانحسار الكامل للثقة بالدولة وقدرتها على ترجمة وعودها وقراراتها.

في النماذج القاتلة أننا نطلب الدعم لمنع الانهيار، وفي الوقت نفسه تُشن من على المنابر اللبنانية أفظع الحملات على الدول التي نريدها أن تدعمنا. ويقف الحكم في موقف المتفرج والعاجز. فاليوم سنشهد فصلاً جديداً من هذه النماذج - الاستحقاقات مع الإطلالة المتلفزة للأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في الاحتفال الجماهيري الذي سيقام التاسعة والنصف مساء في الضاحية الجنوبية بمناسبة «يوم القدس»، والذي تتم التعبئة له ليأتي مشهداً حاشداً رداً على داعمي «خطة السلام» المُمَهّد لها في مؤتمر البحرين الاقتصادي شهر حزيران، والمنتظر أن تتكشف بنودها بشكل رسمي بعد شهر رمضان.

مشهد سيترافق مع خطاب تصعيدي لنصرالله بلغة عدائية ضد واشنطن وضد حلفائها العرب، في لحظة مفصلية ليس على مستوى الصراع العربي - الإسرائيلي المعني به الجميع، بل على مستوى المواجهة الإيرانية – الأميركية ومن خلفها شركاؤها الخليجيون، فيما تستضيف مكة المكرمة قمتين خليجية وعربية طارئة وثالثة إسلامية، في ظل التوتر الكبير بين دول الجوار وإيران، والذي يزداد تدهوراً بعد العقوبات الأميركية ضد طهران ومشاركة أبو ظبي والرياض في الموافقة على تعويض نقص السوق النفطي بعد  تضييق واشنطن الخناق على إيران مع بدء تنفيذ مرحلة «تصفير صادرات النفط الإيراني».

وإذا كان من الصعب على لبنان البقاء في المنطقة الرمادية عندما يكون المطلوب منه موقف يتعلق بالإجماع العربي في وجه التهديدات التي يواجهها محيطهم على يد إيران، فكيف سيكون عندها موقف لبنان الرسمي المشارك في القمتين العربية والإسلامية بشخص رئيس مجلس الوزراء، حين سيصل إلى مسامع المؤتمرين كلام نصرالله وتهديده ووعيده، إلا إذا كان المطلوب منه خفض السقف لملاقاة إبداء طهران استعدادها لتوقيع «معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج»، وإن كان ذلك مستبعداً في إطار سياسة توزيع الأدوار.

القراءة الخليجية، تذهب إلى أن الاقتراح الإيراني تطغى عليه ملامح التراجع الذي لا يمكن الركون إليه، كونه لا يعدو أكثر من تراجع تكتيكي كلامي تحوطه المناورة بعدما بدا جلياً لإيران أن دول الجوار قد خرجت من شرنقة الصبر الاستراتيجي الذي انتهجته لعقود تفادياً لجرّ المنطقة إلى مواجهات، وأن إدارة ترامب جادة في عقوباتها وعازمة على المضي بها دون هوادة ولن يكون لديها كما في السابق فرصة للالتفاف عليها والإفلات من الضغوط الشديدة وتوفير سبل صمود أكبر.

لا ثقة بإيران من قبل جيرانها. وما قمم مكة إلا إيذاناً بأن الكيل قد طفح من دولة تعتدي على الحرمين، وتعتدي على المسلمين وتفرّق كلمتهم وتخرّب مجتمعاتهم وتهجّر ناسهم وتزرع الشقاق وتدمر الحواضر العربية. هي رسالة بأن العرب والمسلمين في زمن الخيارات الكبرى هم مع المملكة العربية السعودية، وأن إيران من هذا المنظار دولة معزولة ومستقبلها مفتوح على مزيد من العزلة إذا استمرت على سلوكها الراهن، ولن تنتهج سلوكاً مختلفاً.

على أن الهدف من السمة الطارئة للقمم تتعدى تأكيد الدعم المعنوي والضغط الإعلامي إلى ما هو الدفع للوصول إلى ترجمة قرارات أساسية من شأنها أن ترسم أفقاً جديداً للمشهد في المنطقة. تلك القرارات في حقيقة الأمر ليست جديدة، لكنها لم تشق طريقها بالوتيرة التي كان يجب أن تحصل بها. أبرزها وأكثرها أهمية هو إخراج «الناتو العربي» إلى حيز الوجود. سبق أن تمّ التوافق على ذلك في قمم الرياض التي عقدت مع ترامب بعد انتخابه. كانت الاستعدادات قد بدأت لتشكيل قوة عربية - إسلامية تكون ذراعاً عسكرية حيث تدعو الحاجة إلى تدخل عربي في الدول العربية أو الإسلامية التي تشهد توترات.

كان يُفترض أن تشكل مصر رافعة مشروع «الناتو العربي» لجهة العديد إضافة إلى السعودية والإمارات والأردن، ولكن ترددت القاهرة آنذاك. اليوم المطلوب هو الوصول إلى صيغة يمكن معها أن ينطلق المشروع مجدداً إلى التنفيذ في إطار تعزيز القدرات العربية المسلحة في مختلف المنظومات الجوية والصاروخية والبرية والبحرية، لا سيما وأن موازنات ضخمة يتم تخصيصها للسلاح والحاجات الدفاعية، ويتم الذهاب كذلك إلى عقد اتفاقات دفاعية مع الغرب من خلال إنشاء قواعد عسكرية لسنوات مدفوعة التكاليف، فيما الاستراتيجية الخليجية ولا سيما السعودية تقوم على مفهوم بناء القوة الذاتية العربية - الإسلامية بالتعاون مع الحلفاء الغربيين في مواجهة التهديدات التي تواجه دول الخليج العربي والمنطقة بالمجمل.

عنوان هذه التهديدات هو اليوم إيران التي ستكون ركيزة قرارات القمم الطارئة. ويبدو أن الاتجاه العربي والإسلامي في إطار ممارسة ضغط دبلوماسي ودولي على إيران يذهب نحو التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار ضد إيران جراء اعتداءاتها على الدول العربية على غرار القرارات التي تصدر ضد إسرائيل. ولم تعد مقولات «حسن الجوار» وعلاقات الأخوّة» تفيد في تبريد المناخات الحارة في الدول العربية بعد نفاد سياسة الصبر لديها، وخصوصاً لدى السعودية، الدولة ذات التأثير الأكبر نظراً إلى مكانتها ودورها وموقعها العربي والإسلامي.

 

أيّ جامعةٍ لبنانيّةٍ هي التي يجب أن نتضامن معها؟

عقل العويط/النهار/31 أيار/2019 

في يوم التضامن هذا، 31 أيّار 2019، مع الجامعة اللبنانية، الذي دعت إليه رابطة الأساتذة المتفرّغين فيها، انضمّ شخصيًّا إلى نداء هذه الرابطة، بصفتي طالبًا سابقًا على مقاعد كلّيّتها للتربية، ومناضلًا في صفوف مناضليها. إنّي أقف وقوفًا طوعيًّا، مجانيًّا، مطلقًا، بلا قيدٍ أو شرط، إلى جانب ما تعانيه هذه الجامعة، وما تعيشه، من مصادراتٍ ومحسوبيّاتٍ وتقهقرٍ وتخلّفٍ وفسادٍ وشرشحةٍ ومآسٍ.

نعم، أريد أن أتضامن مع الجامعة التي تعلّمتُ فيها، وناضلتُ من أجلها، وقدتُ التظاهرات مع مناضلين أعزّاء ونبلاء من أجل استقلاليّتها، وريادتها، لتكون جامعة الوطن، لا مزرعةً من مزارع طبقته السياسيّة، ولا إقطاعًا من إقطاعاته الطائفيّة والمذهبيّة والميليشيويّة.

أتضامن مع الجامعة - الوطنيّة ومع أساتذتها المستحقّين وطلّابها.

ذلك واجبٌ دائمٌ ومطلقٌ. بل شرفٌ غالٍ، يشرّفني أن أتباهى به، وأعتزّ.

ما يؤلم رابطةَ الأساتذة، يؤلمني، لأنّه يمرّغ الجامعة الوطنيّة، ويضعها في الأتون المهلِك، وفي المستنقع الآثم.

لكن، أين هي تلك الجامعة؟ ما الذي بقي منها، من قيمها، من معاييرها العلميّة، من مبادئها الإنسانويّة، من قوانينها، من شروط الدخول إليها، من شروط التخرّج فيها، من شروط الترشّح إلى جسمها التعليميّ، إلى رئاستها، إلى عماداتها، إلى مجلس جامعتها، وما الذي بقي من مستواها الأكاديميّ، ومن مهابتها، ومن حضورها النقديّ، ومن دورها الطليعيّ في المجتمع وفي الثقافة وفي الشرط الإنسانيّ والحضاريّ برمّته؟

لا يهمّني، من جهة، أن أدعم مطالب الأساتذة من أجل المجاملة، ولا يهمّني من جهةٍ ثانية، أن أشتم، ولا أن أهجو، ولا أن أفرّط بالجامعة، ككيانٍ أكاديميٍّ وثقافيٍّ وطنيّ.

يهمّني، فقط، وحسب، أن تعود الجامعة إلى الجامعة، وأن تعود جامعةً.

هذا هو همّي الوحيد والأوحد.

هذا لأقول، بصفتي مواطنًا مراقبًا، معنيًّا بالشأن الجامعيّ اللبنانيّ، وبالشجن الأكاديميّ التعليميّ التربويّ، وعارفًا بمواضع قوّته وصلابته ومناعته وطليعيّته، وعارفًا بالقدر نفسه، بعاهاته وأمراضه ومصائبه، إن الجامعة اللبنانيّة هي في غربةٍ عن ذاتها، ويجب تحرير هذه الجامعة من غربتها البنيويّة، المخيفة والهائلة، ومن عطبها الجوهريّ، على كلّ المستويات.

غربتها ماحقةٌ، وعطبها قاتلٌ.

يجب إنهاء هذه الغربة، وإزالة هذا العطب.

هذا الهدف، هو الهدف الوحيد والأوحد، لأيّ مبادرةٍ إصلاحيّةٍ جدّيّة لإنقاذ الجامعة.

أقلّ من ذلك، أقلّ من هذا الهدف، عبثًا نطالب ونرفع الصوت.

لأجل هذا الهدف، أدعو إلى قيام "هيئة طوارئ أكاديميّة – تقنيّة متخصّصة"، محرَّرة من الولاءات والمحسوبيّات والحزبيّات والطائفيّات، تضع خطّةً عملانيّة لإنقاذ الجامعة، ولإعادتها إلى ذاتها.

لا يخلو لبنان من رُسُلٍ تقنيين ومتخصّصين، في هذا المجال. فلنهرع إليهم فورًا. هم يعرفون الداء، ويعرفون الدواء.

سلامي إلى الجامعة الوطنيّة، إلى أمّي هذه التي احتضنتني، وسلامي إلى تحرّك رابطة الأساتذة الجامعيين فيها.

 

النائب العام العسكري يترافع عن الحاج وليس عن الحق العام: هي تفرجت فقط على مظلمة عيتاني.. هل يشكل التفرج جرما؟

الهام برجس/موقع المفكرة القانونية/31 أيّار 2019

بتاريخ 30 أيار2019، مثل كل من المدعى عليهما المقدمة سوزان الحاج وإيلي غبش أمام المحكمة العسكرية الدائمة، وذلك في قضية تلفيق تهمة العمالة مع العدو الإسرائيلي للممثل المسرحي زياد عيتاني. اليوم كانت الجلسة الأخيرة في قضية عيتاني، وكانت مخصصة للمرافعة. الحدث فيها تمثل في مرافعة مفوض الحكومة القاضي بيتر جرمانوس الذي قرر أن يمثل بنفسه الحق العام على نحو غير مألوف. وقد تبين سريعا أن مرافعته تهدف إلى إبطال التعقبات بحق الحاج. فالثابت عليها وفق مفوض الحكومة هو أنها تفرجت على ارتكاب الجرم، على تلفيق التهمة لعيتاني، والتفرج ليس جرما وفق جرمانوس. بالطبع، حصلت المحاكمة من دون حضور عيتاني على اعتبار أنه ليس للضحية أن تتمثل في المحكمة العسكرية وهذا هو أحد عيوبها الكبيرة.

في ختام هذه المرافعة، وتبعا لاستدارة مفوض الحكومة وأدائه الملتبس، أصدرت المحكمة حكمها بإبطال التعقبات بحق الحاج بالأكثرية لجهة جرم تلفيق التهمة. بمعنى أن قرارها المذكور لم يصدر بإجماع أعضائها، إنما صدر رغم مخالفته من قبل عضو أو إثنين في الغرفة تمسك أو تمسكا بأنها مذنبة. أما بخصوص التفرج، فهي اعتبرت على نقيض ما خلص إليه مفوض الحكومة، أنه يشكل جرما سندا للمادة 399 من قانون العقوبات التي تعاقب كل موظف أهمل أو أرجأ إعلام السلطة ذات الصلاحية عن جناية أو جنحة عرف بها في أثناء قيامه بالوظيفة أو في معرض قيامه بها. وقد انتهت المحكمة إلى الحكم على الحاج بشهرين حبس وغرامة مائة ألف ليرة لبنانية، علما أنها تعتبر نفذت العقوبة بحبسها احتياطيا من قبل. يذكر أن التفرج الذي انتهت المحكمة إلى معاقبته لم يكن تفرجا على تلفيق التهمة وحسب، إنما كان تفرجا على إحدى أكبر المظالم القضائية في 2017-2018 حيث رمي بريء في الحبس لأكثر من مائة يوما وسط إدانة شعبية عارمة. من هنا، وحتى ولو انحصر جرم الحاج بالتفرج، فإن العقوبة المقررة عن هذا الجرم تبقى غير متناسبة مع خطورة الفعل المرتكب. إلى ذلك، تمت إدانة غبش وحده بتهمة تلفيق جرم التواصل مع العدو ليحكم عليه بسنة حبس هو أيضا نفذها من خلال توقيفه الاحتياطي.

مفوض الحكومة: "الخصم الصديق"

"هذا الملف شكًل صدمة للرأي العام، وهو يتعلق بأهم المؤسسات الأمنية، لذا من الضروري أن أتكلم وأخبر ما حصل"، بهذه الجملة إستهل القاضي جرمانوس مرافعته التي بدت وكأنها تبرير لموقفه، على طول القضية المعروضة.

ثلاثة "بروفايلات" تكلّم عنهم جرمانونس: زياد عيتاني، ايلي غبش وسوزان الحاج. والحق أنّه سرد أحداثاً تتصل بعيتناني، تبرر موقعه مما تعرّض له الأخير: "كنت في منزلي ليلاً، عندما تصلني معلومات أن قاضيا من عائلة من أهم العائلات وهو من نفس قرية نصرالله (أمين عام حزب الله حسن نصرالله)، وممثل مسرحي، هما على تواصل مع العدو الإسرائيلي". يضيف جرمانوس: "طبعاً عندما يسمع قاضٍ هكذا قصة، وليس بالنسبة لعيتاني بل بالنسبة للقاضي، مباشرةً يسأل عن المعلومات، وعندها عرفت أنها تتعلق برسائل فايسبوكية". القرار بدايةً كان إنتظار وصول ضابطة الموساد التي يفترض أنها ستقابل عيتاني، إلا أن هذه الخطة فشلت، وفقاً لما يفهم من كلام حرمانوس: "بسبب التسابق بين جهاز أمن الدولة وقوى الأمن الداخلي لتوقيف عيتاني". أمام واقعة التوقيف، تم التواصل مع جرمانوس من قبل النائب العام التمييزي لإحالة الملف إلى الأمن الداخلي. لكنه رفض، وفقاً لكلامه في المحكمة، التعامل مع جهاز أمني (أي أمن الدولة) وكأنه قاصر، فإرتأى إرسال ضباط من الأمن الداخلي إلى مركز أمن الدولة للتأكد من عدم تعرض عيتاني للتعذيب. يضيف جرمانوس أنه بعد ذلك، توجّه ليلاً إلى مركز توقيفه وهناك: "كان زياد جالساً على الأرض، وكان بحالة مضطربة كونه لم يتعرّض سابقاً للتوقيف (وهذا كان تحليل جرمانوس)". يردف: "طبيعي إضطرابه، خليناه يروق وأعطيناه دخان وبعد 45 دقيقة بدأنا نسأله". يومها: "نفى زياد أي علاقة له بملف نيلي، ثم بدأ بسرد وقائع وتفاصيل". يضيف مفوض الحكومة أنه "لم أترك زياد في التوقيف لدى أمن الدولة أكثر من 4 أيام، وأحلته إلى قاضي التحقيق وتم تعيين طبيب شرعي له. وهناك أنكر إفاداته كلّها. وعلى الرغم من ذلك، قرر قاضي التحقيق رياض أبو غيدا الإبقاء عليه موقوفاً". بعدها بـثلاثة أشهر، يصدر القاضي أبو غيدا استنابة قضائية (بتكليف فرع المعلومات بتحقيق فني)، لا تمر من خلالي وذلك خلافاُ للأصول". هذا الانتقاد لأداء قاضي التحقيق رياض أبو غيدا في ملف عيتاني لم يكن فريداً، حيث توسّع درباس بتفنيد المخالفات المرتكبة من قبل هذا الأخير لاحقاً. أما عن القاضي جرمانس فيكمل: "الاستنابة تصل في النهاية إلى النيابة العامة التمييزية، ومنها إلي، ويتبين عندها وجود شخص اسمه إيلي غبش ما أثار الشك لدي أن الذي في الحبس هو شخص مظلوم". ينتهي جرمانوس من "بروفايل" زياد بالتأكيد أن أمن الدولة يراقب عيتاني منذ مدة على خلفية تغريدتين تتعلقان بالعدو الإسرائيلي، وأنّ أول شخصية قالت أن عيتاني المسرحي قضيته مفبركة كان اللواء أشرف ريفي، الذي قال أن القضية بالأصل تستهدف زياد عيتاني الصحافي كونه محسوباً عليه. وقد بدا بذلك وكأنه يعود ويشكك بعيتاني.

وهكذا، وإذ مرّر جرمانوس إشارات تتعلق بصحة إدعاءات عيتاني تعرّضه للتعذيب، بالإضافة إلى قضية القاضي المتهم بالعمالة التي لم يعطِ حولها أي معلومات إضافية، من الواضح أن أحداً لا يعرف عن هذه القضية أي تفصيل، حتى غبش الذي حرص لاحقاً على الاشارة إلى أن لا معلومات لديه عن هكذا قضية بالمطلق. بعدها إنتقل إلى "بروفايل" إيلي غبش.

عن غبش، يقول القاضي جرمانوس أن الأخير ليس "شخص عادي"، وقد "خدم لمدة 6 أشهر مع القوات البحرية، وتلقى تدريبات، وهو ينتقل بين الأجهزة الأمنية وهو متخفّ ويعمل منذ فترة طويلة مع جهاز أمن الدولة. هذا الشخص أمني من الطراز الأول، وهو يعمل في مجال حديث هو الأمن السيبراني". يضيف مفوض الحكومة أن في مجلس النواب يوجد لجنة الدفاع الوطني والداخلية، "وهي اللجنة المسؤولة عن الاطلاع على أعمال الأجهزة الأمنية بما يتعلق بالداتا". هذه اللجنة "قادرة على معرفة من يتنصت وكيف، والهدف أن لا يعود لدينا ناس مثل غبش تستطيع الدخول إلى ملفات حساسة". يضيء القاضي جرمانوس على وجود هذه اللجنة من دون إبراز أثرها الفعلي بالنسبة للقضاية الراهنة وموقعها من هذه المرافعة. يكمل القاضي أن "ما نعرفه عن غبش هو أنه قام بفبركة 5 ملفات: الصحناوي عندما كان يعتقد نفسه روبن هود بعد قضية طارق يتيم، قضية ايزاك دغيم التي لفّق له جرم العمالة لأجل خزّان على السطح". يستطرد القاضي جرمانوس هنا: "إيزاك مرّ على جهازين أمنيين وإعترف أمام الاثنين، وهنا نطرح التساؤل بالنسبة للتحقيقات الأولية". كذا قام غبش، وفقاً لمفوض الحكومة، بتلفيق ملفين آخرين لمحامي من عائلة دويهي ولشخص من عائلة النسر. ينتهي القاضي إلى القول أن غبش "شخص يستسهل تلفيق العمالة".

وقد نفى غبش صحة ما نسب اليه من مفوض الحكومة في هذا المجال، مؤكداً أن الملفات المذكورة كفّت التعقبات بحقه بالنسبة لها وقد أقفلت. كما أكّد محاميه خلو سجله العدلي من أي حكم مما ينسب إليه في المحكمة.

أما عن الحاج، فقد حاول القاضي جرمانوس وهو يقدّم "بروفايلها" عدم "إصدار تعليقات جندرية"، لكنه لم يفلح في ذلك. "هي سيدة، واجهت مشكلة مع قيادتها أدت إلى فصلها، وأدى ذلك إلى إضطرابات نفسية لديها، وهذا طبيعي، وربما تفاقمت المسألة لأنها..." .لا يكمل القول بأن السبب كونها "إمرأة" بل يستبدلها بالقول: "هلق بقوموا علي النسوان". يكتفي بهذا القدر على صعيد "بروفايل" الحاج، ليعود ويجزم من دون تعليل أن "غبش في الأساس هو صاحب الفكرة". أما بالنسبة إلى تدخل الحاج " فغبش ليس بحاجة للمساعدة، وأما الغاية المادية فيحققها ليس منها بل من جهاز أمن الدولة". ينتهي مفوض الحكومة بالقول "أكبر ما يمكن أن تكون قد فعلته الحاج هو أنها تفرجت، وهي لم تكن متفرجة محترفة، والتفرج لا يشكل جرماً". ويقتضي التذكير هنا بأنها لم تتفرج باعتراف جرمانوس فقط على تلفيق العمالة، بل على رمي شخص أكثر من مائة يوم في الحبس قيد التحقيق.

كلّل جرمانوس كلامه عن الحاج بطلبه إعلان براءتها، بعدما كان نفسه الذي إدعى عليها بجرم التدخل. هذا التعديل في موقف القاضي جرمانوس يأتي خارج أي سياق منطقي أو قانوني يبرره، لا سيما أنه لم يبرز فيما قاله لناحية الحاج أي معطيات جديدة تبرر تعديله لرأيه فيما إرتكبته.

المخطئ هو قاضي التحقيق الذي أصدر قرارا ظنيا

"جئت إلى هنا لأخاصم الحق العام، وإذا بالحق العام لا يخاصمني ويقف صديقاً، فمن أخاصم؟ أنا أخاصم الإحالة، وهي باطلة بطلاناً مطلقاً". هكذا استهل درباس مرافعته عن الحاج. "لو تم كف التعقبات عن موكلتي قبل وصولها إلى المحكمة ومثولها هنا لدخلت في دهليز الشك، لكن مثولها في المحكمة أكّد براءتها للرأي العام". واعتبر درباس أن قرار الاتهام باطل لأنه "لم يتضمن سرداً واضحا للأدلة، كما لم يتضمن تحديداً للنصوص القانونية المدعى بها على أي من الحاج أو غبش". وفقاً لمرافعة درباس فإن "الطامة الأكبر أن الإحالة أمام المحكمة العسكرية تمت بموجب تهم مبهمة يستعصي على الدفاع تبينها...".

محور دفاع كل من وكيل غبش وفريق الدفاع عن الحاج كان مفهوم الجريمة المستحيلة، وهو الفعل الذي يستحيل أن تتحقق نتائجه الجرمية. هنا يرتكز وكيل غبش إلى كون اللينك المرسل من قبل وكيله إلى بريد عيتاني، كان مشفراً ولم يطلع عليه عيتاني لكونه لا يصل إلى رسائله لعدم وجود صداقة بينه وبين المرسل عبر فايسبوك، بالإضافة إلى مسائل تقنية تجعل من المستحيل إتهام زياد بالعمالة إنطلاقاً من رسالة غبش. وهو أمر أكّده غبش في جلسات سابقة بإشارته إلى أن المطلوب كان حصراً أن يأتي عيتاني إلى الفرع، أو كما التعبير الدارج "فركة دينة" كما إستخدمه غبش. وقد تبنى درباس مرافعة زميله لهذه الناحية، مؤكداً على إنطباق وصف الجريمة المستحيلة على أفعال غبش، بالتالي وبشكل تبعي عدم إمكانية ملاحقة وكيلته عن هذا الجرم أو عن تدخلها به. إلى ذلك، تسلّح فريق الدفاع عن الحاج بما جاء في تقرير فرع المعلومات لناحية كون الأدلة المقدّمة من غبش في البداية غير كافية ولا تشكل أي دليل لملاحقة عيتاني، وهو ما يعزز نظرية الجريمة المستحيلة. في هذا الصدد، قالها درباس صراحةً " أطلب البراءة لغبش، لأن لي في ذلك مصلحة، وبراءة موكلتي من براءته". خلافاً لذلك أعلنت المحكمة براءة الحاج من الجرم، فيما أبقت على إدانة غبش فيه.

هذا التناغم بين وكيل غبش ووكلاء الحاج، بما فيه من تناقض مع ما سارت عليه الأمور خلال المحاكمة من تقاذف للمسؤوليات بين غبش والحاج، برّره وكيل غبش بالقول: "أن غبش كان يعتقد أن رمي المسؤولية على الحاج يخفف من مسؤوليته، وأنه إن كان سيظلم لا يظلم وحيداً".

 من ورّط عيتاني إذن؟

خلال هذه الجلسة، وخلافاً للجلسات الفائتة لم يتطرق فريق الدفاع عن الحاج إلى مسألة تعرّض عيتاني للتعذيب، ولم يعاود إستخدام التشكيك فيها أداة لتبرئة موكلتهم. بالمقابل، كانت هذه المسألة مادة محورية في دفاع وكيل غبش الذي ما إنفكّ يشكك ببراءة عيتاني مما نسب إليه من تعامل (كأنما بإمكان الكذبة الملفقة أن تصبح بسحر ساحر حقيقة)، وبصحة تعرّضه للتعذيب، كما قال بصريح العبارة أن "التطرق لملف عيتاني وبيان حقيقة وجود شبهة تعامل تطاله تصب في مصلحة موكله لتأكيد أنه لم يفبرك له شيئاً إنما وضع له طعماً". حتى أنه إنتهى إلى القول أن "العباقرة دائماً عندن وشة" وأردف: "ما تواخذني يا إيلي... أطلب أن نستفيد من هالزلمة وليس أن نحاكمه لأنه فقط قام بعمله". نعلق هنا: عمله الذي أدى في هذه الحالة إلى أحد أكبر المظالم في سنة 2018 أي توقيف شخص بريء لأكثر من مائة يوما وهو يتفرج.

لا بد من الإشارة هنا إلى كون عيتاني لا يملك صفة للمشاركة في هذه القضية، حيث لا مجال للإدعاء الشخصي أمام المحكمة العسكرية، بالتالي بقي الأخير مجرّداً من أي قدرة على الرد أو الدفاع أمام كل ما وجّه إليه وتناوله في المرافعات.

والأهم في نهاية هذه القضية التشديد على السؤال عن المسؤول المحوري في توريط عيتاني. فما حصل لعيتاني لا يمكن أن يقتصر على ما قام به غبش، ليبقى السؤال عن حصة جهاز أمن الدولة والعناصر المنخرطين في هذه القضية من المحاسبة والعقاب.

 

هل يمكن أن ينجو اللبنانيون من الفقر؟

فارس خشّان/الحرة/31 أيار/2019

الخوف يخيّم على اللبنانيين. لا تجد السبب، هذه المرة، لا في إسرائيل أو سوريا أو إيران ولا في إرهاب "داعش" أو في سلاح "حزب الله" أو في تصارع "حقوق" الطوائف، إنما في المال والاقتصاد.

لم يعد أحد يتحدّث عن الواقع السيء. الجميع يقص روايات ليُنبئ بالأسوأ.

الوجوم يسود والقلوب ترتجف والأمل معتقل.

إنه الموت الذي طالما قيل إنه يقتل الحياة بالخوف قبل أن يجيء.

لا أحد يملك جوابا مطمئنا. كل تخمين إيجابي تقابله رواية لاغية.

لبنان يعاني اليوم من عربة يجرها حصانان

وأبطال الروايات، في هذ الحالة ليسوا خياليين، بل هم أشخاص حقيقيون. جلّهم من كبار الاقتصاديين والعاملين في القطاع المصرفي وبعضهم من السياسيين وممّن يحيط بهم.

الإجماع على الحتميات السوداء يقابله اختلاف على تشخيص الأسباب وتاليا على اجتراح الحلول.

الغالبية الشعبية تحدّثك عن السرقات المستشرية بوقاحة ووجوب وضع حد لها من خلال زج السارقين في السجن ومصادرة ممتلكاتهم في الداخل وأموالهم في الخارج.

الغالبية الاقتصادية تحدّثك عن بنية الدولة المهترئة، حيث يأكل القطاع العام الكبير والمترهّل عافية الاقتصاد الخاص الذي يملك، إذا حررته الدولة، مؤهلات الانتعاش.

السياسيون ثلاثة أقسام:

القسم الأول، يُعزّز هوى الغالبية الشعبية بأن السرقة هي السبب الأول والأخير وتاليا بالقضاء عليها تعود الأمور إلى أفضل مما كانت عليه.

القسم الثاني، يرى أن الفساد هو السبب. والفساد أوسع بكثير من السرقة، فهو المسؤول عن منع الإصلاح الكبير الذي سبق وأدرجت معاييره، بوضوح كبير، في العام 2002 في الأعمال التحضيرية لمؤتمر باريس ـ 2.

القسم الثالث، وجلّه من المعارضين للواقع السياسي الحال، يرى أن للمشكلة أوجها إدارية كالسرقة، وبنيوية كترهل القطاع العام، ولكن جوهر هذه المشكلة يكمن في البعد السياسي للدولة، على اعتبار أن الاقتصاد يسلك الطريق الذي ترسمه له السياسة.

كيف يفكر هذا القسم الثالث من السياسيين اللبنانيين؟

قبل التسوية الرئاسية التي أنشأت حلفا حاكما من المختلفين والمتصارعين، كان ما نطلق عليه تسمية "القسم الثالث" هو الأكبر في لبنان، ولكن مع التسوية، انكمش وأضحى صوته، مهما حاول أن يرتفع، خافتا، فضجيج التسوية أقوى من كل الأصوات التي تغرد خارج السرب.

ولكن محاولة خنق الصوت لا تلغي المنطق الذي يهدف إلى التعبير عنه.

إن لبنان يعاني اليوم من عربة يجرها حصانان. الأول في مقدمتها والثاني في مؤخرتها. ويحاول السائس التوفيق بين الاتجاهين المتعارضين لهذين الحصانين، وجلّ أمله أن تبقى العربة مكانها، إذا عجز الحصان المتقدّم عن جعل الحصان المتأخر يتحرك في اتجاهه.

إلا أن محاولة هذا السائس خطرة للغاية، إذ أنه، في اللحظة التي يقوى فيها الحصانان عليه، تتحطّم المركبة، كما أنه، وفي أفضل سيناريو، وفي اللحظة التي يقوى فيها الحصان الخلفي على الحصان الأمامي، فإن العربة تتحرك إلى الوراء.

ونقصد بالحصان الأمامي ذاك التوجه المالي والاقتصادي الذي يتواءم مع المجتمع الدولي، فيما نقصد بالحصان الخلفي ذاك التوجه الذي يندمج مع الخيارات التي تمثلها كتلة تتشكل من دول تعاني شعوبها الأمرين مثل إيران وسوريا وما شابههما.

الإجماع على الحتميات السوداء يقابله اختلاف على تشخيص الأسباب

وفي لبنان، يتجسد هذا التياران في الحكم. فهناك، من جهة أولى من يرفع في التفتيش عن الحلول شعار "سيدر"، بما يعني من تناغم مع المجتمع الدولي المتمثل بالدول المانحة، وبما يفترض من مواءمة مع قواعد المال والاقتصاد العالميين، وتحييد الدولة عن صراع المحاور، تحت مسمّى "النأي بالنفس". وهناك من جهة ثانية، من يرفع شعار "الاقتصاد المقاوم" ـ يخفف وطأته حينا بتحويله إلى "المقاومة الاقتصادية" ـ بما يعني أن لبنان يريد إنقاذ نفسه ولكن بما يتلاءم مع التمحور إلى جانب إيران وسوريا.

وفي المعادلة السياسية البارزة حاليا، فإن القوة تجنح في اتجاه رافعي شعار "المقاومة الاقتصادية"، الأمر الذي يعني أن الحصان الخلفي يقوى على الحصان الأمامي.

وهذه المعادلة يدركها اللبنانيون ويخشون منها على مستقبلهم، فـ"اقتصاد المقاومة" يعني وضع بلادهم في مصاف الدول التي يخفي فيها صراخ التحدّي أنين البطون.

 

من كلودين عون إلى هنادي بري..النّسف النسائي من الداخل

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/31 أيّار 2019

 فلولا بنات فخامة رئيس الجمهورية الجنرال عون المصونات، لما أنعم الله علينا بقائدٍ فذٍّ كالوزير جبران باسيل، الحاكم بأمره هذه الأيام، كذلك بعديله النائب شامل روكز( بعد أن عافاه الله من علّته الدائمة).

صدرت أواخر القرن الماضي كتابات عربية مُتشائمة تنبّأت بما وصل إليه العالم العربي(مشرقه ومغربه) من دمارٍ وتخلُّف وازمات، بدأها المفكّر اللبناني جورج قرم في كتابه " إنفجار المشرق العربي"، وكان لافتاً اختيار الكاتب عنواناً جذّاباً، ليُفصح بعد ذلك عن استمرار "التّخلّف والذُّل" كعنصرين أساسيين يتحكّمان في المشرق العربي، لتتركه بعد ذلك غارقاّ في ظلام " الاستبداد والطغيان"، وكان قد وافاه المفكّر السوري برهان غليون عام ١٩٨٧ (قبل أكثر من عقدين من الزمن على اندلاع الثورة السورية) ليتحدث عن" وهم الحداثة"، فالأمة العربية لم تعرف "حداثتها" الخاصة بعد، وما زالت غريبة عن حركات التحديث، وهذا سيقودها حتماّ إلى" التراجع والتقهقر والتّبعية المستمرة، ومن ثمّ التّمزّق وربما التّشتّت والزوال(حال بلده سوريا هذه الأيام)

وأخيراً أطلّ المفكر الفلسطيني هشام شرابي، الذي نشر كتابه " البُنية البطريركية، بحث في المجتمع العربي المعاصر"، ليلاحظ أنّ المجتمع "الأبوي" هو علّة العلل، وأنّ الحداثة معدومة في الوطن العربي طالما أنّ المرأة لم تتحرّر من عبوديتها للرجل، والأمل يبقى معقوداً على حركة نسائية تكون قادرة على "إطلاق الشرارة التي تُتيح" نسف المجتمع العربي المعاصر من الداخل"، هكذا إذن، وعلّق الباحث الراحل حسن قبيسي بالقول: على الرغم من أنّ بيننا من لا يزال يؤمن بأنّ "النّسف من الداخل" لا بدّ أن يقوم به الرجال وسوقها،  ها هو شرابي لا يتأمل خيراً إلاّ بالنّسف النسائي من الداخل.

انفجر المشرق العربي كما تنبّأ قرم،  وتمزّقت سوريا وربما هي على طريق التّشتت والزوال، كما تنبأ غليون،  أمّا عندنا في لبنان فقد صدّقنا وآمنّا بنصائح شرابي، وها نحن نلجأ إلى وصفته السحرية ب"نسف المجتمع اللبناني" بالشرارة النسائية الناعمة، فلولا بنات فخامة رئيس الجمهورية الجنرال عون المصونات، لما أنعم الله علينا بقائدٍ فذٍّ كالوزير جبران باسيل، الحاكم بأمره هذه الأيام،  كذلك بعديله النائب شامل وركز( بعد أن عافاه الله من علّته الدائمة).

واتّكالاً على قدرة النساء على "النسف من الداخل"، اختار الرئيس عون كريمته المصونة السيدة كلودين لتكون مستشارة خاصة لدى رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة، ومن شدّة ما عانى اللبنانيون من مآسي الطاقة الكهربائية واهوال ميزانياتها المهدورة، اختار رئيس التيار الوطني الحر امرأةً حسناء لإدارة هذا المرفق وترشيد أدائه، وحُسن نسفه من الداخل،  كما رأى الرئيس سعد الحريري أنّ وزير الداخلية السابق كان قد عاث فساداً في وزارته، فعمد إلى تعيين امرأة لبنانية "حديديّة" وزيرةً للداخلية، فيقف الضّباط (الذين افنوا عمرهم في معمودية الرجولة والعنفوان) مُتأهّبين بين يديها يؤدّون التحية وينتظرون الاوامر، تصديقاً لقوله تعالى (أرأيت الذي ينهى، عبداً إذا صلّى).

أمّا آخر محاولات نسف المجتمع اللبناني من داخله فكانت تعيين السيدة الفاضلة أخت الرئيس نبيه بري الدكتورة هنادي مديرةً عامة للتعليم المهني والتقني، ورغم الاعتراضات على تعيينٍ كهذا، يبقى الأمل أن تنهض بري بهذا القطاع التربوي والتعليمي، وهاهي تتخلّى عن تعويضها لقاء عضويتها كرئيسة للجنة الامتحانات، في حين لم نسمع حتى اليوم عن مسؤولٍ واحد تخلّى عن قرشٍ واحد لا يستحقّه.

بعد المناصب والمسؤوليات، الأملُ معقودٌ أيضاً على همّة النائبة "الثورية" بولا يعقوبيان،، والتي لا تأخذها في الحقّ لومة لائم، كذلك على حزب "سبعة" الذي حارت، البريّةُ في أمره، كيف نشأ وترعرع ومن يرعاه؟! وهاهو ينتخب أمينةً عامة له، هي السيدة غادة عيد، صاحبة الباع الطويل في مكافحة الفساد، إعلاميّاً حتى الآن، وكانت السيدة شانتال سركيس (الأمينة العامة لحزب القوات اللبنانية) قد نهضت بالقوات نهضةً ملحوظة (بتعاون ومعاضدة النائبة السيدة ستريدا جعجع).

رحمك الله قاسم امين، المنافح الأول عن المرأة منذ أوائل القرن الماضي،  ورحم الله الشاعر الذي كان يصيح منذ أكثر من قرنٍ مضى: من لي بتربية النساء فإنّها في الشرق علّةُ ذلك الإخفاق.

 

 عندما قالوا لباسيل: جعجع يمثّل سنّة البقاع

عماد الشدياق/المدن/31 أيّار 2019

بعد الانتهاء من جلسات مناقشة الموازنة في مجلس الوزراء، بدأ وزير الخارجية، جبران باسيل، معركة جديدة عنوانها التعيينات الإدارية والأمنية المهمة في مناصب الدولة ومؤسساتها، مستهدفاً على نحو خاص حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل. وكانت أولى السهام التي أطلقها تدشيناً لهذه المعركة مصوبة نحو المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان المحسوب على تيار "المستقبل"، واعداً حسب ما نقلت أوساطه للإعلام قبل يومين، ثم نفى لاحقاً، بطرح ملف عثمان على طاولة مجلس الوزراء، بسبب أزمة "مجلس القيادة في الأمن الداخلي" والتعيينات فيه.

الأجوبة الصادمة

الرد جاء من نواب في كتلة "المستقبل"، وخصوصاً الأمين العام أحمد الحريري، بواسطة منصة "تويتر"، بسجال نُبشت فيه حقبة اتفاق الطائف وما قبله. والرد "المستقبلي" لم يكن وليد اللحظة ولا نتيجة لأحداث اليومين الماضيين وحسب، وانما يتصل مباشرة بالكلام الذي رماه باسيل يوم السبت الفائت بمنتجع Laforge، في تل ذنوب بالبقاع الغربي، أثناء لقاء حواري مع شخصيات سنية من المنطقة، دعا إليه باسيل نفسه، بواسطة القيادي في التيار الوطني الحر ميشال أبو نجم. كلام  نافر جعل اللقاء، حسب انطباع المدعوين، يشبه أي شيىء إلا "الحوار"، ولربما لتحول إلى أمر آخر لولا انتهاء الوقت المحدد له. تمكنت "المدن" من التواصل مع عدد من أولئك المدعوين، وهم من أهل البقاع الأوسط والغربي. ولا خلفية مشتركة بينهم سوى أنهم "سنّة" فقط، منهم الصحافي أو المحامي أو الدكتور الجامعي أو رئيس البلدية أو المختار..إلخ، وقد أثنى أغلب من تواصلنا معه على حسن الضيافة ودقة التنظيم، كما احترموا بالوزير باسيل دقة التزامه بموعد اللقاء. لكنه صدمهم بإجاباته على أسئلتهم. أحد المدعوين سأل باسيل عن سبب وصم التيار الوطني الحر دوماً بالتعصب والطائفية، وسبب عدم تقبل الطائفية السنّية له؟ فقال: "أنتم ظلمتونا بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل.. ما اضطرنا إلى ذلك لنعيد حقوقنا" قاصدا تيار المستقبل، جاملا الموجودين كلهم بالصبغة الزرقاء، واضعاً الطائفة السنية كلها تحت جناح تيار المستقبل. وهو ما أزعج جزء كبير من الحاضرين، حسب واحد منهم.

هذا السؤال وجوابه جرّ خلفه سلسلة أسئلة مشابهة زادت من منسوب التوتر خلال اللقاء. ضيف آخر توجه إليه قائلا: "لماذا الوجدان السني تمكن من استيعاب بشير الجميل وكذلك استيعاب سمير جعجع، بل أكثر من ذلك، السير خلفه حينما حمل لواء 14 آذار، ولم يتمكن من استيعاب الحالة العونية؟" فردّ باسيل بأسلوب أبهر الحاضرين: "جعجع صفحته سوداء لدى السنّة، وهو متهم بقتلهم خلال الحرب وبارتكاب جريمة بحق رئيس حكومة سابق (رشيد كرامي) وهدفه كله على مدى السنوات الماضية كان تبييض صفحته معهم، ولهذا كان مضطرا إلى تقديم التنازلات.. عملها شغلته وعملته".

التحريض على جعجع والحريري

على هذا النحو، جعل باسيل من القوات اللبنانية محور حديثه الذي دام ساعة وخمس دقائق مشبعة بالتشنج، معتبرا أن "القوات حزب مسيحي والتيار حزب علماني يؤيد الزواج المدني ويدعم منح الأم الجنسية اللبنانية لأولادها.. في بعض المراحل اضطررت أن أكون مسيحيا حتى أتمكن من استعادة الحقوق والوظائف في الإدارات العامة. حينما يسمي السنّة الموظف السني والشيعة يسمون الشيعي فمن حقي أن أسمي المسيحي. نحن لم يكن لدينا مشكلة مع أحد منهم وجئنا لنحصّل حقوقنا فقط". مدعو آخر أبدى استهجانه لما قاله باسيل، فشرح لنا كيف تجهمت وجوه الحاضرين، وأردف: "لم يلطّف باسيل إجاباته، لم يحاول القول أن ثمة أخطاءً ارتُكبت، أو أننا لم نتمكن من بناء تواصل جيد في حينه، مثلاً، أو نحن حالياً بصدد بناء علاقة جديدة مع الرئيس الحريري بعد التسوية، وانما إجاباته جاءت صدامية، إذ قال: أنا لست مضطراً أن أقنع أحداً. السنية السياسية جاءت على جثة المارونية السياسية وأخذت كل حقوق المسيحين. وهو أمر طبيعي أن أسعى لاستعادتها!". قاطعه أحدهم: "لكن أنتم كتيار وطني حر كنتم رأس حربة بمواجهة سعد الحريري. كنتم أداة بيد حزب الله لهذا الهدف". رد باسيل: "شوف سعد الحريري كيف فاتح خطوط مع حزب الله، إذا نحنا فاتحين طريق، فسعد الحريري فاتح أوتوسترادات من تحت الطاولات.. روح شوف بمجلس الوزراء شو عم يعمل!"، يروي الضيف ما سمعه ثم يسألنا: "هل فعلا هدف باسيل من اللقاء هو الحوار أو التحريض على شخص سعد الحريري وسمير جعجع؟"

تربية أساتذة الجامعة

في معرض حديثه عن اقرار قانون الموازنة في مجلس الوزراء يشتكي باسيل: "جميع الأحزاب المشاركة بالحكومة تقدمت باقتراحاتها لتعديل الموازنة، لماذا الجميع أطلق نيرانه على ورقتي؟"، يقاطعه أحد الحاضرين سائلاً عن إضراب الأساتذة الجامعيين لحرمانهم من حقوقهم، فيرد باسيل: "لو كنت وزيراً للتربية كنت عرفت ربيتكم!" وبعد أن انتهى الوقت المخصص للقاء، نهض باسيل وهمّ بالخروج، فوقف أحد الحاضرين وقال له: "جملة أخيرة معالي الوزير.. أحد أبناء ضيعتنا رُزق ببنت فسماها ستريدا وآخر سمى ابنه الحكيم، إعلم أن النائبة ستريدا جعجع والدكتور سمير جعجع يمثلانا كسنة في مجدل العنجر أكثر من سعد الحريري". بعدها نهض باسيل وشكر الحاضرين لتلبية الدعوة. وامتنع أغلب الحاضرين عن مصافحته، وخرجوا إلى الشرفة. بعدها توجه غرباً للقاء النائب إيلي الفرزلي ومجموعة أخرى في جب جنين، حيث نُقل أن التشنّج رافقه إلى هناك أيضا. في غضون هذا كله، أصر الوزير باسيل، في بيان صدر عن مكتبه في وقت متأخر مساء الخميس، على "مظلوميته" ووضع ما نُقل عنه في "تل ذنوب" بإطار "استهداف دوره الوطني" بعملية أسماها "استعادة شعبية سنّية وشد عصب مكشوفة".

 

إسلام الوسطية والاعتدال ووثيقة مكة المكرمة

رضوان السيد/الشرق الأوسط/31 أيار/2019

عقدت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة بين 27 و30 مايو (أيار) 2019 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤتمراً عالمياً عن قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة. وصحب المؤتمر اللقاء التاريخي لإعلان وثيقة مكة المكرمة. وقد حضر المؤتمر مئاتٌ من العلماء والمهتمين، وحاضَر منهم أكثر من ستين. والواضح من عنوان المؤتمر أنه جرت فيه متابعة التصدي لتيارات التطرف والتشدد والغلو، وهو الأمر الذي بدا ظاهراً في كلمة الرعاية الملكية التي ألقاها الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، في جلسة افتتاح المؤتمر. ففي السنوات العشر الماضية، نهضت سائر المؤسسات الدينية الإسلامية الكبرى في المملكة والأزهر والمغرب والأردن بثلاث مهام تتعلق كلها بمواجهة التطرف والإرهاب - المهمة الأولى: الإدانة الشديدة لظواهر العنف باسم الإسلام من على المنابر وفي المؤتمرات وفي سائر المناسبات. وتأهيل المؤسسات الدينية للقيام بهذه المهمة المفاجئة. إذ ما توقع كثيرون أن يتحول التطرف إلى انشقاقاتٍ عنيفة، تنشر الرعب في ديارنا وفي العالم. وقد تضمن التأهل والتأهيل إقامة معاهد ومراكز للتدريب، والنظر في المناهج التربوية والتعليمية - والمهمة الثانية: المضي إلى العالم ومؤسساته الدينية الكبرى، والجهات المدنية والسياسية، ومراكز الدراسات والبحوث، في أوروبا وأميركا. وكان المقصود تأكيد الإدانة لهذه الظواهر المريعة، وأن الإسلام منها براء، وعرض شتى سبل التعاون، كما تتعاون دولنا في مكافحة الإرهاب في المجالين العربي والعالمي مع الدول والجهات السياسية المماثلة. – والمهمة الثالثة: التفكير في البدائل أو الخيارات الأُخرى المتاحة، التي تُخرجُ من حالة التأزم الديني، واستعادة السكينة في الدين. إذ الواضح أن المنهج التأصيلي، أي الرد على النص بالنص، وعلى الواقعة بالواقعة، وعلى الحديث بالحديث، لا يكفي؛ لأن المسلمين يستخدمون النصوص ذاتها وإن اختلفت تأويلاتها؛ فلا بد مع التأصيل من رؤية أو رؤى أُخرى حتى لا يظلّ الأمر انتقائياً، ويظلّ التطرف وتظلّ مقولاته عصية على الاختراق.

والحق أن نشاطات المؤسسات الدينية، وفي طليعتها رابطة العالم الإسلامي، آتت أُكُلَها في المجالين الأول والثاني، أي مجال العمل بالدواخل، حيث أعانت في تحقيق إجماعاتٍ على نبذ التطرف. وفي مجال العمل مع الخارج، حيث تطور التواصل إلى شراكاتٍ تجلت في عددٍ من المؤتمرات الكبرى مع الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط وأُسقفية كنتربري وعشرات المنظمات الدينية والمدنية الأخرى، وليس مع الجهات المسيحية فقط، بل مع سائر الديانات. ومن نتائج هذه الشراكات صدور إعلاناتٍ وبياناتٍ مشتركة، صارت أشهرها الآن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر بأبوظبي.

ولا شكّ أنّ العمل بالدواخل لا يزال ضرورياً. وقد سمعنا الشكوى في المؤتمر من أنّ جمهور الدعوة للإقلاع عن التشدد والغلو لا تزال تفتقر للفاعلية اللازمة.

إنّ ما أحسستُه بعد قراءة البيان الختامي للمؤتمر السابق للرابطة عن الوحدة ومكافحة التصنيف والإقصاء، ووثيقة مكة المكرمة التي صدرت قبل يومين أنّ هناك عملاً جاداً يجري على المهمة الثالثة، أي على البدائل والخيارات. المسلمون يسعون دائماً للإجماع، وقد كان الإجماع قديماً إجماع جيل، ويجري بين الفقهاء المجتهدين. وقد تغير معناه للجهتين، باتجاهاتٍ دينية وعلمية واجتماعية وسياسية. لقد شهد القرن العشرون تصدُّع الإجماع على مبدئيات الدين وأولوياته، وما سَلِم من الخلاف غير العبادات. وقد لاحظ ذلك المستشرقون من الخمسينات من القرن الماضي فكتب هاملتون غب رسالته: إلى أين يتجه الإسلام؟ وقد كان السلفيون والنهضويون يحسبون أنّ علة هذا التصدع هو الجمود والمذهبية والإسلام الشعبي... إلخ. لكنّ الأمر تحت وطأة الاستعمار والحداثة بدا أعمق من ذلك كله؛ إذ ظهرت الإحيائيات وجماعات الإسلام السياسي والجهاديون والتحديثيون. وما استطاعت المؤسسات الدينية ولا الدول الحيلولة دون تحول التيارات إلى أحزاب وتنظيمات، تطورت إلى انشقاقات في الدين، وهددت وحدة الاعتقاد والعبادة تهديداً خطيراً، في الوقت الذي كانت فيه تمعنُ فتكاً في مجتمعاتنا ودولنا وفي العالم. هو احتجاجٌ هائلٌ على العالم الحديث والمعاصر، ومحاولات لاختراع دين جديد من لدنهم لمواجهة المؤامرة؛ لأنّ الدين السائد بين الناس ليس مؤهَّلاً للصدام مع العالم، وإعادة المجتمعات للدين الصحيح بالقوة!

لقد نجحت المؤسسات الدينية والسياسية خلال أكثر من عقدٍ من المقاومة والتصدي في كبح جماح تلك النزعة الانشقاقية والتدميرية. وأنا لا أقصد بكبح الجماح الجانب الأمني والعسكري؛ فهذا من عمل الدول وأجهزتها، بل أقصد الناحية الفكرية والدينية والتركيز على الحرمات الثلاث: الدم والعرض والمال، وعلى علاقات التعارف والبر والقسط مع العالم. إنما ومع استمرار النضال من باب المنهيات، ماذا بعد؟ بعد المنهيات إلى ماذا ندعو الناس؟ لا يكفي القول إننا نريد العودة إلى الأصول أو إلى الماضي الجميل. لقد تصدعت الجماعة التي كانت تحتضن الإجماع، ولا بد من العمل على إجماعٍ جديدٍ للجيل أو الأجيال الجديدة. المغاربة اختاروا نهج وتقليد إمارة المؤمنين الحاضنة والراعية للجماعة وللدولة الدستورية. والأزهر بمصر مضى بالتوازي مع مكافحة التطرف إلى الدين السمْح والدولة الوطنية المدنية. وفي المؤتمرين الأخيرين لرابطة العالم الإسلامي هناك اتجاهٌ قوي لإعادة بناء الجماعة وإجماعاتها من خلال تجنب التصنيف والإقصاء، وتطلب أو استكشاف معالم الأمة الوسط في وثيقة مكة المكرمة. الأمة الوسط يعاد بناؤها الآن بوصفها مقولة تملك أبعاداً عقدية واجتماعية وإنسانية مثبتة في القرآن وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي التجربة التاريخية. وهي بديل أو تمتلك إمكاناتٍ وبدائل ليس لتخليدها في الكتاب والسنة وحسْب؛ بل ولأنّ الركن الثالث لها هو الجماعة وإجماعاتها. والجماعة وهي تصنع تلك الإجماعات في وعي الناس وعملهم تظلُّ واعية بالأبعاد العالمية للشهادة، والأبعاد الإنسانية والعالمية للتعارف. وهي جديرة إذا جرى الإصرار على الأسس والقواعد التي أوردتها وثيقة مكة المكرمة، أن تصبح ذات شعبية كبرى بين شبابنا وشباب العالم. المسألة الآن هي مسألة إعادة بناء الجماعة بالشروط الجديدة والممارسات الجديدة. والشروط الجديدة للتلاؤم هي التي تعيد بناء مقولة المعروف التي يتأسس عليها الإجماع الجديد للجيل القادم من جيل الأمة الوسط.

إنّ ما أريد الذهاب إليه بعد قراءة وثيقة الأخوة الإنسانية ووثيقة مكة المكرمة أنّ لدينا للمرة الأولى في العقود الأخيرة أساساً للبدائل والخيارات، ما كنا نملكه من قبل بسبب الانقسامات والمرارات وخدائع وأوهام الإسلام السياسي والآخر الجهادي. وقد كنتُ أطالبُ منذ زمنٍ بأن تتعاون المؤسسات الدينية الثلاث أو الأربع عند العرب سواء في العمل بالدواخل أو في الإطلال على العالم. صحيح أنّ تجارب البلدان مختلفة، لكنّ المشتركات أكبر بكثير. والطموح أن تتلاقى المؤسسات على بث هذه الروح النهضوية للزمن الجديد. وشئنا أم أبينا فنحن العرب تقع على عاتقنا مسؤولية القيام على سلامة الدين والإسهام في سلام العالم، ففي القرآن الكريم: « وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ». إن علينا أن ننهض بالواجبات الثلاثة: استعادة السكينة في الدين، واستنقاذ الدولة الوطنية، وتصحيح العلاقة مع العالم. والأمل أن تكون وثيقة مكة المكرمة، خطوة واسعة على طريق الإجماع على القيام بهذه الواجبات.

 

دروس هزيمة «حزيران» برسم حكام طهران

أكرم البني/الشرق الأوسط/31 أيار/2019

ربما؛ لولا اقتراب ذكرى هزيمة الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 ما كانت لتحضر وجوه المقارنة والمقاربة بين الظواهر التي سبقت تلك الهزيمة المريرة، التي لحقت بنا ومكّنت إسرائيل من احتلال أراضٍ في أربع دول عربية، وبين ظواهر نشهدها اليوم مع تواتر قرع طبول حرب محتملة في المنطقة، إنْ في الخليج أو لبنان، بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة؛ وإيران وميليشياتها من جهة أخرى. والبداية من التهديدات النارية التي أطلقها غير مسؤول إيراني، بأن أميركا سوف تنهار بضربة واحدة، كبرجي مركز التجارة العالمي، وبأن مواطنيها سوف يواجهون نطاقاً واسعاً من الأخطار التي لا يعرفونها، وبأن ثمة سلاحاً سرياً قادراً على إغراق البوارج الأميركية كافة! والتي تذكرنا بالتهديدات الصارخة والفارغة التي أطلقها زعماء عرب، عن سحق إسرائيل وإزالتها من الوجود في يوم وليلة، وبأن وجبة عشائهم، إنْ اندلعت الحرب، ستكون في تل أبيب، وأن مصير المستوطنين اليهود هو رميهم في البحر أو أن يعودوا من حيث أتوا!

صحيح أن ثمة فارقاً في المرجعية والشعارات الآيديولوجية بين التعبئة القومية لدى أنظمة الطوق العربية، والتعبئة الدينية المذهبية عند السلطة الإيرانية، وصحيح أن ثمة براغماتية لم تمتلكها تلك الأنظمة؛ لكنها متأصلة عند حكام طهران وغالباً ما تجنّبهم دفع الأمور إلى حدها الأقصى، لكن المشترك بينهما هو توسل الشعارات المضللة المبنية على تغييب العقل وعلى المبالغات الغوغائية المحفوفة بالعنتريات، وبقدرة فريدة على استسهال التضحية بحيوات الناس وقوداً للحروب.

وإذا كان من عوامل بررت لأنظمة الطوق العربية تصعيدها السياسي والعسكري ضد الوجود الصهيوني، وربما ساعدتها نسبياً على احتواء التداعيات المباشرة لهزيمة «حزيران» عام 1967؛ منها مناخات الحرب الباردة وما قدمه الاتحاد السوفياتي من دعم نوعي وقتئذٍ، ثم شدة المظالم التي يعاني منها الفلسطينيون وما تثيره من تعاطف شعبي، فضلاً عن نجاح تلك الأنظمة في مغازلة قطاعات واسعة من المحرومين، عبر ما اتخذته من قرارات التأميم والإصلاح الزراعي... فإنه ليس لدى حكام طهران اليوم ما يبرر لهم عنجهيتهم المريبة، بينما يئن شعبهم تحت وطأة أزمة اقتصادية عميقة وتفاقم غير مسبوق لمشكلاته المعيشية، ليس فقط جراء تشديد العقوبات الغربية؛ وإنما الأهم بسبب تنامي حالات الفساد وهدر الثروات العامة على مشاريع تعزيز النفوذ الإقليمي، والأسوأ أن هؤلاء الحكام ربما يعرفون أكثر من غيرهم أن استفزازاتهم وتدخلاتهم الفظة في شؤون الآخرين، جعلتهم شبه معزولين في حربهم العتيدة... وهو أمر ليس قليل الأهمية؛ أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تلعب دور إطفائي لحرائق المنطقة، أو حين تعم المظاهرات الشعبية غير مدينة عراقية رافضة توريط العراق في نزاعات إيران مع الغرب.

لقد قالت أحوال مجتمعاتنا البائسة وهزائمها المتعددة، وأكثرها إيلاماً هزيمة «حزيران»، كلمتها بحق هذه العقلية، وأظهرت أن قوة الدول ومكانتها العالمية لا تقاس فقط بما تملكه من ترسانات عسكرية وأدوات قهر وإرهاب؛ بل بمستوى التقدم الحضاري والتنموي الذي تحرزه على الصعد كافة؛ الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية، ولعل نظرة موضوعية إلى الحصاد المُرّ للتعبئة الآيديولوجية ولشعارات المواجهة الطنانة والتغني بالحروب ضد إسرائيل وأميركا، تكفي لتؤكد عياناً أنها لم تكن أكثر من عناوين لتعزيز تسلط الحكام وقدراتهم على قهر شعوبهم وحماية امتيازاتهم، والأسوأ لخداع المجتمع بفرص تحقيق انتصارات عبر اقتناء مزيد من الأسلحة، التي غالباً ما تم استعمالها لضبط الأوضاع الداخلية وتحسين النفوذ الإقليمي، أكثر مما استخدمت في خنادق وساحات قتال أميركا وإسرائيل، الأمر الذي أفضى إلى عسكرة الحياة وتخريب البنية الوطنية، وتدمير خلايا النمو والتجدد في هذه المجتمعات وتحويلها إلى مجتمعات ضعيفة ومنهكة تتآكل بفعل أزمات متراكبة، جراء امتصاص طاقاتها في معارك منهكة. واللافت أنه، ومثلما وفّرت هزيمة «حزيران» حافزاً للنخب العربية لمراجعة واقعهم نقدياً وقراءة أسباب ضعفهم وعجزهم، خصوصاً استخلاص الدرس الأهم بأن السبب الرئيسي للهزيمة ليس فقط التفوق الصهيوني المدعوم غربياً، بل هشاشة البيت الداخلي الذي نخره الفساد والقمع والاضطهاد... يصح القول إن الحرب الإيرانية - العراقية وتداعياتها على أوضاع طهران الداخلية، منحت بلا شك النخب الإيرانية حافزاً مشابهاً لمراجعة واقعهم وسياساتهم وبرامجهم، والأهم استخلاص وتثبيت الدرس ذاته.

وأيضاً، مثلما قطع شعار «الكفاح المسلح» الذي رفعته المقاومة الفلسطينية، وتداعيات ما عرفت بـ«معركة الكرامة» الشهيرة عام 1968، الطريق على المجتمعات العربية لتمثل دروس هزيمة «حزيران»، ومنح الأنظمة العربية فرصة لم تضيعها لإعادة الروح للخطاب الآيديولوجي العتيق، ومحاصرة دعاة أولوية التنمية الديمقراطية وعزلهم، فإن حرب الخليج الثانية ونتائج الاحتلال الأميركي للعراق وفّرا الفرصة لحكام طهران كي يحاصروا ويجهضوا أي محاولة جادة لنقد السياسات التدخّلية التي رافقت قيام جمهوريتهم الإسلامية، مما أعاد الروح لنهجهم المتمادي في تصدير «ثورتهم» وفتح شهيتهم لتوسيع نفوذهم الإقليمي، متوسلين أدوات ميليشياوية تفيض بالتعبئة المذهبية البغيضة، لتصل الأمور إلى الحد الذي سمح لهم بإطلاق تصريحات مستفزة عن أنهم باتوا يتحكمون في مصير أربع عواصم عربية.

دار الزمن دورته؛ وها هو حراك المجتمعات العربية التي عانت الأمرّين؛ قهراً وفقراً، يتصاعد من أجل حريتها وحقوقها، على أمل إعادة الأمور إلى نصابها ومنح التنمية الداخلية الأولوية، في مواجهة الأسطوانة المشروخة عن أولوية مواجهة إسرائيل وأميركا، وأيضاً ها هو حراك المجتمع الإيراني يتصاعد يوماً بعد يوم، احتجاجاً على أوضاع حياتية ومعيشية لم تعدْ تطاق، ورفضاً لتهميش مكانته الحضارية وهدر ثرواته في معارك النفوذ الخارجي. ربما يستفيق الإيرانيون على هزيمة أكثر قسوة من هزيمة «حزيران»، وربما ينجح حكام طهران، مرة أخرى، في نزع فتيل التوتر الراهن، وينقذون رؤوسهم وفسادهم وامتيازاتهم، تاركين شعبهم يئن تحت وطأة مزيد من المعاناة والعزلة والحصار... لكن إلى متى؟ وهل هو قدر الإيرانيين وشعوب الإقليم العيش في دوامة هذا المناخ من الخوف والمعاناة والآلام؟ وأليس ثمة علاج لهذا الإدمان على العقلية التدخّلية المريضة نفسها وعنفها وقهرها، وعلى تشغيل الأسطوانة العدوانية ذاتها، قبل أن يأخذ المنطقة إلى ما يشبه الخروج من التاريخ؟

 

ما الذي يثير قلق بيرني ساندرز؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/31 أيار/2019

«لن تكون هناك حرب مع إيران!»... عاد هذا الشعار المهترئ الذي ظل متداولا طوال أربعة عقود، إلى مقدمة الساحة من جديد في خضم مساعي من يسمون أنفسهم محبي السلام في الغرب لتقديم ورقة توت لإخفاء دعمهم المشين لنظام يرفضه شعبه. في بريطانيا، يروج الماركسيون الجدد الذين يسيطرون على حزب العمال لهذا الشعار عبر موجات الراديو والاجتماعات. وفي فرنسا، تثير حركة فرنسا الأبية الموالية لبوتين والتي يقودها جان لوك ميلونشون جلبة مشابهة. أما في الولايات المتحدة، فلدينا السيناتور بيرني ساندرز الذي يعتبر المرشح الأبرز اليوم لأن يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. ويقدم السيناتور نفسه باعتباره صانع السلام الأول، بينما هو في واقع الأمر يعمل كدرع بشري أمام الجمهورية الإسلامية. وخلال رسالة فيديو أطلقها، قال ساندرز: «تعرضت لانتقادات في الفترة الأخيرة بسبب معارضتي للحرب. لذا دعوني أتحدث بوضوح شديد: لا أنوي تقديم اعتذار عن أنني عندما كنت شاباً وقبل انتخابي لأي منصب عارضت الحرب في فيتنام. وأعي جيداً ما فعلته الحرب بجيلي». وأضاف: «سأفعل كل ما بوسعي لمنع اندلاع حرب مع إيران لاعتقادي أن الحرب في العراق كانت كارثة، وأعتقد أن الحرب مع إيران ستكون أكثر وبالاً».

من ناحية، يبدو ساندرز محقاً، فلا يتعين على أحد تقديم اعتذار لمعارضته الحرب بوجه عام. ومع هذا تظل الحقيقة أن الحرب كانت ومن المحتمل أن تظل جزءاً من قصتنا الإنسانية سيكون من الخطر أن نتجاهله. وتكمن النقطة المهمة في: عن أي حرب يتحدث المرء، ومتى وأين وفي مواجهة أي أعداء. أما رفع شعار «أنا ضد الحرب» بوجه عام فلا يعكس سوى كسل فكري، إن لم يكن إفلاساً أخلاقياً.

يقول ساندرز إنه عارض الحرب في فيتنام، لكنه لا يقول متى وأي جزء من الحرب على وجه التحديد عارضه. لقد بدأت حرب فيتنام عام 1950 مع محاولة ميليشيات شيوعية مدعومة من الصين الماوية الاستيلاء على منطقة من الهند الصينية الفرنسية. وتسبب ذلك في جر فرنسا إلى حرب تحولت إلى محاولة لحماية الجزء الجنوبي مما حول فيتنام إلى «فيروس أحمر». وأصبح الأميركيون مشاركين بقوة في الحرب منذ عام 1963 بعدما غدروا بحليفهم لبعض الوقت نغو دينه ديم الذي اغتيل على يد جنوده. وليس ثمة دليل يشير إلى أن ساندرز عندما كان شاباً آنذاك عارض الحرب خلال أي من مراحلها الأولى. لو أنه فعل ذلك، فهذا يعني أنه كان يدعم طرفا على حساب آخر، فأي طرف يا ترى كان يدعم؟ وبإمكان ساندرز الادعاء بأنه عارض فقط المشاركة الأميركية في الحرب. وعليه، فإن هذا الموقف لا يضعه في صورة نصير السلام المناهض للحرب دوماً التي يروج لها.

ويقول ساندرز إنه عارض الحرب في العراق، لكنه من جديد ينسى أن أي حرب يتورط فيها طرفان على الأقل. أما موقفه الحقيقي الذي لا يجرؤ على التصريح به فهو أنه كان يفضل استمرار صدام حسين في حكم العراق، وتجاهل 14 قراراً اتخذها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، وإقدام صدام على غزو أو التهديد بغزو جيرانه وحلفاء أميركا، بدلاً من رؤيته للولايات المتحدة وهي تستخدم مستوى ضعيفاً من القوة مقارنة بالحروب الكبرى، من أجل إعطاء الشعب العراقي فرصة السعي وراء بناء مستقبل مختلف.

وينسى ساندرز كذلك أن العراقيين كانوا مشاركين في تحرير بلادهم، على الأقل باختيارهم عدم القتال في صف صدام. في هذا الإطار، لا يخبرنا ساندرز قط: أي الجانبين كان يؤيد: صدام حسين أم غالبية الشعب العراقي؟ وربما يمكننا أن نستخلص من ذلك أنه يعارض الحرب فقط عندما تخوض الولايات المتحدة حروباً ضد أعداء حقيقيين أو خياليين. على امتداد ملحمة حرب فيتنام التي امتدت عقدين، اشتعلت كثير من الحروب الأخرى. كانت هناك الحرب الكورية التي أشعلها الشيوعيون في الشمال في محاولة منهم لغزو الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية. وغزا السوفيات بولندا والمجر وفي وقت لاحق تشيكوسلوفاكيا لسحق ثورات شعبية. كانت هناك أيضاً حروب اشتعلت بين العرب وإسرائيل لم يتحدث عنها ساندرز قط. مع أي طرف كان يقف في هذه الحروب؟

أيضاً، جانب ساندرز الصواب في ادعائه بأن الحرب في العراق كانت «كارثة»، فمنذ عام 2003، مر العراق عبر محن كثيرة وتكبد ثمناً باهظاً، ومع هذا لا يمكن لأحد أن ينفي أن غالبية العراقيين اليوم يتمتعون بحريات لم تكن لترد على خيالهم في ظل ديكتاتورية صدام. وتبعاً لغالبية المقاييس، مثل معدل النمو الاقتصادي وحرية الانتخابات ونطاق التعبير الذاتي اجتماعياً وسياسياً، والتشارك في السلطة عبر مجموعات عرقية ودينية، فإن عراق ما بعد صدام حسين أبعد ما يكون عن الكارثة التي يزعمها ساندرز. وساندرز خاطئ كذلك بخصوص إيران. لا أحد يرغب أو يدعو لعمل عسكري ضد إيران، لكن الحقيقة أن إيران كانت في حالة حرب مع الولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاماً، وجاءت الشرارة الأولى مع محاصرة أنصار الخميني السفارة الأميركية في طهران واحتجازهم دبلوماسيين فيها رهائن. كما سقط مئات الدبلوماسيين والأفراد العسكريين الأميركيين قتلى في لبنان والعراق والسعودية على يد إرهابيين تحركهم طهران. وجاء الإجراء العسكري الوحيد الذي اتخذه الأميركيون في هذه الحرب الطويلة عام 1988، عندما هاجم الأسطول الأميركي أصولاً برية وبحرية تتبع الحرس الثوري الإسلامي على امتداد السواحل الجنوبية لإيران. ربما كان ساندرز يأمل في تصوير الرئيس دونالد ترمب باعتباره زعيماً جديداً يسعى لإشعال الحرب استعداداً لحملته الانتخابية المرتقبة، لكن ترمب يبدو عاقداً العزم على طرح نفسه رئيس سلام، حتى لو خاطر بإرسال إشارات خاطئة لأعدائه. وكان هذا ما قاله ترمب في خطابه الافتتاحي لعام 2019: «بصفتي مرشحا للرئاسة، أتعهد بقوة باتباع نهج جديد، فالأمم العظيمة لا تخوض حروباً لا جدوى من ورائها».

هل يعني ذلك أنه ينوي وضع نهاية للحرب التي لا نهاية لها مع «الجمهورية الإسلامية» والتي بدأت عام 1979؟ ربما، خاصة أنه يأمل في استغلال القوة الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية والعسكرية الأميركية في أطر معينة، لإنجاز مطالب بعينها ربما يتمكن من بلوغها دون إشعال حرب.

من جانبي، لست على ثقة من أن هذه الاستراتيجية ستحقق النتائج المرجوة، لكن النقطة المقصودة من هذا المقال أن ترمب لا يروج للحرب، مثلما يوحي ساندرز ضمنياً. في الوقت ذاته، يصر القادة الخمينيون على أنه ليس هناك احتمال لاندلاع الحرب مع الولايات المتحدة، ويطلق المرشد الأعلى علي خامنئي هذه الرسالة في كل فرصة، بل وأشاد محمد جواد ظريف الرجل الذي لعب دور وزير الخارجية، بترمب باعتباره رجل سلام. إذن، ما الذي يشعر ساندرز بالقلق حياله؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حزب الله احيا مناسبة يوم القدس العالمي نصرالله: المقاومة جاهزة ومستعدة في لبنان وقادرون على اسقاط صفقة القرن

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - احيا "حزب الله" مناسبة يوم القدس العالمي في احتفال حاشد، تحدث فيه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وذلك في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، حضره ممثلان ن للرئس العماد ميشال عون و رئيس مجلس النواب نبيه بري وشخصيات سياسية ونيابية وحزبية وعسكرية ودينية وديبلوماسية وحشد شعبي. بداية آي من الذكر الحكيم تلاها المقرىء مهدي شمعوني، ثم عرض عسكري رمزي للواء القدس الاول، فالنشيد الوطني ونشيد حزب الله، فكلمة تقديم الشاعر علي عباس.  ثم اطل السيد حسن نصرالله عبر شاشة عملاقة، وصف في بدايتهاالمرحلة بأنها حساسة وصعبة، متوقفا امام اهتمام العالم وشعوب الامة بإحياء هذا اليوم الذي حاول البعض تصويره انه يوم شيعي او ايراني، لكن صدق الامام الخميني جعل من هذا اليوم اقوى من اي حصار. ونوه بالتظاهرات التي شهدتها دول العالم لمناسبة يوم القدس، وخاصة تلك التي جرت في ايران وحملت رسالة الى كل من يراهن على تعب الشعب الايراني، لافتا الى "انه على ترامب ان ينتظر كثيرا في رهاناته على تبدل الموقف الايراني"، معددا اسماء الدول التي جرت فيها تظاهرات ضخمة في مختلف انحاء العالم. واعتبر ان "التحدي الاساسي اليوم امام فلسطين هي صفقة القرن، وانها التهديد الذي يواجه القضية الفلسطينية"، مؤكدا ان "مواجهة هذه الصفقة هو واجب شرعي وديني وسياسي واخلاقي وانساني، لأنها صفقة الباطل وتضييع الحقوق العربية والاسلامية والمقدسات"، واصفا اياها "بصفقة عار تاريخي وجريمة تاريخية"، متسائلا عما "اذا كان بالامكان الوقوف بوجه هذه الصفقة وافشالها". وقال "نعم يمكننا ذلك، مؤكدا اننا نمشي في هذا المسار".

واشار نصرالله الى "المرحلة ما قبل العام 2011 حيث كانت محاولة اميركية لتصفية القضية الفلسطينية عبر اعطائها شيء من الفتات، ولكن بعد ظهور قوة المقاومة في المنطقة تبدلت الصورة، اذ عملت اميركا على استيعاب الثورات الشعبية العربية وحرفها عن مسارها، واراد الاميركي وكل من دخل على خط ما سمي بالربيع العربي ان يفرض على الشعوب العربية والاسلامية صفقة القرن"، شارحا "انها كانت البيئة المناسبة لترامب واسرائيل وبعض الانظمة العربية التابعة لهم". ورأى ان "التشخيص الاميركي لهذا الوضع انما هو خاطىء لأنهم يجهلون شعوب هذه المنطقة"، معلنا ان "محور المقاومة ومنذ الثمانينات هو اقوى من اي زمن مضى"، معددا الوقائع واولها المقاومة في فلسطين حيث باتت تل ابيب على مرمى صواريخ هذه المقاومة. كما شدد على مستوى القوة والعدة والعديد والاستعداد والجهوزية للمقاومة في لبنان، وكذلك اجتياز سورية لما كان يخطط لها، كما انها تمكنت من البقاء في محور المقاومة، ومثلها في فشل اميركا السياسي في العراق واليمن حيث تشهد قوة صاعدة.

وشدد على ان اهم عنصر من عناصر قوتنا هي ايران صاحبة القوة الذاتية.  واذ اعتبر ان "اسرائيل دولة قوية، قال:"انها لم تعد اقوى مما كانت عليه"، لافتا الى "تراجع هيبتها وانكسارها امام اللبناني والفلسطيني وتراجع قوتها البرية، وانكشاف جبهتها الداخلية امام صواريخ المقاومة في لبنان وغزة وسورية وايران، واضافة الى الفساد والانقسام على المستوى السياسي الاسرائيلي". واضاف "اما اميركا فإنها لم تعد كما كانت قبل سنوات، وما ارسالها لجنودها الى المنطقة ثم خروجهم الا دليل فشل". ولفت الى "القلق لدى بعض الانظمة العربية الخائفة من صفقة القرن كالاردن ومصر لأن ثلاثي الصفقة سيرتكز على الاميركي والاسرائيلي والسعودي". وكرر تأكيده ان "محور المقاومة والرافضين لصفقة القرن على قوتهم لمواجهة هذه الصفقة". وعما يقال عن احتمال وقوع حرب في المنطقة بين اميركا وايران قال:" لقد تبدل الموقف الاميركي من التهديد الى التراجع، عازيا الاسباب الى "قوة ايران اولا، والى ان الحرب على ايران لن تتوقف عند حدود ايران بل ان كل المنطقة ستشتعل، وان كل مصالح اميركا وآل سعود ستكون هدفا".

واشار الى "ان الاميركي لا يريد تلاقيا ايرانيا خليجيا او عقد معاهدة عدم اعتداء بينهما وذلك لمصالحه الخاصة في بيع السلاح"، كاشفا عن "ان اولوية ترامب هي اقتصادية ضد ايران". ورأى ان "وراء الدعوةالعاجلة لعقد القمم في مكة المكرمة سببين: الاول هو فشل الحرب على اليمن، والسبب الثاني هو قناعة السعودية بعدم اقدام ترامب على شن حرب على ايران. واشاد نصرالله بموقف العراق ورئيسه في القمة العربية التي انعقدت في مكة المكرمة، كما لفت الى "ان موقف الوفد اللبناني في القمة في مكة المكرمة مخالف للبيان الوزراي ولسياسة النأي بالنفس، مستنكرا هذا الموقف وانه لا يمثل لبنان، معتبرا انه يمثل التيار السياسي الذي يمثله رئيس الحكومة. وتطرق الى موضوع ترسيم الحدود وقال "نحن خلف الدولة في ترسيم الحدود البرية والبحرية، لاننا نثق بالمسؤولين الذي يتصدون لهذا الملف"، متوقفا امام الدور الاميركي عبر المبعوث ساترفيلد قائلا "ان الاميركي يمارس سياسة الاستغلال، وانه بصدد استغلال ترسيم الحدود البرية والبحرية كي يعالج موضوع هو بالكامل لمصلحة اسرائيل وهو ملف الصواريخ الدقيقة وتصنيعها".

واضاف:" حتى الذين يضعوننا على لائحة الارهاب، فإنهم يتصلون بنا للسؤال عن صناعة الصواريخ الدقيقة في لبنان". واعلن في هذا الصدد قائلا "نعم نحن لدينا صواريخ دقيقة وتطال كل الاهداف المطلوبة في الكيان الصهيوني، وان هذه الصواريخ التي نملكها وبأعداد وافرة يمكنها ان تغير في اي حرب وجه المنطقة".

وتابع:" نحن حزب الله سنرد على اي اعتداء اسرائيلي مباشرة وبقوة". واعلن انه "من حقنا ان نمتلك اي سلاح او نصنعه ولا يجوز للاميركي ان يناقشنا في هذا الموضوع خاصة وان اسرائيل تمتلك كل انواع الاسلحة".وتابع:" نحن لدينا القدرة البشرية العملية الكاملة للتصنيع، واذا بقي الاميركي فاتحا لهذا الملف فإنني اعلن اننا سنعمل على فتح مصانع لتصنيع الصواريخ، لأننا حتى الان لا يوجد عندنا هذه المصانع". وتمنى على ساترفيلد ان يبقى عاقلا وان "يشتغل شغلو" وان يغلق هذا الملف والا يهدد ولا يهز بدنه.

وختم مؤكدا القدرة على اسقاط صفقة القرن.

 

رئيس الجمهورية عرض مع بطيش وصلاح عسيران مرحلة ما بعد الموازنة

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم، وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش ورئيس المجلس الوطني للاقتصاديين صلاح عسيران وعرض معهما الاوضاع الاقتصادية في البلاد ومرحلة ما بعد اقرار موازنة العام 2019.

 

رئيس الجمهورية أمام زواره:إقرار الموازنة يحقق الانتظام المالي والاولوية له في مشروع موازنة 2020

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفد مجلس ادارة تجمع رجال الاعمال اللبنانيين (RDCL) برئاسة فؤاد رحمة، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، "ان موازنة العام 2019 لا تعكس طموحات اللبنانيين لكن اقرارها، ولو بعد تأخير، يساعد على تحقيق الانتظام المالي الذي سوف تعطى له الاولوية في مشروع موازنة العام 2020 الذي طلبت من وزير المال والوزراء المعنيين المباشرة باعداده منذ اليوم لاحالته الى مجلس النواب ضمن المهل الدستورية". واشار "الى ان التحقيقات في المخالفات الادارية والتوظيفية المرتكبة خلال العامين 2017 و 2018 سوف تأخذ مجراها القانوني لدى النيابة العامة لديوان المحاسبة لاتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة"، ولفت "الى ان عملية مكافحة الفساد تواجه بضغوط متعددة الاتجاهات، لكننا مصممون على الاستمرار بها لاعادة الهيبة الى مؤسسات الدولة والثقة الدولية ببلدنا"، مؤكدا، في المقابل، "ان مسألة التهرب الضريبي سيوضع لها حد من خلال الاجراءات التي سوف تتخذ مع اقرار الموازنة الجديدة". وكان رحمة قد وضع امكانات التجمع بتصرف رئيس الجمهورية، مشيرا "الى ان قطاعات عدة ممثلة داخل التجمع درست مشروع موازنة 2019 وسجلت ملاحظاتها ولديها سلسلة اقتراحات يمكن الاستفادة منها، ووضعها بتصرف الرئيس عون".

محافظ البقاع

واستقبل الرئيس عون محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة الذي اطلعه على نتائج المؤتمر العالمي للحد من مخاطر الكوارث، والذي عقد في جنيف قبل اسبوعين بدعوة من مكتب الامم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، وتطرق البحث خلال الاجتماع، الى قضية النازحين السوريين في لبنان وانعكاساتها السلبية على مختلف القطاعات فيه.

 

اجتماع لقيادة التقدمي برئاسة جنبلاط: فوضى عارمة في المشهد القضائي ويجب وضع رؤية شاملة لاستنهاض الجامعة اللبنانية

الجمعة 31 أيار 2019/وطنية - عقد مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي إجتماعا برئاسة رئيس الحزب وليد جنبلاط في كليمنصو. وثمن الحزب في بيان إثر الاجتماع، "إنجاز مشروع الموازنة العامة كمدخل لإعادة الإنتظام لأسس الإنفاق والأصول المالية"، آملا "فتح النقاش حول مشروع الموازنة العامة لسنة 2020، على أن تنطلق من رؤية إصلاحية شاملة تتعدى المقاربة الضيقة المحصورة بزيادة الواردات وخفض النفقات، لما للموازنة من دور هام على صعيد تحديد السياسات الإقتصادية والمالية ودور الدولة ووظيفتها لا سيما في المجالين الإجتماعي والإنمائي".

وأكد الحزب أن كتلته النيابية "ستعيد طرح البنود التي قدمت إلى الحكومة ولم تنل الموافقة وفي طليعتها تطبيق الضريبة التصاعدية الموحدة لإعادة التوازن إلى السياسة الضريبية غير العادلة المطبقة حاليا في لبنان، بالإضافة إلى المطالبة بإعادة النظر بتخمينات الأملاك البحرية وسواهما من المقترحات المالية بما يتماشى مع الورقة الإقتصادية للحزب التي أعلنها منذ أشهر وضمنها مقترحات هامة وجذرية". كذلك أكد "أهمية التعاطي الجدي مع مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية ومقاربتها بمسؤولية من قبل الجميع"، معلنا تأييده "للمطلب المحق بإضافة خمس سنوات عند إحتساب المعاش التقاعدي وهو ما أكده وزير التربية أكرم شهيب"، داعيا في الوقت نفسه إلى "الأخذ في الإعتبار مصلحة الطلاب وعامهم الدراسي الذي يحرص عليه الأساتذة أنفسهم بالدرجة الأولى". وأعلن تطلعه "لوضع رؤية شاملة لاستنهاض الجامعة اللبنانية لما تمثله من موقع ودور ومرجعية أكاديمية وعلمية". واستغرب الحزب "تخصيص مبلغ 40 مليار ليرة لملف المهجرين الذي أنجز ودفعت فيه الأموال اللازمة لمستحقيها في مختلف المناطق، ولم يبق سوى ملف كفرسلوان الذي يحتاج لإنجازه بصورة نهائية". ورأى أن "إعادة تكوين ملفات جديدة في وزارة المهجرين تتجاوز مهجري الجبل الذين أنشئت الوزارة لأجلهم وفق طريقة غب الطلب السياسي أو الإنتخابي يتناقض مع عناوين الإصلاح ومكافحة الهدر والفساد ويطرح أكثر من علامة إستفهام". وعبر عن قلقه "إزاء المشهد القضائي الذي تسوده الفوضى وصراعات النفوذ والمصالح المتضاربة، كما أنه يشهد سابقات غير معهودة وتداخل في الصلاحيات، وكل ذلك يسيء إلى صورة القضاء وهيبته وموقعه كمرجعية مؤسساتية ووطنية، كما أنه يضعف فرص تحوله إلى سلطة مستقلة كما هو مرتجى". وإذ حذر الحزب من "أي محاولات لوضع اليد على القضاء"، دعا إلى "إنتخاب مجلس القضاء الأعلى من القضاة العدليين أنفسهن خارج القيد الطائفي وضمن معيار الكفاءة والدرجة، وإعطاء مجلس القضاء الأعلى الإشراف المباشر والمطلق على معهد القضاء وإطلاق يده في تعيين القضاة ومناقلتهم وتأديبهم". واعتبر أن "الصرخة التى أطلقتها مجموعة من القضاة هي صرخة محقة ويدعو السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى التجاوب معها ضمن جدول زمني محدد".

 

باسيل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني: متمسكون بحقوقنا في ملف ترسيم الحدود والمحادثات الجارية تصب في مصلحتنا

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني جوزيب بوريل في مدريد، "المتمسك بحقوقنا في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية"، مشددا على ان "المحادثات التي ستجري لترسيم الحدود البحرية والبرية تصب في المصلحة اللبنانية". وقال ردا على سؤال حول الوساطة الاميركية بين لبنان والاسرائيليين: "ان الاطار القائم في جنوب لبنان مع اليونيفل ولكن بتسهيل اميركي لا يغير شيئا مما هو قائم، لاننا لن نعطي اي شيء لاسرائيل بل سنأخذ ارضا كانت مسلوبة وسنحصل على سيادة على ارض مفقودة او على منطقة بحرية نحسبها للبنان وأعلمنا الامم المتحدة بذلك، ولكن ممنوع علينا اليوم استكشافها، او العمل فيها. وأي امر يسمح لنا بأن نستعيدها وبأن نقوم بنشاط غازي او بترولي او نفطي فيها، فهذا ربح للبنان. ما يهم هو قدرة لبنان على تحصيل حقوقه وتحقيق مكاسب ونحن متفقون على ذلك كلبنانيين ولن نفرط بذلك، لكن هناك فرص قد تسنح او تساعد على تحقيق مكاسب في ظروف معينة واليوم الفرصة سانحة ولا يجب تفويتها لاستعادة حقوقنا". وقد استهل باسيل حديثه بالاشارة الى ان زيارته الى اسبانيا "جاءت بعد وقت طويل لوزير خارجية لبنان واستكمالا لزيارة الوزير الاسباني الى بيروت"، لافتا الى "صعود اليمين المتطرف في اوروبا وتحول المزاج العام للشعوب الاوروبية من مرحب باللاجئين الى رافض لاستقبالهم وبقائهم عنده، وكنا قد حذرنا منه"، مشيرا الى أن "الشعوب الاوروبية باتت تطالب بترحيلهم من اوروبا ولكن طبعا بشكل يحفظ للاجئين كرامتهم وامنهم، وترجم ذلك في صناديق الاقتراع في اوروبا حيث طالبت شعوبها بإعادتهم الى بلادهم، في حين ان موجات النزوح، ليست بسبب الحروب بل بسبب الخلل الاقتصادي في هذه البلدان".

أضاف: "بالنسبة لنا في لبنان فقد تحققت شروط عودة النازحين من لبنان الى سوريا، لان اكثر من 80 بالمئة من الاراضي السورية انتهت فيها المشاكل كما ان ظروف الذين عادوا مطمئنة وهم لم يتعرضوا لاي مضايقات او خطر بحسب التقارير الدولية، وعلينا اخذ العبرة من نتائج الانتخابات الاوروبية لمعالجة هذه الازمة في اوروبا كما في لبنان، بأفضل الطرق، للحؤول دون تحول نتائج النزوح الى كارثية". وتابع: "إن إطلاق الحلول السياسية في سوريا تقوم على الديمقراطية وتسمح للسوريين بالعودة وبناء بلدهم، وهناك ضرورة لوضع خطة عمل لبنانية - اوروبية، واميركية - روسية لانهاء مشكلة النازحين". وأردف: "لبنان لم يطالب يوما بأموال له وكل ما يطلبه من المنظمات الدولية بدل ان تدفع للنازحين مباشرة في لبنان لتشجيعهم على البقاء، يجب ان تدفع لهم ولفترة زمنية معقولة، لاعادتهم، الى حين تحسن الاوضاع في سوريا لان ظروف النازحين السيئة يجب الا تطول في لبنان، كونهم يمرون في ظروف سيئة ويزاحمون اللبنانيين على فرص عملهم في الوقت نفسه مما يدفع شبابنا الى الهجرة". وحذر من ان "مدة بقاء السوريين في لبنان في ظل اوضاعهم السيئة لن تطول، فهم اما سيتجهون نحو اوروبا او نحو سوريا والافضل لاوروبا ان يعودوا الى سوريا. لبنان لم يستغل يوما وجودهم على ارضه ولم يستغل اي دولة خصوصا اوروبا بهذا الموضوع، والحل بعودتهم الى سوريا". وشكر باسيل في الختام، مساهمة اسبانيا بقوة كبيرة في قوات اليونيفيل، وقال: "دورنا في لبنان اليوم ان نخفف التوترات لا ان نؤججها، كون لبنان جزءا من الحل ويشكل جسر تواصل بين المتصارعين ليحمي نفسه، وهو يقوم بدوره المرسوم له بحسب طبيعة مجتمعة، مثلما يشكل لبنان تاريخيا، جسر تواصل بين الشرق والغرب". وشدد على "رفض لبنان للتوطين ومطالبته بعودة الفلسطينيين الى ارضهم لانشاء دولتهم في فلسطين".

 

عقيص: البصمات السياسية وبصمات الكيد السياسي واضحة في حكم الحاج وعيتاني

الجمعة 31 أيار 2019/وطنية - أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص عبر إذاعة "لبنان الحر" أنه واضح أن البصمات السياسية وبصمات الكيد السياسي واضحة في حكم المقدم سوزان الحاج وزياد عيتاني، وهذا يؤكد على موقف تكتل الجمهورية القوية القديم والجديد بإعادة النظر بالمحكمة العسكرية وبالنظر بوجودها وبطريقة عملها وبكيفية إصدارها للأحكام وبنوعية الأحكام التي تصدر عنها. وقال عقيص: "‏لفتني أيضاً موقف النيابة العامة العسكرية، ملفت جداً أنها تنازلت عن الدعوة العامة وتصالحت الدعوة العامة خلافاً لأحكام المادة 6 من قانون أصول المحاكمات الجزائية". واعتبر أنه ‏من الواضح بأن السياسة تتغلغل بشكل كبير جداً في القضاء وواضح أيضاً أن هناك معركة لإخضاع القضاة الذين يريدون إبعاد السياسة عن العدلية وبإحلال قضاة مسيّسين بالكامل ويدينون بالولاء الكامل للمرجعيات السياسية مكانهم. ودعا كل الشعب اللبناني إلى الوقوف خلف قضاته لأن المعركة التي يخوضها لمصلحة الناس وما يجري اليوم هو عملية ابتزاز كبيرة تقف الطبقة السياسية من خلالها خلف الشعب اللبناني وتحرّض الشعب اللبناني والناس البسطاء على القضاة المعتكفين."

 

رئيس الكتائب: الموازنة انتهاك صارخ للدستور وأرقامها مغلوطة وعلى النواب تحمل مسؤوليتهم وعدم القيام بمسرحيات في المجلس

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل أن "الموازنة التي أقرتها الحكومة وأحالتها إلى المجلس النيابي فيها انتهاك صارخ للدستور وغش كبير في الأرقام"، وقال: "الموازنة تخالف الدستور وارقامها غير صحيحة ولا تضم اية اجراءات تؤدي الى نهوض اقتصادي، أما نتائجها فستكون انكماشا اقتصاديا وغلاء معيشيا وانخفاضا للقدرة الشرائية، وستشجع التهرب والتهريب عبر المعابر غير الشرعية".

وشدد على أن "هذه الموازنة التي أقرت بإجماع مجلس الوزراء، يتحمل مسؤوليتها كل افرقاء الحكومة"، داعيا النواب الى "عدم القيام بمسرحيات في المجلس وليتحملوا لمرة مسؤولية قراراتهم".

وقال رئيس الكتائب في مؤتمر صحافي، عقده في بيت الكتائب المركزي بالصيفي: "لبنان بلد صغير، وبقدر ما يمكن تدميره بسرعة يمكن انقاذه بسرعة أيضا، لكن هذا الأمر يتطلب ارادة، ونحن قادرون على النهوض ببلدنا واقتصادنا بسرعة قصوى. لذلك نشعر بالقهر عندما نرى ان السلطة لا تقوم بأي شيء من أجل انقاذ لبنان من الواقع الاقتصادي، في وقت هناك خطوات صغيرة انما جريئة يمكنها قلب كل المعادلة ونقل البلد من مرحلة الركود الى النهوض".

أضاف: "أريد ان اقول للحكومة إذا لم تكن على علم، بأن المحاكم مقفلة منذ شهر وهناك اشخاص ينتظرون احكامهم وهناك قضاة مضربون، وربما لا تعرف الحكومة ان اضراب الجامعة اللبنانية مستمر والطلاب لا يعرفون ماذا سيكون مصيرهم وينتظرون شهاداتهم للتقدم الى جامعات في الخارج. لا نعرف إذا كانت الحكومة ترى كل هذا، لكن الامر الاكيد اننا لا نرى معالجات، فالقضاء والجامعة اللبنانية هما أهم قطاعين لبناء المستقبل وإذا كانا معطلين تكون حياتنا وحياة اللبنانيين ومستقبل شبابنا معطلة".

وتابع: "اليوم اريد التحدث عن موضوع الموازنة وسأقسم مداخلتي الى 3 مقاطع: الشكل، الوقائع، والنتائج. يهمنا ان يعرف الشعب اللبناني الحقيقة لأن التشويه وتخبئة الوقائع الحاصل من قبل أفرقاء السلطة كبير لدرجة ان هناك تضليلا للناس ومن واجباتنا كمعارضة ان نصحح المسار ونقدم الحقيقة، وهذا ما سنقوم به في المؤتمر الصحافي".

وتحدث عن الشكل، فقال: "هناك انتهاك صارخ للدستور اولا من ناحية المهل التي هي الزامية، ولو تم احترامها لقمنا بموازنة على سنة لا على 6 اشهر. ثانيا قطع الحساب الذي من المفترض ان يحال الى مجلس النواب قبل الموازنة لأنه يجب إقراره قبلها، وبالتالي يجب اعطاء وقت للنواب لكي يطلعوا عليه لنعرف كيف تم الانفاق الفعلي خلال السنة الماضية، وان لا يكون لدينا مجرد موازنة تمت مخالفتها بالكامل من دون ان نعرف ما هو الواقع".

أضاف: "ثالثا، كل الأرقام الموجودة في الموازنة مغلوطة لأنها على سنة في وقت يتبقى فقط ستة أشهر، واللافت ان المصاريف بقيت على سنة لكن كل ما يسمى بالاجراءات الجديدة فستكون على 6 اشهر، ويجب النظر الى الارقام بحذر كبير لأن كل ما له علاقة بالإنفاق سيبقى كما هو على مدى سنة، اما التدابير الاخرى فسيتم تطبيقها على 6 اشهر".

وأشار الى "غش في الارقام"، قائلا: "يقدرون ان العجز سيكون 7.59%، في وقت كل الشركات العالمية للتصنيف اصدرت تقديراتها بـ8.5 وصولا الى 9 و9.5%، وبالتالي لا نتعلم انه كلما زدنا الضرائب تقل الايرادات".

أضاف: "منذ سنة زادوا الضرائب وكان المدخول اقل من التقديرات بمليار ونصف مليار دولار، بالتالي لدينا نقطة استفهام كبيرة على كل التقديرات".

وانتقل من الشكل الى الوقائع، فلفت الى انه "في نفقات الدولة على اللبنانيين ان يعرفوا ان حجم النفقات المقدر في موازنة 2019 أقل بكم مليون دولار عن موازنة السنة الماضية، اذا لا شيء جذريا في موضوع النفقات، الأمر الوحيد الذي قاموا به هو فرض 1% على المصارف التي ستوفر بعض النفقات إنما هذا التدبير يمكن اجراؤه مرة لا أكثر".

وأشار الى أن "هذا الخفض الصغير في النفقات مؤقت وأجري بالقوة وحتى الان المصارف لم توافق عليه، وهناك نقطة استفهام كبيرة حوله".

وقال: "هناك تدابير كان من السهل اجراؤها ولكن لم يفعلوا ذلك مثل موازنة السفر، إذ ان كل اللبنانيين يسألون أنفسهم كيف في دولة مفلسة يسافر المسؤولون بأعداد كبيرة وبدرجة رجال أعمال. وكنا توقعنا مثلا في أمور بسيطة كهذه اتخاذ تدابير ما كالتخفيف من هذه النفقات وعندما لا يكون هناك ضرورة للسفر لا تسافروا فهناك سفراء يمكنهم تمثيل لبنان في كل المؤتمرات الدولية، وعندما يكون هناك من داع لتسافروا يمكن ان يضم الوفد 3 أو 4 اشخاص يسافرون بدرجة سياحية. هناك تدابير حد ادنى تمكننا من التوفير بطريقة سهلة".

أضاف: "أي جهد لم يبذل لتقليص نفقات الدولة على اي مستوى، والامر مؤكد بالارقام".

وتابع: "في ما يتعلق بالايرادات، عوضوا عن النفقات بالايرادات وفرضوا على الشعب اللبناني سلة ضرائبية ستخلق غلاء معيشيا وتقلص قدرته الشرائية. هذه السلة الضرائبية تطال كل الطبقات الاجتماعية، مثل زيادة رسم خروج على المسافرين التي تطال اللبنانيين وغير اللبنانيين، زيادة على سعر جواز السفر، رسوم اجازة العمل، رسوم الامن العام، اقتطاع 3% من رواتب العسكريين المتقاعدين، "سيتي تاكس" على المقيمين في لبنان، ضريبة دخل على المعاش التقاعدي لموظفي القطاع العام، رسم على معاملات وزارة الخارجية ورفع الضريبة على فائدة المصارف من 7 الى 10%".

وأردف: "إذا جمعنا كل هذه الضرائب غير المباشرة، فستؤدي الى ضرب القدرة الشرائية والى غلاء معيشي، خصوصا انه تمت زيادة 2% على الاستيراد وهذا سيؤدي الى غلاء كبير للاسعار ونتائج كارثية. هذه الضريبة تطال كل السلع ما عدا المواد الاولية وبعض المعدات الصناعية التي كانت اصلا معفية، ما عدا ذلك كل البضائع من الخارج ستخضع ل2% اضافية، اي توقعوا زيادة اسعار كل السلع التي لا يصنعها لبنان، وأغلب الامور التي نستخدمها يوميا كلها تأتي من الخارج".

وأشار الى أن "هذه ال2% التي لا يتحدث عنها أحد ستؤدي الى غلاء معيشي".

وقال رئيس الكتائب: "مع كل الضرائب التي وضعت وهذه الضريبة الخطيرة، لم يحصل اي دراسة للأثر الاقتصادي، وهذا الأمر حصل أيضا مع كل الضرائب السابقة ولم يتم تقدير نتائجها على السوق والاسعار والغلاء المعيشي وعلى التضخم، وبالتالي النتيجة ستكون مغلوطة. وكما قدروا الأرقام في 2018 بشيء واتت على شكل مختلف تماما سيتكرر الأمر نفسه في هذه الموازنة".

أضاف: "هناك 3 نتائج لهذه الاصلاحات: اولا، غلاء معيشة وضرب القدرة الشرائية اي ان الاقتصاد سيجمد والضرائب التي وضعت على الشركات ستخلق انكماشا ومدخول الدولة سيقل، وبالتالي كل التقديرات الموجودة اليوم ستكون غير صحيحة. وهذا الامر سيؤدي الى خفض الاستثمار وبالتالي لن يتم خلق فرص عمل، ولن يكون هناك مدخول لجزء كبير من اللبنانيين والاستهلاك سيكون اقل والدورة الاقتصادية ستكون الى تراجع".

وتابع: "بالتالي كل التقديرات عن النمو الاقتصادي هي عكس الموازنة، فالنمو لن يكبر اذا كانت الموازنة انكماشية كما هو الواقع اليوم".

وأردف: "النتيجة الثالثة لهذه الموازنة تشجيع التهريب بسبب غلاء اسعار السلع وزيادة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، وبما ان لا تدبير عمليا ولا خطة لضبط المعابر غير الشرعية وضبط الهدر والتهريب في المرفأ والمطار وبزيادة سعر السلع سيزيد التهريب وبالتالي مدخول الدولة سينخفض".

وقال: "عمليا ما نقوم به هو اننا نقاصص الناس التي تلتزم بالقانون والتي تمرر بضائعها بطريقة شرعية عبر المرفأ والمطار والمصنع وتدفع ضريبة، ونكافىء المهربين ونشجعهم على ذلك. ومن جهة أخرى نقاصص من يدفع ضريبة دخل وهو تحت سقف القانون ونكافىء الناس التي تتهرب من دفع ضريبتها، ونساوي الموظف الذي عمل بعرق جبينه ليؤمن لقمة عيش أولاده ويستحق المعاش وسلسلة الرتب والرواتب وكل التقديمات التي استحقها بسبب عمله، وفي الوقت عينه نكافىء الموظف الوهمي الذي يحصل على راتبه من دون ان يعمل، في حين ان المطلوب مكافأة من يعمل ومعاقبة من لا يعمل أو على الاقل نلغي عقده وهذا ما طلبناه من الدولة".

أضاف: "هذه الموازنة هي اولا مخالفة للدستور وارقامها غير صحيحة ولا تضم اية اجراءات تؤدي الى نهوض اقتصادي ونتائجها ستكون انكماشا اقتصاديا وغلاء معيشيا وانخفاضا للقدرة الشرائية، وستشجع التهرب والتهريب عبر المعابر غير الشرعية".

وتابع: "إننا قادرون على تغيير هذا الواقع وما زال أمامنا حوالى الشهر لانقاذ بلدنا. اعتبروا هذا المؤتمر الصحافي تحفيزا لتعديل الموازنة من خلال وضع الامور على السكة الصحيحة ووضع خطة اقتصادية لخلق فرص عمل وتشجيع الاستثمار، أما توفير الأموال فيحصل من الأماكن التي لا تطال الناس وهذا يبدأ اولا بضبط المعابر غير الشرعية والحدود لوقف التهريب والتخلص من كل الوظائف الوهمية التي تثقل على الدولة كلفة المعاشات التي تدفعها عن غير وجه حق والوظائف التي تستخدم من قبل السلطة لأهداف انتخابية، من دون المس بالموظف الذي يواظب على عمله".

وحذر الجميل من "3 تدابير ستطال مباشرة السياحة في لبنان وتضرب هذا القطاع الحيوي للاقتصاد اللبناني، والذي يجب الرهان عليه لا زيادة الاثقال من خلال زيادة كلفة الفنادق الى جوازات السفر ما سيعطل السياحة في لبنان".

وتمنى "في الاسابيع المقبلة خلال المناقشة في مجلس النواب ان يحصل تعديل لبنود الموازنة"، وقال: "حزب الكتائب سيواكب هذا الامر مع الاختصاصيين الاقتصاديين الذين نعمل معهم، وسنعطي الشعب اللبناني تباعا رأينا بكل ما يحصل كي لا يتعرضوا للغش".

أضاف: "الكتائب برهنت في السنوات الماضية ان كل ما قالته تبين انه صحيح، بدءا من الارقام التي قدمناها عن العجز الذي قدروه بـ4.8 مليار العام الماضي فيما قلنا نحن انه سيكون 6.1، وتبين ان الرقم الفعلي هو 6.5 وبالتالي 0.4 اكثر من الرقم الذي قدرناه وملياران أكثر من الرقم الذي قدمته السلطة".

وختم: "برهنا في السنوات الماضية اننا كنا نرى الارقام بشكل صحيح وسنكمل بكشف الثغرات لكي تتحمل الدولة والحكومة مسؤولية افعالها، وإذا كانت هناك نية صافية ان تصحح الخطأ الآن كي لا نقع بالمحظور بعد اقرار الموازنة".

حوار

ثم رد الجميل على أسئلة الصحافيين، فقال: "الانتظام المالي يحصل عندما تلتزم الدولة بالمهل الدستورية وتقوم بموازنة على الوقت، كما يتحقق الانتظام المالي عندما يتم اقرار موازنة فعلية لا ورقية تضم ارقاما خنفشارية يتبين لاحقا انها مغلوطة، كما يتطلب الانتظام المالي ان تقوم الدولة بدراسة اثر اقتصادي لكل الاجراءات التي تؤدي الى ضرب حياة اللبنانيين واقتصادهم".

أضاف: "حكومة الوحدة الوطنية الموجودة اليوم تضم مختلف الفرقاء السياسيين ما عدا الكتائب، بالتالي لديهم التأثير الأكبر على النقابات، ولا استغرب تفضيل بعض النقابات انتماءها الحزبي على مصلحتها الخاصة ومستقبل بلدها".

وتابع: "هذا المؤتمر الصحافي والضغط الشعبي سيخلق وعيا عند الناس ما سينعكس ضغطا لتعديل بعض النقاط الموجودة في الموازنة. نحن لا ندعي ان بإمكاننا قلب الموازنة رأسا على عقب لأن السلطة مصرة عليها، لكن اذا كان بإمكاننا تخفيف الضرر عن اللبنانيين فنكون قد أحدثنا تقدما او على الاقل حافظنا على مصلحة الناس". وأردف: من واجباتنا كمعارضة ان نقدم وجهة نظرنا، وعلى الناس ان تحاسب المسؤولين". وقال ردا على سؤال: "الموازنة أقرت بإجماع مجلس الوزراء، وبالتالي يتحمل مسؤوليتها كل افرقاء الحكومة، وندعو نواب هؤلاء الأفرقاء الى عدم القيام بمسرحيات في مجلس النواب وليتحملوا لمرة مسؤولية قراراتهم. أما اذا لم يكونوا راضين فليستقيلوا من الحكومة وليجلسوا معنا في المعارضة ونعطي للناس املا بالمستقبل". أضاف: "أما ان يوافقوا على الموازنة داخل الحكومة وينتقدوها في الخارج، كما حصل في ملف التوظيف الوهمي، فهذا الامر يجب ألا يمر علينا او على الناس الذين يقع عليهم دور المحاسبة".

وتابع "عندما نصوت على امر ما يجب بالتالي ان نتحمل المسؤولية امام الناس، وساعد الله وزير المالية لانه يتحمل مسؤولية الموازنة عن كل الافرقاء الذين يتبرأون منها في وقت هم مسؤولون بقدره، وساعد الله رئيس الحكومة لأنه سيجد أحزابا تجلس معه على الطاولة وتقر الموازنة معه وتتبرأ لاحقا من مسؤوليتها تجاه الموازنة". وأردف: "أنا أحترم من يتحمل مسؤولية توقيعه مثلما تحملنا مسؤوليتنا وخرجنا من الحكومة ولم نبق في الداخل ونكذب على الناس في الخارج". وعن التوظيف العشوائي، أكد الجميل ان "من يجب محاسبته ليس الموظف بل الأحزاب المسؤولة عن هذا الأمر"، وقال: "هناك وزراء يجب ان يحاكموا، واحزاب سياسية يجب ان تتحمل مسؤوليتها، وهذا الامر لا يحصل". أضاف: "أي اجراءات جدية يجب ان تكون وفق معايير واضحة وان يتحمل مسؤوليتها الافرقاء السياسيون المسؤولون عن التوظيف الوهمي بالدرجة الاولى". وردا على سؤال عن المعابر غير الشرعية، قال: "يجب السؤال عمن يستفيد منها ومن هي المافيات التي تعمل عليها، عندها نحصل على جواب سؤال لماذا لا يتم اقفالها، مع العلم ان المجلس الاعلى للدفاع اقر انه يعرف أماكن المعابر وعددها وبالتالي لا مانع من اقفالها، لكن هناك من يستفيد داخل الدولة اللبنانية من هذه المعابر وهذا الطرف معروف".

 

أبي نصر افتتح لقاءات للرابطة مع رؤساء أحزاب موارنة وشخصيات ركزت على خلل التجنيس ل1994 والمناصفة الفعلية والنازحين ورفض التوطين والجنسية

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - إفتتح رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر سلسلة اللقاءات التي قررت الرابطة عقدها مع رؤساء الأحزاب والمؤسسات والوزراء والنواب الموارنة، وفاعليات الطائفة على تنوعها. وفي هذا السياق، عقد اجتماع في قاعة الاجتماعات في الرابطة، حضره النواب: نديم الجميل، سليم عون، وجوزف اسحق، الوزير السابق يوسف سعادة، النائب السابق الدكتور سليم سلهب، ورئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" المهندس شارل الحاج وأعضاء المجلس التنفيذي للرابطة. وبحث المجتمعون في "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وهي موضوعات مسيحية ذات أبعاد وطنية انطلاقا من المبادئ الميثاقية التي يقوم عليها لبنان. ومن هذه الموضوعات التلاعب بالديموغرافيا اللبنانية من خلال مرسوم الجنسية اللبنانية الصادر في العام 1994 الذي أحدث إختلالا كبيرا في التوازن الديموغرافي بين الطوائف ولا سيما في ضوء النظام السياسي اللبناني الذي أرساه دستور ما بعد الطائف أي الديموقراطية الميثاقية المنطلقة من مبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات جميعها على أساس المناصفة الفعلية في التمثيل حسبما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني. وإن ما يحيط بهذا الموضوع من تصريحات وما يتخلله من تقديم مشاريع قوانين، لا تنسجم مع المبادئ الميثاقية وتصيب المصلحة الوطنية بأضرار كبيرة وإن أي تعديل في قوانين التجنيس يجب أن يربط بإلغاء الطائفية وحل أزمة النازحين وخصوصا أن هناك الآلاف منهم لا يملك أوراقا ثبوتية وليسوا مسجلين في قيود المفوضية العليا للإجئين المنبثقة من الأمم المتحدة بما يخشى أن يتحول وجودهم إلى حالة دائمة، وهو ما يؤدي إلى تغيير في الهوية". وتوافق المجتمعون على "التمسك بحق العودة للفلسطينيين إنفاذا لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 194/49، وبما ورد في مقدمة الدستور لجهة رفض التوطين رفضا قاطعا. وتم "تأكيد حق المتحدرين والمنتشرين في اختيار الجنسية اللبنانية واستعادتها، ومشاركتهم في الحياة السياسية واللبنانية، وترشحا واقتراعا في أماكن وجودهم. وتوقف المجتمعون "عند ذكرى المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير التي تحل في أيلول المقبل، مؤكدين ضرورة الاحتفال بها وجعلها يوما وطنيا". واتفقوا على "استمرار التواصل في رحاب الرابطة المارونية لكونها ملتقى قواها وقياداتها على اختلاف اتجاهاتهم، وتوسيع اللقاء، من أجل اطلاق حوار بناء، شامل ومسؤول، والتفاهم على العناوين والآليات التنفيذية لما يتم الاتفاق عليه". واستذكروا "شهداء المجاعة والمرض التي فتكت باللبنانيين في الحرب الكونية الاولى"، داعين الى "وجوب إحياء ذكراهم وقد انبثق لبنان الكبير من رحم معاناتهم وذكراهم". وتقدم المجتمعون من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا "بخالص التهنئة لمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، سائلين الله أن يحمل الخير والسلام والوئام الى لبنان".

 

لاسن سلمت جائزة سمير قصير لحرية الصحافة: الشرق الأوسط أسوأ المناطق في العمل الصحافي في مجال الخطف واغتيال الصحافيين خصوصا في سوريا

الجمعة 31 أيار 2019 /وطنية - سلمت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن ورئيسة "مؤسسة سمير قصير" الإعلامية جيزيل خوري "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة" إلى ثلاثة فائزين من سوريا والمغرب عن فئات الرأي والتحقيق الاستقصائي والتقرير الإخباري السمعي والبصري.

أقيم الاحتفال الذي دعا اليه الإتحاد الأوروبي بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد سمير قصير في "فيلا سرسق" مساء أمس، في حضور وزير الدفاع الياس بو صعب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب السابق عاطف مجدلاني ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق، وزير العمل كميل ابو سليمان وسفراء رومانيا فيكتور مارسيا، بريطانيا كريس رامبلينغ، المانيا جورجيو برغيلين، بلجيكا هوبير كورمان، اسبانيا خوسيه ماريا دو لا فيريه، والنواب: انور الخليل، ميشال معوض وعماد واكيم، نقيب المحررين جوزف قصيفي، نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي الدكتور انطوان حداد، امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر وعدد من الشخصيات الديبلوماسية والإجتماعية والسياسية والإعلامية. تألفت لجنة حكم الجائزة من سبعة من العاملين في مجال الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان من أوروبا والشرق الأوسط وهم: المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية وممثل مؤسسة سمير قصير في لجنة التحكيم فادي العبد الله من لبنان، الكاتب والمصور عمار عبد ربه من سوريا، كاتبة عمود ومعلقة سياسية بارعة علم الدين من لبنان، الكاتبة الحائزة على جوائز المراسلة ومخرجة أفلام وثائقية صوفيا عمارة من المغرب، كاتب العمود في الشؤون الدولية في بوسطن غلوب تناسيس كمبانيس (Thanassis Cambanis) من اليونان، المصور الصحافي الحائز على جائزة World Press Photo أليسيو رومينزي من إيطاليا، والمستشارة الدولية لتطوير الشخصيات في مجال الإعلام والصحافة بيلانا تاتومير من كرواتيا.

خوري

بداية، النشيد الوطني اللبناني فكلمة لمقدمة الحفل الإعلامية نيكول الحجل، ثم تحدث خوري فاعتبرت في كلمتها ان "حالة هيستيرية تعم المنطقة من تشجيع على الإعدامات باسم الوطنية وخطابات غرائزية تدعو الى قتل الآخر جسديا بإنهاء حياته او معنويا بزجه في السجون او تخوينه. اليوم بعد 14 عاما، شباب من بلادنا متوسط اعمارهم 25 سنة، يبقى سمير قصير ملهمهم ليقودهم في كتاباته نحو الحرية وهو الذي قال: "ليس في لبنان صحافة حرة بل هناك صحافيون أحرار". وهؤلاء الشباب هم العلة السائرة نحو الحرية والديموقراطية ودولة القانون". وتوجهت الى السفراء المشاركين بالقول: "تستشهدون دائما بالإرقام التي يصدرها مراسلون بلا حدود عن واقع الحريات في العالم، هذه الأرقام تدل على التراجع الخطير لكنها لا تزال مخففة مقارنة بما نرصده عن كثب في مركز سكايب: تقولون ونحن موافقون ان الوضع في لبنان هو الأفضل في المنطقة ولكننا وثقنا 80 انتهاكا في لبنان منها 12 حالة توقيف واعتقال لدى مختلف الأجهزة الأمنية. 18 صحافيا وناشطا تم استدعاؤهم الى التحقيق لما نشروه. دعاوى قضائية لا تتحرك الا ضد الذين لا يحظون بالغطاء الحزبي والطائفي طالت ما لا يقل عن 20 صحافيا، 8 اعمال فنية من مسرحية وافلام منعت او اقتطع منها مقص الرقابة، 6 اعتداءات جسدية على صحافيين ومصورين وللمرة الأولى منذ سنوات اربعة احكام سجن بحق الصحافيين كل هذا عام 2018. المشكلة سياسية بعمق وتكمن في غياب اي شكل من اشكال الثقافة الديموقراطية من ذهن من يحكم المنطقة اليوم. سلطة خاوية من الرؤية السياسية والإنفتاح على الحداثة في عالم يعيش الثورة الصناعية الرابعة. نعيش نحن في بلد يتعاطى مع فضائح بما فيه من قرصنة وتلاعب ببيانات شخصية بالسجن والتعذيب وفضيحة التجسس المعمم على هواتفنا وهواتف السياسيين والصحافيين كأنها احداث عابرة لا اهمية لها مقارنة بفورات غضب وتجييش اعلامي لا ينتهي ضد تصريحات سخيفة. دولة تضرب موازنة الثقافة والجامعة اللبنانية والمؤسسات الرعائية لا تعي الفرق بين الإنفتاح والحداثة. لكننا لا نتوقف امام كل هذه التحديات بل نوسع نشاطاتنا ومن بينها مهرجان ربيع بيروت ونفتخر اليوم في "سكايز" بافتتاح اول برنامج للإستضافة الآمنة لصحافيين عرب مضطهدين في بلادهم في بيروت. هوية بيروت هي احتضان التنوع والإختلاف والفكر والنقاش والإبداع والأقلام والعدسات الحرة هذه الهوية هي المهددة اليوم".

لاسن

وألقت السفيرة لاسن كلمة عبرت فيها عن سرورها وفخرها للمشاركة في منح هذه الجائزة "لتخليد ذكرى سمير قصير للسنة الرابعة على التوالي وهو احد ابرز النشاطات الملهمة في لبنان وهو مصدر للدفع والإلهام وللقاء الصحافيين ولرؤية المستوى العالي للمقالات الإستقصائية المنتجة التي تتعلق بأبرز المواضيع الإجتماعية وحقوق الإنسان في المنطقة". وقالت: "دافع الاتحاد الأوروبي عن حرية التعبير، ويدعو إلى وضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين". وقالت: "من خلال هذه الجائزة، نقوم بتجميع الصحافيين الذين يكرسون حياتهم بطرق مختلفة لتحقيق صحافة عالية الجودة. نعلم جيدا أن بعضهم يفعل ذلك بتكلفة شخصية كبيرة، وفي بعض الأحيان بتضحيات ضخمة". أضافت: "في وقت يشهد العديد من البلدان انخفاضا كبيرا في حرية التعبير وحرية الصحافة، نواصل الدفاع عن وسائل الإعلام المستقلة وتعزيز القوانين والممارسات التي تحمي حرية الرأي والتعبير.

هذه الجائزة تستذكر سمير قصير الذي منح حياته دفاعا عن حرية التعبير ونحن كإتحاد اوروبي نعترف ونشجع عمل الصحافيين والإعلاميين ونحن ملتزمون بمكافحة الإضطهاد والعنف ومعاقبة الجرائم ضد حرية التعبير وحقوق الإنسان وسنستمر في الدفاع عن وسائل الإعلام المستقل والحر".

وأوضحت ان "بلدان الشرق الأوسط تشهد مزيدا من الميل الى العنف الذي يطال حرية التعبير والإعلاميين". وقالت: "ان التقارير التي تنشرها مؤسسة مراسلون بلا حدود تشير الى تراجع وتدهور حالة الحريات وقد ذكر تقرير سابق ان الصحافيين لم يتعرضوا لهذا المستوى الكبير من الإضطهاد والعنف الذي تعرضوا له سنة 2018. وللأسف تستمر منطقة الشرق الأوسط في ان تكون اسوأ المناطق في العمل الصحافي خصوصا في مجال الخطف واغتيال الصحافيين الذي رأيناه في دول عديدة خصوصا في سوريا".

وأشارت لاسن الى ان "اوروبا ليست استثناء وبرغم انها المنطقة التي لا تزال الأكثر احتراما للإعلاميين فإنها سجلت حالات كثيرة للتعرض للصحافيين واغتيالهم". ولفتت ان "لبنان سجل حالة من التدهور حيث تم تسجيل نحو 80 حالة اختراق في العام الماضي حالت دون تمكين الصحافيين من التعبير عن انفسهم في الصحافة والإذاعة والتلفيزيون ووسائل التواصل الإجتماعي وهناك فعاليات وانشطة الغيت بسبب الضغوط، ولكن لبنان لا يزال في حال افضل من الدول الأخرى في المنطقة". وقالت: "تاريخيا كان الصحافيون والكتاب والفنانون يشعرون فيه بالحرية بالتعبير عن انفسهم، ولبنان هو مهد لحرية التعبير. ونأمل بأن يستمر لبنان على هذا المسار في ما خص حرية التعبير وحرية الصحافة". وختمت: "علينا ألا نعتبر حقوق الإنسان والقيم الديموقراطية، من بينها حرية التعبير، تحصيلا حاصلا. ولهذا انا مسرورة بالعدد الكبير وبالمستوى المميز للمشاركات التي بلغت 233 مشاركة من مختلف دول المنطقة. والمشاركة الأكبر كانت من مصر حيث قاربت نصف عدد المشاركات. اما المشاركات الأخرى فكانت من سوريا، لبنان، الاردن وفلسطين وتونس". وأثنت على نوعية الأعمال، مشيرة الى عدد المقالات وعلى مستوى التحقيقات الإستقصائية الكبيرة "التي اعطت فكرة واضحة عن الواقع".

الجوائز بعد ذلك، ألقت الإعلامية علم الدين كلمة باسم لجنة التحكيم أثنت فيها على "نوعية الإعمال الصحافية المقدمة وعلى حرفيتها ودقتها وموضوعيتها". بعد ذلك، أعلن عن الفائزين بالجائزة للعام 2019 وهم: عن فئة مقالات الرأي: روجر أصفار من سوريا، من مواليد 1983، كاتب وخبير في الحوار بين الأديان ومقره بيروت. تم نشر مقاله المعنون "الكابتن ماجد أو القائد الأب" في جريدة الحياة في 14 ايار 2018 ويسلط الضوء على الحاجة إلى الابتعاد عن مفهوم الأبطال من أجل بناء مجتمع ديمقراطي في سوريا.

عن فئة مقالة التحقيق: علي الإبراهيم من سوريا، من مواليد 198، مراسل في ستوكهولم. تم نشر تقريره المعنون "تزوير الموت: النظام السوري يخفي جرائم الحرب" في فييس أرابيا في 9 كانون الأول 2018 ويسلط الضوء على التناقض بين الأسباب الرسمية لوفاة السجناء في السجون السورية والأسباب الأكثر ترجيحا. اما عن فئة التقارير الإخبارية المرئية والمسموعة، ففاز يوسف الزيراوي من المغرب، من مواليد 1979، مؤسس تلفزيون جوجاب على شبكة الإنترنت في الرباط. تم بث تقريره المعنون "بشرى: امرأة" على قناة جوجاب في 8 آذار 2019 ويصور سائق حافلة امرأة شجاعة والتحديات التي تواجهها يوميا.

إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يمول هذه الجائزة وهو يكافئ الصحافيين الذين تميزوا من خلال جودة عملهم والتزامهم بحقوق الإنسان والديمقراطية، وتبلغ قيمة الجائزة عشرة الاف اورو لكل فائز بالفئات الثلاثة. وشارك هذا العام 233 صحافيا في المسابقة من الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس واليمن.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 31 آيار 01 حزيران/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for June 01/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75378/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-june-01-2019/

 

خطاب نصرالله: عداء للبنان وللعرب وأوهام وتسوّيق لثقافة الموت والفوضى والخراب

الياس بجاني/31 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75367/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88/

 

هل يسقط الناخب الاسرائيلي "صفقة القرن"؟

الكولونيل شربل بركات/31 أيار/2019

 http://eliasbejjaninews.com/archives/75356/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AE%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

 

انتفاضة "المستعمرات" الإيرانية... الطريق الأسرع لردع طهران ودعم حركات المقاومة في الدول الواقعة تحت تأثيرها أضحى أمرا ضروريا

 د. وليد فارس/انديبندنت/31 أيار/2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/75364/75364/

 

Is Peaceful Regime Change In Iran Possible?
 
أريك مانديل/جيرازولم بوست: هل من الممكن تغيير النظام في إيران بشكل سلمي؟
 Eric Mandel/Jerusalem Post/May 31/2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/75352/%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D9%83-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%88%D9%84%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D9%87%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%83%D9%86/

 

 Washington's Arming Of The Lebanese Army Is An Own Goal
 Ilan Zalayat/Jerusalem Post/May 31/2019
 
ايلان زلايات/ يروزالم بوست: تسليح واشنطن للجيش اللبناني هو لغايات خاصة بها
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75348/%d8%a7%d9%8a%d9%84%d8%a7%d9%86-%d8%b2%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%aa%d8%b3%d9%84%d9%8a%d8%ad-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86/

 

Analysis/Trump's Peace Plan Would Give Palestinian Refugees Many, Many Countries
 
تحليل سياسي من الهآرتس لزفي بارئيل: خطة ترامب للسلام تعطي اللاجئين الفلسطينيين بلدان كثيرة وكثيرة
 Zvi Bar'el/Haaretz/May 31/2019
 
التحليل يتناول جهود السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد التوسط بين لبنان وإسرائيل فيما يتعلق بترسيم الحدود بين البلدين والتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين للبدأ باستخراج الغاز والنفط على الحدود المشتركة والتحليل يقول بأن موقف أميركا المتساهل حيال لبنان إسرائلياً والذي يحمله سترفيلد هو في مقابل أن يؤيد لبنان خطة ترامب للسلام ويعطي الجنسية اللبنانية إلى اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/75344/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%84%D8%B2%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D8%A9/